علاج شرب الكلور

كتابة:
علاج شرب الكلور


علاج شرب الكلور

هل شرب مياه المسبح ضار؟ يتم استخدام الكلور بشكل كبير، إذ يتواجد في أغلب المنتجات المنزلية والصناعية، فالاستخدام الصحيح للكلور لا يشكل أي خطر، ولكن قد يتسبب استنشاقه أو ابتلاعه بالتسمم، ويتسبب التسمم بالكلور بظهور بعض الأعراض التي قد تشكل خطرًا على حياة المصاب، حيث ينتج من تفاعل الكلور مع الماء مركبان شديدا السمية وهما حمض الهيدروكلوريك وحمض هيبوكلوروس، كم قد تنتج مركبات الكلور السامة عند خلط الكلور مع منتجات أخرى،[١] ويتم استخدام الكلور في مياه الشرب ومياه المسابح بتراكيز معينة للتخلص من البكتيريا، وعادةً تعتمد درجة التسمم بالكلور على الكمية التي يتم ابتلاعها، لذلك من الضروري الاتصال بالطوارئ لعلاج التسمم.[١]


وقد قام مجموعة من العلماء في إسبانيا في جامعة فالنسيا بدراسة في عام 2015 م لبيان تأثير المركبات الناتجة من تفاعل الكلور مع الماء على الرئة، وشارك في الدراسة 20 سباحًا وكانت كالآتي[٢]:

  • تم تحضير 3 برك للسباحة مختلفة الخصائص.
  • تم جمع العينات البيولوجية لمعرفة درجة تلف الرئة ومعايير الإجهاد التأكسدي وقيم المجهود الخاصة بالسباحة قبل وبعد 40 دقيقة من السباحة الداخلية.
  • تم تحديد عينات الكلور والمركبات الناتجة من تفاعل الكلور مع الماء والكلور الموجود في الهواء في برك السباحة الثلاثة.
  • لوحظ وجود الكلور الحر بشكل سائد في برك السباحة.
  • ارتفاع في مستويات الكلور الكلي في برك السباحة الثلاثة وذلك بسبب نشاط السباحة.
  • ارتفاع مستويات الكلور الكلي في الهواء مما يزيد من تعرض السبّاحين له.


بسبب ارتفاع الكلور الكلي في مياه البرك والهواء، وبالتالي يزيد من تعرض السباحين للكلور، ومع ذلك لم يسبب هذا الارتفاع أي ضرر ظاهر أو تأثير على الرئة وعوامل الإجهاد التأكسدي في السباحين[٢].


الفحم المنشط

هل يمكن شراء الفحم المنشط؟ الفحم المنشط المستخدم في علاج التسمم عبارة عن مسحوق يمزج مع سائل، ومن ثم يمكن إعطاء المزيج كمشروب أو من خلال أنبوب يتم إدخاله من خلال الفم إلى المعدة، وعادةً ما يتم استخدام الفحم المنشط لعلاج الجرعات الزائدة لبعض الأدوية، وعلاج بعض حالات التسمم، ويُستخدم في حالات شرب الكلور لإمكانية التصاقه على سطحه، فيبقى في الجهاز الهضمي دون امتصاص[٣]، وتكفي في هذه الحالة جرعة تبلغ 50 غم من الفحم المنشط[٤]، ومن المهم جدًا معرفة أنه:

  • لا يمكن تناول الفحم المنشط مع الأدوية المستخدمة للإمساك خاصةً التي تحتوي على السوربيتول وسترات المغنيسيوم.[٣]
  • يُمنع استخدامه للأشخاص الذين يعانون من انسداد الأمعاء.[٥]


ويجب إعطاء الفحم المنشط خلال ساعةٍ واحدة بعد تناول المادة السامة، إذ وجد أنَّه لا يساعد في علاج التسمم إذا تم تناوله بعد ساعتين أو أكثر، ولا يمكن استخدامه إلا مع أنواعٍ محددة من السموم،[٥] ويعد العلاج بالفحم المنشط من العلاجات الآمنة ومع ذلك لا يمكن تناولها إلا من قِبل الطبيب المختص، وتظهر الآثار الجانبية له نتيجة الاستخدام الطويل:[٣]

  • ظهور اللسان بلون أسود.
  • شعور المريض بالغثيان والقيء.
  • قد يتسبب بحدوث الإمساك أو الإسهال.
  • في الحالات الأكثر خطورة قد يتسبب بانسداد المعدة أو الأمعاء.


قد يتم استخدام الفحم المنشط لعلاج شرب الكلور في الحمل إذ يعد استخدامه آمنًا لفترة قصيرة أثناء الحمل مع متابعة الطبيب للحالة،[٥] ومن الجدير ذكره بأن حبوب الفحم المنشط المتوفرة لعلاج غازات البطن لا تصلح لعلاج التسمم. [٣]


السوائل في الوريد

هل من الضروري الذهاب للمشفى لعلاج التسمم بالكلور؟ قد تختلف ردة فعل الجسم من شخصٍ لآخر بعد التعرض لمياه البرك، فالبعض قد يعاني من سعال فقط، بينما البعض الآخر قد يصل به الحال لحدوث التهاب رئوي كيميائي مما يؤثر على التنفس، فيكون أحد أساليب العلاج إعطاء المريض للسوائل الوريدية،[٦] فهذه السوائل تساعد في المحافظة على التوازن لعدم قدرة المريض على تناول شيء عن طريق الفم[٧]، كما يتم استخدام السوائل في الوريد لعلاج حالات الجفاف الشديدة إن كان يعاني المريض منها.[٨]


ويتم إدخال السوائل عن طريق الأنبوب الوريدي، وتختلف السوائل المستخدمة باختلاف الحالة المرضية، كما تعد المحاليل الملحية والتي تحتوي على السكر من أشهر السوائل التي تعطى عن طريق الوريد، ومن أبرز المخاطر التي قد تنتج عند إعطاء المريض السوائل عن طريق الوريد كالآتي:[٨]

  • الإصابة بالعدوى في موقع الحقن.
  • إضعاف وتلف الوريد بسبب بقاء الحقنة لوقت طويل.
  • حدوث اختلال في التوازن الغذائي.
  • تورم منطقة الحقن نتيجة لتسريب السوائل للمنطقة المحيطة بالوريد.


قد يلجأ مقدم الرعاية الصحية أو الطبيب لعلاج التسمم بالكلور لإعطاء المريض السوائل عن طريق الوريد ويعتمد ذلك على حالة المريض؛ لذلك يتوجب أخذ المريض للمشفى.


الأكسجين الإضافي

من أين يمكن إحضار الأكسجين؟ عادةً يتم استخدام الأكسجين الإضافي في حالات التسمم التي تسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم بشكل كبير، والذي قد يسبب ضيقًا في التنفس، فيتم وضع أنبوب في الأنف أو قناع الوجه لتلقي العلاج بالأكسجين الإضافي، يتوجب تجنب المواد القابلة للاشتعال عند استخدام أنبوب الأكسجين وذلك لتجنب حدوث حريق، [٩].


وفي حالة شرب أو استنشاق الكلور في المسابح فإن ذلك يتسبب في تهيج وتلف الجهاز التنفسي، لذلك من الضروري إعطاء من تظهر عليهم أعراض تنفسية ويعانون من نقص الأكسجة في الدم أكسجينًا إضافيًا مما قد يساعد على النجاة والتعافي[١٠]، وقد تنتج بعض الآثار الجانبية نتيجة لاستخدامه كالآتي:[١١]

  • جفاف الأنف.
  • نزول الدم من الأنف.
  • الشعور التعب.
  • الصداع.


يتم تخزين الأكسجين في إسطوانات خاصة، يمكن شرائها والاحتفاظ بها داخل المنزل، بالإضافة لوجود أجهزة مكثف الأكسجين والذي يقوم بسحب الأكسجين من الهواء للاستخدام الفوري.[٩]


غسيل المعدة

هل تشكل عملية غسيل المعدة أي خطر؟ يطلق على غسيل المعدة أيضّا إرواء المعدة أو ضخ المعدة، ويلجأ الطبيب لها لإفراغ محتويات المعدة وذلك في حالة تناول مواد سامة أو جرعات زائدة من الأدوية، وشرب الكلور يعد أحد تلك المواد التي قد يتم شربها، ويمكن أن تتم عملية غسيل المعدة عند الذهاب إلى الطوارئ في الوقت المناسب، ولضمان نجاح غسيل المعدة يتوجب القيام به خلال 4 ساعات من تناول المواد، وقد يشعر المريض بسبب الأنبوب بالغثيان والرغبة في التقيؤ، ومن المخاطر الناتجة من غسيل المعدة كالآتي:[١٢]


  • الإصابة بالتشنجات في الحبال الصوتية مما يعيق عملية التنفس الطبيعية بشكل مؤقت.
  • قد يتسبب الأنبوب بحدوث ثقب داخل المريء.
  • قد يتسبب غسيل المعدة بدفع محتويات المعدة إلى داخل الأمعاء.
  • قد يتسبب بحدوث نزيف طفيف.


تعد الإصابة بذات الرئة الشفطية أو ذات الرئة الاستنشاقية من أبرز المخاطر لغسيل المعدة والتي تنتج بسبب دخول محتويات المعدة في الجهاز التنفسي.[١٢]


الإسعافات الأولية عند شرب الكلور

ما الإجراءات التي يمكن القيام بها في المنزل قبل وصول الطوارئ؟ ليس من الإجراءات السليمة إجبار الشخص على تقيؤ الكلور الذي تم شربه، إلا إذا طلب مركز السموم أو الطبيب المختص ذلك، ومن الجدير ذكره بأنَّه لا يوجد دواء يمكن استخدامه كترياق لعلاج تسمم الكلور،[١٣] ومن أهم الإسعافات الأولية التي يتوجب القيام بها كالآتي:


  • غسل الجلد بالماء والصابون مباشرة بعد تعرض الجلد للكلور.[١٤]
  • غسل العينين لمدة 15 دقيقة على الأقل في حال ملامستهما للكلور.[١٤]
  • خلع ملابس المريض إذا كانت مملوءة بالكلور السائل.[١٣]
  • إخراج المريض للهواء الطلق.[١٤]
  • يمكن إعطاء المريض الماء أو الحليب مباشرةً بعد شرب الكلور، ما لم يطلب مركز السموم أو الطبيب عكس ذلك.[١٤]
  • قياس نبض المريض، درجة حرارته، ضغط الدم، أكسجين الدم ومعدل التنفس.[١٣]


في حال كان الشخص يعاني من الاستفراغ أو التشنجات أو فقدان للوعي، فلا يتوجب إعطاءه الماء أو الحليب تجنبًا لحدوث الاختناق.


أسئلة شائعة

هل شرب الكلور يؤدي للموت؟

تزيد فرصة علاج تسمم الكلور عند تلقي المصاب الإسعافات الأولية بشكل صحيح وسريع، فقد يتسبب شرب الكلور بعض المشاكل الخطيرة والوخيمة، إذ تنتج الحروق في المجاري التنفسية أو في الجهاز الهضمي، وبالتالي تتسبب بموت الأنسجة في كل من الجهازين، فتزيد احتمالية الإصابة بالعدوى أو الصدمة أو الموت، وقد تظهر هذه المشاكل بعد شهر من شرب الكلور.[١٥]


تسبب الحروق الناتجة بمشاكل صحية طويلة الأمد في التنفس والبلع والهضم.[١٥]


متى تظهر أعراض شرب الكلور؟

تختلف الأعراض ووقت ظهورها حسب الكمية المشروبة، فعادةً تظهر الأعراض نتيجة شرب تراكيز عالية من الكلور إما خلال شرب الكلور أو بعد ذلك مباشرةً، ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر على الشخص كالآتي:[١٦]

  • صعوبة التنفس.
  • السعال والصفير.
  • الشعور بضيق الصدر.
  • الشعور بألم البطن.
  • الشعور بألم وحرقة في الفم والأنف.
  • استفراغ وغثيان.
  • ظهور الدم في القيء أو البراز.
  • تراكم السوائل في الرئتين.


ظهور هذه العلامات أو الأعراض لا تعني بالضرورة أن المصاب قد شرب الكلور.[١٦]


هل هناك أي مشاكل صحية مرتبطة بالكلور؟

قالت الدكتورة آنا دوارتي، مديرة قسم الأمراض الجلدية في مستشفى نيكلوس للأطفال في ميامي بأنَّ" التواجد في بركة السباحة آمنٌ إلى حدٍّ ما، إلا أنّ التعرض لكميات كبيرة من الكلور قد تسبب تهيج الجلد وجفافه، كما يمكن أن تهيج بعض الأبخرة أزمة الربو لدى المصابين بها "[١٧]، كما تنتج الحروق في المجاري التنفسية والجهاز الهضمي بسبب تعرض الشخص للكلور إما عن طريق استنشاقه أو شربه، مما يسبب ذلك مشاكل صحيةً في التنفس والبلع والهضم، والتي قد تكون طويلة الأمد،[١٥] وتحدث المضاعفات الخطيرة للكلور لدى الأشخاص الذين يعانون من تراكم السوائل في الرئتين نتيجةً للتعرض الأولي للكلور[١٦]، ومن أبرز المشاكل المرتبطة بالكلور الآتي[١٥]:


  • تورم وألم في الحلق.
  • تغير في درجة حموضة الدم.
  • التقيء والذي قد يرافقه خروج الدم.
  • ألم شديد في البطن.
  • ظهور الدم في البراز.
  • قد يسبب انخفاض في ضغط الدم.


تعد الوذمة الرئوية من أبرز المشاكل الصحية المرتبطة بالكلور.[١٦]


ما هي مستويات الكلور الآمنة في مياه الشرب؟

يدخل الكلور في معالجة المياه قبل استخدامها للشرب لقتل البكتيريا ولضمان أيضًا جودتها وللحد من مخاطر نمو الميكروبات والملوثات التي تؤدي للتسمم، ولكن من المعروف أيضًا أن الكلور يتفاعل مع المواد العضوية الموجودة بشكل طبيعي في الماء لتشكيل مواد أخرى تؤثر على صحة الإنسان والتي يمكن أن تؤدي بالنهاية للتسمم، فالكلور لا يدخل فقط في مياه الشرب بل يضاف إلى أحواض السباحة وغيرها أيضًا، ولذلك تم تحديد نسبة عالمية متفق عليها لإضافة كمية من الكلور لمياه الشرب وغيرها.[١٨]


تبلغ النسبة المتفق عليها عالميًا للكلور 2 - 4 جزء لكل مليون، والتي لا بد من الدول الالتزام بها لتجنب حدوث مخاطر تؤدي الى تسمم الإنسان على المدى البعيد.[١٨]

المراجع

  1. ^ أ ب "How to respond to chlorine poisoning", medicalnewstoday, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  2. ^ أ ب "Disinfection by-products effect on swimmers oxidative stress and respiratory damage", researchgate, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Activated Charcoal", webmd, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  4. "Activated Charcoal", sciencedirect, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "ACTIVATED CHARCOAL", webmd, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  6. "Chemical Pneumonia", webmd, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  7. "Intravenous fluid therapy — background and principles", pharmaceutical-journal, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Intravenous Rehydration", healthline, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  9. ^ أ ب "Oxygen Therapy", nih, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  10. "Oxygen Administration Improves Survival but Worsens Cardiopulmonary Functions in Chlorine-exposed Rats", atsjournals, Retrieved 18/12/2020. Edited.
  11. "Oxygen Therapy", medlineplus, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  12. ^ أ ب "Gastric Suction (Stomach Pumping)", healthline, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Chlorine Toxicity Treatment & Management", medscape, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث "Chlorine Poisoning", healthline, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  15. ^ أ ب ت ث "Chlorine poisoning", mountsinai, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث "Facts about Chlorine", cdc, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  17. "What Does Chlorine Really Do to Your Body?", livescience, Retrieved 13/12/2020. Edited.
  18. ^ أ ب "Long-Term Effects of Chlorinated Water on the Skin", healthfully, Retrieved 7/12/2020. Edited.
6622 مشاهدة
للأعلى للسفل
×