علاج الهربس بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج الهربس بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

الهربس

هو التهابٌ فيروسي يصيب الجلد في مناطق متفرّقة من الجسم، الأعضاء التناسلية الخارجية، السطوح المخاطية والمنطقة الشرجية، ومسبب الالتهاب هو فيروس الهربس البسيط بنوعيه الأول وهو الفموي، والثاني وهو التناسلي، وهو سريع الانتقال من شخصٍ لآخر عن طريق ممارسة الجنس، كما يُمكن أن تنتقل العدوى من كرسي المرحاض وقبل ظهور الأعراض كذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض قد لاتظهر إلا بعد أشهرٍ أو سنوات من الإصابة، كما أنّ الإصابة الأولى تزيد من سرعة الإصابة مرةً أخرى، وأبرز الأعراض هي ارتفاع درجة الحرارة، تضخم الغدد اللمفاوية، التوعك والانزعاج، ألم وحكة، إفرازات مهبلية، فقاعات وتقرحات على الأعضاء التناسلية الخارجية إضافةً لصعوبة التبوّل، ظهور تقرحات البرد والزكام حول الفم وفقاعات حمراء على الجلد، ويكون العلاج بالأدوية المضادة للفيروس، استخدام المسكنات، وضع الفازلين على التقرحات، وبعض العلاجات المنزلية كعمل مغاطسٍ بالماء الدافئ والملح، لبس الملابس الفضفاضة حول المناطق المصابة ومن الضروري الحفاظ على غسل اليدين بعد لمس الأماكن المصابة وتجنّب الجنس لحين الشفاء.[١]

علاج الهربس بالأعشاب

نظرّا لتوجّه الناس في الآونة الأخيرة إلى الأعشاب والعلاجات الطبيعية كبديلٍ آمنٍ للأدوية الكيميائية، كان لابدّ من تسليط الضوء على بعض الأعشاب التي يتم تداولها على أنها علاجاتٌ فعّالةٌ لشفاء الهربس، لذلك سيتم البحث في الدراسات والأبحاث المتعلّقة بهذا الأمر لمعرفة رأي العلم فيه، وهل هناك ما يكفي من تلك الأبحاث، وبسبب تفاوت نتائج الدراسات لا بدّ من اللجوء إلى الطبيب دومًا لأخذ المشورة والنصيحة قبل استخدام أي شيء، ومن العلاجات المزعومة ما يأتي:

الثوم

أوّل عنصرٍ طبيعي سيتم البحث فيه هو الثوم، والذي يستحيل أن يكون هناك بيتٌ خالٍ من وجوده، فهو أحد العلاجات التي تمّ تجريبها ومن ثم اعتمادها للتخفيف من التورّم، الحكة واللسع، كما أن هناك بعض الدراسات القديمة التي تقول بأن الثوم يمتلك خصائص مضادة لفيروس الهربس بنوعيه.[٢] والثوم غنيٌّ عن التعريف، فهو من العلاجات الأساسية للعديد من الحالات لدى مختلف الحضارات القديمة، لما له من فوائد عديدة فيما يأتي:

  • تعزيز جهاز المناعة.
  • محاربة السرطان.
  • تخفيض الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
  • كما أن له خصائص مضادة للأكسدة.
  • له خصائص تخفض نسبة السكر في الدم.
  • مضاد للبكتيريا والفطريات والديدان.
  • يمتلك خصائص مضادة للفيروسات المختلفة وأهمها فيروس الهربس البسيط.

ويمتلك الثوم كل تلك الخصائص لاحتوائه على مجموعة من المركبات الكبريتية الفعًالة والتي تسمى بالثيوسلفينات، وأهمها مركب الأليسين الذي يشكّل 70-80% من مواد الثوم الفعّالة، وهو الذي يعطي الثوم تلك الرائحة النفاذة، وعند إجراء الأبحاث لتحديد قدرة الثوم على قتل الفيروسات داخل المختبر، وُجد أن خلاصة الثوم الطازج بما تحويه من مركبات كبريتية قادرةٌ على قتل كل الفيروسات التي تم اختبارها ومن ضمنها نوعا فيروس الهربس، كما أنّ الحصول على خاصيّة قتل الفيروسات عن طريق إدخال الخلاصة في منتجاتٍ تجارية يعتمد على طريقة الإعداد والتصنيع.[٣]

والآن لابد وأن الجميع يتساءلون عن كيفية استخدام الثوم للحصول على فعاليّته في علاج الهربس وخاصّةً التقرحات الموجودة حول الفم والأنف، وفيما يأتي يكون الجواب حيث يمكن تباع إحدى الطريقتين[٤]:

  • أشهر طريقة هي استخدام فص الثوم نفسه، وذلك بتقسيمه إلى نصفين ومن ثم وضعه مباشرةً على التقرحات لمدة 10 دقائق ومن 3 إلى 4 مراتٍ يوميًا، مما يساعد على تسريع عملية الشفاء.
  • يمكن استخدام مكملات الثوم المتوفرة على شكل كبسولاتٍ فموية، وذلك بتناول كبسولتين يوميًا وبجرعةٍ لا تتجاوز 1000 غم، فذلك يقلّل خمسة أيامٍ تقريبًا من مدة العلاج.

وبشكلٍ عام فإن استخدام الثوم فمويًا يعدّ آمنًا، إلا أنه قد يسبب رائحة نفسٍ كريهة، للجسم، غثيان وتقيؤ، حرقة في المعدة والفم، الانتفاخ إضافةً للإسهال، كما قد يزيد من فرص حدوث النزيف، وتزداد حدة هذه الآثار الجانبية باستخدام الثوم الخام، وبالنسبة لاستخدامه على الجلد فهو آمن كذلك ويفضل استخدام المستحضرات التي يحتوي على الثوم لثلاثة شهورٍ فقط، إلا أنه قد يسبب ما يشبه الحروق، أما الثوم الخام فلا يُنصح باستخدامه على البشرة لتسبّبه بتهيجات شديدة للجلد، وهذا يبين أهمية مراجعة الطبيب أو المختص قبل استخدامه.[٥]

الميرمية

من الأعشاب الرائعة التي تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والتي جعلها تُستخدم لتخفيف أعراض الكثير من الالتهابات على اختلاف أنواعها، كما أنها تعمل على محاربة الفيروسات وتستخدم لهذا الغرض منذ القِدَم عن طريق استعمال خلاصة أوراق الميرمية، وذلك لأن الميرمية تمنع فيروس الهربس البسيط من العمل عن طريق تثبيط مولّدات الضد،[٦] وفيما يأتي بيان رأي العلم حول علاج الهربس بالميرمية:

  • الدراسات السريرية: هناك دراسةٌ أُجريت عام 2012 حول كريم تم تحضيره من نبتة الميرمية ونبات الرواند، لمعرفة تأثيره ومدى فعاليته في علاج تقرّحات البرد الفيروسية ومقارنته بكريم زوفيراكس المضاد للفيروسات والذي يستخدم لعلاج نفس الحالة، وكانت نتيجة الدراسة أن كريم الميرمية والراوند تمكّن من علاج التقرحات وشفائها خلال 6.7 أيام، أي بمعدّلٍ يشبه فترة استخدام علاج زوفيراكس تقريبًا، في حين أن كريم الميرمية لوحدها يحتاج 7.6 أيامٍ للشفاء.[٧]
  • مستخلص الميرمية: ونظرًا لتوجه العالم هذه الأيام لاستخدام الأعشاب بناءً على أسسٍ علمية، خاصةً فيما يخص مضادات فيروس الهربس وذلك باستخلاص المواد الفعالة والزيوت الأساسية من تلك النباتات وعلى رأسها الميرمية، ويتم ذلم منذ زمن عن طريق المستخلصات المائية، أما حديثًا فتستخدم طريقةٌ أفضل تسمى الاستخلاص فوق الحرج باستخدام ثاني أكسيد الكربون، وتعطي مستخلص نبات الميرمية المضاد للفيروسات، بعد ذلك تم تجريبه على عيناتٍ لمراحل مختلفة من التهاب الهربس، فوُجد أنه قادر على منع الفيروس من التكاثر داخل الخلايا.[٨]
  • مأمونية الاستخدام: وأخيرًا لابد من الإحاطة بالموضوع كاملًا ومعرفة إن انت هناك أية آثارٍ جانبية للميرمية أم لا، فالميرمية آمنة بصورةٍ عامة ولم تسجّل أية أضرار أو آثارٍ سلبية عند استخدامها، إلا أنها تحتوي على مركب ثوجون والذي يسبب القلق لبعض الناس، حيث أظهرت بعض الدراسات على الحيوانات أنّ التراكيز العالية لهذا المركب قد تكون سامةً للدماغ، أما فيما يخص البشر فلا أدلّة على سُميّتها حتى الآن، ومن الجدير بالذكر أنه يستحيل أن يستهلك الإنسان الكميات التي تصل إلى السُميّة.[٩]
  • الجرعة الآمنة: أما الجرعة الآمنة للميرمية هي شرب 3-6 أكوابٍ منها يوميًا، ولتلافي خطر الثوجون يمكن استخدام الميرمية الأسبانية لخلوها من الثوجون، مع ضرورة مناقشط إمكانية تناولها مع الطبيب أو المختص.[٩]

زيت القرنفل

من الزيوت الأساسية الطبيعية ذات الاستخدامات المتعددة، حيث يُستخرج زيت القرنفل ذو اللون الأصفر أو الشفاف من شجرة القرنفل عن طريق إجراء عملية تقطير لبراعم الأزهار المجففة، كما يُمكن استخدام أجزاء الشجرة الأخرى، كما أنّ لزيت القرنفل رائحة حادة قوية، ويحظى زيت القرنفل باهتمام العلماء لتحديد مكوّناته وفوائده، فله العديد من الاستعمالات مثل القدرة على محاربة الميكروبات المختلفة من بكتيريا وفطريات، مقاومة البكتيريا المسبّبة للتسوس، كما يحمي الأسنان من التآكل ويساعد على تسكين آلامها، يخفف من حكة الجلد، كما يدخل في كريمات علاج البواسير، [١٠]:

وبالتركيز على الهربس وإمكانية علاجه باستخدام زيت القرنفل، فقد تمت دراسة تأثيره على فيروس الهربس وفيروس التهاب الكبد C، وكانت النتيجة أنه بالإضافة للخصائص المضادة للبكتيريا، فإن زيت القرنفل يحارب فيروس الهربس البسيط كذلك، كما يساعد في التخفيف من الألم المصاحب للتقرحات، والجدير بالذكر أن القرنفل مزعج إذا تم وضعه مباشرة على الجلد.،يوجب تخفيفه بزيت أخف مثل زيت جوز الهند، ويجب على المستخدمين توخي الحذر عند تطبيق الخليط على القرحة.[١١]

فزيت القرنفل يحتوي على مركباتٍ عديدة وأهم ما تم دراسته هو المادة الفعالة الأوجينول، فالخصائص المضادة للفيروسات يمتلكها زيت القرنفل بسبب هذه المادة، فالأوجينول يعمل على تثبيط فوق أكسدة الدهون إضافةً لمنع تكرار ونسخ المادة الوراثية للفيروس، وبدراسة مجموعةٍ من الزيوت الأساسية التي تحتوي عل الأوجينول ومنها زيت القرنفل، وُجد أنها توقف نمو فيروس الهربس البسيط وخاصةً النوع الأول وبتراكيزٍ قليلة أيضًا، ومن المهم توضيح أمرٍ ما، وهو أن هذه الأبحاث قد أجريت على غسولات للفم تم تحضيرها من الأعشاب التي تحتوي على المركبات التي كان يُعتقد أنها تساهم في علاج الهربس وقد تم إثبات ذلك وأن غسول الفم فعّال في العلاج.[١٢]

محاذير استخدام الأعشاب لعلاج الهربس

جميع العلاجات سواءً كانت كيميائية أو أعشاب طبيعية فهي سلاحٌ ذو حدين، فمهما كانت العلاجات الطبيعية آمنة لابد من الحذر عند استخدام أيٍّ منها، فهناك محاذيرٌ لاستخدام الأعشاب المستخدمة لعلاج الهربس، وتتلخص المحاذير فيما يأتي:

محاذير استخدام الثوم لعلاج الهربس

بعد التعرف على مدى صحة استخدام الثوم لعلاج الهربس والطرق الممكنة لاستعماله، يجب الانتباه لبعض المحاذير قبل البدء باستخدام الثوم، فاستخدام الثوم على الجلد قد يسبب ظهور طفح جلدي، إكزيما، تورم في الجلد، أما بتناوله عن طريق الفم فهو قد يسبب بعض الآثار الجانبية التي ذُكرت سابقًا، كما أن له بعض التداخلات الدوائية المتوسطة وغير الخطيرة مع 82 دواءً، كما ينصح بعدم استخدامه من قِبَل الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ تُسبب النزيف، كما يجب عدم تناوله بعد العمليات الجراحية لفترة أسبوعٍ أو اثنين، وعلى مرضى السكري ومتلازمة القولون العصبي والتهابات الجهاز الهضمي الحذر كذلك.[١٣]

محاذير استخدام الميرمية لعلاج الهربس

أما الميرمية فهي من الأعشاب التي يعد استخدامها بشكلٍ عام آمن كيفما استخدمت، سواءً عن طريق الفم أو بوضعها سطحيًا على الجلد، وفيما يخص استخدام الميرمية على البشرة لعلاج الهربس فكما ذُكر بأن استخدامها آمن ضمن التراكيز الطبية والكميات المصرّح بها ولمدة أقصاها 4 شهور.[١٤]

كما أن الكريم الذي يحتوي على خلاصة الميرمية والراوند لعلاج الهربس يجب أن يستخدم في أول يومٍ من ظهور الأعراض ويتم وضعه على تقرحات الهربس كل 2-4 ساعات أثناء الاستيقاظ ولمدة 10-14 يوم.[١٥]

محاذير استخدام زيت القرنفل لعلاج الهربس

وبالانتقال إلى زيت القرنفل وبعد جمع الأدلة العلمية حول فائدته في علاج الهربس، يجب التنويه إلى ضرورة توخي الحذر والاستشارة دومًا قبل استخدامه على الجلد، فهو قد يتسبب في مجموعةٍ من المشكلات أو الأعراض الجانبية والتي يجب معرفتها للتصرف بشكلٍ صحيح في حال ظهورها،ومنها ما يأتي:

  • زيت القرنفل الأساسي قد يعمل على تهيج الجلد لدى بعض الأشخاص، والتي قد تظهر على شكل احمرارٍ في الجلد، حكة، أو توّم وانتفاخ، لذلك من الأفضل تجريب كمية قليلة زيت القرنفل على منطقة صغيرة من الجلد أوّلًا، وذلك عن طريق العمل على تخفيفه ومن ثم وضعه على منطقة المرفق.[١٠]
  • وبما أن زيت القرنفل يمكن استخدامه كغسولٍ للفم والمضمضة، فمن الضروري الانتباه كذلك، لأن استخدامه في الفم وعلى اللثة قد يسبب في تلف اللثة، عاج السن، الأغشية المخاطية المبطنة للفم إضافةً للجلد المحيط بالفم، كما يفضل عدم بلعزيت القرنفل، صحيحٌ أنه آمن عند أخذه ضمن الجرعات الغذائية، إلا أن لا توجد أدلّةٌ كافية حول تناوله بكمياتٍ أكبر.[١٦]
  • على مرضى السكري الحذر لأن له تأثيرًا مخفّضًا لسكر الدم.[١٦]
  • فد تعمل مادة الأوجينول على تأخير تخثر الدم مما يشكّل قلقًا من حدوث النزيف، وبناءً على ذلك فمن الأفضل عدم استخدام زيت القرنفل لمن هو مُقبِلٌ على إجراء عمليةٍ جراحية وذلك قبل موعد العملية بأسبوعين على الأقل تجنبًا لأي اضطرابات لا داعي لها.[١٦]

المراجع

  1. "Symptoms, causes, and treatment for herpes", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  2. "Try This: 37 Home Remedies for Herpes Simplex Virus-1 and -2", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  3. "Garlic", restorativemedicine.org, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  4. "Garlic and Cold Sores", www.livestrong.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  5. "GARLIC", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  6. "HerbClip", cms.herbalgram.org, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  7. "Treating Cold Sores in the Early Stages: Everything You Need to Know", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  8. "Antiviral Properties of Supercritical CO2 Extracts from Oregano and Sage", www.tandfonline.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  9. ^ أ ب "12 Health Benefits and Uses of Sage", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  10. ^ أ ب "What You Need to Know About Clove Essential Oil", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  11. "Best essential oils for treating cold sores", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  12. "Antiviral activity of some plant oils against herpes simplex virus type 1 in Vero cell culture", www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  13. "GARLIC", www.rxlist.com, Retrieved 2020-07-06. Edited.
  14. "SAGE", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  15. "SAGE", www.rxlist.com, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  16. ^ أ ب ت "CLOVE", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-07. Edited.
6235 مشاهدة
للأعلى للسفل
×