محتويات
علاج انسداد القناة الصفراوية
يُمكن أن تُعرّف القنوات الصفراويّة على أنّها القنوات الرابطة بين الكبد والمرارة، عبر البنكرياس إلى الاثني عشر، والذي يُعدّ أحد أجزاء الأمعاء الدقيقة، والتي تعمد القنوات على نقل العصارة الصفراويّة إليها؛ للمُساعدة في الهضم وامتصاص الدهون، فلتراكم مواده داخل القنوات الصفراويّة دور في تكوّن الحصوات الصفراويّة، والتي يُمكن الكشف عنها من خلال حصوات المرارة.[١]
كما يقول د. ويليام بروج أخصّائي الجهاز الهضمي، والمدير السابق لقسم تنظير الجهاز الهضمي في المستشفى التابع لجامعة هارفرد: "يعد الألم الحادّ المُصاحب لتكوّن الحصوة أحد العلامات التحذيريّة الدالّة مُضاعفات خطيرة مُحتملة في المرارة"،[١] والتي تستهدفها العلاجات الآتية ذِكرها:[٢]
تقنيات التنظير الداخلي
تُعدّ تقنيات التنظير الداخلي إحدى أبرز الطرق المُستخدمة في الآونة الأخيرة بدلًا عن العلاجات الجراحيّة، والتي يُمكنها أن تُمثّل خطرًا مُحتملًا لبعض المرضى، إذ يبلغ نسبة نجاح هذه العمليّة أكثر من 90%، فحوّلت الإجراء الجراحي إلى إجراءٍ ثانويّ؛ وذلك لقلّة المُضاعفات وطبيعتها غير الغازيّة للجسم مقارنةً بالطرق الأخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّ مُدّة الشفاء تتراوح بين يوم إلى يومين، ويقوم الطبيب المُختصّ بالتنظير الداخلي عبر الجلد مرورًا بالكبد، ثمّ تطبيق الدعامات الاصطناعيّة -والمذكورة لاحقًا- في القنوات لإسنادها.[٣]
على الرغم من النتائج الواعدة التي تظهر مدى نجاح هذه الطريقة العلاجيّة لحلّ مُشكلة انسداد القنوات الصفراويّة، يتطلّع المُختصّون إلى تطوير تقنية التنظير لتُصبح عن طريق الفمّ، مما يسمح بالكشف عن الأورام الصفراويّة الخبيثة داخل القناة.
العلاج الدوائي
تهدف العلاجات الدوائيّة بأنواعها إلى التقليل من الحجم العامّ للحصوات المُتكوّنة في القناة الصفراويّة، لعلّ ذلك يُغني عن اللجوء إلى العمليّات الجراحيّة، وعادةً ما يقوم الطبيب المُختصّ بالكشف عن الوظيفة الطبيعيّة للمرارة من خلال التصوير عبر الفم، ويُمكن أن تؤثّر هذه الأدوية بصورة مباشرة على تكوين الكوليسترول في الكبد، إضافةً إلى أن بعض العلاجات تقلل الآلام المُصاحبة،[٤] كلُّ هذا سيتمّ تفصيله في الآتي ذِكره:
منحيات حامض الصفراء
يلجأ الطبيب المُختصّ إلى وصف بعض العلاجات الدوائيّة، أبرزها ما يُسمّى العوازل الحامضيّة الصفراويّة Bile acid–binding resins، إذ تقوم آليّتها العلاجيّة على التأثير المُباشر على الكوليسترول منخفض الكثافة- والذي يلعب دورًا أساسيًا في تكوين حمض الصفراء- ليخرج عن طريق البراز لمنعها امتصاصه عن طريق الأمعاء، فيقوم الكبد بذلك بزيادة في استهلاك الكوليسترول مُنخفض الكثافة والضارّ بصورة أكبر، مما يؤدي إلى انخفاض نسبته بشكلٍ ملحوظ، وبالتالي يقلّ مدى تكوّن الحصوات المرارة الناجم عن هذا الكوليسترول. [٥]
من جهةٍ أُخرى، يُمكن أن يترتّب عن استهلاك هذا الخطّ الدوائي بعض الآثار الجانبيّة، والتي لا تؤثّر على أجهزة الجسّم باختلافها وإنّما الجهاز الهضمي فقط، وأبرزها:[٦]
- الإمساك.
- الشعور بوجعٍ في البطن.
- الانتفاخ غير الطبيعي.
- التقيؤ.
- فقدان الوزن.
تؤثّر منحيات الحامض الصفراوي على تكوّن الحصوات في القناة الصفراويّة، وذلك عن طريق إخفاض نسب الكوليسترول الضارّ في الدمّ، والذي يُمكن أن يُشكّل جزءً تكوينيًّا مُهمًّا لها.
عوامل إذابة حصوات المرارة
تُعدّ عوامل إذابة حصوات المرارة Gallstone solubilizing agents، بما في ذلك حمض يوروديوكسي كوليك، أبرز العقارات الدوائيّة المُسهمة في تقليل أو منع الكبد عن إنتاج وإفراز الكوليسترول، كما يحدّ من امتصاصه داخل الأمعاء، أمّا بالنسبة للآليّة الأساسيّة- والتي يُبنى على إثرها تأثيره- فهي تتضمن قدرته على تحويل الكوليسترول الذي يُشكّل الحصى الصفراويّة من الحالة الصلبة إلى السائلة، فتنزل المُكوّنات مع العصارة الصفراويّة.[٧]
عادةً ما يقوم الطبيب المُختصّ باللجوء إلى هذا المركّب عندما يقل قطر الحصوة عن 20 ملم، وخلافًا لذلك، فإن العمليّة الجراحيّة تمثل الحل النهائي لهذه الحصوات، ولكن يسبب استعمال عوامل إذابة حصوات المرارة ظهور بعض الآثار الجانبيّة، أهمّها:[٧]
- صعوبة في التنفّس.
- تورّم الوجه، والشفتين واللسان.
- زيادة في العطش والتبوّل.
- الحمّى.
- اضطراب المعدة.
- الغثيان.
- الإسهال.
- تساقط الشعر.
يُستخدم هذا النوع من العلاجات الدوائيّة عندما تتّصف حصوات المرارة بحجمها الصغير، لتقلّ تدريجيًّا مع ذوبان الكوليسترول المُكوّن لها.
المضادات الحيوية
عادةً ما يرافق انسداد القناة الصفراويّة التهابها، الأمر الذي يحتاج إلى زيارة المُستشفى بأقرب وقتٍ مُمكن، إذ يعدّ حالةً طارئة، حيث يتعيّن على الطبيب المُختصّ مُعالجتها من خلال أمرين، أولهما العمد على فتح القنوات الصفراويّة المُغلقة -والذي يتمّ تفصيله من خلال الطرق السابق ذِكرها-، أمّا بالنسبة للآخر، فهو علاج الالتهابات التي قد تُسبّبها البكتيريا المسببة للعدوى في هذه المنطقة من خلال تناول المضادات الحيوية، ويعتمد الاختيار الصحيح لها على العديد من العوامل، أبرزها ما يأتي:[٨]
- الحالة الصحيّة للمريض.
- وظائف الكلى لديه.
- حساسيّته للأدوية.
ويلعب نوع العدوى البكتيريّة دورًا أساسيًا في تحديد نوع المضاد الحيوي، مع ذلك من الضروري أن تكون المُضادّات الحيوية فعالةً تجاه كلٍّ من الكائنات الحيّة سالبة الجرام واللاهوائيّة، وغالبًا ما يستمرّ بتناولها المصاب لمُدّةٍ تتراوح بين 7 إلى 10 أيّام، ومن أهمّ أنواع المُضادّات الحيويّة الآتي ذِكره:[٨]
- الميترونيدازول.
- السيفترياكسون.
- الكاربوبينيم.
- الجنتاميسين.
- السيبروفلوكساسين.
مع استهلاك المُضادّات الحيويّة، من المُهمّ إجراء التقييمات اللازمة لمدى تأثير المُضادّات الحيويّة، حيث يتمّ تعديل الجرعات حسب وظائف الكلى والكبد، وكذلك من المهم التنبه إلى أن المضادات الحيوية قد تتراكم؛ لحدوث خللٍ في عملية طرحها.
موجة الصدمة الخارجية التفتيت
في الآونة الأخيرة، وظّف الأطبّاء الموجات المُتولّدة خارج الجسم والتي تُشكّل ما يُسمّى بالصدمات ESWL، لتقوم بتفتيت الحصى في المسالك البوليّة وحصوات الصفراويّة وغيرها، حيث يؤول مرور هذه الموجات في الأسطح الأماميّة والخلفيّة للحصوات إلى تحرير قوى الضغط والشدّ ثمّ تفتيتها تلقائيًّا، وقد يحتاج الطبيب المُختصّ إلى تطبيق وسط مائي أو نسجيّ يضمن انتقال الموجات لتصل إلى موقع الحصوات، ثمّ التحقّق من نجاح العمليّة باستخدام طرق الأشعّة فوق الصوتيّة، كما يلجأ الطبيب إلى استخدام الدعامات في القنوات المراريّة أو التنظير الفلوري بتراكيز مُعيّنة كطرقٍ علاجيّةٍ ثانويّة.[٩]
تخترق الموجات فوق الصوتيّة أنسجة الجسم، مُحدثةً بعض لتغيّرات الموضعيّة الفسيولوجيّة المؤثّرة على الحصوات بشكلٍ مُباشر.
دعامات القنوات المرارية
دائمًا ما يتم وضع دعامات القنوات الصفراويّة biliary stenting مع الإجراء شبه الجراحي التصريفي للقنوات الصفراويّة، إذ يتمّ إدخال الدعامة البلاستيكيّة أو الحديديّة بعد أيامٍٍ قليلة من التصريف الأولي، فتتوسّع بذلك القنوات الصفراويّة من خلال البالون الذي يهدف إلى فتح وتوسيع أي تضيقٍ فيها، ومن أبرز المؤشّرات التي تتوافر عند المريض والتي تدلّ على وجوب الخضوع لهذه العمليّة، الآتي ذِكره:[١٠]
- تكوّن الحصى في المرارة أو داخل قنواتها.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب القنوات الصفراويّة.
- تضخّم الغدد اللمفاويّة.
- العدوى البكتيريّة.
- إصابة القنوات الصفراويّة أثناء الجراحة.
دائمًا ما يتمّ تطبيق الدعامات في القنوات الصفراويّة بعدما يتمّ فتح القنوات من خلال عمليّة التنظير، كما قد يكون ذلك مُترافقًا مع الاستعدادات للقيام بالعمليّات الجراحيّة في القنوات الصفراويّة، كإزالة الحصوات أو بعض أنواع الأورام.
العلاج الجراحي
أمّا بالنسبة للعلاج الجراحيّ، فيهدف في طبيعة الحال إلى التخلّص من العوامل المرضيّة عندما تتكوّّن الحصوات في القنوات الصفراويّة مصحوبةً بأعراضٍ مُهدّدةٍ لحياة المريض،[٤] في الآتي أبرز الطرق:
استئصال المرارة
cholecystectomy قد يترتّب عن انسداد القنوات الناقلة للعصارة الصفراويّة العديد من الأعراض الجانبيّة الخطيرة والمُهدّدة لحياة المُصاب، لذلك يلجأ الطبيب المُختصّ لوضع المريض تحت المُراقبة لحين إيجاد الحلّ المُناسب، والذي يرجح أن يكون استئصال المرارة،[١١] وفي ما يأتي أبرز الطرق التي يُمكن اتّباعها من قِبل الجرّاحين لاستئصالها.
منظار البطن
يُعدّ استئصال المرارة أو عملية المرارة بالمنظار laparoscopy الطريقة المثاليّة لإزالة المرارة واستئصالها إن كانت مصحوبةً بأعراضٍ لا تُحمد عقباها، ويرجح هذا للتفضيل إلى بعض العوامل التي آلت إلى ذلك، ومن أبرزها الآتي ذِكره:[١١]
- تكون فترة التعافي بعد العمليّة الجراحيّة قصيرة؛ حيث يبلغ مُتوسّط الوقت الذي يتطلّبه للمريض للتعافي والعمل 7 أيّام.
- يقل مقدار الانزعاج بشكلٍ كبير في مُعظم الحالات الخاضعة لهذه العمليّة.
- لا تتطلّب هذه العمليّة الخضوع لترميمٍ تجميليّ.
قد يُحوّل 5% من المرضى إلى الاستئصال المفتوح؛ نتيجةً لصعوبة الوصول التشريحي للمرارة أو في حال حدوث المضاعفات، أمّا بالنسبة لخطر هذا الإجراء، فيبلغ 0.4-0.6%.
الجراحة المفتوحة
لا تختلف النتيجة المرجوّة من هذا الإجراء عن سابقه، فكلٌّ يهدف إلى استئصال المرارة بصورة كاملة، ولكن يقوم الجرّح بهذه الطريقة بإخراج المرارة عن طريق الجراحة المفتوحة، وذلك عادةً حين المُصابة حاملًا في الشهور الأخيرة أو تعاني من الوزن الزائد، إضافةً إلى الإصابة باضطرابات النزيف، ومن الأمور اللازم مُراعاتها ومعرفتها قبل القيام بالجراحة المفتوحة، الآتي:[١٢]
- تقوم من خلال إحداث شقّ بطول 12.7- 17.78 سم في البطن لإخراج المرارة.
- تعتمد المُدّة المُستغرقة للشفاء على الأعراض الناجمة عنها، فتحتاج بعدها من 6 إلى 8 أسابيع حتى يتعافى الجسم كليًّا.
- يُمكن أن يترتّب عن إجراء هذه العمليّة بعض المُضاعفات، أبرزها:
- مشاكل تخديريّّة.
- العدوى البكتيريّة.
- النزيف.
- تورّم ما بعد العمليّة.
- تسرّب العصارة الصفراويّة.
- تلف القنوات الصفراويّة.
- تلف الأمعاء.
من المُهمّ معرفة أنّه يمكن العيش دون مرارة وإن تمّت إزالتها؛ إذ يُمكن للكبد إنتاج ما يكفي من العصارة، والتي يمكنها الانتقال إلى الأمعاء.
المراجع
- ^ أ ب "Attack of the gallstones ", www.health.harvard.edu, Retrieved 5/5/2021. Edited.
- ↑ "Biliary Duct Obstruction", www.healthline.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ↑ "Endoscopic therapy for biliary obstruction", link.springer.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Biliary Obstruction Medication", emedicine.medscape.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ↑ "Bile acid sequestrants", www.drugs.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ↑ "Bile Acid Sequestrants", www.medicinenet.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Actigall", www.rxlist.com, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Acute cholangitis - an update", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/5/2021. Edited.
- ↑ "TECHNOLOGY STATUS EVALUATION REPORTBiliary and pancreatic lithotripsy devices", www.videogie.org, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "Biliary Drainage and Stenting", www.bsir.org, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "What is the role of surgery in the treatment of biliary obstruction?", www.medscape.com, Retrieved 3/5/2021. Edited.
- ↑ "Do I Need Surgery for Gallstones? ", www.webmd.com, Retrieved 3/5/2021. Edited.