محتويات
مرض الكلاميديا المزمن
يُعتبر مرض الكلاميديا المزمن من الأمراض الشائعة، الذي ينتج جرّاء الإصابة ببكتيريا الكلاميديا المتدثرة الحثرية التي تنتقل خلال الممارسة الجنسية، ولكن قد يُصاب الشخص بهذا النوع من البكتيريا دون أن تظهر لديه أية علامات أو أعراض للمرض، لذلك يكون من الصعب تشخيص الإصابة بها في أغلب الحالات، ويمكن أن يُصيب المرض كُلًّا من الرجال والنساء على اختلاف أعمارهم، ولكنه يحدث بنسبة أكبر لدى النساء في مقتبل العمر، وبالرغم من صعوبة تشخيص المرض إلّا أنّه من السهل علاج الكلاميديا المزمن والشفاء منه، شرط الالتزام بالعلاج الموصوف والإرشادات الطبية المقدّمة، حيث من الممكن أن تؤدّي الكلاميديا إلى الإصابة بمشاكل صحية أكثر خطورة، فيما إذا تُركت دون علاج.
أسباب الكلاميديا المزمن
يحدث مرض الكلاميديا بسبب بكتيريا المتدثرة الحثرية، حيث يُصاب به الشخص غالبًا خلال الممارسة الجنسية، كما من الممكن أيضًا أن تنتقل البكتيريا من الأم إلى طفلها خلال عملية الولادة، ليؤدّي ذلك لإصابة الطفل بالتهاب رئوي أو التهاب بدرجة خطيرة في العين، ويمكن لبعض العوامل أن تزيد من فرصة الإصابة بعدوى الكلاميديا المزمن، والتي قد تشمل ما يأتي:[١]
- الزواج وممارسة النشاط الجنسي قبل بلوغ سن الخامسة والعشرين.
- عدم القيام باستخدام الواقي الذكري لفترات طويلة.
- وجود إصابة أو إصابات سابقة بأحد الأمراض التناسلية أو الأمراض المنقولة جنسيًا.
- ممارسة الجنس مع شركاء متعددين.
أعراض الكلاميديا المزمن
في معظم حالات الإصابة بمرض الكلاميديا المزمن تكون العلامات والأعراض بسيطة، قليلة أو غير ظاهرة، وذلك خلال المراحل الأولى من المرض، حيث تبدأ تلك الأعراض والعلامات بالظهور في العادة بعد مرور أسبوع إلى أسبوعين من التعرض لبكتيريا الكلاميديا، ولكنها تبقى بسيطة وغير مزعجة فيتغاضى عنها الشخص المُصاب، وهي تشمل ما يأتي:[١]
- الشعور بالألم أثناء التبوّل.
- الشعور بالألم في منطقة أسفل البطن.
- خروج إفرازات مهبلية لدى النساء.
- خروج إفرازات من القضيب لدى الرجال.
- الشعور بألم أثناء ممارسة الجنس لدى النساء.
- حدوث نزيف بين فترات الحيض وبعد ممارسة الجنس لدى النساء.
- الإحساس بألم في الخصية لدى الرجال.
ويمكن لبكتيريا الكلاميديا الحثرية أن تصيب جزء المستقيم من الأمعاء الغليظة، ولكنها في العادة لا تسبب ظهور أية علامات أو أعراض، وفي أحيانٍ أخرى قد يُعاني الشخص المُصاب من ألم مزعج، حدوث نزيف أو خروج إفرازات في المستقيم، كما من الممكن أن تسبّب هذه الإفرازات التهابًا لملتحمة العين، في حال ملامستها للعين.[١]
تشخيص الكلاميديا المزمن
تُعدّ الإصابة ببكتيريا الكلاميديا من الأمور التي يصعّب اكتشافها، وبالتالي يرتكز أمر تشخيص الإصابة بها على الالتزام ببعض التوصيات الطبية من قِبَل المركز العالمي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، حيث توصي بإجراء عدد من الفحوصات الطبية للنساء المتزوجات دون عمر الخامسة والعشرين، النساء الحوامل، وغيرهم من الرجال والنساء الذين تزيد لديهم فرصة الإصابة ببكتيريا الكلاميديا، وتشمل الفحوصات الطبية المُوصى بها فحص عينة البول، أو إجراء مسحة لمنطقة عنق الرحم عند النساء، أو مسحة لنهاية القضيب لدى الرجال.[٢]
مضاعفات الكلاميديا المزمن
يمكن لعدوى الكلاميديا أن تتطوّر وتسبّب مضاعفات خطيرة في حال لم يتم علاجها، ففي النساء من الممكن أن تتطوّر العدوى مسبّيةً مرض التهاب الحوض على سبيل المثال، الذي قد يؤدي إلى حدوث تلف في المبيض، الرحم وقناتي فالوب الأمر الذي قد يُسبّب العقم لدى المرأة، أمّا الرجال فمن الممكن أن تؤدي عدوى الكلاميديا إلى الإصابة بالتهاب في غدّة البروستات، لذلك من الواجب الالتزام بالإرشادات الطبية المقدّمة بالإضافة إلى علاج الكلاميديا المزمن، حتى لا تتفاقم الحالة مؤديةً إلى مضاعفات خطيرة كان بالإمكان تفاديها.[٢]
علاج الكلاميديا المزمن
تعتبر الإصابة ببكتيريا الكلاميديا من الحالات القابلة للشفاء تمامًا[٢]، حيث يعتمد علاج الكلاميديا المزمن بشكل عام على المضادات الحيوية، والتي تنتمي لفئة السيكلينات كدواء الدوكسيسيكلين والتتراسيكلين، أو فئة الكينولون كدواء اللوفلوكساسين والليفوفلوكساسين، أو فئة الماكروليدات كدواء الإريثروميسين والأزيثروميسين[٣]، حيث يتم وصف علاج الكلاميديا المزمن إمّا كجرعة واحدة من المضادات الحيوية أو كعدّة جرعات على مدى أسبوع.[٢]
وبهدف نجاح علاج الكلاميديا المزمن يُوصي المركز العالمي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بضرورة امتناع الشخص المُصاب عن ممارسة الجنس لمدة السبعة أيام، التي تلي تناول الجرعة الواحدة من المضادات الحيوية الموصوفة، أو لمدّة السبعة أيام التي يتم فيها تناول المضادات الحيوية الموصوفة، حيث يساعد ذلك على منع انتقال العدوى للزوج أو الزوجة، الذين بدورهم لا بد من وصف علاج الكلاميديا المزمن لهم بغض النظر عن ظهور أعراض المرض لديهم أم لا.[٢]
وقد بيّنت دراسة ما إمكانية حدوث فشل في علاج الكلاميديا المزمن بالرغم من تناول المضادات الحيوية الموصوفة، وقد أُعزيَ ذلك لعدّة عوامل منها عمر الشخص المُصاب، عدم الامتناع عن ممارسة الجنس خلال فترة العلاج، بعض المعامِلات الصيدلانية كنسبة توافر الدواء في مكان الإصابة، مدى التزام المريض بتناول الدواء كما هو موصوف، مما يؤدّي إلى الإصابة مرّة أخرى بعدوى بكتيريا الكلاميديا.[٣]
ولكن في المقابل ظهرت عدد من الحالات التي فشل فيها علاج الكلاميديا المزمن، كنتيجة لامتلاك بكتيريا الكلاميديا القدرة على مقاومة المضادات الحيوية، في ظاهرة عالمية لا تقتصر على هذا النوع من البكتيريا، بل غيرها ممن يسبّب الأنواع الأخرى من الالتهابات والأمراض.[٣]
الوقاية من الكلاميديا المزمن
يصعب منع الإصابة بعدوى الكلاميديا المزمن نهائيًا، ولكن في المقابل يمكن الوقاية من الإصابة بهذه العدوى، وتقليل فرصة الإصابة بها عن طريق الالتزام ببعض الأمور والسلوكيات، والتي تشمل ما يأتي:[٢]
- القيام باستخدام الواقي الذكري خلال الممارسة الجنسية.
- الخضوع لعدد من الفحوصات الطبية بشكل منتظم.
المراجع
- ^ أ ب ت "Chlamydia trachomatis", www.mayoclinic.org, Retrieved 01-05-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Chlamydia: Symptoms, Treatment and Prevention", www.livescience.com, Retrieved 01-05-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Chlamydia trachomatis persistence: An update", www.sciencedirect.com, Retrieved 01-05-2019. Edited.