علاج بطانة الرحم المهاجرة بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج بطانة الرحم المهاجرة بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

العلاج بالأعشاب

يلجأ العديد من الأشخاص إلى العلاج العشبي التقليدي إيمانًا منهم بتأثيره المُشابه للأدوية، إضافةً إلى قلّة الأعراض الجانبيّة والتفاعلات الدوائيّة المُسببة لتفاقم العديد من المشاكل الصحيّة وما يتبعها من مُضاعفاتٍ مُؤثرة على الصحّة، إذ يتم استخلاص الفائدة العلاجيّة من أجزاءٍ مُعيّنةٍ في النبتة، لتتشكّل القيمة الدوائيّة في المُكمّلات الغذائيّة والمُستخلصات العشبيّة، من جهةٍ أخرى، يترتّب عن تناول الأعشاب الطبيعيّة بالتزامن مع بعض الأدوية إلى الإصابة ببعض الأعراض الجانبيّة نتيجةً للتفاعل فيما بينهما، [١] ويُعد مرض بطانة الرحم المُهاجرة أبرز الأمراض النسائيّة التي استندت الدراسات الطبيّة عليها لبيان تأثير الأعشاب الطبيعيّة، والتي تتعلّق بتقليل الآلام المُصاحبة له، إضافةً إلى التقليل من عسر الطمث والعوامل الأخرى المُسببة للمرض التي يُعاني منها السيّدات بشكلٍ بارز، وفي المقال الآتي، أبرز ما جاء به العلم كاشفًا عن العلاج العشبي لمرض بطانة الرحم المُهاجرة.[٢]


بطانة الرحم المهاجرة

ويُطلق عليه الانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis، وهو اضطرابٌ مؤلم غالبًا ما يحدث نتيجةً لنموّ بعض الأنسجة المُشابهة للنسيج المُبطّن للرحم في المنطقة الخارجيّة له، وتشمل المناطق التي تُصاب نموّ هذه الأنسجة المبيضين وقناتي الفالوب، إضافةً إلى الأنسجة المُبطنة للحوض أو خارجه، وتزداد سماكتها كل شهرٍ وتؤدي إلى حدوثالنزيف، ولعدم وجود المخرج، يؤدي إلى تكوّن الأكياس في المناطق المُصابة، أو ينطوي على ذلك تهيّج الأنسجة المُحيطة بالمنطقة المُصابة إلى ظمورها وتندّبها، ومن أهم أسباب التي تؤدي إلى الإصابة ببطانة الرحم المُهاجرة الآتي ذِكره:[٣]

  • الحيض الرجعي: ويتكوّن عند تدفق دم الحيض المُحتوي على خلايا بطانة الرحم عبر قناة الفالوب وإلى تجويف الحوض عِوضًا عن الخروج من الجسم، لتلتصق بعد ذلك بجدران الحوض وبأسطح أعضاءه ونموّها مرةً أخرى.
  • تحوّل الخلايا البريتونية: إذ يتمّ ذلك بتأثيرٍ من بعضالهرمونات أو عوامل المناعة، مما يُعزز من تحوّل الخلايا التي تُبطّن الجزء الداخلي من البطن إلى خلايا شبيهة بالبطانة.
  • تحوّل الخلايا الجنينيّة: قد يعمل الإستروجين على تحويل الخلايا في مراحلها الأولى من التطوّر إلى غرساتٍ شبيهةٍ بالبطانة أثناء البلوغ.
  • انتقال خلايا الرحم: وتنتقل الخلايا المُكوّنة للرحم عن طريق الأوعية الدمويّة أو اللمفاويّة من داخل الرحم إلى مناطق أخرى في الجسم.

ويترتّب عن الإصابة بتكوّن البطانة الرحميّة في المنطقة بالشكل غير الطبيعي إلى ظهور بعضٍ من الأعراض المُميّزة لهذا المرض، ومن أهم هذه الأعراض ما يأتي:[٣]

  • عسر الطمث الذي يبدأ عند الشعور بألمٍ وتشنّجٍ في منطقة الحوض، والذي يمتد إلى عدة أيامٍ في فترة الحيض.
  • الإحساس بألمٍ شديد عند مُمارسة الجماع.
  • الشعور بآلامٍ مُبرحة مع التبول أو عند حركة الامعاء، ومن المرجح أن تزيد هذه الأعراض أثناء فترة الطمث.
  • بروز بعض العلامات الأخرى، كالتعب والإسهال أو الإمساك، إضافةً إلى انتفاخ البطن والشعور بالغثيان.


علاج بطانة الرحم المهاجرة بالأعشاب: حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

عادةً ما يتم اللجوء إلى العلاج الهرموني، العمليات الجراحية، تناول مسكنات الألم وتغيير نمط الحياة لعلاج حالة بطانة الرحم المهاجرة، ولكن بالنظر إلى أنَّ أغلب الحالات يكون من الصعب علاجها، تلجأ الكثير من النِّساء إلى العلاجات الطبيعية البديلة رغبةً بدعم العلاج الطبي التي يصفه لها طبيبها المختص بحالتها، من المهم الإشارة إلى أنَّ العلاجات البديلة أيًا كانت تعمل على التخفيف من أعراض بطانة الرحم المهاجرة، بالإضافة إلى علاج العوامل المسببة للمرض، من المهم التنبيه على أنَّ هناك القليل من الأدلة العلمية التي دعمت استخدام العلاج البديل لمرض بطانة الرحم المهاجرة، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الأضرار المحتملة في حال استخدام هذا النوع من العلاج تكون منخفضة جدًا، لذلك لن يكون الأمر بذلك السوء في حال استخدامه، فيما يلي أبرز أنواع الأعشاب المُستخدمة في الطب الشعبي البديل، والتي قد تُساعد على تخفيف الأعراض الظاهرة على المُصابة بمرض بطانة الرحم المُهاجرة، مع التنويه عن الدراسات المعنيّة بالبحث عن الفوائد والأضرار الناتجة عن استخدامها،[٢] ومن هذه الأعشاب ما يأتي:


الكركم Turmeric

يُعد الكركم أحد أهم التوابل المُستخدمة في العديد من أصناف الأطعمة الآسيويّة، ويُستخلص من جذور نبات الكركما لونجا النامي في الهند وأمريكا الوسطى، والمُنتمي لعائلة Zingiberaceae ، كما أنّه يتميّز بطعمٍ مُر، وتكمن أهميّته باحتوائه على مادة الكركمين curcumin المُساهمة في تقليل أعراض الالتهابات بأنواعها، [٤]ويؤثّر مُستخلص الكركم على تطوّر مرض بطانة الرحم المُهاجرة من خلال امتلاكه العديد من الأنشطة الدوائيّة، مثل قدرته على مُقاومة ومُعالجة الالتهابات ومُضادّ لتكاثر الخلايا الرحميّة، وقد تم بيان ذلك من خلال العديد من الدراسات المُبيّنة قدرته على تقليل مُستوى الدم الواصل إلى هذه الغرسات الجديدة، من خلال التقليل من عدد الأوعية الدمويّة الدقيقة المُتكوّنة خارج الرحم، وبالتالي موت الخلايا الجديدة، إضافةً إلى التأثير على مُستوى السيتوكينات الالتهابيّة بأنواعها، وعليه، [٥]من المُهم استشارة الطبيب المُختصّ لتحديد الجرعة المُناسبة، والتي تتراوح بين 3 إلى 8 جرامات في اليوم الواحد لمدة 3 أشهر، من جهةٍ أخرى، قد تظهر بعض الأعراض الجانبيّة عند الاستخدام، مثل اضطراب المعدة والغثيان والدوخة والإسهال، أمّا بالنسبة للمحاذير فيُرجّح المُختصّون عدم استهلاك الكركم عند:[٦]

  • الإصابة بمشاكل في المرارة.
  • الإصابة بداء السكّري.
  • الإصابة باضطرابات المعدة بأنواعها.
  • أثناء فترة الحمل والرضاعة.
  • الإصابة بالعقم عند الرجال.
  • انخفاض مُستوى الحديد في الدم.


البابونج Chamomile

وهي العشبة ذات الاستخدام الشائع لما تتمتع بهِ من خصائص مهدئة، وبالنظر إلى أنَّ الألم يشكِّل أول مظاهر القلق لمن تعاني من مرض بطانة الرحم المهاجرة، لذلك فإنِّ إدارته بإحكام لهُ من الأهمية ما يجعله من الخيارات الجيدة عند الاستعانة بالطب الطبيعي، [٥] وبحسب دراسةٍ مخبرية نُشرت عام 2018 أفادت بأنَّ الكريسين التي تحويها عشبة البابونج استطاعت قتل خلايا بطانة الرحم المهاجرة، وذلك من خلال العمل على التقليل من القدرة الانتاجيّة للإسترادايول estradiol، وبالتالي يؤدي إلى تباطؤ في نموّ الخلايا داخل الرحم، من جهةٍ أخرى تمكَّنت من تغيير دورة حياة الخلايا في بطانة الرحم، [٧]، وفي الآتي أبرز فوائد البابونج في ما يتعلّق بمرض بطانة الرحم المُهاجرة:

  • تسكين الآلام الحادة والمملة. كآلام أسفل الظهر والفخذين.[٥]
  • التخفيف من تقلّصات البطن.[٥]
  • علاج آلام الرحم والأمعاء الناتجة عن تهيُّج أنسجة بطانة الرحم.[٥]
  • التقليل من آلام ما قبل الحيض.[٨]

عند اختيار استخدام البابونج كعلاجٍ طبيعيّ، من الواجب الرجوع إلى الطبيب المُختصّ وتناوله حسب التوجيهات أو التعليمات المُرفقة في العلبة، إضافةً إلى عدم استخدام الأشكال المُختلفة منه سويًّا، كالأقراص والسائل والشاي، تجنبًا لخطر الجرعة الزائدة، إذ تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض الجانبيّة أهمّها علامات رد الفعل التحسسي، كصعوبة التنفس وتورّم الوجه، إضافةً إلى تهيّج الجلد الظاهر على شاكلة الطفح الجلدي أمّا بالنسبة لمحاذير الاستخدام، فتتمثّل فيما يلي:[٩]

  • القيام بالعمليّات الجراحيّة.
  • الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو الرحم، إضافةً إلى الأورام الليفيّة الرحميّة.
  • حساسيّة حبوب اللقاح، خاصّةً في نباتات الرجيد والاعشاب والأقحوان وغيرها من النباتات.
  • من المُهم تجنّب العشبة أثناء فترة الحمل والرضاعة.


الشاي الأخضر Green tea

أبرزت العديد من الدراسات تأثير الشاي الأخضر على بِطانة الرحم المُهاجرة، إذ يمتلك بعض الخصائص الكيميائيّة المُشابهة لهرمون البروجسترون في كونه مُثبطًا قويًّا للأروماتاز، علاوةً على ذلك، يقوم الشاي الأخضر بتثبيط نموّ الأوعية الدمويّة الدقيقة والخلايا الرحميّة التي تعمل على تغذية التكاثر المُفرط لبطانة الرحم، إضافةً إلى قدرته في التقليل من الالتهابات الحاصلة نتيجةً لتفاقم المرض، ويقوم الشاي الأخضر بذلك عن طريق منع عامل النموّ الوعائي الذي تُطلقه خلايا الدم الحمراء، [١٠]وعليه، من المهم استخدام الشاي الأخضر كأحد الطرق العلاجيّة بعد اللجوء إلى نصيحة الطبيب المُختصّ، لتجنّب المخاطر والآثار الجانبيّة التي يُمكن الإصابة بها عند تناول الشاي الأخضر، ومن أهمّها:[١١]

  • حساسيّة الكافيين: حيث تتفاقم الأعراض مؤديةً إلى تفاقم القلق والتهيّج والغثيان، إضافةً إلى اضطراب المعدة.
  • مُميعات الدم: ينصح الأطباء المُختصّون بضرورة عدم تناول مُميّعات الدم مع الشاي الأخضر بشكلٍ مُتزامن، وذلك بسبب احتوائه على نسبٍ عالية من فيتامين K، ليؤدي إلى التقليل من فاعليّته الدوائيّة.
  • الأدوية أو المُكملات الأخرى: لما يحويه من قدرةٍ عالية في التفاعل مع الأدوية أو المُكملات الغذائيّة الأخرى.


اللافيندر Lavender

وهي العشبة التي تُزرع في الحدائق والتي يُشاع استخدامها بشكلٍ كبير لما لها من خصائص مهدئة تساهم في تحفيزاسترخاء الجسم، والتشجيع على النوم، تجدر الإشارة إلى أنَّ هناك دراسة نشرت في عام 2015 ورد فيها أنَّ استخدام زيت اللافندر الأساسي يساعد على التخفيف من آلام الحيض، حيثُ تم الاستعانة بزيت الافندر الأساسي المخفف لأغراض البحث،[٧] ولعلَّ هذا ما يجعله خيارًا متاحًا لعلاج أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة حيثُ أثبتت دراسة أخرى نُشرت عام 2012 مفادها أنَّ استخدام زيت اللافندر الأساسي يساعد على التقليل من التقلصات الشديدة فيفترة الحيض التي يسببها مرض بطانة الرحم المهاجرة، حيثُ تم استخدام الزيت بطريقة التدليك على النِّساء المشاركات في الدراسة، [٨]ويتم استخدام اللافندر للأغراض العلاجيّة على هيئة الزيت الذي يتم من خلاله تدليك المنطقة، أو عن طريق استنشاقه كعلاجٍ بالروائح، وذلك من خلال تطبيق 3 قطراتٍ من زيت اللافندر على اليدين واستنشاقه كل 6 ساعات أو القيام بوضع 3 قطراتٍ من الزت على قطعةٍ قطنيّة واستنشاقها لمدةٍ لا تقل عن ال30 دقيقة يوميًا، أمّا بالنسبة للمحاذير، فمن الأفضل تجنّب استخدامه في فترة الحمل والرضاعة وقبل الخضوع للعمليّات الجراحيّة، لضمان سلامة كلٍ من الامر والرضيع على حدٍ سواء مع ضرورة استشارة الطبيب المُختصّ.[١٢]


الزنجبيل Ginger

يُعدالزنجبيل أحد أهم النباتات التي تُستخدم في الطب الشعبي الذي يستند على العناصر الطبيعيّة للقيام بتخفيف الأعراض المرضيّة بأنواعها، إذ يتمّ وصفه على أنّه النبات ذو السقان المورقة والزهور البيضاء، ويُستخدم الجزء الجذريّ منه للأغراض العلاجيّة، [١٣] ولعموم فائدته، قامت العديد من الدراسات الباحثة عن تأثير الزنجبيل بالآلام الناتجة عن الطمث، إذ اشار البحث الذي أُقيم في 2014 إلى تأثير الزنجبيل على هذه الآلام بالإيجاب، معطيًا الأمل أن يكون له تأثيرٌ مماثل على الألم المُرتبط بمرض بطانة الرحم المُهاجرة، ومع ذلك لا توجد دراسات كافية تؤكّد سلامة استخدام الزنجبيل لعلاج هذا المرض.[٨]


العبعب المنوم Ashwagandha

يرجع استخدام العبعب المُنوم إلى 3000 سنة، إذ يلجأ القدماء إليه لتخفيف الضغط والتوتّر وزيادة مُستويات الطاقة والعمل على تحسّن التركيز، ويُمكن وصفه على أنّه من أنواع الشجيرات الصغيرة بحجمها ذات الزهور الصفراء النامية في الهند وشمال أفريقيا، وعادةً ما يتم استخدام مُستخلص العشبة من جذر النبتة أو أورقها لعلاج مجموعةٍ مُتنوعةٍ من الأمراض والحالات، [٨]أهمّها العمل على تقليل نسبة الكورتيزول، والذي تمّ إثبات ارتفاعه لدى المُصابات بمرض بطانة الرحم المُهاجرة، من جهةٍ أخرى، أشارت هذه الدراسات عبر نتائجها إلى احتماليّة تأثير العشبة على المرض دون العمل على دراسته بشكلٍ مُباشر.[١٤]


عشبة كف مريم

وهي الشجيرة النامية في منطقة البحر الأبيض المُتوسط وآسيا الوسطى، وتحتوي الشجيرة على أوراقٍ طويلة على شكل أصبع وزهورٍ ذات لونٍ بنفسجيّ المائل إلى الزرقة، إذ تُستخدم الفاكهة والبذور لصنع الدواء العشبي الطبيعي لعلاج آلام الثدي ومُتلازمة ما قبل الحيض، إضافةً إلى أعراض الدورة الشهريّة الحادّة، وذلك من خلال تأثيره على الهرمونات المُشاركة في الدورة التناسليّة للمرأة، [١٥]وتجدر الإشارة إلى الأبحاث الدارسة لعلاج بطانة الرحم المُهاجرة، إذ أظهرت بعضها تأثيره الشبيهبالإستروجين، لتُبيّن قدرة المُستخلص المائي للعشبة على تقليل من أعراض المرض الناجم عن الجراحة، إضافةً إلى العمل على التقليل من حجم كيس بطانة الرحم، والعمل على تقليل الالتهابات الناجمة عن المرض، من جهةٍ أخرى، [٥]ويترتّب عن استخدامه بعض الآثار الجانبيّة غير الشائعة اضطراب المعدة والحكّة والغثيان والصداع وحب الشباب وصعوبة النوم، ومن أهم المحاذير المُتعلّقة باستخدام العشبة الفصام والأمراض الذهانيّة ومرض الرعاش، لما فيه من موادٍ كيميائيّة مؤثرة بشكلٍ مُباشر على الدماغ، خاصّةً على تقليل مُستوى الدوبامين، وعليه من المهم تحديد الجرعة المُناسبة من قِبل الطبيب المُختصّ والرجوع إليه عند تناول عشبة كف مريم.[١٥]


النعنع Peppermint

وهو أحد النباتات العطريّة المُضاف إلى الأطعمة ومُستحضرات التجميل والمُنتجات الطبيّة وغيرها، إذ يتم استخدام أوراقالنعناع المُجفّفة أو الطازجة في صنع الشاي، إضافةً إلى استخلاص زيت النعناع من أجزائه المُختلفة، ليتم تكوين الكبسولات والزيوت على شكل مُكمّلات غذائيّةٍ يُستفاد منها، فتسمح بذلك بمرور الكبسولات إلى المعدة والأمعاء، وفقًا للدراسات المُجراة عام 2006، فقد يحوي النعناع على بعض الخصائص المُضادّة للأكسدة، لتؤدي إلى تقليل آلام الحوض الناتجة عن مرض بطانة الرحم المُهاجرة، على الرغم من ذلك، لم يتم تأكيد هذه الخاصيّة بأبحاثٍ علميّة موثوقةٍ، وعليه، من المُهم استشارة الطبيب المُختصّ حول استخدامه بالطريقة المُناسبة.[٨]


رجل الأسد Alchemilla vulgaris

تمّ استخدام عشبة رجل الأسد في بعض الحالات النسائيّة قديمًا، إذ أظهرت قدرتها العلاجيّة في مُعالجة غزارة الطمث، لما فيها من خصائص مُشابهة لهرمونالبروجسترون القابض للأوعية الدمويّة والمُضاد للالتهابات، وقد أكدّت الدراسات المُجراة في رومانيا هذه التأثيرات، وذلك من خلال العيّنات المأخوذة من النساء المُصابات بالنزيف، وفي دراسةٍ أخرى، قام العلماء بزرع أنسجة الرحم المُتبذة واستخدام الجزء الورقي والجذري من النبتة، لتتم مُلاحظة أنخفاضٍ في الأورام المُتكوّنة في الرحم أثناء المرض، إضافةً إلى تقليل في مُستوى السيتوكينات، لذلك قد تكون العشبة مُفيدة رجوعًا إلى خصائصها الفينوليّة، [٥]على الرغم من ذلك، من المُهم استشارة الطبيب المُختصّ لضمان عدم تأثيرها سلبيًّا على صحة المريض العامّة، إضافةً إلى قيامه بتحديد الجرعة المُناسبة، وبذلك يتم تجنّب الإصابة بالأعراض الجانبيّة التي يُمكن أن تتكوّن خاصّةً أثناء فترة الحمل والرضاعة أهمّها التلف في الكبد.[١٦]


القيصوم Achillea

وهي إحدى النباتات المُستخدمة في العلاج الطبيعي، إذ ينتمي إلى عائلة Asteraceae المُنتجة للمُستخلص العشبي الذي يُنتج من سيقان النبات وأوراقه، وقد برز استخدام نبات القصيوم في علاج مرض الانتباذ البطيني الرحمي من خلال تقييم تأثيره عن طريق الأبحاث التجريبيّة الحيوانيّة الدارسة لتأثيره، إذ أكدت انخفاض مُستوى السيتوكينات الناتجة عن تكوّن الالتهابات الرحميّة مثل IL-6 وTNF-α، وذلك من خلال احتوائه على نسبٍ ليست بقليلة من أسيتات الأيثيل المُثبط للعمليّات الالتهابيّة المُتكوّنة في الرحم أثناء تكوّن المرض،[٥] وعليه، من الواجب استشارة الطبيب المُختصّ لتحديد الجرعة المُناسبة، والتي تعتمد على العديد من العوامل أهمّها العمر والحالة الصحيّة له، مع التأكّد من اتباع التوجيهات الصحيّة المُحدّدة من قِبل المُختصّ لتجنّب الأعراض الجانبيّة أهمّهاالحساسيّة الجلديّة، إضافةً إلى اتباع محاذير استخدام نبات القصيوم، وذلك من خلال عدم استهلاكه بالتزامن مع بعض الحالات الصحيّة الآتية:[١٧]

  • أثناء فترة الحمل والرضاعة.
  • عند إصابة المريض باضطرابات المُسببة للنزيف.
  • عند القيام بالعمليّات الجراحيّة.


قشرة الصنوبر Pine bark

ينتمي نبات الصنوبر إلى عائلة الصنوبريّات Pinaceae المُحتوية على 120 نوع مُختلف بالخصائص النباتيّة، ويتوزّع نمو الصنوبر في جميع أنحاء العالم، خاصّةً المناطق المُعتدلة الشماليّة، ويُستخدم عادةً مُستخلص الأوراق واللحاء أو القشرة للأغراض الطبيّة، إذ قامت العديد من الشركات الطبيّة بإنتاج المُستخلص بشكلٍ خاصّ، [١٨] وقد قامت بعض الدراسات المُجراة عام 2014 تأكيد عمل مُستخلص قشرة الصنوبر كمُضادّ للالتهاب، بما في ذلك الالتهابات المُتكوّنة في بطانة الرحم المُهاجرة، وأوجدت الدراسة تأثير استخدام مُستخلص لحاء الصنوبر مع موانع الحمل في تقليل آلام الرحم، [٧]إذ يتم تناول الجرعة المُناسبة التي تتراوح من 50 إلى 450 مليجرام يوميًّا لمدةٍ لا تقل عن العام، مع استشارة الطبيب المُختصّ، ومن أهم الأعراض الجانبيّة الناتجة عن الجرعة الزائدة مشاكل المعدة والصداع وتقرّحات الفم، إضافةً إلى تسببه برائحة الفم الكريهة، أمّا بالنسبة للمخاطر، فمن المهم تجنّب تناول مُستخلص قشرة الصنوبر عند:[١٩]

  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة، كمرض التصلّب المُتعدد والذئبة الحماميّة الجلديّة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الإصابة بمرض السكّري.
  • الخضوع للعمليّات الجراحيّة.
  • مُعاناة المريض من النزيف.


الفاوانيا paeony

وهو النبات الزهريّ المُنتمي إلى عائلة Paeoniaceae النامي في العديد من المناطق المُختلفة من أرجاء أوروبا وآسيا وغرب أمريكا، إذ يتميّز نبات الفاوانيا بأزهاره الكبيرة ذات الشكل المُبهر، إضافةً إلى شكل النبتة الخلاب، تمّ استخدامها للاغراض الطبيّة في المناطق الآسيويّة والأوروبيّة، [٢٠]وتمّ تأكيد فائدتها لعلاج بطانة الرحم المُهاجرة من خلال الأبحاث المُجراة وتأثيرها على عسر الطمث الناتج عنه، وذلك من خلال استخدام المُركبات الكيميائيّة المُستخلصة من الجذر، إضافةً على ذلك، قد يعمل مغلي الفاوانيا عند تناوله عن طريق الفم على تقليل الأجسام المُضادّة المناعيّة المُسهمة في تكوّن الالتهابات في الرحم، [٥] وتعتمد الجرعة التي يجب اتباعها على عدة عوامل، أهمّها عمر المريض وصحته العامّة، والتي يتم تحديدها من قِبل الطبيب المُختصّ أو مُقدّم الرعاية الصحيّة قبل الاستخدام، تجنبًا لما قد يحصل من الأعراض الجانبيّة كالطفح الجلدي والإصابة باضطرابات المعدة الحادّة، أمّا بالنسبة للمحاذير الطبيّة فتتمثّل بفترة الحمل والرضاعة واضطرابات المؤدية إلى النزيف، إضافةً إلى القيام بالعمليّات الجراحيّة.[٢١]


الفاوانيا الصينية Paeonia lactiflora

وهي أحد أهم أنواع نبات الفاونيا النامية بشكلٍ مُنتشر في الصين، وتنتمي إلى عائلة نبات الفاونيا المذكورة مُسبقًا، كما أنّه يحوي على الخصائص الكيميائيّة المُتشابهة مع زهرة الفاونيا، إذ يتم استخلاص المُركّبات الكيمائيّة من الجذور المُعالجة، ولتشابهها الكبير مع انتسابها إلى نفس العائلة، يُعطي نبات الفاوانيا الصينيّة مفعولًا مُشابهًا ومذكورٌ مُسبقًا لعلاج مرض بطانة الرحم المُهاجرة.[٥]


جوسيبيوم Gossypium herbaceum

أو ما يُسمّى بالقطن، وهي النباتات التي تنتمي إلى عائلة Malvaceae المُكوّنة للقطن، إذ يُعدّ أحد أهم المحاصيل الزراعيّة الرائدة حول العالم، لوفرته وأهميّته اقتصاديًّا وتجاريًّا، إذ يدخل في البُنية الصناعيّة للأقمشة المُستخدمة في العديد من المجالات، نسبةً إلى الخواص الذي يوفّرها القطن، كسطحه الناعم والقدرة على كيّه وغسله، وغيرها الكثير، [٢٢] ,وتجدر الإشارة إلى الخاصيّة الطبيّة للنبتة، فتتوفّر عند استخدام اللحاء الجذري وبذور النبتة لاستخلاص الفائدة العلاجيّة، وعليه فقد يكون المُركّب آمنًا للاستخدام العلاجي لدى مُعظم الحالات عند التناول عن طريق الفم كدواء أو استخدام مُستخلص اللحاء المُتوافر في الصيدليّات العامّة،[٢٣] والمُستخدم كمُنشطٍ للرحم ولتحفيز تقلّصاته، فقد أظهرت العديد من الدراسات فاعليّة المُستخلص في علاج الانتباذ الباطني الرحمي بنسبةٍ لا تقل عن ال90%، في المُقابل، أظهرت التجارب السريريّة بروز بعض الآثار الجانبيّة المُترتّبة عن استخدامه، كالعقم وانقطاع الطمث، نقص في مُستوى بوتاسيوم الدم، زيادة في مُستوى أنزيمات الكبد، إضافةً إلى الشعور بالغثيان وتكوّن الوذمة بأنواعها،[٥] ولذلك من المُهم استشارة الطبيب المُختصّ لتحديد الجرعة المُناسبة للحالة المرضيّة مع اخذ الحيطة والحذر من خلال اتباع بعض المحاذير أهمّها عدم استخدامه أثناء فترة الحمل والإرضاع وعند الإصابة بالأمراض الكلويّة والتناسليّة.[٢٣]


حشيشة الملاك الصينية Angelica sinensis

قديمًا، تمّ استخدام عشبة الملاك المُنتمية إلى عائلة Apiaceae في الصين كعلاجٍ دوائيّ بديل عند الحاجة إلى تعزيز الدورة الدمويّة والعمل على تحسين من الأداء المناعي للجسم، إذ قام الصينيون باستخدام الجزء الجذري للنبتة دونًا عن غيره من الأجزاء، ليُنسب إليه الخاصيّة العلاجيّة لركود الدم، [٢٤]وبناءً على ذلك، فقد قامت الأبحاث بدراسة تأثيره العلاجيّ لعسر الطمث الناتج عن مرض بطانة الرحم المُهاجرة، وقد أثبتت قدرته على ذلك لاحتوائه على العناصر المُضادّة للاكسدة، إضافةً إلى قدرته على التحفيز المناعي المُضادّ للالتهابات، كما أسهمت حشيشة الملاك الصينيّة بتقليل آلام الدورة الشهريّة والتهاب الرحم المُزمن، إضافةً إلى مُساعدته على مُحاربة الميكروبات والعدوى البكتيريّة، من جهةٍ أخرى، [٥]من غير المرجّح تناول المُستخلص لمدةٍ طويلة، وذلك لاحتوائه على عناصر مُساهمة في تكوّن الخلايا المُسرطنة، وعليه، من المُهم استشارة الطبيب المُختصّ لتحديد الجرعة المُناسبة ومُدّة الاستخدام الآمنة مع معرفة أبرز المحاذير والاحتياطات، أهمّها عدم تناول العشبة أثناء فترة الحمل والرضاعة وعند الإصابة باضطرابات النزيف.[٢٥]

المراجع

  1. "Herbal Medicine", medicinenet, Retrieved 2020-07-12. Edited.
  2. ^ أ ب "Natural Treatments for Endometriosis", verywellhealth, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  3. ^ أ ب "Endometriosis", mayoclinic, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  4. "Turmeric (Curcumin): A Complete Scientific Guide", everydayhealth. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Novel Drug Targets with Traditional Herbal Medicines for Overcoming Endometriosis", NCBI, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  6. "TURMERIC", webmd, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Can herbal remedies relieve endometriosis symptoms?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Which Herbs Help Endometriosis Symptoms", healthline, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  9. "Chamomile", drugs, Retrieved 2020-07-07. Edited.
  10. "Natural Treatments for Endometriosis", verywellhealth, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  11. "What are the health benefits of green tea?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  12. "LAVENDER", webmd, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  13. "GINGER", webmd. Edited.
  14. "12 Proven Health Benefits of Ashwagandha", healthline, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  15. ^ أ ب "VITEX AGNUS-CASTUS", webmd, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  16. "Alchemilla", medicinenet, Retrieved 2020-07-08. Edited.
  17. "YARROW", webmd, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  18. "Pine", britannica, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  19. "MARITIME PINE", webmd, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  20. "Paeoniaceae", britannica, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  21. "PEONY", webmd, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  22. "Cotton", britannica, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  23. ^ أ ب "COTTON", webmd, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  24. "Pharmacological effects of Radix Angelica Sinensis (Danggui) on cerebral infarction", NCBI, Retrieved 2020-07-10. Edited.
  25. "DONG QUAI", webmd, Retrieved 2020-07-10. Edited.
4844 مشاهدة
للأعلى للسفل
×