سخونة الأطفال
تعرف السخونة أو ما يُسمى علميًا بالحمّى، بارتفاع درجة حرارة الجسم أعلى من المعتاد، ويحدث هذا عندما يرفع الجزء المسؤول من الدماغ درجة حرارة الجسم الداخلية لتسريع انتقالها إلى الجلد، كوسيلة للدفاع عن الجسم بسبب وجود عدوى[١]، ويعدّ متوسط درجة حرارة الجسم الطبيعية حوالي 98.6 درجة فهرنهايت أي ما يعادل 37 درجة مئوية قد تكون أعلى أو أقل من ذلك بقليل، وقد تتغير على مدار اليوم فتكون أعلى في فترة ما بعد الظهر، كذلك قد تختلف لاختلاف الأعمار ومدى النشاط.[٢]
يجب مراجعة الطبيب عند حدوث حمى للرضع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر حتى لو كانت الحمى خفيفة، كذلك إذا كان عمر الطفل بين ثلاثة إلى ستة أشهر ويعاني من حمى مرتفعة أي أكثر من 39 درجة مئوية، أما الأطفال الأكبر سنًا فمن المهم النظر للأعراض الأُخرى وحالة الطفل، إذ إنّ بعض الأمراض البسيطة قد تؤدي إلى حمى شديدة وبعض الأمراض الصعبة قد تؤدي إلى حمى خفيفة، كذلك يجب مراجعة الطبيب أو قسم الطوارئ بالسرعة القصوى عند ظهور أي من الأعراض الآتية: وجود حمى شديدة جدًا أي تتجاوز الأربعين درجة مئوية، أو وجود رجفة أو قشعريرة قوية تؤثر على حركة الأسنان أو وجود صداع شديد لا يتحسن مع المُسكنات أو التنفس بصعوبة أو الخمول والنعاس بصورة غير عاديّة وصعوبة إيقاظ الطفل أو وجود ألم في الساق واستمرار الحمى لمدة تتجاوز الثلاث أيام بالرغم من العلاجات المنزلية أو أنها تزداد سوءًا. [٣]
علاج سخونة الأطفال
تعدّ السخونة عند الأطفال رد فعل طبيعي لاستجابة المناعة، لكن إذا زادت عن الطبيعي قد تؤدي إلى مضاعفات، فعندها تحتاج إلى العلاج والعناية، من أهم الخطوات لتخفيفها ما يأتي:
- الأدوية: إذا كان الطفل يشعر بالانزعاج وعدم الراحة فيمكن إعطاؤه بعض الأدوية المخفِّضة للحرارة، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين بجرعة مناسبة اعتمادًا على عمره ووزنه وبناءً على توصيات الطبيب أو الصيدلي، ويجب الانتباه إلى عدم إعطائه الأطفال والمراهقين دواء الأسبرين لارتباطه بمتلازمة راي التي تُعدّ مرضًا نادرًا لكنه خطير، كذلك تجنب إعطاء دواء الأيبوبروفين لمن هم أقل من ستة أشهر، بالإضافة إلى تجنّب إعطاء أي دواء خافض للحرارة لمن هم أقل من شهرين إلا بعد استشارة الطبيب لمعرفة السبب.
- الراحة: قد يحتاج الطفل المصاب بالسخونة الكثير من الراحة والبقاء في السرير وعدم إخافة الطفل، كذلك من الأفضل إبقاء الطفل في المنزل وعدم إرساله إلى المدرسة أو مراكز رعاية الأطفال والعودة إليها بعد استمرار حرارته بالحدود الطبيعية لمدة 24 ساعة.
- الاهتمام بالطعام والشراب للطفل: يجب إعطاء الأطفال الكثير من السوائل عند حدوث حمى لأن الحمى تجعل الطفل يفقد الكثير من السوائل، ويُفضِ إعطاء الطفل الماء والحساء والعصير أو أي نوع من السوائل مع تجنب المحتوية على الكافيين، مثل الكولا والشاي لأنها تزيد من التبول وبالتالي تجعل الجفاف أسوأ، أما إذا كان الطفل يُعاني من التقيؤ أو الإسهال إضافة إلى الحمى فيجب استشارة الطبيب في إمكانية إعطائه محلول إعادة التميؤ المصنوع خصيصًا للأطفال والذي يُباع في الصيدليات، لكن يجب تجنب إعطاء المشروبات الرياضية لأنها غير مخصصة للأطفال إضافة إلى أنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر والمواد المُضافة التي قد تجعل الإسهال أسوء.
- بعض التدابير المنزلية: إلباس الطفل الملابس الخفيفة وتغطيته ببطانية مناسبة والتأكد من درجة حرارة الغرفة بحيث لا تكون باردة جدًا ولا ساخنة جدًا، وعدم الإفراط في تناول الطعام الذي قد يؤدي إلى زيادة حرارة الجسم، ويمكن استخدام الكمادات الدافئة التي تُساعد على خفض الحرارة مؤقتًا، لكن يجب تجنبها إذا كانت تجعل الطفل يشعر بعدم الراحة، كذلك فيجب تجنب استخدام الكحول أو الثلج أو الحمامات الباردة التي قد تسبب القشعريرة وتزيد من حرارة الجسم.[١]
أسباب سخونة الأطفال
من المهم التذكر أن السخونة بحد ذاتها ليست مرضًا، إنما هي علامة أو عرض من أعراض مرض، فقد تكون بسبب عدوى بكتيريَّة أو فيروسيَّة، إذ يدافع الجسم عن طريق جهاز المناعة، ويرفع درجة للتخلص من هذا الكائن الغريب، أو قد تكون بسبب اللقاحات التي يأخذها الأطفال للتحصين ضد بعض الأمراض وتكون بالغالب حمى خفيفة، أو قد تكون بسبب الإفراط في تناول الطعام، خاصة عند الرضع حديثي الولادة لأن أجسامهم لم تعد قادرة على تنظيم درجة الحرارة، كذلك في بعض الأحيان قد ترتفع الحرارة بسبب التسنين عند الأطفال لكنها غالبًا تكون حرارة بسيطة لاتتجاوز 37.8 درجة مئوية، لذلك إذا كانت أعلى من ذلك فقد يكون هناك سبب آخر يجب البحث عنه وعلاجه.
المراجع
- ^ أ ب "Fevers", kidshealth, Retrieved 8-1-2019.
- ↑ "Symptoms of Fever in Adults, Children, and Babies, and When to Seek Help", healthline, Retrieved 8-1-2019.
- ↑ "Fever in children", health, Retrieved 8-1-2019.