علاج سلس البول عند الاطفال

كتابة:
علاج سلس البول عند الاطفال

سلس البول عند الأطفال

سلس البول يسمى أيضًا بالتبول في الفراش أو التبول الليلي، وهو فقدان التحكم والسيطرة على المثانة خلال الليل، وهو مشكلة شائعة عند الأطفال، ولا تتطلب القلق وتعدّ طبيعيةً ما دام الطفل أصغر من خمس سنوات، أما إذا استمرت المشكلة بعد هذا العمر يعدّ أمرًا مرضيًّا يستدعي العلاج.

قد يعاني الطفل المصاب بسلس البول الليلي من عدة مشاكل، مثل: كثرة إنتاج البول أثناء الليل، أو عدم القدرة على الاستيقاظ من النوم للتبول، أو نقص سعة المثانة، وغيرها من المشاكل المختلفة التي قد تسبب أيضًا كثرة التبول أو تسرب البول في النهار أيضًا. وسلس البول الليلي اضطراب شائع يصيب 8-20% من الأطفال الأصغر من خمسة أعوام، و1.5-10% من الأطفال حتى سن العاشرة، و0.5-2% من البالغين.[١]

يوجد نوع آخر من سلس البول، وهو الذي يصيب الطفل خلال النهار، إذ لا يستطيع أي طفل التحكم بمثانته حتى سن الثالثة تقريبًا، لكن استمرار عدم قدرته على التحكم بها بعد هذا العمر -خاصةً خلال النهار- يكون دلالةً على الإصابة بمشكلة سلس البول النهاري.[٢] وينتج هذا النوع من السلس عن أسباب مشابهة لأسباب التبول الليلي، وهو اضطراب شائع يصيب طفلًا واحدًا من كل عشرة أطفال، الذين تدربوا بالفعل على استخدام الحمام، وينتشر لدى الإناث أكثر من الذكور.[٣]


علاج سلس البول عند الأطفال

معظم الأطفال يتخلصون من مشكلة التبول الليلي مع التقدم بالعمر، وإذا كان مزعجًا للطفل يمكن اتباع تعديلات نمط الحياة في البداية للتخفيف من هذه المشكلة، وفي حال احتاج إلى أي علاج سيناقش الطبيب الحلول المتاحة ويختار المناسب منها لكل حالة. بالطبع يجب علاج أي مشكلة صحية أو مرض يكون السبب في التبول الليلي، فعند وجود تاريخ عائلي لسلس البول عند الوالدين فغالبًا ما تتوقف المشكلة عند الطفل في نفس العمر التي توقفت فيه عند والديه، وفي ما يلي العلاجات المنزلية وتعديلات نمط الحياة التي يمكن اتباعها:[٤][٥]

  • التقليل من كمية السوائل المتناولة، خاصةً خلال فترة المساء.
  • تجنب المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والحد من تناول الشوكولاتة والمشروبات الغازية والحمضية بعد الساعة الثالثة عصرًا.
  • تشجيع الطفل على التبول وتفريغ كامل المثانة قبل الذهاب إلى النوم، وتشجيعه على عدم التبول ليلًا باستخدام الهدايا.
  • وضع أوقات محددة للذهاب إلى الحمام خلال اليوم والالتزام بها لتعويد الطفل على التبول.
  • التأكد من أمان وسهولة وصول الطفل إلى الحمام وتوفير الإضاءة اللازمة في طريق وصوله.
  • التحلي بالصبر وتقديم الدعم اللازم للطفل وعدم افتعال أزمة عند تبليله لفراشه.
  • علاج الإمساك إذا كان الطفل يعاني منه.
  • الاغتسال كل صباح للوقاية من إصابة الطفل بطفح جلدي، والذي قد يحدث نتيجة رطوبة الجلد لفترة طويلة.

في حال فشل العلاجات المنزلية يكون الحل اللجوء إلى طرق العلاج التالية:[٦]

  • منبهات الرطوبة: هي جهاز صغير يعمل بالبطاريات يتوفر في الصيدليات ولا يحتاج إلى وصفة طبية لصرفه، يوضع في الملابس الداخلية للطفل أو ملابس النوم أو الفارش، وعندما يشعر ببدء تبلل المكان يصدر صوتًا عاليًا للتنبيه، مما يساعد الطفل على الاستيقاظ والتوقف عن التبول حتى الذهاب إلى الحمام، وإذا كان نوم الطفل ثقيلًا فقد يسمع الجهاز أحد من الوالدين ويوقظ الطفل، وعند استخدام هذا الجهاز يجب التحلي بالصبر؛ فقد يستغرق مدة شهر إلى ثلاثة أشهر حتى تظهر نتائجه ويمر الليل دون أن يبلل الطفل فراشه.
  • الأدوية: هي حل نهائي يلجأ إليه الطبيب مؤقتًا للتحكم بمشكلة التبول الليلي، ومن أشهر هذه الأدوية الديسموبريسين الذي يدفع الجسم لإنتاج كميات أقل من البول خلال الليل، لكن شرب كميات كبيرة من السوائل مع الدواء يؤدي إلى حدوث مشكلات انخفاض الصوديوم في الجسم، ويزيد من فرص الإصابة بالتشنجات، ولا يُعطى الطفل هذا الدواء إذا كان يعاني من الصداع، والغثيان أو التقيؤ، ويعطى على شكل حبوب للطفل الأكبر من خمس سنوات فقط.
  • تهدئة المثانة: فإذا كانت مثانة الطفل صغيرةً فيمكن وصف أدوية مضادّة لإفراز الكولين، مثل أوكسي بوتينين، الذي يقلل من انقباضات المثانة ويزيد من سعتها، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من السلس النهاري، وهذا الدواء يستخدم مع الأدوية الأخرى ويوصف فقط في الحالات التي تفشل فيها العلاجات الأخرى.


أسباب سلس البول عند الأطفال

يقسم السلس البولي عند الأطفال إلى نوعين؛ أوّلي وثانوي، والسلس الأولي هو المستمر الذي يبدأ من الطفولة دون توقف، فالطفل الذي يعاني منه لا يمر بفترات طويلة من عدم التبول الليلي، أما سلس البول الثانوي هو الذي يظهر بعد عدم معاناة الطفل من أي مشاكل في التبول لمدة طويلة تتخطى ستة أشهر. تختلف الأسباب من نوع إلى آخر، فأسباب النوع الأولي هي عدم القدرة على الإحساس بامتلاء المثانة، وعدم قدرة الطفل على حصر البول طوال الليل، وعدم قدرته على الاستيقاظ من النوم للتبول، وإنتاج كميات كبيرة من البول أثناء الليل، وأخيرًا اتباع الطفل عادات سيئةً خلال اليوم، مثل تجاهل الذهاب إلى الحمام رغم الشعور بالحاجة إلى التبول.[٧]

أما السلس الثانوي فهو عادةً يكون دلالةً على الإصابة بمشكلة صحية أو عاطفية أخرى، وعادةً يعاني هذا الطفل من أعراض أخرى إلى جانب التبول الليلي، مثل سلس البول في النهار، وفي ما يلي أشهر الأسباب المؤدية إلى السلس الثانوي:[٧][٨]

  • التهابات المسالك البولية التي تسبب الألم عند التبول، والحاجة الملحة والمتكررة إلى التبول.
  • مرض السكري الذي يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بالتالي في البول، مما يسبب التبول المتكرر، وهو أهم أعراض مرض السكري.
  • تشوهات في هيكل وتشريح المثانة أو العضلات والأعصاب المغذية لها، ووجود مشاكل في تركيب الجهاز البولي أو الجهاز العصبي.
  • التوتر والمشاكل العاطفية التي تصاحب الأزمات العاطفية للطفل، مثل: دخول المدرسة، أو ولادة طفل جديد، أو الانتقال إلى منزل جديد.
  • أسباب أخرى، مثل: صغر حجم المثانة، وعدم توازن هرمونات الجسم، وصعوبات النوم، والإمساك المزمن.

كما توجد بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بسلس البول، مثل:[٦]

  • الجنس، فالذكور أكثر عرضةً للإصابة بسلس البول الليلي مقارنةً بالإناث.
  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة، مثل إصابة أحد أو كلا الوالدين بمشكلة سلس البول.
  • الإصابة بأمراض فرط الحركة، فالسلس البولي يكون أكثر عند الأطفال المصابين بمرض فرط الحركة.

 

مضاعفات سلس البول عند الأطفال

على الرغم من أن مشكلة سلس البول قد تكون بلا سبب أو مرض جسماني ولا تصاحبها مشاكل صحية خطيرة، إلا أنها اضطراب مزعج يسبب للطفل بعض المشاكل، مثل انعزاله، مما يؤدي إلى ضعف الثقة بنفسه، وخسارة فرص المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مثل المخيمات، وظهور الطفح الجلدي على المناطق المعرضة للبلل، خاصةً عند النوم بملابس مبللة.[٦]


تشخيص سلس البول عند الأطفال

إذا كان الطفل يعاني من السلس البولي رغم بلوغه سن السادسة تكون استشارة الطبيب أمرًا ضروريًّا لتشخيص سبب الحالة وإيجاد العلاج المناسب، وللتشخيص السليم يسأل الطبيب عن الأعراض وعدد مرات التبول الليلي، لذا يجب على الأهل تسجيل هذه المعلومات قبل زيارة الطبيب، وإذا احتاج إلى مزيد من المعلومات لإيجاد التشخيص المناسب يلجأ إلى بعض الفحوصات والاختبارات، مثل:[٩]

  • تحليل البول وزراع البول لاكتشاف الإصابة بعدوى.
  • اختبارات دم لتقييم وظائف الكلى والغدة الدرقية، وتشخيص الإصابة بمرض السكري أو الاضطرابات الهرمونية.
  • تصوير المثانة بالموجات فوق الصوتية لاكتشاف حجم البول المتبقي داخلها بعد التبول.
  • اختبار ديناميكية التبول لفحص كيف يعمل مجرى البول لتخزين البول وإخراجه.
  • تنظير المثانة لاكتشاف وجود أي اضطرابات أو مشاكل فيها.


المراجع

  1. Mary Harding, "Nocturnal Enuresis in Children"، patient, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  2. "Urinary Incontinence in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 2019-11-20. Edited.
  3. "Daytime Wetting (Urinary Incontinence) in Children", clevelandclinic, Retrieved 2019-11-20. Edited.
  4. John Mersch, "Bedwetting"، emedicinehealth, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  5. "How to Help Your Child Stop Wetting the Bed", clevelandclinic, Retrieved 2019-10-19. Edited.
  6. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2017-10-26), "Bed-wetting"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  7. ^ أ ب Amita Shroff (2018-5-18), "Sleep Disorders: What Causes Bedwetting?"، webmd, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  8. Jacquelyn Cafasso (2015-9-25), "What Causes Bedwetting?"، healthline, Retrieved 2019-11-19. Edited.
  9. "What Is Nocturnal Enuresis (Bedwetting)?", urologyhealth, Retrieved 2019-11-20. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×