علاج فزع الاطفال

كتابة:
علاج فزع الاطفال

ما هو فزع الاطفال؟

قد يعاني يُعاني بعض الأطفال من الفزع المفرط الذي يعيق ممارسة الطفل لحياته، ويكون على شكل نوبات من الخوف الشديد والارتِجاف وضيق تنفُس مع الشعور بالدوخة عندّ تعرضه لموقف مُعين، وهذا ما يُعرف بنوبات الهلع أو، كما يُعرف أيضًا بفزع الاطفال (Panic attack) وهو حالة مُفاجئة تُصيب الطِفل فيها نوبات القلق والهلع دون وجود سبب خارجي واضح لذلك، وتترافق هذه الحالة مع الأعراض التي تم ذِكرُها سابقا؛ ولكن هل يُمكن علاج هذا النوع من الاضطرابات النفسية؟ ما هي مُضاعفات هذا الاضطراب؟ تابع القراءة للتعرُّف أكثر.[١]


علاج فزع الاطفال بالأدوية

يرتكز علاج فزع الأطفال على استخدام كل من العلاج الدوائي والنفسي معًا، إذ يوجد أدوية مُعينة تُستخدم لعلاج نوبات الفزع عندّ الأطفال؛ ولكن ينبغي التنبيه إلى أهمية مُراجعة الطبيب أو المُختص وعدّم تجربة أي شيء أو الاستِعاضة به عن الخطة العِلاجية الموصوفة من قبل الطبيب المُعالج للحالة؛ أمّا أهم الأدوية المُستخدّمة فهي تتضمن الآتي:[٢]


  • البنزوديازيبينات (Benzodiazepines): وهي فئة من الأدوية الأكثر فعالية في علاج نوبات الهلع والفزع عند الأطفال؛ إلا أنها من المُمكن أن تسببب مجموعة من الآثار الجانبية عند الطفل، والتي يُمكن أن تتضمن الآتي: [٣]
    • الدوخة.
    • التشوش الذهني.
    • الاكتِئاب.
    • زيادّة نوبات القلق.
    • النُعاس.
    • عدّم القدرة على تنسيق الحركات؛ الأمر الذي يُسبب العديد من الحوادث والمشاكِل.
    • ضعف في الذاكرة والتأثير على التعليم.


  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (Selective Serotonin Reuptake Inhibitors): وهي مجموعة من الأدوية التي تُستخدّم لزيادّة ناقل عصبي يُطلق عليه هرمون السيروتونين (Serotonin) في الدّماغ؛ وهي من الأنواع التي يُفضل استِخدّامها نظرًا لأنه أدوية البنزوديازيبينات يُمكن أن تُسبب ضعف في الذاكرة والتعليم بشكل مُلاحظ وكبير؛ لذا على الرغم من أن مفعول هذه الأدوية بطيء إلا أنه فعال ومفيد لعلاج نوبات الفزع عندّ الأطفال؛ ولكنه كأي دواء، قد يسبب مجموعة مُختلفة من الآثار الجانبية التي تتضمن:[٤]
    • الصدّاع.
    • الدوخة.
    • الإسهال المائي.
    • الاستِفراغ.
    • الغثيان.
    • جفاف الفم.
    • أعراض انفعالية.
    • الإرهاق والتعب العام في الجسم.
    • صعوبة النوم.



العلاج النفسي لفزع الاطفال

كما ذكرنا أعلاه، بالإضافة إلى الأدوية، يرتكز علاج الفزع عند الأطفال على العلاج النفسي، الذي يُعرف بالعلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy) وهو العلاج الذي يستخدّم فيه الطبيب النفسي منهجية وطريقة مُعينة لتغير طريقة التفكير بالأفكار السيئة ومُحاولة تغييرها؛ كمّا يُساعِد هذا العلاج الطِفل في مُواجهة المواقف الصعبة بطريقة أكثر وضوحًا والاستِجابة لها بطريقة فعالّة؛ أمّا الأساليب المُتبعة لعلاج النفسي لفزع الأطفال فتشمّل الآتي: [٥][٦]


  • العلاج باللّعب؛ وهو العلاج الذي يُستخدّم أساليب عديدة في اللّعب حتى يُساعِد الطِفل على حل المشاكِل وإيجاد الحلول؛ ومن الألعاب التي يستخدّمها هذا العلاج للأطفال: اللّعب بالدُمى، اللعب بالحرف اليدوية، اللّعب بتبادل الأدوار، والرسم.
  • النمذجة (Modeling)؛ وهو العلاج الذي يستخدّم فيها المُعالج النفسي أمثلة على السلوكات المرغوبة؛ مثال: كيفية رد الطِفل على المُنتمرين على حالته.
  • العلاج السلوكي المعرفي المُتعمد على الصدمة؛ وهو العلاج الذي يستخدّم فيه المُعالج الأساليب السلوكية والمعرفية للأطفال الذين تعرضوا لحدث مؤلم أو صدمة في حياتِهم أدى إلى إصابتهم بنوبات الفزع.
  • التعريض لمُسببات الفزع؛ وهو العلاج الذي يتم فيه تعريض الطِفل لمُسببات التي تؤدي إلى إصابته بنوبات الفزع محاولة للتقليل من آثارها عندّ الطِفل.
  • إعادة الهيكلة (Restructuring)؛ وهي التقنية التي تُستخدّم فيها طُرق مُعينة لمُحاولة تغيير طريقة التفكير السلبية إلى طريقة تفكير إيجابية.


نصائح للتعامل مع فزع الاطفال

إن للأهل دورًا مهمًا في علاج الفزع عندّ الأطفال؛ إذ إنّ هذا النوع من اضطرابات القلق لا يتطلب فقط العلاج الذي تم التحدّث عنه سابقًا بل هُناك العديد من الاستراتيجيات والنصائح التي يجب على الأهل اتباعُها للمُساعدة في زيادة فعالية العلاج؛ ومن أهم هذه النصائِح: [١]


  • التحدّث مع الطِفل؛ فيجب التحدّث مع الطِفل عندّ تعرضّه لنوبة الفزع والهلع بهدوء لمُحاولة التقليل من الخوف الذي تعرّض له.
  • الاستِماع إلى الطِفل؛ قد يكون الأمر الوحيد الذي يُريده الطفل هو الاستِماع له عمّا يجعله يشعر بهذه المشاعر؛ إذا إنّ العديد من الأطفال قد يتجنبون التحدّث مع الأهل ظنًا منهم أنهم لم يستطيعوا فهم ما يمرون به، لذا يجب على الأهل القيام بما في وسعهم للاستِماع للأطفالهم.
  • مدح الطِفل؛ يُساعِد مدّح الطِفل الذي يُعاني من هذا النوع على الاضطرابات على زيادّة الثقة بالنفس، فمهما كان الإنجاز الذي تم المدّح عليه قليلًا فهو يُؤثر عليهم بشكلٍ كبير.
  • إعطاء الطِفل وقتًا كافيًا؛ فعندّ تعرّض الطِفل لنوبة الفزع فيُنصح الأهل في إعطائه الوقت الكافي حتى يبدأ بالهدوء من آثار نوبة الهلع.
  • تثقيف المدرسين حول حالة الطِفل؛ يُساعِد تثقيف المُدرسين من خِلال إعطائهم المعلومات الكافية حول نوبات الفزع التي يمر بها الطِفل وكيفية التعامل معها في العلاج، كمّا يجب تثقيف أصدقاء الطِفل أيضًا حتى يستطيعون فهم ما يتعرّض له.



أسئلة شائعة عن فزع الأطفال

نذكر في ما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول فزع الأطفال:


من هم الأطفال الأكثر عُرضة للإصابة بالفزع؟

يُمكن أن يزداد خطر إصابة الأطفال بالفزع نتيجة لعدّة عوامل من أهمها: التاريخ العائلي الطبي المتعلق بالإصابة بالاكتئاب أو اضطراب ثُنائي القُطب أو اضطرابات القلق، كمّا يُمكن أن يكون الطفل عرضة للفزع إن كان يُعاني من مشاكِل في الجهاز التنفُسي مثل الإصابة بالربو الذي يُمكن أن يُصاحبه نوبات من الهلع والخوف الشديدين.[٥]


كيف يتم تشخيص الفزع عند الأطفال؟

إن تشخيص الفزع عندّ الأطفال يُمكن أن يكون صعبًا نظرًا لعدّم معرفة الأهل الطبيب المُناسب لعرض أطفالهم عليه؛ ولكن عندّ الحصول على التشخيص المُناسب فقد يتجاوب الطِفل مع العِلاج بشكلٍ فعال، لذا يُنصح في استِشارة طبيب أطفال مُختص للتأكيد من أنّ الأعراض لا يُصاحبها أي أمراض جسدية؛ ومن ثُم يتم تحويل الطِفل إلى طبيب نفسي للأطفال للحصول على التشخيص المُناسب.[٧] ويُشخص الطفل أنه مصاب بنوبات الهلع إذا عانى من نوبتين أو أكثر من هذه النوبات، وكان ينشغل بمخاوف من حدوثها مرة أخرى.[١]


ما هي مدة نوبة الفزع عند الاطفال

في أغلب الأحيان لا تستمر نوبة الفزع عندّ الأطفال لأكثر من 10 دقائِق.[٥]


ما هي مُضاعفات الفزع عندّ الأطفال؟

إن عدّم علاج الفزع عندّ الأطفال من المُمكن أن يُسبب العديد من المُضاعفات الخطيرة، فقد تتداخل نوبات الهلع مع علاقات الطفل أو المراهق والدراسة والتطور الطبيعي، مما قد يؤدي إلى الخوف الشديد والمُستمر، تعاطي المُخدّرات والاكتِئاب.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Smitha Bhandari (13/9/2020), "Anxiety Disorders in Children", webmd, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  2. "Panic Disorder in Children and Adolescents", msdmanuals, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  3. Joseph Nordqvist (8/11/2020), "The benefits and risks of benzodiazepines", medicalnewstoday, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  4. "Selective Serotonin Reuptake Inhibitors (SSRIs)", aboutkidshealth, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Panic Disorder Basics", childmind, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  6. Ann Pietrangelo (5/12/2019), "How Is Cognitive Behavioral Therapy (CBT) Different for Kids?", healthline, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Panic Disorder In Children And Adolescents", aacap. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×