الضيق والوسواس
يُعرّف الضّيق بأنّه استجابة بشرية متوقّعة للمواقف الصعبة أو الخطرة، فقد خُلِق البشر ليكونوا قادرين على تجربة مجموعةٍ من الضّغوطات والتعافي منها، والضّيق هو جزءٌ من الحياة، إذ إنّ القَدْر الضئيل من التوتر والضّيق يجري فيه إطلاق هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، ممّا يؤدّي إلى تسارع معدل ضربات القلب، والتمثيل الغذائي، ومعدّل التنفّس، وإذا استمرّت الاستجابة للضيق فترةً طويلةً فقد تكون لها تأثيرات ضارّة على العقل والجسم، ويوجد العديد من الطّرق المختلفة لعلاج الضيق وتقليله، بما في ذلك تحديد المحفّزات، واتّباع تقنيات الاسترخاء، وتغيير أسلوب الحيا،ة وطلب الدّعم من الآخرين[١].
أمّا الوسواس فهو مجموعة من الأفكار الهوسية والسّلوكيات القهريّة التي تصبح مُهلِكَةً لدرجة أنّها تتداخل مع الحياة اليومية للشخص، فالوسواس هو اضطرابُ قلق يتميّز بأفكارٍ لا يمكن السيطرة عليها وسلوكيات روتينية غير عقلانية متكررة تُشعِر الشخص أنه مضطّر لأدائها، وعلى الرغم من أنّ الشخص لا يستمدّ أي شعورٍ جيّد من أداء هذه السّلوكيات المتكرّرة إلّا أنّها قد توفّر بعض الرّاحة من القلق الناتج عن الأفكار الهوسيّة[٢].
علاج الضيق والوسواس
لا يصنّف الضيق دومًا بأنّه حالة صحية وتحتاج إلى العلاج، لذلك يمكن علاج الضّيق باتباع عدد من طرق العناية الذاتية، أو تناول بعض أنواع الأدوية، ومن هذه العلاجات ما يأتي[٣]:
- العلاجات النفسية: يمكن أن يساعد التحدث مع اختصاصي نفسي على تعلّم كيفية التعامل مع التوتر والضيق ليصبح الشخص أكثر وعيًا بأفكاره ومشاعره، والأنواع الشائعة من العلاجات النفسية التي يمكن أن تساعد في علاج الضيق ما يأتي:
- العلاج السلوكي المعرفي، الذي يساعد الشخص على فهم أنماط التفكير الخاصة به، والتعرّف على المحفّزات وتحديد الإجراءات الإيجابية التي يمكن اتخاذها.
- العلاج المعرفي القائم على اليقظة العقلية، الذي يجمع بين الذهن والتأمل واليوجا مع التركيز بصورة خاصّة على الحدّ من الضّيق.
- تناول الأدوية: تعدّ مشاعر الضّيق ردّ فعل طبيعيًّا للأمور التي تحدث في الحياة، وليس مشكلةً في الصحة العقلية، لذلك لا يوجد دواء محدد للضيق، ومع ذلك يوجد العديد من الأدوية المتاحة التي يمكن أن تساعد على الحدّ من بعض علامات الضّيق أو التحكّم بشدّتها، وقد يصف الطبيب الآتي:
- الحبوب المنوّمة أو المهدئات الثانوية في حال كان الشّخص يواجه مشكلةً في النوم.
- مضادّات الاكتئاب.
- الأدوية لعلاج أي أعراضٍ جسديّة للتوتر والضّيق، مثل: متلازمة القولون العصبي، أو ارتفاع ضغط الدّم.
- العلاجات التكميلية والبديلة: قد تساعد بعض العلاجات التكميلية على إدارة مشاعر الضيق، وقد تشمل هذه العلاجات ما يأتي:
- اليوغا والتأمل.
- العلاج بالإبر.
- العلاج بالزيوت العطرية.
- التدليك.
أمّا لعلاج الوسواس القهري فإنّ معظم الحالات لا تتماثل للشّفاء، لكن يمكن أن يساهم العلاج في السّيطرة على الأعراض، إذ لا تتحكّم بحياة المريض ونشاطاته اليوميّة وتؤثّر عليها، وقد يكون بعض المرضى بحاجةٍ إلى العلاج طوال فترة حياتهم الباقية.
تتمثّل العلاجات الرئيسة للوسواس أو ما يُعرَف باضطراب الوسواس القهري بالعلاج بالأدوية والعلاجات النفسيّة، وغالبًا ما يكون العلاج مفيدًا عند الجمع ما بين النوعين، وهما تفصيلًا كالآتي[٤]:
- العلاجات النفسية: يعدّ العلاج السلوكي المعرفي -وهو واحدٌ من أنواع العلاجات النفسيّة- علاجًا فعالًا للعديد من الأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري، ويتضمّن هذا العلاج التعرّض للمحفّز ومنع الاستجابة، وهو أحد أنواع العلاجات السلوكية المعرفية، ويكون بتعريض المريض تدريجيًا إلى هاجس أو محفّز أو شيء مخيفٍ وتعليمه طرقًا صحّيةً للتعايش مع القلق والضيق الناجم عن الوسواس، ويتطلّب العلاج بالتعرّض ومنع الاستجابة جهدًا وممارسةً، لكن قد يتمتّع المريض بعد شفائه بحياة أفضل بمجرد معرفة كيفية التحكّم بالهواجس والأفعال القهرية، كما يمكن أن يكون العلاج ضمن جلساتٍ منفردة أو بوجود العائلة أو في مجموعاتٍ داعمة.
- العلاجات الدوائية: قد يساهم تناول بعض الأدوية النفسية في السّيطرة على هواجس اضطراب الوسواس القهري ومحفذزاته وأفعاله وأفكاره القهرية، وفي أغلب الأحيان تجري تجربة مضادات الاكتئاب أوّلًا، وتتضمّن مضادات الاكتئاب التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء لعلاج اضطراب الوسواس ما يأتي:
- كلوميبرامين، للأفراد البالغين وللأطفال البالغين من العمر 10 أعوام أو أكثر.
- فلوكسيتين، للأفراد البالغين وللأطفال البالغين من العمر 7 أعوام أو أكثر.
- فلوفوكسامين، للأفراد البالغين وللأطفال البالغين من العمر 8 أعوام أو أكثر.
- باروكسيتين، للبالغين فقط.
- سيرترالين، للأفراد البالغين وللأطفال البالغين من العمر 6 أعوام أو أكثر، ومع ذلك قد يصف الطبيب مضادّات اكتئاب وأدويةً نفسيّةً أخرى.
أسباب الضيق والوسواس
يمكن أن يكون سبب الضيق أيّ نوع من التحفيز الجسدي أو العاطفي أو المواقف اليومية الصعبة، وغالبًا ما يتحدث الأشخاص عن أنواع مختلفة من التوتر والضيق، مثل: ضغوط العمل، أو ضغوط العلاقات العاطفيّة، أو ضغوط الأبوّة والأمومة، وقد تكون بعض أنواع الضيق مرتبطةً بمراحل محددة من الحياة، مثل: الحمل، أو الشيخوخة، أو سنوات المراهقة، أو ما بعد سنّ انقطاع الطمث، كما يمكن أن يتأثّر الأطفال أيضًا بالضيق،[٥] وبالنسبة للوسواس فما يزال سبب الإصابة به غير واضح بالكامل، لكن تتضمّن النظريات الرّئيسة له ما يأتي[٦]:
- أسباب كيميائية أو تشريحيّة في الدّماغ.
- أسباب وراثيّة.
- عوامل بيئيّة.
المراجع
- ↑ "Stress", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 18-07-2019. Edited.
- ↑ "Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)", www.helpguide.org, Retrieved 18-07-2019. Edited.
- ↑ "How to manage stress", www.mind.org.uk, Retrieved 18-07-2019. Edited.
- ↑ "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-07-2019. Edited.
- ↑ "Stress", www.emedicinehealth.com, Retrieved 18-07-2019. Edited.
- ↑ "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-07-2019. Edited.