علاج المياه البيضاء في العين بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج المياه البيضاء في العين بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟


علاج المياه البيضاء في العين بالأعشاب: حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كما تقتضي العادة في أنّ تكوّن الساد مع تقدّم العمر أمرٌ مُتوقّع، لذلك، فإنّ الرؤية من خلال العدسات الغائمة يُمكن أن يزيد من صعوبة القراءة أو حتّى قيادة السيارة، حيث يُعالج المرء من خلال العمليّة الجراحيّة، ولكن مؤخّرًا، لجأ الكثيرون إلى العلاجات الطبيعيّة التي تُسهم في تقليل تطوّر إعتام عدسة العين،[١] ومن أبرزها الآتي ذِكره:


الجنكة

يُعدّ نبات الجنكة Ginkgo أحد أبرز النباتات التي تنتشر في الدول الآسيويّة كالصين واليابان وكوريا، إضافةً إلى أوروبا والولايات المُتّحدة، إذ إنّها أحد أقدم النباتات النامية ويعود تاريخها إلى 200 مليون عام، وغالبًا ما يُستفاد منها عن طريق تناول أوراقها مُباشرةً أو استخلاص الفائدة منها،[٢] لاحتواء هذه العشبة على المواد الكيميائية ذات النشاط الصيدلاني كالتربينات الأولية والفلافونويد الأساسي.[٣]


بناءً على ذلك، قام العديد من العلماء بأداء بعض التجارب البحثيّة في بيجين في الصين في عام 2015م بقيادة د. شوغين كاو، وفي الآتي أبرز التفاصيل التي تتمحور حولها هذه التجربة البحثيّة:[٤]


  • قام الباحثون بدراسة تأثير مُستخلص الجنكة وقدرته على تقليل من تكوّن الساد في العين الناجم على السيلينيت، وذلك عن طريق دراسة تأثيره على الفئران المُصابة بذلك.


  • قام العاملون في التجربة على تقسيم الفئران إلى 3 مجموعات، حيث تمّ الآتي:
    • حقنت المجموعة الأولى المُتكوّنة من 12 فأرًا بمحلول فسيولوجي.
    • تلقت الثانية حقنة تحت الجلد من سيلينيت الصوديوم.
    • بالنسبة للمجموعة الثالثة، فتمّ حقن مُستخلص الجنكة بعد الولادة بمدة تتراوح بين 9- 14 يومًا.


  • قام العلماء بدراسة فاعليّة المُستخلص بين اليوم 16 إلى 30 بعد الولادة.


  • استنتج العلماء أنّ التعتيم العدسي الكثيف بنسبةٍ لا تقلّ عن 100% في المجموعة الثانية، من جهةٍ أُخرى، قلت نسبة الفئران المُصابة بالتعتيم العدسي (25%) ولا يوجد عتامة للمجموعة الأولى.


ويُستخلص من خلال ذلك: "أنّ مُستخلص الجنكة فعّال ضد الإجهاد التأكسدي المُسبّب بتكوين الساد في صغار الفئران، وذلك من خلال تقليل من استنفاد إنزيمات المُضادّة للأكسدة وتثبيط بيروكسيد الدهون".


الأملج

ربّما لم تسمع بنبات الأملج Emblica officinalis من قبل، إلّا أنّ استخدامه انتشر بشكلٍ كبير منذ 1000 عام ضمن خليطٍ عشبيّ علاجيّ، إذ إنّ الفاكهة التي تنمو منها، من أقدم الفواكه الصالحة للأكل في الهند والذي يُصنّف على حامض الطعم وذو قوامٌ ليفيّ، لذلك،[٥] وتظهر نبتة الأملج نشاطًا قويًا كمضاد للأكسدة كونها إحدى أهم النباتات المتعارف عليها في النظام الطبي التقليدي للأيورفيدا من أجل الإجراءات المناعية والعلاجية المختلفة، لما تمتلكه ثمار هذه النبتة من تركيز عال لحمض الأسكوربيك والفينولات،[٦] كما أنّها تحتوي على حمض الفيليمبيليك والكورمينويد والإمبليكول.[٥]


وفي الهند عام 2015م، تمّ استعراض تأثير الأملج على إعتام عدسة العين، وذلك من خلال الأيورفيدرا، والذي يتكوّن من الأملج كعُنصر رئيس مُكوّن للخليط، حيث إنّه يتمّ استخدامه قبل مرحلة الاعتدام الكامل، وفي الآتي أبرز المعلومات التفصيليّة حول البحث العلميّ:[٧]


  • في هذه التجربة، تمّ اختيار المرضى بشكلٍ عشوائيّ ممن يُعانون من إعتام عدسة العين بشكلٍ مُتساوٍ في المجموعة الأولى والثانية، وكل منهما تتكوّن من 20 شخصًا.


  • في المجموعة الأولى، قام العلماء بإعطاء 500 ملغم عن طريق الفم لمُدّة لم تقلّ عن 3 أشهر، أمّا المجموعة الثانية، فقد استهلكت داخليًّا إضافةً إلى إعطائها كتطبيقٍ محليّ.


  • تمّ تقييم القدرة على الرؤية، والتحقّق من:
    • اضطراب الرؤية وعدم وضوحها.
    • تصوّر الأشياء غير الموجودة.
    • صعوبة رؤية الضوء الساطع والضوء الخافت.
    • حدّة البصر البعيدة.
    • إعتام العدسة في العين.


أثبتت الدراسات "قدرة العقاقير المُستخلصة من الأملج مع خليطٍ من المواد العشبيّة الأخرى أن تُقلّل أو تتحكّم في تطوّر إعتام عدسة العين مع تقدّم في العمر، حيث أظهرت الدلائل الإحصائيّة في مجموعة B تغيّرات كبيرة في القدرة على الرؤية في الليل وإعتام عدسة العين"


هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول تأثير الأملج بصورة خاصة، فمعظم البيانات المتوفرة أجريت على خليط عشبي يحتوي عددًا من الأعشاب الأخرى إلى جانب الأملج.


الريحان

يُعدّ الريحان Ocimum santum أحد أبرز الأعشاب التي تنتمي إلى عائلة الريحان، حيث يُنتشر استهلاك الأوراق -والذي تحتوي على مُعظم الفائدة المرجوّة- في منطقة الشرق الأوسط، إذ يدخل كعنصر رئيس في تصنيع أطباقها وإضفاء اللمسة المُميّزة، وقد تمّ تضمينه في النظام الغذائيّ لاحتوائه على العديد من أنواع الفيتامينات والمعادن مثل الكالسيوم وفيتامين هـ، بالإضافة إلى مجموعةٌ من مُضادّات الأكسدة والعوامل الكيميائيّة كاليوجينول والليمونين، بناءً على ذلك.[٨]


تمّت مُراجعة تأثير الريحان العلاجي والوقائي لتكوّن المياه البيضاء في العين، وفي الآتي أبرز المعلومات المذكورة في مراجعة أجريت عام 2018م على يد عدد من الباحثين من الولايات المتحدة، والتي تتضمّن تأثير بعض المُركّبات العشبيّة أبرزها الريحان على تكوّن الساد:[٩]


  • نشأت الأدوية المُستخدمة في هذا التقييم مُشتقّة من بعض أنواع النباتات أبرزها الريحان، كما ركّزت هذه المُراجعة على عزل استخدام المُركّبات المُصنّعة أو التجاريّة التقليديّة، والعمد على فحص المُركّبات النباتيّة المعزولة.
  • قام العلماء والباحثون بتحديد كميّة المُعطاة لمُختلف الأعشاب، إضافةً إلى مُدّة العلاج في الجسم الحيّ -وفي هذه الحالة الفئران - التي تمّ استحثاث تكوّن المياه البيضاء باستخدام السيلينيت والجالاكتوز، كما قامّ الباحثون بتوظيف الستيرويدات للإصابة به كذلك.


  • قد قام العلماء بعزل أكثر من 12 عيّنة مخبريّة، لغَرَض المُقارنة العلاجيّة المثضادّة لتكوّنه طويل الأمد.
  • من جهةٍ أُخرى، عمد الخبراء على عزل المُكوّنات من الريحان بشكلٍ غير مُتبلورٍ ومُصفرّ، والذي يُسمّى بالبازيليكومين والأوكيمونون.


أظهرت النتائج المُحتملة "تأثيره على السادّ من خلال تكوّن التأثير المُثبّط للمياه البيضاء وفاعليّتها المرضيّة المؤثّرة على الرؤية، على الرغم من ذلك، هذه الدراسة لا يُمكن أن تكون مؤكّدة وضامنه لاستخدام الريحان ومُستخلصاته كطريقةٍ علاجيّةٍ بامتياز".


لوحظ أنّ للريحان تأثيرًا إيجابيًا على تقليل تأثير وتطوّر المياه البيضاء في العين في الفئران، على الرغم من ذلك، لا يوجد أدلة علمية كافية حول استخدامه سريريًّا، ونظرًا لذلك من الضروريّ مُراجعة الطبيب المُختصّ لمنع مضاعفات المياه البيضاء في العين.


محاذير استخدام الأعشاب في علاج المياه البيضاء في العين

يستخدم الكثير من الناس في وقتنا الحاضر الأدوية العشبية في الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية بشكل عام، حيث يعتقد بأن جميع المنتجات الطبيعية عادةً ما تكون دائمًا آمنةً وجيدةً للاستهلاك البشري، ولكن هذا الأمر ليس صحيحًا فكما أن هذه الأعشاب تمتلك الخصائص العلاجية فلها أيضًا بعض الآثار الجانبية السيئة التي يجب أخذ الحيطة والحذر منها من خلال إخبار مقدم الرعاية الصحية الخاص بالمريض عن أي نبتة عشبية قد يرغب بتناولها.


محاذير استخدام الجنكة

يعد تناول مستخلص نبات الجنكة آمنًا في علاج المياه البيضاء في العين، بينما قد يسبب تناول البذور الطازجة أو المحمصة يوميًا العديد من الآثار الجانبية التي قد تنتهي بموت الشخص، لذلك يجب مرعاة مجموعة من الاحتياطات والمحاذير المتعلقة بالاستخدام الصحيح لنبات الجنكة على النحو الآتي:[٢]


  • يمكن لنبات الجنكة التسبب في العديد من النوبات المهددة لحياة الشخص.
  • يؤدي تناول نبتة الجنكة بالجرعات العلاجية العالية إلى جعل اضطرابات النزيف أسوأ.
  • تناول نبات الجنكة بالجرعات العلاجية الكبيرة قد تبطئ من عملية تخثر الدم، مما قد تسبب نزيفًا إضافيًا أثناء العمليات الجراحية.


محاذير استخدام الأملج

يعد استهلاك نبات الأملج آمنًا لدى العديد من الناس بجرعات علاجية تصل إلى 1000 ملغم يوميًا لفترات قصيرة فقط، ومع ذلك يجب القيام باستشارة طبيب العيون المختص عند تناول نبات الأملج لتخفيف من المياه البيضاء في العين، مع أهمية مراعاة جميع المحاذير الخاصة بالاستخدام الصحيح للأملج على النحو الآتي: [١٠]

  • يزيد تناول نبات الأملج من خطر النزيف أو حدوث الكدمات لدى بعض المرضى.
  • يقلل نبات الأملج من مستوى تركيز السكر في الدم لاسيما لدى مرضى السكري.
  • تناول نبات الأملج مع الزنجبيل قد يجعل وظائف الكبد أسوأ، ولكنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان تناول الأملج وحده يسبب هذه الآثار.


محاذير استخدام الريحان

يستخدم نبات الريحان بشكل آمن في التخفيف من المياه البيضاء في العين لفترات قصيرة تصل إلى ثمانية أسابيع فقط، فقد يسبب تناول الجرعات الكبيرة من الريحان حدوث الغثيان أو الإسهال، لذلك من المهم جدًا القيام باستشارة الطبيب المختص عن جميع المحاذير الواجب اتباعها قبل تناول الريحان، والتي سيقوم المقال بذكر البعض منها على النحو الآتي: [١١]

  • يقلل تناول الريحان بجرعات علاجية كبيرة من مستويات تركيز السكر في الدم.
  • يبطئ الريحان من عملية تخثر الدم، لذلك فإنه يعمل على زيادة خطر النزيف أثناء العمليات الجراحية.
  • يقلل الريحان عند تناوله بالجرعات العلاجية العالية من مستويات هرمون الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة قصور الغدة الدرقية.

لا تتوفر أي معلومات كافية حول آمان استهلاك الريحان لفترات طويلة لأغراض طبية، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.

المراجع

  1. "Cataracts", www.mayoclinic.org, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Ginkgo", www.webmd.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  3. "Ginkgo Biloba", www.sciencedirect.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  4. "Prevention of Selenite-Induced Cataratogenesis by Ginkgo biloba Extract (Egb761) in Wistar Rats", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "What Are the Benefits of Triphala?", www.healthline.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  6. "emblica", www.drugs.com, Retrieved 23/5/2021. Edited.
  7. "Clinical study on evaluation of anti-cataract effect of Triphaladi Ghana Vati and Elaneer Kuzhambu Anjana in Timira (immature cataract)", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  8. "Health benefits of basil", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  9. "Cataract Preventive Role of Isolated Phytoconstituents: Findings from a Decade of Research", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 5/5/2021. Edited.
  10. "Indian Gooseberry", www.webmd.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  11. "Holy Basil", www.webmd.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.
7506 مشاهدة
للأعلى للسفل
×