علاج ضمور الخصية

كتابة:
علاج ضمور الخصية

ضمور الخصية

إنّ ضمور الخصية Testicular Atrophy هو المرض الذي يحدث فيه صغر في حجم الخصيتين، فالخصيتان هما العضوان المسؤولان عن إنتاج النطاف والعديد من الهرمونات الجنسية الذكرية، ويجب التفريق بينهما وبين كيس الصفن الذي يحيط بهما من الخارج، ويحدث هذا الضمور نتيجة للعديد من الأسباب الوراثية أو المكتسبة، الدائمة والمؤقتة، ولذلك فهي من الأمور التي يمكن مشاهدتها بشكل كبير في العيادات البولية والتناسلية، ومن الممكن اختيار العلاج بناء على السبب المؤدي والحالة العامة، ويتضمن علاج ضمور الخصية الخيارات العلاجية المختلفة من أدوية ومراقبة وجراحة، وسيتم الحديث في هذا المقال عن علاج ضمور الخصية بالإضافة إلى أسباب هذا المرض والأعراض المرافقة. [١]

الأسباب الالتهابية ضمور الخصية

من أشيع أسباب ضمور الخصية ما يُعرف بالتهاب الخصية، وهو ما يحمل أعراضًا التهابية في البداية مثل الألم والتورّم في الخصيتين، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ والحمّى العالية، ورغم أنّ التورّم يجعل الخصيتين تبدوان بحجم أكبر، إلّا أنّ هذا في النهاية يقود إلى ضمور الخصيتين، وهناك نوعان رئيسان من التهاب الخصية: [٢]

  • التهاب الخصية الفيروسي: والذي عادة ما يحدث بسبب فيروس النكاف، فما يقارب ثلث الرجال الذين يُصابون بالنكاف بعد البلوغ يمكن أن يصابوا بالتهاب الخصية الفيروسي، وهذا غالبًا ما يحدث خلال أربعة أيّام إلى أسبوع من الإصابة بالنكاف.
  • التهاب الخصية الجرثومي: والذي غالبًا ما يحصل بسبب الإصابة بالإنتانات المنتقلة بالجنس STIs، مثل السيلان البنّي أو الكلاميديا، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحصل نتيجة للإصابة بالتهاب السبيل البولي أو نتيجة لوضع القسطرة البولية أو القيام بالإجراءات الطبية التداخلية على القضيب.

الأسباب غير الالتهابية ضمور الخصية

لا تقتصر أسباب ضمور الخصية على الأسباب الالتهابية، بل إنّ هناك العديد من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدّي إلى هذه المشكلة، ومنها ما هو مزمن أو حاد، وتتضمّن الأسباب غير الالتهابية لضمور الخصية بشكل عام ما يأتي: [٢]

  • العمر: بينما تمرّ النساء بمرحلة سنّ اليأس، بعض الرجال يمرّون بمرحلة مشابهة تُدعى إياس الذكور، أو توقّف الأقناد الذكرية، ممّا يُنقص من مستويات التستوستيرون ويؤدّي بالمحصلة إلى ضمور الخصيتين.
  • دوالي الحبل المنوي: وهي مشابهة لحالة دوالي الساقين، ولكنّها تتوضّع قرب الخصيتين، وتؤثّر بشكل رئيس على الخصية اليسرى أكثر من اليمنى، ومن الممكن أن تؤذي الأنابيب المنتجة للنطاف ضمن الخصيتين، وهذا ما يمكن أن يجعل من الخصيتين أصغر حجمًا.
  • انفتال الخصية: ويحدث هذا الأمر عند دوران الخصية حول نفسها وحول الحبل المنوي، ممّا يؤدّي إلى انضغاط الوريد ضمن الحبل المنوي وإغلاقه، فيتورّم ويؤدّي بعد ذلك إلى سدّ الشريان وقطع التروية الدموية عن الخصية، وهذا ما يتسبّب بالألم الشديد المرافق لهذه الحالة بالإضافة إلى التورّم في الساعات الأولى، وعند عدم علاجه في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدّي انفتال الخصية إلى الضمور الدائم.
  • العلاج الهرموني المعيض TRT: حيث يمكن أن يقود هذا العلاج إلى إيقاف إنتاج الحاثة الموجّهة للغدد التناسلية GnRH من الغدّة النخامية، والذي يمكن أن يؤدّي بالمحصلة إلى نقص إنتاج التستوستيرون وصغر حجم الخصيتين.
  • استخدام الستيروئيدات والإستروجين: يمكن أن يؤدي تناول المتمّمات الحاوية على الإستروجين والستيروئيدات إلى القيام بنفس التأثير الذي يحدثه العلاج الهرموني المعيض.
  • الإدمان على الكحول: والذي يمكن أن يخفض من مستوى التستوستيرون من جهة، ويؤذي النسيج الخصوي من جهة أخرى، وهذان الأمران يمكن أن يقودا إلى ضمور الخصية.

أعراض ضمور الخصية

إنّ التظاهر الأكثر مشاهدة لضمور الخصية هو صغر حجم واحدة من الخصيتين بشكل واضح أو كليهما، ولكن وبناء على عمر الشخص المصاب بهذه الحالة والسبب المؤدّي لها، يمكن أن يترافق ضمور الخصية مع أعراض أخرى إضافية، والتي يمكن أن تتضمّن ما يأتي عند حدوث ضمور الخصية بسنّ يسبق سنّ البلوغ: [٣]

  • ضخامة في حجم القضيب.
  • نقص نمو أشعار الوجه والمنطقة التناسلية.

أمّا عند حدوث هذه المشكلة بعد سنّ البلوغ، فإنّ الأعراض الإضافية يمكن أن تشمل ما يأتي:

  • نعومة الخصيتين وطراوتما بالجسّ.
  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • انخفاض الكتلة العضلية العامّة للجسم.
  • العقم.
  • انخفاض نمو أشعار الوجه والمنطقة التناسلية.

ومن الممكن أن تُشاهد بعض الأعراض الأخرى بحسب السبب المؤدّي لهذا الضمور، وبالتالي يمكن أن يعاني الشخص من الأعراض الآتية أيضًا:

  • الألم في الخصيتين، والذي غالبًا ما يرافق التهاب الخصية وانفتال الخصية.
  • التظاهرات الالتهابية من ألم واحمرار وتورّم وحرارة موضعية.
  • ارتفاع بحرارة الجسم.
  • تقيؤ.

علاج ضمور الخصية

يعتمد علاج ضمور الخصية على السّبب الرئيس المؤدّي للمشكلة، فعند كونه حاصلًا بسبب الإنتانات المنتقلة بالجنس أو الإنتانات الأخرى، يمكن علاج ضمور الخصية عن طريق إعطاء الصادات الحيوية المناسبة، أمّا في الحالات الأخرى، فإنّه قد يُطلب من المريض القيام بالعديد من التغييرات على مستوى عادات الحياة، وفي حالات نادرة، قد يحتاج علاج ضمور الخصية إلى التدخل الجراحي، كما في بعض حالات انفتال الخصية.
وعلى الرغم من حدوث ضمور الخصية نتيجة للأسباب سهلة العلاج في معظم الأحيان، إلّا أنّ الضمور بحدّ ذاته يمكن أن يكون غير عكوس في كثير من حالاته، ممّا يعني عدم قدرة الشخص على استعادة فعالية الخصيتين الهرمونية أو الإنتاجية في كثير من الأحيان، خصوصًا عند إزمان المرض أو إهماله، ولذلك فإنّ العلاج السريع والفعّال يزيد من فرصة استعادة عمل الخصيتين الضامرتين بشكل كبير، وهذا خصوصًا في حالات التهاب الخصية وانفتال الخصية، ففي الحالة الأخيرة، يمكن للانتظار لعدّة ساعات دون علاج أن يقود إلى الأذية الدائمة التي تتطلّب بعدها الاستئصال الجراحي للخصية المتموّتة، وبذلك يمكن القول أن علاج ضمور الخصية يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب المختص وبعد القيام بالفحوصات والاستقصاءات اللازمة، ولا يجب أن يتغافل عنه الشخص بمجرّد عدم وجود الأعراض أو زوالها. [٢]

المراجع

  1. "Testis Atrophy", www.sciencedirect.com, Retrieved 22-06-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Understanding Testicular Atrophy", www.healthline.com, Retrieved 22-06-2019. Edited.
  3. "What causes testicular atrophy?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-06-2019. Edited.
4460 مشاهدة
للأعلى للسفل
×