علاج قلة النوم بالأعشاب ما بين الخرافات والحقائق

كتابة:
علاج قلة النوم بالأعشاب ما بين الخرافات والحقائق

العلاج بالأعشاب

احتلت الأعشاب مكانةً جيدة في الطب التقليدي منذ آلاف السنين، إذ استُخدمت في علاج العديد من الأمراض والاضطرابات، وساهمت في الوقاية من بعض الأمراض أيضًا، وقد انتقل العلاج بالأعشاب عبر الأجيال حتى وصل إلى العصر الحديث الذي أصبحت فيه هذه الأعشاب تُستخدم في تصنيع الأدوية، ومن الأمثلة على العلاجات الدوائية التي تحتوي على الأعشاب المورفين، وقد قام الباحثون والخبراء بالعديد من الدراسات والتجارب لدراسة تأثير هذه الأعشاب في الجسم، وقدرتها في علاج الأمراض أو الوقاية منها، وعادةً ما تُقدم هذه الدراسات شرحًا تفصيليًا عن نوع العشب وأسمائه الشائعة، وما هو الجزء المستخدم من هذه العشبة للعلاج، وما هي المواد الكيميائية الفعالة فيها، وفي حال إثبات فعالية العشب والتأكد من قدراته العلاجية يتم تحديد الجرعة الواجب تناولها ومدة علاجها، حتى لا تتعارض هذه العلاجات مع علاجات أو مكملات أو أعشاب أخرى.[١]


قلة النوم

تُعد قلة النوم أو الأرق مشكلة تؤثر على الكثير من الأشخاص في إحدى مراحل حياتهم، وتحدث قلة النوم عندما لا يحصل الفرد على القدر الكافي من النوم مما يُسبب الكسل والنعاس المفرط أثناء النهار، وتؤدي قلة النوم إلى العديد من الاضطرابات العاطفية، وضعف الأداء الوظيفي، والإصابة بالسمنة، وانخفاض القدرات الإدراكية، ويُمكن أن تؤثر مشكلة قلة النوم على جميع الفئات لكن فئة الأطفال والشباب هي أكثر فئة معرضة لخطر حدوث مضاعفات بسبب قلة النوم.[٢]


علاج قلة النوم بالأعشاب: ما بين الخرافات والحقائق

يُعد النوم ضروريًا للحفاظ على صحة الجسم والدماغ، ويحافظ على القدرة على التعلم والذاكرة، ويُقلل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، لذا يُمكن أن يلجأ الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم لتجربة العلاجات العشبية التي يُمكن أن تساعد على الاسترخاء والنوم، وتتوفر العديد من هذه الأعشاب التي يتوجّب قبل البدء باستخدامها استشارة الطبيب المختصّ للحصول على فائدتها وتجنُب حدوث مضاعفات أو آثار جانبية غير مرغوب بها، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب والمكملات الميلاتونين، والمغنيسيوم، وجذر الناردين، والخزامى، وغيرها، وسيذكر فيما يأتي أهم هذه العلاج، وهل حقًا هي فعالة في علاج قلة النوم، ما هي الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأعشاب.[٣]


جذر الناردين

جذر الناردين هو أحد النباتات العشبية، موطنها الأصلي هو أوروبا وأجزاء من قارة آسيا، ويُمكن أن تنمو في مناطق أخرى مثل أمريكا الشمالية، وتُستخدم جذور هذا النبات في العلاجات الطبية، إذ يحتوي على مواد لها تأثير مُهدِّئ للدماغ والجهاز العصبي، مما يعني قدرتها في علاج اضطرابات النوم والأرق، وتساهم في خفض مستوى القلق والضغط النفسي، ولكن الدراسات حول هذا النبات لا تزال قليلة وبحاجة إلى أدلة لإثباتها، ولكن الدراسات المتوفرة تُظهر أن هذا النبات يساهم في تسريع الدخول في النوم، ويُحسِّن من جودة النوم، ويُمكن تناول هذا العشب قبل الذهاب إلى النوم بساعتين حتى يبدأ مفعوله في الجسم، وقد يستغرق ظهور التأثير عدة أيام إلى شهر، ويُمكن دمج جذر الناردين مع أعشاب أخرى لزيادة فعاليته في التخلّص من قلة النوم.[٤]


نبات الخزامى

هو أحد النباتات المُزهرة من فصيلة نبات النعناع، ويمتاز برائحته الطيبة، وأزهاره الجميلة، وتعود أصول هذا النبات إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط والهند والشرق الأوسط، وقد عُرف الخزامى في العصور القديمة قبل 2500 عام، كعُشبة مقدسة، واستُخدم في زيادة النشاط وتعطير الملابس والشعر، وفي العصر الحاضر أظهر الخزامى خصائص طبية وعلاجية منها المساعدة على النوم وتقليل الأرق الذي يُسبب الإزعاج وعدم النوم ليلًا، فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2017 في الجمعية البريطانية أن زيت الخزامى فعَّال في تحسين جودة النوم للمرضى المتواجدين في وحدة العناية المركزة الذين يواجهون صعوبة في الدخول إلى النوم.[٥]


زهرة العاطفة

وتُسمى أيضًا زهرة الساعة، أو زهرة الآلام وهي نبات متسلق موطنها الأصلي أمريكا الوسطى والشمالية وجنوب شرق الولايات المتحدة، ويُمكن أن تُستخدم هذه الزهرة عن طريق الفم لتخفيف من مشاكل النوم واضطرابات القلق، وعدم التكيُف، وقد تساهم في التخفيف من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وبعض الآلام العضلية الليفية، والتخفيف من العصبية، وتُظهر الأبحاث أن تناول زهرة العاطفة كمشروب دافئ قبل ساعة من النوم لمدة أسبوع له تأثير مهدئ مما يُحفِّز على النوم، ويُقلل تشنج العضلات للأشخاص الذين يعانون من الأرق.[٦]


المحاذير والآثار الجانبية لعلاج قلة النوم بالأعشاب

بالرغم من قدرة الأعشاب في تقليل الأرق وقلة النوم، إلا أنها ربما تتسبب ببعض الآثار الجانبية، والخبر السار أنه يمكن القيام ببعض التغييرات في نمط النوم مثل الذهاب إلى الفراش عند الشعور بالنعاس فقط، إلا أنه في حال استخدام الأعشاب كمساعد للأرق يتوجب معرفة المحاذير والآثار الجانبية لها والتي تتضمن الآتي:[٢]


جذر الناردين

يُعد جذر الناردين آمنًا عند تناوله في الأشخاص البالغين وذلك عند استخدامه بكميات طبية لفترة قصيرة من الزمن تصل إلى يوم، ولكن لم تُظهر الدراسات فيما إذا كان استخدامه لفترات طويلة آمنًا أم لا، وقد يؤدي استخدامه بعض الآثار الجانبية لدى الأشخاص مثل الإصابة بالصداع، أو الشعور باضطراب المعدة، والشعور بالانزعاج واضطراب في القلب، وقد يؤدي إلى الأرق في بعض الأشخاص، وفي حال تناول جرعات عالية قد يتسبب بالكسل، وحدوث جفاف الفم، بالإضافة إلى ذلك توجد بعض الاحتياطات والتحذيرات التي يتوجب معرفتها قبل تناول هذا النبات:[٤]

  • الحمل أو الرضاعة: يُفضَّل عدم تناول الناردين أثناء الحمل أو الرضاعة، إذ لا تتوفر معلومات كافية حول سلامة استخدامها أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية.
  • الأطفال: يُعد جذر الناردين آمنًا للأطفال عند تناول لفترة ما بين 4-8 أسابيع دون إفراط.
  • الجراحة: يُمكن أن يؤثر جذر الناردين على الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى إبطائه، وبما أن التخدير والأدوية المستخدمة أثناء الجراحة تؤثر أيضًا على الجهاز العصبي المركزي فقد يؤدي ذلك إلى تأثير مضاعف على الشخص، لذا يتوجب التوقف عن تناول الناردين قبل أسبوعين من تاريخ الجراحة المقررة.


نبات الخزامى

يُعد نبات الخزامى آمنًا للاستخدام للأشخاص البالغين عند تناوله بكميات طبيعية كالتي تُضاف إلى الطعام، ويُمكن أن يتم تناوله بكمياتٍ طبيعية للعلاج عن طريق الفم، ولكنه قد يتسبب ببعض الآثار الجانبية مثل الإصابة بالإمساك، والشعور بالصداع، وزيادة الشهية، وقد يتسبب وضعه على الجلد التهيُج أو الحكة، أما احتياطات ومحاذير استخدام نبات الخزامي فهي كما يأتي:[٧]

  • الحمل والرضاعة: يُفضَّل عدم استخدام الخزامى في فترة الحمل أو الرضاعة بسبب عدم توفر معلومات كافية حول أمان استخدامه.
  • الأطفال: يجب الحذر من استخدام الخزامى للأطفال خاصةً على شكل زيت إذ يُمكن أن يؤدي وضعه على الجلد تأثيرات هرمونية تُعطِّل الهرمونات الطبيعية للذكور بشكل خاص، مما قد يتسبب بنمو غير طبيعي للثدي.
  • الجراحة: يُمكن أن يُسبب الخزامى تأثيرًا على الجهاز العصبي المركزي خاصةً إذا استُخدم مع التخدير والأدوية الأخرى التي تُعطى للمريض أثناء وبعد الجراحة، لذا يجب التوقف عن استخدامه قبل أسبوعين على الأقل من تاريخ الجراحة.


زهرة العاطفة

يُمكن القول أن استخدام زهرة العاطفة آمن عند إضافتها كنكهة في الطعام، ويُمكن تناولها كمشروب دافئ قبل النوم لمدة أسبوع، أو علاج دوائي لمدة شهرين، ولكنها غير آمنة عند تناولها بجرعات كبيرة، وقد تؤدي إلى الشعور بالنعاس، والدوخة والاضطراب، وفيما يأتي بعض الاحتياطات والتحذيرات قبل تناولها:[٦]

  • الحمل والرضاعة: يجب الحذر من تناول هذا النبات للمرأة الحامل فقد يؤدي إلى تقلصات الرحم، كما يجب عدم تناولها أثناء الرضاعة بسبب عدم توفر معلومات كافية عن سلامة استخدامها.
  • الأطفال: تُعد هذه الزهرة آمنة للأطفال عند تناولها عن طريق الفم لمدة قصيرة.
  • الجراحة: يُمكن أن يُسبب استخدام هذا النبات النعاس مما قد يزيد من أثر التخدير والأدوية الأخرى على الدماغ أثناء وبعد العملية الجراحية، لذا يجدر التوقف عن استخدامها أو استشارة الطبيب.

المراجع

  1. "Traditional herbal remedies for primary health care", apps.who.int, Retrieved 2020-07-21. Edited.
  2. ^ أ ب Kathleen Davis, (2018-01-25), "What to know about sleep deprivation", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-21. Edited.
  3. Alina Petre, (2017-08-20), "9 Natural Sleep Aids That Are Backed by Science", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-21. Edited.
  4. ^ أ ب "VALERIAN", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-21. Edited.
  5. Valencia Higuera (2019-06-07), "What Are the Possible Benefits of Lavender? The Must-Know Facts About the Therapeutic Plant", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-07-21. Edited.
  6. ^ أ ب "PASSIONFLOWER", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-21. Edited.
  7. "LAVENDER", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-21. Edited.
4457 مشاهدة
للأعلى للسفل
×