محتويات
غازات القولون
يعد وجود الغازات جزءًا أساسيًا من عملية الهضم الطبيعية التي تحدث داخل الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، حيث إنه من الضروري أيضًا التخلص من الغازات الزائدة إما عن طريق التجشؤ من الفم أو بإخراجها بواسطة فتحة الشرج، فعندما تتراكم هذه الغازات وتحاصر بعدم قدرتها على الحركة عبر الجهاز الهضمي إلى خارج الجسم ستؤدي إلى إحداث العديد من العلامات والأعراض المرضية المزعجة كالآلام الحادة والتشنجات والشعور بالامتلاء المتمثل بانتفاخ وزيادة حجم البطن بشكل ملحوظ، كما قد تسبب بعض الأمراض كمرض القولون العصبي بالإضافة إلى النظام الغذائي اليومي السيء إلى تفاقم وتدهور مشكلة غازات القولون، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل من خلال الاهتمام بالإجراءات الوقائية في المرتبة الأولى التي تتضمن تحسين اختيار وجبات الطعام الغنية بالألياف والإكثار من السوائل وتجنب حالات التوتر العصبي، مع أهمية استشارة الطبيب الأخصائي لاختيار مجموعة الأدوية والنباتات العشبية بالجرعات الآمنة والاستخدام المناسب دون التعرض لأي آثار جانبية سلبية قد ترافق عملية العلاج من غازات القولون. [١]
الأعشاب
تستخدم الأعشاب الطبيعية عادةً لنكهتها المميزة في إعداد العديد من الأطباق الشهية، أو لخصائصها العلاجية الطبية في التخفيف من الأعراض المرضية المزعجة، حيث تحتفظ الأعشاب الطبية بمكانةٍ مرموقةٍ في الطب لفضائلها العلاجية لاسيما في كل من الصين والهند، كما قد أصبحت البلدان الغربية تقوم بإجراء العديد من الدراسات البحثية المتعلقة بأجزاء النباتات التي تحمل بداخلها مجموعة من العناصر والمركبات النشطة والفعالة في علاج مختلف الأمراض، مع إمكانية إحداث بعض الآثار الجانبية التي يلزمها المزيد من الانتباه والتيقظ عند الاستخدام.[٢]
علاج غازات القولون بالأعشاب: ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
أصبحت الأدوية العشبية تباع في وقتنا الحاضر بمختلف الأشكال الصيدلانية كالأقراص والكبسولات والمساحيق، ليستخدمها الناس في محاولة الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية بشكل عام أو للقيام بعلاج بعض الأعراض التي تصاحب الأمراض المزمنة، مع أهمية استشارة الطبيب المختص أو الصيدلاني المسؤول عن الاستخدام الصحيح والجرعة الآمنة لتجنب الآثار الجانبية الخطيرة التي قد تهدد حياة الشخص أحيانًا،[٣] ومن الأعشاب التي تساعد على التخلص من غازات القولون ما يأتي:
النعناع
يعد نبات النعنع ذو نكهةٍ مميزةٍ وشهيةٍ توضع في العديد من الأطعمة والمشروبات المتداولة بين الناس، كما يستخدم زيت النعناع لعلاج مجموعة من الأعراض المرضية كالاضطرابات التي تحدث في الأمعاء الغليظة وآلام المعدة المتمثلة بمرض متلازمة القولون العصبي، ولكن لا يوجد ما يكفي من الأدلة البحثية السريرية لدعم هذه الاستخدامات العلاجية لزيت النعناع بشكل مؤكد، حيث يمكن أن يسبب نبات النعناع بعض الآثار الجانبية المحتملة بما في ذلك حرقة المعدة وجفاف الفم والغثيان، لذلك فقد تقتصر جرعة علاج متلازمة القولون العصبي على تناول كبسولتين بحد أقصى توفر كل منهما ما يعادل 180-225 مجم من زيت النعناع ثلاث مرات يوميًا، [٤] بالإضافة إلى تأكيد بعض التجارب البحثية التي درست منتجات زيت النعنع في علاج الغازات على النحو الآتي:
- أجريت دراسة في عام 2016 لمدة أربعة أسابيع تم فيها اختبار تركيبة النعنع على 72 مريضًا مصابين بأعراض القولون العصبي المتمثلة بوجود غازات مؤلمة، حيث وجد بعد 24 ساعة بأن هناك انخفاض ملحوظ بنسبة 40٪ في أعراض غازات القولون المصاحبة للقولون العصبي. [٥]
- قامت دراسة بحثية أجريت على سبعة وخمسين مريضًا يعانون من متلازمة القولون العصبي، حيث أعطي لكل مريض منهم كبسولتين مغلفتين معويتين من زيت النعناع مرتين يوميًا، فكانت نتيجة العلاج بزيت النعناع بعد مدة أربعة أسابيع تحسن ملحوظ بتخفيف أعراض انتفاخ البطن والغازات المؤلمة في المرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي.[٦]
- أظهرت الدراسات الحديثة بأن شرب شاي النعناع بمقدار كوب واحد قبل كل وجبة طعام رئيسة قد يقلل من أعراض متلازمة القولون العصبي، بما في ذلك الغازات المؤلمة، مع أهمية القيام بالتواصل مع الطبيب الأخصائي قبل البدء في استخدام شاي النعناع كعلاج لغازات القولون، حيث إنه يمكن للنعناع بأن يتداخل مع عملية امتصاص الحديد وبعض الأدوية الأخرى داخل جسم الإنسان، وقد يسبب أيضًا إحداث حرقة في المعدة لدى بعض الأشخاص الذين يمتلكون معدة حساسة للغاية. [٧]
البابونج
يوجد البابونج الألماني كعشبة نباتية موطنها الأصلي جنوب وشرق أوروبا، حيث يحظى البابونج بشكل عام بشعبية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، لاستخداماته العديدة في علاج عسر الهضم والبكاء المفرط عند الرضع بسبب المغص، كما يدخل البابونج في تحضير العديد من الأطعمة والمشروبات لمذاقه المميز، بالإضافة إلى استخدام البابونج الألماني في صناعة مستحضرات التجميل والصابون وغسول الفم،[٨] باعتبار البابونج آمنًا بشكل محتمل كدواء علاجي بجرعة تتراوح من 1.1 إلى 15 جم يوميًا لفترات قصيرة من الزمن،[٩] ومع ذلك قد يسبب البابونج الحساسية عند بعض الأشخاص الذين لديهم تحسس أيضًا من نفس فصيلة نبات البابونج كعشبة الرجيد والأقحوان،[٨] ولكن ينصح قبل استخدامه مراجعة الطبيب المختص، وقامت حديثًا بعض الدراسات للحصول على المزيد من المعلومات التي تخص البابونج، وهي على النحو الآتي:
- أجريت دراسة في عامي 2009-2010 على مجموعة من المرضى المشخصين بمرض القولون العصبي، والذين تتراوح أعمارهم بين عشرة إلى خمسين عامًا، حيث تم إعطائهم عشرة قطرات من نبات البابونج في كأس من الماء الدافئ بعد ربع ساعة من تناول الوجبة الرئيسة، بطريقةٍ مطابقةٍ لجميع المرضى، فكانت النتيجة بأن تناول نبات البابونج يعتقد بأنه فعال في علاج أعراض أمراض القولون العصبي والمتمثلة بالغازات المؤلمة جدًا.[١٠]
- قامت مجموعة من الدراسات البحثية للتأكد من مدى فعالية استخدام نبات البابونج تقليديًا لعلاج العديد من أعراض متلازمة القولون العصبي بما في ذلك اضطرابات الجهاز الهضمي والتشنجات وانتفاخ البطن على شكل غازات، فكانت النتيجة بأن نبات البابونج ساعد بشكل خاص على تهدئة غازات القولون وإرخاء العضلات التي تحرك فتات الطعام عبر الأمعاء.[١١]
المراجع
- ↑ "Gas and gas pains", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "Spice and herb", www.britannica.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "Herbal Medicine", medlineplus.gov, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "PEPPERMINT", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "The impact of peppermint oil on the irritable bowel syndrome: a meta-analysis of the pooled clinical data", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "Peppermint oil (Mintoil) in the treatment of irritable bowel syndrome: a prospective double blind placebo-controlled randomized trial", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "How to Get Rid of Gas, Pains, and Bloating", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ^ أ ب "GERMAN CHAMOMILE", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "Chamomile", www.drugs.com, Retrieved 2020-07-16. Edited.
- ↑ "Chamomile efficacy in patients of the irritable bowel syndrome", www.researchgate.net, Retrieved 2020-07-15. Edited.
- ↑ "Chamomile: A herbal medicine of the past with bright future", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-15. Edited.