محتويات
رمد العين عند الأطفال
أمراض العينين كثيرة، ويُعاني منها الأفراد جميعًا بصرف النظر عن المرحلة العمريَّة، فقد تلاحظ الأم أحيانًا تدميع واحمرار إحدى عينيّ الطفل، أو كِليهما، وشعوره بالألم والحكَّة فيها، وفي بعض الحالات يرافق هذه الأعراض ظهور إفرازات صفراء أو خضراء في العين، أو انتفاخ الجفون، إذْ يتعرَّض الأطفال أحيانًا لنوع من الالتهاب الذي يُصيب ملتحمة العين، وهي الغشاء الذي يغطي مقلة العينين ويبطِّن الجزء الداخلي من الجفون، يُطلق عليه اسم التهاب الملتحمة، أو العين الوردية، أو رمد العين (Conjunctivitis)، ويكون هو السبب وراء ظهور الأعراض التي سبق ذكرها، وقد يحدث هذا الالتهاب نتيجة الإصابة بالعدوى الفيروسيَّة، أو العدوى البكتيريَّة، المسؤولة عن أنواع مختلفة من العدوى؛ كالرشح، وعدوى الجيوب الأنفيَّة، والتهاب الحلق، وعدوى الأذن، أو حتى البكتيريا ذاتها المُسبِّبة للكلاميديا والسيلان، والتي قد تنتقل لعينيّ الطفل أثناء الولادة في حال أصيبت الأم بالعدوى، وقد يحدث التهاب الملتحمة أيضًا بسبب تحفيز ردّ الفعل التحسُّسي عند تعرُّض العينين لمواد تُسبِّب تهيجها.[١][٢]
كيف يُعالج رمد العين للأطفال؟
يجدر بالأم مراجعة الطبيب في حالة ظهور أعراض رمد العين لدى الطفل، ويعود ذلك إلى أهمية تمييز هذا الالتهاب عن غيره من مشكلات العين الأكثر خطورة التي تؤدي إلى ظهور أعراض مُشابهه أحيانًا،[٢] وتُعدّ زيارة الطبيب ضروريَّة في الحالات التي تستمر فيها العدوى لأكثر من 3-4 أيام على الرغم من العلاج، أو تظهر أعراض الالتهاب مصحوبة بمشاكل في النظر، أو الإصابة بالحمَّى، أو تورُّم جفون العينين، والشعور بالألم فيها، أو في حالة المواليد الجُدُد الذين تتكوَّن الإفرازات في عينيهم.[١] ويختلف علاج رمد العين باختلاف سبب الإصابة، وفي الآتي توضيح ذلك:[٣]
- علاج رمد العين الناجم عن عدوى بكتيرية: في الحالات التي تكون فيها العدوى البكتيريَّة مسؤولة عن الإصابة بالرمد، يوصِي الطبيب باستخدام قطرات العين أو المراهم التي تحتوي على المضاد الحيوي، والتي من المُحتمل ظهور مفعولها العلاجي خلال بضعة أيام منذ بدء الاستخدام، مع ضرورة إكمال دورة المضاد الحيوي كاملة، ويكمن التحدي في آلية وضع الدواء داخل عين الطفل، إذْ يُنصح دائمًا بوضع قطرة العين في زاوية عين الطفل وهي مُغلقة، ثم تتدفق القطرةإلى العين طبيعيًا عند فتحها، ومع ذلك قد تواجه الأم صعوبة في استخدام القطرات، لذا يُفضَّل استخدام مراهم العين في حالات الأطفال.
- علاج رمد العين الناتج عن التحسس: قد يوصي الطبيب في هذه الحالة باستخدام مضادّ الهستامين، أو غيره من الأدوية الأخرى، ويعتمد ذلك على الأعراض التي تظهر على الطفل، وشِدة حالته، كما يساعد استخدام الكمادات الباردة أحيانًا على تخفيف حِدة الأعراض.
- علاج رمد العين الناجم عن عدوى فيروسية: لا يمكن علاج رمد العين الفيروسي بالمضادات الحيويَّة أو غيرها من الأدوية، ويقتصر العلاج في هذه الحالة على اتِّباع مجموعة من الوسائل المنزليَّة التي تُساهم في السيطرة على الأعراض، كاستخدام الكمادات الباردة أو الدافئة، أو تنظيف العينين بانتظام بواسطة قطعة مبلَّلة من القماش.
- علاج رمد العين الناجم عن تهيج العين: قد يوصِي الطبيب باستخدام التدفق المائي الذي يُساهم في إزالة المواد المهيِّجة.
- علاج عدوى الهربس (Herpes): قد يوصِي الطبيب في هذه الحالة باستخدام الأدوية الفموية، وقطرات العين.[٤]
وفي حالة ارتداء الطفل العدسات اللَّاصقة، ربما يقدم الطبيب النُّصح بأهمية نزعها والانتظار إلى حين شفاء العين من العدوى، والتأكد من تعقيم العدسات والعبوة التي تُحفظ فيها العدسات جيدًا قبل أنّ يستخدمها الطفل مرة أخرى، أو التخلص منها كليًّا إنْ أمكن ذلك، وفي الحالات التي يكون فيها التهاب المُلتحمة معديًا، يوصي الطبيب عادةً بأهمية عدم ذهاب الطفل إلى الحضانة أو المدرسة أو المخيمات الصيفيَّة لفترة قصيرة.[٢]
هل يُمكن استخدام الأعشاب لعلاج رمد العين عند الأطفال؟
يستخدم البعض العلاجات العشبية لتخفيف أعراض رمد العين، ولكنْ يجب التأكد دائمًا من استشارة الطبيب قبل استخدام أيٍّ منها لمعرفة كيفيَّة استخدامها بصورة صحيحة بما يتناسب مع حالة العين، وفي الآتي ذكر لمجموعة من هذه الأعشاب:
- الشاي الأخضر والشاي الأسود: يحتوي الشاي الأخضر والشاي الأسود على الكافيين، وقد توصَّلت الأبحاث أنَّ تطبيق هذه المادَّة موضعيًّا على العين قد يُساهم في تخفيف التورم والانتفاخ، إذْ تقوم آليَّة عمله على قبض الشعيرات الدموية المتمدِّدة،[٥] كما يحتوي الشاي الأخضر والشاي الأسود على مجموعه من المركبات، مثل؛ الفلافونويدات (Flavonoids)، التي تحمل خصائص مضادَّة للالتهاب، ويُعدّ الشاي الأخضر أكثر فعاليَّة في ذلك بسبب احتوائه على كميات أكبر من الفلافونويدات.[٦]
- أزهار البابونج: استُخدِم البابونج لعلاج عدد من المشكلات التي تؤثر في العينين، كالعدوى، والاضطرابات الأخرى، مثل؛ رمد العين، وانسداد قنوات الدمع، كما استُخدِم أيضًا في علاج التهابات العين بالرغم من عدم وجود دراسات تُثبت ذلك،[٧] ولكنْ يجب الأخذ بعين الاعتبار ما توصَّلت إليه إحدى الدراسات التي بحثت تأثير البابونج في تحفيز رمد العين التحسسي، فقد أظهرت الدراسة أنَّ استخدام غسول العين الذي يحتوي على شاي البابونج للمرضى المصابين بحمى القش أو التهاب الأنف، قد يؤدي إلى تحفيز الإصابة بالتهاب العين، وذلك لاحتوائه على حبوب اللقاح المسؤولة عن حدوث هذه التفاعلات، بينما لم تزدد أعراض التهاب العين سوءًا عند تناول شاي البابونج.[٧][٨]
- حبق رقيق الأزهار أو الريحان المقدس (Holy Basil): ربما كان لهذا النبات دور في محاربة رمد العين، فهو يحمل خصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للبكتيريا، ومسكِّنة للألم، تساهم في حماية العينين من التلف،[٩][١٠] لذا يمكن نقع أوراق نبات الريحان المقدس في الماء لمدة 10 دقائق، واستخدامه كغسول للعين، أو غمر قطعة من القماش في المنقوع ووضعها على العين باعتبارها كمادة دافئة.[١١]
- الكركم: يحتوي الكركم على مادَّة الكركمين (Curcumin)، وقد توصلت إحدى التجارب التي أجريت على الفئران إلى فعاليَّة هذه المادة في تثبيط التهاب الملتحمة التحسسي، ولكن لكونها أجريت على الحيوانات لا يزال هناك حاجة لدراسات سريرية لإثبات مدى فعاليتها على الإنسان[١٢]، كما يوجد نوع من قطرات العين، التي تتوافر في الهند في المناطق الاستوائية، تحتوي على مادة الكركم وأنواع أخرى من الأعشاب، والتي أثبتت فعاليَّتها في علاج رمد العين، نظرًا لخصائصها المضادة للبكتيريا، والمضادَّة للالتهاب، إلى جانب أنَّها آمنة للاستخدام في العديد من أمراض الالتهاب أو العدوى التي تُصيب الملتحمة.[١٣]
المراجع
- ^ أ ب "Conjunctivitis", raisingchildren, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ^ أ ب ت "Pinkeye (Conjunctivitis)", kidshealth, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Natalie Silver, "Identifying and Treating Pink Eye in Toddlers", healthline, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ "Conjunctivitis in Children", stanfordchildrens, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Thanaporn Amnuaikit, Duangkhae Maneenuan ,Prapaporn Boonme (2011-04-06), "Evaluation of Caffeine Gels on Physicochemical Characteristics and In Vivo Efficacy in Reducing Puffy Eyes", japsonline, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Priyanka Chatterjee, Sangita Chandra, Protapaditya Dey, "Evaluation of anti-inflammatory effects of green tea and black tea: A comparative in vitro study", ncbi, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ^ أ ب Janmejai K Srivastava, Eswar Shankar, Sanjay Gupta (2011-01-31), "Chamomile: A herbal medicine of the past with bright future", ncbi, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ J Subiza, J L Subiza, M Alonso, and others (1990-07-31), "Allergic conjunctivitis to chamomile tea", pubmed, Retrieved 2020-09-27. Edited.
- ↑ Marc Maurice Cohen (2014-11-30), "Tulsi - Ocimum sanctum: A herb for all reasons", ncbi, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Sowmya Binu, "Queen of Herbs: Tulsi - Health Tip", netmeds, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Christine Ruggeri, "8 Natural Treatments for Pink Eye Symptoms", draxe, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ So-Hyang Chung, Seong Hyun Choi, Jin A Choi (2012-07-17), "Curcumin suppresses ovalbumin-induced allergic conjunctivitis", pubmed, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Dorota M. Radomska , Anna Osiecka-Iwan, Anna Hyc, AND OTHERS (2019-07-29), "Therapeutic potential of curcumin in eye diseases", ncbi, Retrieved 2020-09-23. Edited.