علاج فيروس سي

كتابة:
علاج فيروس سي

فيروس سي

يُعد فيروس سي أحد أنواع الفيروسات التي تُؤثر بصورة أساسية على الكبد، وتتسبّب بحدوث عدوى والتهاب فيه، وتسمى هذه الحالة التهاب الكبد الفيروسي سي، وقد يكون هذا الالتهاب حادًا؛ أي يحدث بسرعة ولمدة زمنية قصيرة لا تتعدى الأسابيع، أو قد يكون مزمنًا؛ أي أن الأعراض تتطور على مدى أشهر وقد لا تظهر في بداية الإصابة بهذا المرض، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد لقاح يقي من الإصابة بفيروس سي[١].

في أغلب الأحيان قد يتحول التهاب الكبد الفيروسي من حاد إلى مُزمن، وإذا لم يُعالَج الالتهاب المزمن فإنه يمكن أن يُسبب مشكلات صحيةً خطيرةً، بما في ذلك تليُّف الكبد، وسرطان الكبد، وحتى الموت في بعض الأحيان، وتجدر الإشارة إلى أن المصاب قد ينقل المرض لمن حوله دون الشعور بالأعراض.[٢]


علاج فيروس سي

واحد من بين 4 مصابين بالتهاب الكبد الفيروسي سي يُشفى منه تلقائيًا دون أي تدخل علاجي، لكن في حال استمر الالتهاب وانتقل إلى المرحلة المزمنة يجب تقديم العلاجات الدوائية؛ وذلك بهدف السيطرة على المرض ومنع تفاقمه وحدوث المضاعفات، كتليّف الكبد وسرطان الكبد. وفي الحقيقة تعد الأدوية المضادة للفيروسات العلاجات الدوائية الأفضل للتخلُّص من التهاب الكبد الوبائي سي، ومن أهم الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها ما يأتي:[٣][٤]

  • الريبافيرين مع الإنترفيرون: الذي يعد من الأدوية القديمة المستخدمة في علاج التهاب الكبدي الفيروسي سي، وذلك باستخدامه إلى جانب دواء الإنترفيرون، وتتمثل آلية عملهما برفع مناعة الجسم، بالتالي زيادة قدرته على مقاومة العدوى الفيروسية والتخلص منها، لذلك تختلف درجة الاستجابة للدواء من مصاب إلى آخر، وعادةً ما يرافقه حدوث بعض الآثار الجانبية الشديدة. وقد يُستخدَم الريبافارين حاليًا مع الأدوية المضادة للفيروس للتغلب على العدوى المقاومة، ويتوفر بعدة أشكال صيدلانية؛ الحبوب، أو الكبسولات، أو المحلول.
  • الأدوية المضادة للفيروس: تعد من العلاجات الأساسية والأفضل للتغلب على التهاب الكبد الفيروسي سي المزمن، إذ اكتشفت من عام 2011، وتهاجم الفيروس مباشرةً، لذلك تعد أكثر فعاليةً من العلاجات القديمة، وتتمثل آلية عملها بتثبيط إنزيم البروتياز المساعد على تكاثر الفيروس، بالتالي القضاء عليه، وقد تستغرق فترة العلاج من 8 أسابيع إلى 24 أسبوعًا؛ لضمان خلو الجسم من فيروس سي، وتوجد مضادات الفيروسات الفموية المستخدمة على شكل عدة تركيبات، يكون الاختيار بينها بناءً على النمط الجيني للفيروسات، وتتضمن ما يأتي:
    • داكلاتازفر- سوفوسبوفير.
    • أمبيتاسفير- باريتابريفير- ريتونافير.
    • ليديباسفير- سوفوسبوفير.
    • غليكابريفير- بيبرنتاسفير.
    • أمبيتاسفير- ريتونافير- باريتابريفير- داسابوفير.
  • زراعة الكبد: يعد التهاب الكبد الفيروسي سي واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا لزراعة الكبد، ففي حال تفاقمه وتطوره فإنه يؤدي إلى تلفه وتضرّر خلاياه، مسببًا السرطان فيه أو تليف الكبد أو فشله، لذلك فإن زراعة الكبد هي العلاج الأمثل لذلك، وذلك بإزالة الكبد التالف واستبداله بآخر سليم يؤخذ من متبرع، مع ضرورة مراقبة المصاب وصرف أدوية طويلة الأمد للتأكد من نجاح العملية، وبالرغم من ذلك إلا أنه توجد احتمالية كبيرة لعودة الإصابة مرةً أخرى بالتهاب الكبد الفيروسي سي، ويُعزى ذلك إلى بقاء الفيروس في الدم وليس في الكبد، لذلك يجب محاربته والتخلص منه باستخدام الأدوية المضادة له قبل بدء عملية زراعة الكبد.


أعراض الإصابة بفيروس سي

معظم المُصابين بالتهاب الكبد الفيروسي سي لا تظهر لديهم أي أعراض في بداية الإصابة، لكن بعد مرور أسبوعين إلى ستة أشهر من دخول الفيروس إلى مجرى الدم قد تبدأ بعض الأعراض بالظهور، وتستمر عادةً مدةً تتراوح بين أسبوعين إلى 12 أسبوعًا، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٥][٦]

  • الشعور بألم في المفاصل.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • فقدان الشهية.
  • ألم في المعدة.
  • اليرقان، وهو حالة تؤدي إلى تغير لون الجلد والعينين إلى اللون الأصفر.
  • الشعور بالإعياء.
  • الإصابة بالحُمّى.
  • البول الداكن.
  • حدوث نالزيف بسهولة.
  • حكَّة في الجلد.
  • تورم القدمين.
  • تَراكُم السوائل في منطقة البطن.
  • سهولة حدوث الكدمات.


كيفية انتقال عدوى فيروس سي

يوجد العديد من الطرق التي يمكن أن ينتقل بها فيروس سي من شخص إلى آخر، تتضمن ما يأتي:[٥]

  • مشاركة الأدوات الشخصية للمصاب بالفيروس، مثل: فرشاة الأسنان، وشفرات الحلاقة، ومقص الأظافر.
  • مُلامسة الدم أو السوائل الناتجة من جسم الشخص المُصاب.
  • استخدام الإبر أو الحقن الملوثة بالفيروس.
  • استخدام أدوات الوشم غير المعقمة، التي ستخدمت من شخص مصاب بفيروس سي.
  • انتقال العدوى من الأم إلى الطفل عند الولادة.
  • انتقال الفيروس من أحد الزوجين إلى الآخر أثناء الجماع.

كما توجد عدة أمور لا تسبب انتقال فيروس سي، منها ما يأتي:[٧]

  • الرضاعة الطبيعية لا تسبب انتقال الفيروس إلى الطفل إلا في حال وجود جروح في حلمة ثدي الأم، مما يسبب انتقال بعض الدم إليه وإصابته بالفيروس.
  • سعال المريض في وجه الآخرين.
  • العناق والسلام باليدين.
  • تناول الطعام من نفس الطبق، وتناول نفس الطعام والشراب.
  • العطاس في وجه الآخرين.


مضاعفات الإصابة بفيروس سي

يمكن أن تسبب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سي ظهور العديد من المضاعفات، مثل:[٨]

  • تليف الكبد: عادةً ما تظهر أعراض قليلة في المراحل المبكرة من تليف الكبد، لكن بعد مرور الوقت يفقد الكبد قدرته على العمل بطريقة صحيحة فتظهر بعض الأعراض نتيجةً لذلك، مثل: فقدان الوزن، والشعور بالتعب والإعياء، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى حكة شديدة في الجلد، واصفرار الجلد وبياض العينين. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج لهذه الحالة إلا عملية الزراعة، لكن يمكن أن تساهم الأدوية المضادة لالتهاب الكبد الفيروسي سي والمحافظة على نمط حياة صحي في وقف تدهور حالة المُصاب.
  • فشل الكبد: قد تسبَّب الحالات الشديدة من تشمع الكبد توقُّفه عن أداء وظائفه كليًّا أو جزئيًّا، وتتضمن أعراض فشل الكبد النزيف المتكرر من الأنف أو اللثة، وتقيؤ الدم، وتساقط الشعر، بالإضافة إلى ظهور البول بلون داكن، وتراكم السوائل في البطن والساقين.
  • سرطان الكبد: يعد سرطان الكبد من أهم المضاعفات للمصابين بتليفه المصاحب لالتهاب الكبد الفيروسي سي، وتتضمن أعراض الإصابة به الشعور بألم أو تورم في البطن، وفقدان الوزن غير المبرر، والشعور بالمرض والتعب، بالإضافة إلى اليرقان، وفقدان الشهية.


طرق الوقاية من فيروس سي

تعتمد الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد سي بصورة أساسية على الحد من مخاطر التعرض للفيروس، وفي ما يأتي بعض الطرق والنصائح للوقاية من الإصابة بهذه الحالة:[٩][١٠]

  • المُحافظة على نظافة اليدين، بما في ذلك تعقيمهما وغسلهما، واستخدام قفازات في العمليات الجراحية.
  • فحص عينات الدم التي يتبرع بها الآخرون؛ وذلك للتأكد من خلوّها من فيروس بي أو سي، وبكتيريا الزهري، وفيروس العوز المناعي البشري.
  • الحرص على اتباع التعليمات الخاصة باستعمال الأدوات الطبية أو غير الطبية الحادة، وكيفية التخلص منها بطريقة آمنة.
  • عدم مشاركة الإبر، والحرص على تجنب لمس دم الآخرين.
  • إذا تم تأكيد إصابة الشخص بالتهاب الكبد الفيروسي سي فيجب أن يتلقى لقاحات التهاب الكبد (أ) و(ب).
  • إجراء تغييرات في نمط الحياة لتحسين صحة الكبد وتعزيزها عند تشخيص التهاب الكبد الفيروسي؛ فالتدخين وداء السكري والسمنة جميعها عوامل يمكن أن تسرّع من معدل تلفه، لذا من المهم أن يبقى جميع الأشخاص المصابين بعدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسي سي بصحة جيدة، وذلك باتباع ما يأتي:
    • الحفاظ على الوزن المثالي.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • مُعالجة المشكلات الصحية الأخرى.
    • تجنب شرب المشروبات الكحولية.


تشخيص الإصابة بفيروس سي

يمكن تشخيص فيروس سي من خلال إجراء بعض الفحوصات المخبرية، منها ما يأتي:[١١]

  • تصوير مرونة الخلايا العابر: هو تصوير يُجرى باستخدام الموجات فوق الصوتية، إذ ينقل الذبذبات داخل الكبد ويقيس مدى تصلبه وسرعة انتشار هذه الذبذبات.
  • تصوير مرونة الخلايا بالرنين المغناطيسي: يستخدم هذا الجهاز ذبذبات الموجات الصوتية، التي تكشف عن درجات تصلب أنسجة الكبد، كما تشير إلى تليفه.
  • خزعة الكبد: يتم هذا الإجراء عن طريق استخدام إبرة رفيعة جدًا تُدخَل في منطقة جدار البطن لأخذ عينة من أنسجة الكبد لتحليلها.
  • اختبارات الدم: فقد تساعد هذه الاختبارات على تحديد مدى تليف الكبد.

عادةً ما يوصي مقدم الرعاية الصحية فئةً معينةً من الأشخاص بإجراء فحص الدم للكشف عن الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، وهم:[١١]

  • الرضع المولدون لأمهات مصابات بفيروس سي.
  • الأشخاص الذين ولدوا في الفترة ما بين عامي 1945 - 1965.
  • الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة أو نقل أعضاء قبل عام 1992.
  • المصابون بفيروس نقص المناعة البشري.
  • الأشخاص الذين خضعوا لغسيل الكلى لفترات زمنية طويلة.
  • العاملون في المراكز الصحية والمستشفيات والذين تعرضوا للوخز بالإبر.
  • الأشخاض الذين مارسوا الجماع مع شخص مصاب.

من الجدير بالذكر أنه بعد إجراء فحص الدم والتأكد من إصابة الشخص بفيروس الكبد سي سيُجري الطبيب مجموعةً أخرى من التحاليل؛ وذلك لقياس نسبة الفيروس في الدم، وتحديد التركيب الوراثي الخاص به.[١١]


المراجع

  1. April Kahn (26-9-2017), "Everything You Want to Know About Hepatitis C"، www.healthline.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  2. "Hepatitis C Questions and Answers for the Public", www.cdc.gov, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  3. Robin Madell (14-6-2018), "Hepatitis C Treatment: What Are My Options?"، www.healthline.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  4. Robin Madell, Lisa Baker (7-5-2018), "Can Hepatitis C Be Cured?"، www.healthline.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Michael W. Smith (23-8-2019), ""Hepatitis C "Symptoms of Hepatitis C"، www.webmd.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  6. ""Hepatitis C "Symptoms & causes", www.mayoclinic.org,29-3-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  7. "Hepatitis C and the Hep C Virus", www.webmd.com, Retrieved 21-1-2019.
  8. "Hepatitis C Complications", www.nhs.uk, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  9. "Hepatitis C", www.who.int, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  10. Kathleen Davis (28-9-2017), "Everything you need to know about hepatitis C"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Hepatitis C", mayoclinic.,29-5-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×