قصر النظر
قصر النظر هو خطأ يحدث في الانكسار الضوئي للعين أثناء الرؤية، مما يعني أن العين لا تكسر الضوء بطريقة صحيحة لرؤية الصور بوضوح، ففي هذه الحالة تبدو الأشياء القريبة واضحةً لكن البعيدة تظهر عكس ذلك، إذ تشكّل طبقة القرنية الطبقة الأولية التي يخترقها الضوء باتجاه داخل العين، وهي طبقة شفافة في مقدمة العين ليعبر الضوء باتجاه العدسة، والتي من خلالها يتم تركيز الضوء على الشبكية، وفي حالة قصر النظر يزداد طول مقلة العين قليلًا بطريقة تمنع تركيز الضوء على الشبكية بالزاوية الصحيحة، وينتج عن ذلك غباش في الرؤية للأسطح البعيدة لعدم تركز الضوء كما يجب. ومن الأمور المهمة التي تتطلبها الرؤية الواضحة هي طول مقلة العين المناسب لزاوية تركز الضوء، بالإضافة إلى تقوس القرنية الصحيح.[١][٢]
إن قصر النظر اضطراب شائع يؤثر في ما يُقدَّر بنحو 40% من الأشخاص، وقد يلجأ المصابون به إلى جعل العينين نصف مفتوحتين أو الحَوَل من أجل الرؤية بوضوح، أو الاقتراب من التلفاز، أو تقريب الكتب من العينين من أجل ذلك. وتوجد بعض الدول التي تشير إلى قصر النظر أنه أزمة صحية لانتشاره بنسبة كبيرة في الآونة الأخيرة، ويوجد العديد من الحلول سواء الجراحية منها أو النظارات والعدسات اللاصقة أو غيرها من الإجراءات الطبية للتحكم بهذه المشكلة وعلاجها.[١]
علاج قصر النظر
تحدث مشكلة قصر النظر نتيجة عدم تركز الضوء على شبكية العين في المكان الصحيح، وتشخَّص هذه الحالة بإجراء فحص نظر يتضمن فحص سلامة العين، وذلك عن طريق استخدام قطرة عين مخصصة لتوسيع الحدقة، الأمر الذي يمكّن الطبيب من رؤية أفضل لداخل العين، لكن ذلك قد يتسبب بزيادة حساسية العين للضوء لعدة ساعات بعد الفحص، بالإضافة إلى إجراء فحص انكسار الضوء داخل العين الذي يحدّد احتمالية وجود مشاكل في الرؤية، وذلك باستخدام أدوات متنوعة وعدسات مختلفة لذلك. وتوجد علاجات مختلفة لعلاج هذه الحالة أو للتحكم بها، هي كما يأتي:[٣]
- العدسات الطبية: تعمل هذه العدسات على معاكسة أثر زيادة طول العين أو انحناء القرنية المتزايد المُسبِّبين لقصر النظر وعدم تركُّز الضوء في مكانه الصحيح على شبكية العين، ولهذه العدسات الطبية نوعان، هما:
- العدسات اللاصقة، وهي متوفرة باختلاف تصاميمها والمواد المُصنَّعة منها، وتُلبَس مباشرةً على العين، ومنها عدة أنواع؛ الصلبة، أو الطرية، أو القابلة لنفاذ الغاز، كما تتوفر بعدة درجات اعتمادًا على درجة قصر النظر.
- النظارات الطبية، إذ تُعد النظارات الطبية طريقةً بسيطةً لتصحيح النظر مع إمكانية تصميمها بأحادية أو ثنائية أو متعددة البؤر، إذ تعمل على تصحيح الرؤية عند النظر من خلالها وارتدائها.
- عمليات تصحيح النظر: تعدّ عمليات تصحيح النظر وزاوية انكسار الضوء داخل العين مفيدةً في التقليل من الحاجة إلى استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات الطبية، مع احتمالية حاجة الشخص إلى استخدامهما بعد العملية في بعض الحالات الجراحية، وفيها يُستخدَم شعاع ليزر لإعادة تشكيل القرنية، وإعادتها إلى وضعيتها الطبيعية، ومن هذه العمليات ما يأتي:
- إحداث الجرّاح شقًا رفيعًا جدًا في الغطاء الخارجي الحامي للقرنية، ثم استخدام جهاز الليزر لإعادة تشكيل الطبقات الخارجية للقرنية وتسوية انحنائها، ثم استعادة الطبقة الحامية.
- قيام الجراح بعمل شق مفصل رفيع يصل إلى القرنية، مع استخدام الليزر لإزالة الطبقات الداخلية للقرنية لتسوية شكلها المقبب، وعادةً ما يكون الشفاء من هذا النوع من الجراحة أسرع، ويسبب انزعاجًا أقل من جراحات القرنية الأخرى.
- عملية جراحية تشبه العملية الأولى المذكورة، مع عدم استبدال الطبقة الحامية الخارجية للقرنية، وتركها لتنمو طبيعيًّا لتتوافق مع شكل القرنية الجديد.
أعراض قصر النظر
قد تظهر العديد من الأعراض عند إصابة الشخص بقصر النظر، إذ يؤثر على جودة رؤيته للأشياء والصّور، ومن هذه الأعراض صعوبة رؤية الأشياء من بعد، وصعوبة قراءة لافتات الطرق البعيدة مع القدرة على رؤية الأشياء عن قرب بوضوح كما في حال استخدام الحاسوب أو قراءة الكتب، وقد يشعر الشخص بصداع في الرأس مع احتمالية الشعور بإجهاد في العين، وكثرة التحديق، أو جعل العين نصف مفتوحة لرؤية أفضل، ومن الأعراض الأخرى التي ترافق هذه الحالة الشعور بالتعب أثناء ممارسة رياضات مختلفة أو قيادة السّيارة. وقد تتغير درجة قصر النظر من فترة إلى أخرى، لذا يُوصى بمراجعة طبيب العيون دوريًا للتأكد من سلامة النظر، أو في حال الإصابة بقصر النظر لعدم تطور الحالة إلى الأسوأ.[٤]
عوامل خطر الإصابة بقصر النظر
لم يتم اكتشاف أي أسباب واضحة من شأنها التسبُّب بالإصابة بقصر النظر لدى بعض الأشخاص أكثر من غيرهم، لكن توجد عدة عوامل من شأنها زيادة هذه الاحتمالية لدى البعض، يُذكر منها ما يأتي:[٢]
- عدم الخروج من المنزل كثيرًا: ذلك بسبب اختلاف مستويات الإضاءة في الخارج عن داخل المنزل، إذ لوحظ انخفاض احتمالية الإصابة بقصر النظر عند الأطفال الذين يلعبون خارج المنزل أكثر الذين يبقون داخله، كما أنَّ البقاء خارجًا يُبطئ من تطوّر المرض وزيادة شدته، لذا فإن الاسترخاء وممارسة الرياضات خارجًا من الطرق المفيدة في تقليل فرص الإصابة بقصر النظر.
- العوامل الجينية: يوجد أكثر من أربعين جينًا مرتبطًا بحالة قصر النظر، ولهذه الجينات تأثير في تركيب العين، والتواصل العصبي بين العين والدماغ، ومن المتعارف عليه انتشار قصر النظر بسبب الوراثة، ففي حال إصابة أحد الأبوين أو كليهما بهذه الحالة تزداد احتمالية ظهورها لدى الأبناء أيضًا.
- التركيز بالنظر لفترات طويلة: عند الإفراط في التركيز في النظر للأشياء القريبة مثل: النظر المُطوّل للكتب أثناء القراءة، أو عند الكتابة، أو أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الحاسب الآلي أو الهاتف النقّال تزداد نسبة خطر الإصابة بقصر النظر، وهذا لا يعني تجنب القراءة أو استخدام مثل هذه الأدوات الإلكترونية، وإنما الاعتدال في ذلك تجنبًا لأي مشاكل أخرى.
المراجع
- ^ أ ب Troy Bedinghaus (6-5-2019), "Myopia Control and Prevention"، www.verywellhealth.com, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Causes -Short-sightedness (myopia)", www.nhs.uk,30-7-2018، Retrieved 16-11-2019. Edited.
- ↑ "Nearsightedness", www.mayoclinic.org, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ Gretchyn Bailey, "Myopia (nearsightedness): causes, treatment"، www.allaboutvision.com, Retrieved 16-11-2019. Edited.