علاج تضخم الرحم

كتابة:
علاج تضخم الرحم

ما هي حالة تضخم الرحم؟

عادةً ما يكون الحجم الطبيعي للرحم بحجم قبضة اليد، ولكنّه يتضخم ويتمدّد أثناء الحمل ليتسع الجنين طوال مدّة الحمل، ليصبح بحجم بطيخة كبيرة، ولكن الحمل ليس السبب الوحيد لزيادة حجم الرحم وتضخمه، إذ يوجد العديد من الحالات والأسباب التي يمكن أن تتسبّب بتضخم الرحم، والتي قد تحدث لدى النساء في أي عمر، وبالرغم من أنّ معظم حالات تضخم الرحم تكون حميدة وغير ضارة، إلّا أنّها قد تكون علامة على وجود حالة خطيرة محتملة، مثل سرطان بطانة الرحم، وهو نوع من أنواع سرطان الرحم.[١]


ما هي طرق علاج الحالة المسببة لتضخم الرحم؟

قد لا تتطلّب معظم حالات تضخم الرحم إلى العلاج الطبي، لا سيّما الحالات التي يكون فيها التضخم بسيطًا، ولا يتسبّب بأعراض شديدة أومزعجة، ولكن وبالرغم من ذلك قد تحتاج بعض النساء إلى تناول مسكنات الألم؛ لتخفيف الآلام الناجمة عن تضخم الرحم في بعض الحالات، ولكن يوجد العديد من الحالات التي تتطلّب إلى علاج طبي؛ لمعالجة الحالة، ومنع حدوث أي مضاعفات محتملة، وتتوفّر العديد من الخيارات العلاجية لمثل هذه الحالات، والتي تختلف باختلاف المسبب الرئيس الكامن وراء حدوث التضخم في الرحم، ويمكن تلخيص بعض هذه العلاجات كما يلي:[٢]

علاج أورام الرحم الليفية (Fibroids)

تُعدّ أورام الرحم الليفية من أكثر أسباب تضخّم الرحم شيوعًا، وهي أورام غير سرطانية تنمو في جدار الرحم، وغالبًا ما تظهر خلال سنوات الإنجاب، وقد يتراوح حجم هذه الأورام من أورامًا صغيرة جدًا إلى كتل ضخمة، تتسبّب بتشوّه وتضخّم الرحم، ويمكن علاج حالات الأورام الليفية عن طريق مجموعة من الخيارات العلاجية المتنوعة، من ضمنها:[٣]

  • العلاجات الدوائية: والتي غالبًا ما تستهدف الهرمونات التي تنظِّم دورة الحيض وتعالج الأعراض، ولكنّها لا تقضي على الأورام الليفية، بل تعمل على انكماشها وتقليل حجمها، مثل مستقبِلات الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH)، التي تضعف أو توقف إنتاج هرموني الإستروجين والبروجسترون في الجسم، وأدوية حمض الترانيكساميك غير الهرمونية، التي تُساعد في تخفيف النزيف أثناء دورة الحيض الكثيفة.
  • الإجراءات غير الجراحية: والتي تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتية المركّزة والموجّهة من خلال الرنين المغناطيسي (FUS)، والتي تهدف لتسخين الألياف في الرحم وإتلافها.
  • إجراءات طفيفة التوغل: والتي تتضمّن استخدام القسطرة والأدوات الطبية الدقيقة لإتلاف واستئصال الأورام الليفية من الرحم.
  • الجراحة التقليدية: لاستئصال الألياف، أو استئصال الرحم كاملًا في بعض الحالات.


علاج العضال الغدي (Adenomyosis)

هي حالة تخترق فيها بطانة الرحم الداخلية جدار عضلات الرحم، لتُشكّل ورمًا أو تضخّمًا في الرحم، وبالرغم من أن العضال الغدي يُعدّ من أورام الرحم الحميدة وغير الخطيرة، إلّا أنّ الأعراض التي يُسبّبها، كالألم المتكرر، والنزيف الشديد قد يكون لها تأثير سلبي على نوعية حياة المرأة، وغالبًا ما تُعالج حالات العضال الغدي عن طريق تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ لتخفيف الألم الخفيف، أو عن طريق العلاجات التالية:[٤]

  • العلاج الهرموني: بما في ذلك اللولب الذي يفرز الليفونورجيستريل (levonorgestrel)، والأدوية الهرمونية الأخرى.
  • إصمام الشريان الرحمي: وهو إجراء طفيف التوغل، يُستخدم للمساعدة في تقليص الأورام الحميدة في الرحم، عن طريق منع تدفق الدم إلى العضال الغدي.
  • استئصال بطانة الرحم: الذي يتمّ عن طريق إجراء طفيف التوغل، وقد أثبت فعاليته في تخفيف الأعراض في الحالات التي لا يتغلغل العضال الغدي بعمق في جدار عضلات الرحم.


علاج متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)

وهي حالة تتمثّل بنمو مجموعة من الأكياس الصغيرة على إحدا المبيضين أو كليهما، وتؤثر في مستويات الهرمونات في جسم المرأة، وتتسبّب بإنتاج مستويات مرتفعة من هرمونات الذكورة، وتُظهر الرحم بشكل أكبر من حجمه الطبيعي، وغالبًا ما تُعالج حالات متلازمة المبيض متعدد الكيسات عن طريق العلاجات التالية:[٥]

  • العلاجات الدوائية: بما في ذلك:
    • أدوية تنظيم النسل، التي تهدف إلى استعادة التوازن الهرموني الطبيعي في الجسم، وتنظيم الإباضة، بالإضافة إلى تخفيف الأعراض، والحماية من سرطان بطانة الرحم.
    • الميتفورمين (Metformin): وهو دواء يستخدم لتنظيم السكر لدى مرضى السكري من النوع الثاني، كما أنّه يُستخدم لعلاج متلازمة تكيس المبايض عن طريق تحسين مستويات الأنسولين.
    • كلوميفين (Clomiphene): وهو دواء لتعزيز الخصوبة، ومساعدة النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على الحمل.
  • الجراحة: عن طريق إجراء مجموعة من الثقوب الصغيرة في المبيض، باستخدام أشعة الليزر أو إبرة رفيعة ساخنة لاستعادة التبويض الطبيعي، وتعزيز الخصوبة لدى المرأة.
  • العلاجات المنزلية: والتي تشمل:
    • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
    • وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
    • فقدان الوزن والتخلّص من السمنة.


علاج سرطان بطانة الرحم

وهو نوع من أنواع سرطان الرحم، الذي يبدأ في بطانة الرحم، وهي طبقة الخلايا التي تبطّن الجدران الداخلية للرحم، وغالبًا ما يتم اكتشاف سرطان بطانة الرحم في مراحله المبكرة؛ نظرًا لأنه يتسبّب بحدوث نزيفًا مهبليًا غير طبيعي، ويكمن علاج حالات سرطان بطانة الرحم فب العلاجات التالية:[٦]

  • الجراحة: لإزالة الرحم، وقناتي فالوب، والمبيضين بحسب انتشار السرطان فيها.
  • العلاج الإشعاعي: عن طريق استخدام حزمًا قوية من الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يُستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة؛ لتقليل خطر تكرار الإصابة بالسرطان، أو قبل الجراحة؛ لتقليص الورم السرطاني وتسهيل إزالته.
  • العلاج الكيماوي: الذي يتضمّن استخدام مجموعة من الأدوية الكيميائية التي تُعطى للمصابة عن طريق الفم، أو من خلال الأوردة.
  • العلاج الهرموني: عن طريق تناول الأدوية التي تهدف لخفض مستويات الهرمونات في الجسم، لا سيّما الهرمونات التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية للنمو.


كيف يشخص الطبيب مسببات تضخم الرحم؟

غالبًا ما يتم الكشف عن حالات تضخم الرحم مصادفةً أثناء إجراء فحص منطقة الحوض الروتيني للمرأة، أو أثناء البحث عن أسباب صحية مختلفة، كأعراض الدورة الشهرية غير الطبيعية، ولكن عند اكتشاف تضخّم الرحم، يبدأ الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات والاختبارات؛ لتحديد السبب الكامن وراء حدوث التضخّم، والتي يمكن أن تشمل ما يلي:[٧]

  • فحوصات التصوير: والتي تشمل تصوير الالترا ساوند، والتصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى الفحص باستخدام الموجات الصوتية.[٣][٤]
  • اختبارات الدم: بما في ذلك:[٥]
    • فحص الهرمونات؛ للتحقّق من مستويات الهرمونات لدى المصابة، بما في ذلك هرمونات الذكورة.
    • فحوصات الكوليسترول، والدهون الثلاثية.
    • اختبارات الأنسولين.
  • تنظير الرحم: والذي يتضمّن إدخال منظارالرحم، وهو منظارًا صغيرًا مزودًا بإضاءة إلى الرحم من خلال عنق الرحم، وحقن محلول ملحي في الرحم لتوسيع تجويف الرحم، وفحص جدران الرحم وفتحتي قناتَي فالوب.[٣]
  • الخزعة: وهو إجراء يتضمّن أخذ عينة من أنسجة الرحم، وفحصها في المختبرات الخاصة؛ لتقييم أي تغيرات فيها، أو أدلة على وجود خلايا سرطانية فيها.[٦]


المراجع

  1. "Signs and Symptoms of an Enlarged Uterus", verywellhealth, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  2. "What to know about enlarged uterus", medicalnewstoday, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Uterine fibroids", mayoclinic, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What Is Adenomyosis?", webmd, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): Symptoms, Causes, and Treatment", healthline, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Endometrial cancer", mayoclinic, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  7. "What Causes an Enlarged Uterus and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 4/2/2021. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×