علاج قرحة عنق الرحم بالعسل حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج قرحة عنق الرحم بالعسل حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

العسل

يعد العسل مادة طبيعية ذات مذاق حلو يتم تصنيعها عن طريق النحل من أنواع مختلفة من النباتات، ويحتوي على عدَّة عناصر غذائية مفيدة كالنيتروجين، الأحماض، اللاكتونات وجميعها تتواجد بنسب قليلة، وأهم العناصر التي تُعطي للعسل مذاقه الحلو هي السكريات، وأكثرها نسبةً فيه عبارة عن الغلوكوز والفركتوز، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة من الماء، وإنَّ اختلاف لون العسل يعتمد على نوع النبات المصنَّع منه كما يتغير لونه أثناء التخزين ليصبح أغمق مع مرور الوقت،[١] ويُعد العسل ذو خصائص مضادة للبكتيريا ومطهرة ونظرًا لذلك يتم استخدامه في علاج الجروح والحد من انتشار العدوى، كما استُخدم قديمًا لاستطبابات عديدة لأكثر من 5000 سنة، ويستخدم في الوقت الحالي للتقليل من شدة الإسهال ومدته، منع ارتجاع الحمض، مكافحة البكتيريا المسببة للالتهابات، التخفيف من حدّة أعراض البرد والسعال وإمكانية استخدامه في النظام الغذائي كبديل للسكر، كما سيتم توجيه المقال للحديث حول فعالية العسل في تعزيز علاج قرحة عنق الرحم.[٢]

قرحة عنق الرحم

عبارة عن التهاب في أنسجة قناة الرحم نتيجة عدوى أو بكتيريا أو مواد كيميائية،[٣] وتصيب عنق الرحم خاصةً، حيث يُسهم الجسم بطبيعته في تجديد طبقة الخلايا التالفة وهذا ما يحدث أثناء قرحة عنق الرحم، حيث يتم تكوّن نسيج طلائي جديد مكان الأنسجة التالفة نتيجة التقرح وهذا يُسهم في الشفاء الكلي أو الجزئي، وتتكرر هذه العملية حتى يتم القضاء على جميع البكتيريا أو المسببات الأخرى، حيث تظهر التقرحات على شكل بقع حمراء أو وردية، وتزداد نسبة الإصابة بقرحة عنق الرحم لدى بعض الأشخاص عن غيرهم كالذين يعانون من التهابات عنق الرحم أو المهبل، النساء في فترة الحيض أو في حال الإنجاب، وقد تسبب قرحة عنق الرحم عدَّة مضاعفات تشمل ما يأتي:[٤]

  • قد تكون مقدمة لسرطان الرحم.
  • انتقال التقرحات إلى المهبل.
  • ظهور تكيسات صغيرة نتيجة لامتلاء الغدد بالسوائل، حيث تنسد هذه الغدد بسبب نمو الطبقات الطلائية أثناء الشفاء.

علاج قرحة عنق الرحم بالعسل: حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

يمكن للعسل التخفيف من قرحة عنق الرحم كونها شكل من أشكال الجروح، ولكن لا توجد دراسات مباشرة تتعلق بفعالية العسل لعلاج قرحة عنق الرحم، إلّا أنَّ خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، وقدرته على تقليل الالتهابات والجروح والتورمات، وفعاليته في توفير بيئة رطبة تمنع التصاق العديد من المواد بالإضافة إلى احتوائه على عناصر مغذية ومواد كيميائية تُسهم في تقليل فترة شفاء والتئام الجروح، جعلت منه خيار مناسب للعديد من الحالات الطبية.[٥]

دراسات حول تأثير العسل على قرحة عنق الرحم

تم اختيار العسل كونه استخدم قديمًا كدواء فعّال في تعزيز علاج العديد من الحالات الصحية، ويمكن استخدامه بمفرده أو مع مكونات ومنتجات أخرى، ففي إحدى الدراسات التي تم إجراؤها لبيان فعالية مزيج العسل واللبن في علاج التهابات الجهاز التناسلي خاصة في علاج مرض المبيضات الفرجي المهبلي بالإضافة إلى مقارنته مع عقار الكلوتريمازول، تم إجراء هذه التجربة على 70 امرأة مصابة بعدوى المبيضات الفرجي المهبلي، حيث تمَّ تقسيم المرضى إلى مجموعتين، في المجموعة الأولى وضمّت 35 مريضة تم علاجهم باستخدام مزيج العسل واللبن لمدة سبعة أيام، وفي المجموعة الثانية التي ضمت 35 مريضة أيضًا، تم علاجهم بعقار الكلوتريمازول لمدة سبعة أيام، وبدأ الباحثون في تسجيل نتائج الدراسة بالإضافة إلى أي أعراض أو علامات ترافقها، واستمروا في ذلك من 7 أيام إلى 14 يوم.[٦]


حيث أظهرت نتائج الدراسة فعالية مزيج اللبن والعسل في تحسين أعراض عدوى المبيضات الفرجي المهبلي بشكل أوضح وأعلى من عقار الكلوتريمازول، حيث تحسّنت الأعراض بنسبة 20% في مزيج العسل واللبن، بينما تحسنت بنسبة 8.6% لدى عقار الكلوتريمازول، أمَّا بعد 14 يوم من العلاج كانت نتائج التحسن 17.1% في مزيج العسل واللبن، و8.6% لدى عقار الكلوتريمازول، حيث بينت النتائج أيضًا تشابه القدرة العلاجية لمزيج العسل واللبن مع عقار الكلوتريمازول وهذا يجعله خيار علاجي كمنتج عشبي في علاج عدوى المبيضات الفرجي المهبلي، ولكن يجب القيام بالمزيد من الدراسات لإثبات هذا، وينصح دائمًا باستشارة الطبيب المختص قبل تناول العسل.[٦]

كيفية استخدام العسل لعلاج قرحة عنق الرحم

لأنَّ القرحة عبارة عن شكل من أشكال الجروح والعسل فعّال في تعزيز علاجها فيتم استخدام ضمادات تحتوي على العسل -وتُعرف أنّها من أقدم ضمادات الجروح المعروفة- أو استخدامه بشكل مباشر، حيث يتم وضع العسل على ضمادّة أو قطعة من الشاش وتوضع داخل الرحم مكان الإصابة بطريقة صحيحة لمدة 24 إلى 48 ساعة، ومن ثمَّ تغير الضمادة، حيث يتم استخدام العسل مباشرة بكمية تتراوح ما بين 15 مل إلى 30 مل كل 12 ساعة إلى 48 ساعة، ويتم استخدامه بهذه الطريقة لأنَّه فعّال في تسريع التئام الجروح، مضاد جيد للبكتيريا والفطريات والتي قد تكون سبب في الإصابة بقرحة عنق الرحم وبالتالي الحد من انتقال العدوى، التقليل من الروائح والقيح، بالإضافة إلى قدرته على تطهير الجرح، كما بينت بعض الدراسات أنَّه فعّال بشكل أكبر من بعض العلاجات الأخرى التي تفشل في علاج الجروح وتسريع شفاءها.[٧]

مأمونية استخدام العسل

على الرغم من أنَّ العسل عبارة عن منتج طبيعي ويعد آمن عند استخدامه على الجلد بشكل صحيح إلّا أنَّ احتمالية تسببه بالعديد من الأضرار لبعض الحالات واردة بشكل كبير، حيث إنَّه قد لا يناسب جميع الأمراض ومن الممكن أن يُفاقم من بعض الحالات، وللبقاء في الجانب الآمن يجب الاطلاع على المحاذير التي قد يسببها العسل، وتشمل ما يأتي:[٥]

  • تجنب استخدامه موضعيًا أو لأغراض طبية من قِبل الحوامل والمرضعات لأنَّ مدى مأمونيته غير كافية وتحتاج إلى دراسات عديدة.
  • تجنب استخدامه في حال الحساسية منه أو من أحد مكوناته، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه حبوب اللقاح.

المراجع

  1. "Chapter 121 - Honey", www.sciencedirect.com, 2020-07-15. Edited.
  2. "Everything you need to know about honey", www.medicalnewstoday.com, 2020-07-15. Edited.
  3. "Cervical erosion", medlineplus.gov, 2020-07-15. Edited.
  4. "Cervical erosion", www.britannica.com, 2020-07-15. Edited.
  5. ^ أ ب "HONEY", www.webmd.com, 2020-07-15. Edited.
  6. ^ أ ب "The Comparison of Vaginal Cream of Mixing Yogurt, Honey and Clotrimazole on Symptoms of Vaginal Candidiasis", www.ncbi.nlm.nih.gov, 2020-07-15. Edited.
  7. "HONEY", www.rxlist.com, 2020-07-15. Edited.
3568 مشاهدة
للأعلى للسفل
×