محتويات
قد يجهل العديد من الأشخاص أن الأطفال يصابون بالقلق أيضًا، فكيف يمكن علاج القلق عند الأطفال؟
عادةً ما يتمّ علاج القلق عند الأطفال بطرق مختلفة عن الطرق المتبعة لعلاج البالغين، فما هي أفضل الطرق التي تستخدم لعلاج القلق عند الأطفال؟
علاج القلق عند الأطفال طبيًا
بشكل عام إن علاج القلق عند الأطفال يتطلب الوقت وطرق العلاج المناسبة لذلك، كما يعدّ الآباء الداعم الأساسي في العلاج وذلك من خلال تقديم الدعم اللازم للأطفال أثناء فترة العلاج. وفيما يأتي أهم طرق علاج القلق عند الأطفال:
1. العلاج السلوكي المعرفي
يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على التركيز على أفكار الطفل، إذ يساعد هذ النوع من العلاج على تغيير الأفكار السلبية التي تؤدي إلى زيادة حالة القلق لدى الأطفال بشكل كبير.
إذ أن حالة القلق غالبًا تبدأ بالتفاقم بمرور الوقت عندما يصاب بها الأطفال، فيبدأ هؤلاء الأطفال بتجنب جميع الأشخاص والمواقف والأعمال التي تسبب القلق لهم، ويعتمد العلاج السلوكي المعرفي في هذه الحالة على التعامل مع حالة القلق بشكل خاص ومساعدة الطفل على عدم تجنّب الحالة والهروب منها.
فإن أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي تعتمد على مواجهة الطفل لمسبّب القلق، إذ يساعد ذلك على تخلص الطفل من الشعور بالخوف والقلق عند مواجهته للعديد من المواقف.
2. العلاج النفسي للطفل
يساعد تقديم العلاج النفسي للأطفال على علاج حالة القلق، إذ يعتمد العلاج النفسي على التحدث بعمق عن أهم الأسباب التي تسبب القلق للطفل ووضع خطّة واضحة من أجل علاج الحالة والتخلص من القلق بشكل كامل.
3. العلاج بالأدوية
يتساءل العديد من الأشخاص إذا ما كان يمكن وصف أدوية القلق للأطفال؟ والإجابة هي نعم يمكن ذلك.
فيقوم الطبيب بوصف أدوية القلق للأطفال في بعض الأحيان في حال عدم جدوى أي من أنواع العلاج السابقة في التخلص من القلق الملازم للطفل والمشكلات الحقيقية التي سببها القلق للأطفال، مثل: تجنبهم لارتياد المدرسة، والرغبة بالعزلة عن الأشخاص المحيطين، وتقليل تركيز الأطفال على أعمالهم ونشاطاتهم اليومية أيضًا.
وعادةً ما يتم وصف أدوية الاكتئاب للأطفال لقلّة الأعراض الجانبية المصاحبة لهذه الأدوية إضافة إلى أنها لا تسبب الإدمان على الإطلاق، وعادةً ما يتم وصفها عند إصابة الطفل بالقلق الشديد والاكتئاب معًا.
ويمكن استخدام دواء بينزوديازيبين لفترة بسيطة فقط من أجل علاج حالات القلق الشديدة والمفاجئة خصوصًا عند تأثير القلق على أداء الطفل للنشاطات اليومية.
إذ أن من أهم الأسباب التي تمنع استخدام دواء بينزوديازيبين في جميع الحالات هو تسبّبه بحالة إدمان في حال سوء استخدامه.
دور الآباء في علاج القلق عند الأطفال
يعدّ دور الآباء مهم وأساسي في التعامل مع القلق داخل المنزل، إليك أهم الطرق لذلك:
1. تجنّب التركيز على علاج القلق عند الأطفال بل تعليم الأطفال كيفية التعامل مع القلق
يُنصح الآباء بالتركيز على تعليم الأطفال كيفية التعامل مع القلق عوضًا عن التركيز على العلاج الكامل والتخلص من القلق طوال الوقت.
2. الابتعاد عن تجنّب الأمور التي تزيد من القلق لدى الأطفال
إن إبعاد الأطفال عن مصدر القلق يعود بالفائدة على الطفل لوقت قصير فقط ولكنّه يزيد من معدل القلق على المدى البعيد، لذلك يُنصح بتعويد الطفل على كيفية التعامل مع المواقف التي تدعو للقلق عوضًا عن تجنبها.
3. تجنب وضع الأهداف المستحيلة
يجب على الآباء تعزيز الأفكار الإيجابية لدى الأطفال وتجنب وضع الأهداف المستحيلة التي تدعو للإحباط بمجرد عدم تحقيقها.
4. احترام مشاعر الأطفال
يجب احترام مشاعر الأطفال فيما يتعلّق بالمشاعر السلبية المتعلقة بالقلق، ولكن لا يُنصح بتعزيز هذه المشاعر كتلك المتعلقة بعدم رغبتهم بالذهاب إلى الطبيب.
5. مناقشة الأمور الناتجة من الخوف والقلق
يُنصح بمناقشة التّبعات الناتجة من تعرض الطفل للأمر الذي يسبب له القلق، إذ يساعد ذلك الأمر الطفل على تخيّل النتائج الأسوء والذي يساعد أيضًا في التعامل مع المشكلة بشكل أفضل.
6. التحدث بالأمر مع الأطفال
يُنصح بالتحدث مع الأطفال بالأمر والاستماع لهم بشكل دائم عمّا يسبب لهم القلق، إذ يساعد ذلك الأمر الأطفال بأن يشعروا بالدعم من أقرب الناس إليهم.
طرق حماية الأطفال من الإصابة بالقلق
فيما يأتي بعض أهم الطرق التي تساعد على حماية الأطفال من الإصابة بالقلق:
- العلم مسبقًا بأن ردود أفعال الأطفال غالبًا ما تكون مختلفة: يجب العلم بأن ردود أفعال الأطفال عندما يتعلق الأمر بحادث معين تكون مختلفة من طفل لآخر، لذلك لا يجب التعامل مع مشاعر الأطفال كأمر مسلّم به بل يجب التحدث ومحاولة فهم كل طفل على حدى.
- العناية بالأطفال والاهتمام بهم دائمًا: ينصح بالاستماع للأطفال وتقديم الدعم والرعاية لهم طوال الوقت، إذ عادة ما ينتج القلق عند الأطفال من الإهمال ونقص الرعاية والدعم.
- مراعاة عمر الأطفال: يجب التعامل مع الأطفال بحسب أعمارهم وتجنب إقحامهم في المشكلات الي يصعب فهمها من قبلهم في عمر صغير.
- تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية: يُنصح بتشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة البدنية المفيدة لهم والتي تساعدهم بشكل كبير على تجنب القلق.
- حث الأطفال على الانشغال بالأمور المفيدة: يُنصح بتشجيع الأطفال على القيام بالعديد من النشاطات إضافة إلى دراستهم وأداء واجباتهم اليومية، إذ يساعد ذلك الأمر على انشغالهم بالأمور التي تساعد على تطورهم وحمايتهم من الإصابة القلق.
- زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم: يُنصح بتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتكليفهم ببعض المهام التي تعمل على تقوية شخصيتهم وتعزيزها وبالتالي حمايتهم من الإصابة بالقلق.
- طلب العلاج بأسرع وقت ممكن: يُنصح بطلب المساعدة من طبيب أو شخص مختص بمجرد الشعور بأي مشكلة يعاني منها الطفل متعلقة بالقلق.
- تعزيز الإيجابية بشكل دائم: يُنصح بزرع الأفكار الإيجابية على الدوام في عقل الطفل من أجل حمايته من القلق وتعليمه كيفية التعامل مع الأمور التي تدعو لذلك.
