علاج الظهر المفتوح

كتابة:
علاج الظهر المفتوح

الظهر المفتوح

يشير البعض لحالة السنسنة المشقوقة أو تشقق العمود الفقري (Spina Bifida) بالظهر المفتوح، وتظهر هذه الحالة في الأسبوع الثالث والرابع من الحمل، وحينها يفشل النخاع الشوكي بالإنغلاق كما يجب، لذلك يولد الجنين بناخ شوكي بارز إلى الخارج، ولم يحدد السبب الرئيسي لهذه الحالة، إذ يعتقد العلماء ارتباطها ببعض العوامل البيئية والجينية، وإصابة المرأة ببعض الأمراض المزمنة.

تنقسم هذه الحالة لعدة أنواع؛ أولها السنسنة المشقوقة الخفيَّة التي تتمثل بوجود فراغ بسيط يبرز من خلال النخاع الشوكي، ولكن كل من الأعصاب والنخاع الشوكي هما طبيعيين، بينما تعرف القيلة السحائية (Meningocele) بعدم انغلاق العمود الفقري على النخاع الشوكي، مما يتسبب باندفاع السحايا للخارج، وآخر نوع هو بالقيلة النخاعية السحائية (Myelomeningocele)؛ وتعدّ الأكثر صعوبة لأنّ جزء كبير من النخاع الشوكي يبرز من خلال الظهر، كما تعدّ الأكثر شيوعة بنسبة 75% من حالات الظهر المفتوح، وفي بقية المقال ذكر لعلاج هذه الحالة بالتفصيل.[١]


علاج الظهر المفتوح قبل الولادة

يعتمد علاج الظهر المفتوح على شدة الحالة لدى الجنين، وخاصةً أنّ جزء من العلاج يطبق قبل الولادة، وجزء يطبق بعد الولادة، كما أنّ حالة السنسنة المشقوقة الخفيَّة لا تحتاج لأي نوع من العلاج، ولكن باقي الأنواع تستدعي إجراء بعض العلاجات الطبية، لذلك تستدعي حالات الظهر المفتوح الآخرى تطبيق جراحة قبل الولادة، وبالتحديد قبل الأسبوع 26 من الحمل، نظرًا لأنّ وظيفة الأعصاب لدى الجنين قد تختل في حال عدم تطبيق هذه الجراحة، وتتضمن الجراحة فتح رحم الأم وتعديل الظهر المفتوح للجنين، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى جراحة منظار الجنين التي تكون أقل توغلًا -أي تأثيرًا في الأم والجنين- من فتح رحم الأم.

يعتقد بعض الأطباء والباحثين بأنّ تطبيق هذه الجراحة سيقلل من مضاعفات ولادة الجنين بظهر مفتوح، والتي تتضمن استخدام الطفل للعكازة أو أي من الأجهزة التي تساعده على المشي، كما تقلل من خطر الإصابة باستسقاء الرأس (Hydrocephalus)، وفي الحقيقة دائمًا نوصي بمراجعة الطبيب على الدوام وسؤاله عن هذه الجراحة، إذ سيقيم كل من إيجابيات وسلبيات هذه الجراحة، ومدى خطورتها، وما إنّ كانت تستحق المخاطرة أمّ لا. [٢]

كما توجد جراحة تجرى بعد ولادة الجنين وبحد أقصى خلال 48 ساعة من ولادته، وتتضمن إعادة النخاع الشوكي لموقعه الطبيعي عبر جراحة مفتوحة، وإغلاق الفتحة المتكونة في الظهر، ولكن لا يمكنها استعادة أي من الأعصاب المتضررة، كما أنّها ترفع من نسبة الإصابة بالعدوى.[٣]


علاج الظهر المفتوح بعد الولادة

تتضمن مجموعة من الإجراءات الطبية التي تخفف من مضاعفات الظهر المفتوح، وفي ما يأتي بيان لها:[٣][٢]

  • علاج استسقاء الرأس: في حال إصابة المولود باستسقاء الرأس المتمثل بتراكم السوائل في الدماغ فإنّ الطبيب يقوم بإدخال أنبوب لتصريف هذه السوائل من الدماغ إلى جزء آخر من الجسم، وعادةً ما يكون البطن هو المنطقة التي يصرَّف فيها هذه السوائل.
  • العلاج الطبيعي: يساهم تطبيق العلاج الطبيعي للطفل المصاب بالظهر المشقوق في مساعدته على تسهيل حركته، ومنع اختلال توازنه، وإيقاف تطوُّر ضعف عضلات الساقين لديه.
  • العلاج الوظيفي: يتمركز هذا العلاج على مساعدة المصاب بالظهر المفتوح على أداء أغلب الأنشطة اليومية، وأنّ يصبح أكثر استقلالية في إنجازها لوحده.
  • أجهزة لتسهيل الحركة: بعض حالات الظهر المفتوح قد تواجه صعوبة شديدة في المشي، وقد لا تكون قادرة على ذلك بتاتًا، لذلك يمكن توفير الكرسي المتحرك للمصاب لتسهيل حركته، كما تتوفر بعض الكراسي الإلكترونية التي يتحكم بها عبر مقود صغير مرتبط بها، ولا يقتصر الأمر على هذه الكراسي، وإنّما قد يوصي الطبيب بالجبائر ومقومات الساق لدعم العضلات الضعيفة في الساق.
  • التحكم بحركة الأمعاء -التبرز- والمثانة: يتضمن هذا الأمر إجراء فحوصات دورية للمثانة والأمعاء بهدف تلاشي أي مضاعفات ناجمة عن فشل الشخص في التبرز أو التبول كما يجب، والذي قد يصل إلى فشل الأعضاء، وتتضمن هذه الفحوصات الأشعة السينية، وفحص الكلى، والفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات الدم ووظائف المثانة، كما قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمساعدة على التبرز بسهولة كالملينات، أو استخدام قسطرة لتفريغ محتويات المثانة، أو وصف المضادات الحيوية في حال المعاناة من التهاب المسالك البولية.
  • السيطرة على المضاعفات الأخرى: وذلك عبر توفير بعض الأدوات التي تسهِّل على المصاب أدائه لأنشطته اليومية من استحمام ووقوف وما إلى ذلك، إذ تتوفر بعض الأدوات التي يستطيع المصاب دعم جسمه بها أثناء الاستحمام كوضع كرسي مثلًا في الحمام.


نصائح للتعايش مع الظهر المفتوح

توجد بعض النصائح التي تساعد الأهل والمصاب بالظهر المفتوح على التعايش مع هذه الحالة ومضاعفاتها وخاصةً في مرحلة الطفولة، ويمكن بيان بعض هذه النصائح في ما يأتي:[٤]

  • تعليم الطفل بأنّه مستقل وقادر على تدبر وضعه، وبنفس الوقت أنّ الجميع حوله لمساعدته في أي أمر يريده، كما يوصى الوالدين بتعليم الطفل عن هذه الحالة وكيفية التعامل معها، كما يجب تشجيعه على اتخاذ القرارات من نفسه كاختيار الملابس التي يريد ارتدائها، ووضع بعض المهام الخاصة به لكي ينجزها.
  • تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الجسدية ولكن ضمن حدود قدرته، إذ يعتمد الأمر على حالة الطفل وما وصل إليه، فبعض الأطفال قد يستخدمون الكرسي المتحرك بينما الآخرين قد يستخدمون العكاز، ولكن بعد تحديد قدرات الطفل يستطيع الوالدين تحديد الأنشطة التي يستطيع القيام بها، وتشجيعه باستمرار عليها، كما يوصى بتشجيعه على اللعب مع الأطفال الآخرين، والمشي أو القيام بالأنشطة مع أصدقائه في الحي.
  • التأكد من ذهاب الطفل للحمام باستمرار لتلاشي إصابته بالتهاب المسالك البولية، إذ إنّ بعض الحالات قد لا يستطيع فيها الطفل التبول كما يجب فهو قد يعاني من احتباس البول، كما يوصى بالاهتمام بنظامه الغذائي لمساعدته على التبرز بسهولة أكبر، لذلك يوصى بتوفير الأطعمة الغنية بالألياف لتليين البراز لديه.


المراجع

  1. Neel T. Patel, "Spina Bifida", aans, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Spina bifida", mayoclinic, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Spina bifida", nhs, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  4. "Spina Bifida", cdc, Retrieved 23/12/2020. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×