علاج لقصر القامة

كتابة:
علاج لقصر القامة

قصر القامة

هو مصطلح يُستخدم للتعبير عن الأشخاص الذين طولهم أقصر من طول أقرانهم عادةً، وهو يُطلق على الكبار، لكنّه غالبًا ما يبدو شائعًا لدى الأطفال، وقد لا يُعبّر قصر القامة عن وجود مشكلة مرضية، إذ تبدو بنية الطفل قصيرةً لكنه لا يعاني من أيّ مشكلات مع امتلاكه صحة سليمة. ويرتبط هذا القصر بالجينات التي تُورَّث عن طريق الآباء، لكنَّه قد يشير إلى وجود مرض ما عند الآخرين؛ مثل: انخفاض مستوى هرمون النمو، إذ يقيس الطبيب طول الطفل ثم يرجع إلى مخطط الرسم البياني لمعدل نمو الأطفال المتعارف عليه ومقارنة النتائج بها، وفي حال كان طوله أقصر بدرجتين أو أكثر من معدل طول أقرانه من الجنس نفسه يُعدّ الشخص قصير القامة.[١]

قد يشكّل التدخل المبكّر لحلّ مشكلة قصر القامة انعكاسًا واضحًا على منع أي مضاعفات ومشاكل مستقبلية من الحدوث، وتُعدّ عوامل النمو الموجودة داخل الجسم ومستوياتها من أهم المؤشرات إلى صحة الجسم الحالية والمستقبلية أيضًا، ويُشخَّص الطفل بقصر القامة المتناسق في حال لم يصل إلى ما نسبته 5% من نسبة أطوال أقرانه من العمر والجنس نفسيهما في عمر خمس سنوات. أمّا قصر القامة غير المتناسق تبدو فيه قياسات جسم الطفل غير متناسقة بعضها مع بعض؛ إذ يبدو طول الأذرع أقصر من الجذع، ففي الوضع الطبيعي يصبح امتداد ذراع الطفل في الثامنة من عمره مساويًا لطول جسمه تقريبًا.[٢]

 

علاج لقصر القامة

يعتمد علاج قصر القامة على المسبب الرئيس وراء هذه المشكلة، ولا تحتاج بالضرورة الحالات كلّها إلى العلاج، فقد يبدو أمرًا طبيعيًّا بسبب وجود عوامل وراثية ولا يعاني الطفل من أيّ اضطرابات أخرى، وهذه الحالة ستبدو صعبةً على من يعاني منها، خاصّةً إن كان صغير السن، لكن من الضروري تقديم الدعم الكافي للطفل المُصاب بواسطة الأهل والمؤسسة التعليمية، إذ إنِّه من الصعب على الطفل أحيانًا تقبُّل استهزاء أقرانه له.

إذا كان قصر القامة ناتجًا من قصور نشاط الغدة الدرقية يُنفّذ علاج المشكلة بإعطاء الهرمون المعوِّض طبيًا لهرمون الغدة الدرقية، أما إذا نتج من نقص إفراز هرمون النمو الذي تفرزه الغدة النخامية فعندها يجرى علاجه بإعطاء إبر هرمون النمو، التي تفيد أيضًا في علاج اضطرابات مرضيّة أخرى؛ مثل: الفشل الكلوي المزمن، بالإضافة إلى متلازمة تيرنر.[٣]


أسباب قصر القامة

في أغلب الحالات قد لا يوجد سبب طبي واضح وراء قصر القامة، وقد يبدو نمو الطفل طبيعيًا رغم صغر حجمه في مرحلة عمرية معينة، وقد يعطي ذلك مؤشرًا إلى تأخر مرحلة البلوغ لديه أيضًا في ما بعد، إذ سيستمر الطفل بالنمو في هذه الحالة حتى بعد توقف أقرانه في فئته العمرية نفسها عن النمو ليصل إلى طول أحد والديه. وقد يبدو قصر القامة عَارضًا لوجود مشكلة مرضية، ومنها الأمراض المزمنة، ومنها ما يُعالَج بتحسين النظام الغذائي للطفل، ويُذكر من هذه الأسباب ما يأتي:[٤]

  • أمراض مزمنة طويلة الأمد؛ مثل: مرض السّكري، ومرض فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا، والربو، والتهاب المفاصل، وأمراض الكلى، ومتلازمة كوشينغ، وداء الأمعاء الالتهابي، بالإضافة إلى أمراض القلب الخَلْقية.
  • اضطرابات العظام؛ مثل: مرض الكساح، وعجز النمو الغضروفي الذي يُشار إليه أيضًا باسم الدحدحة.
  • اضطرابات موروثة؛ كمتلازمة تيرنر، ومتلازمة داون، بالإضافة إلى متلازمة نونان، والعديد غيرها.
  • اضطرابات أخرى، التي تتضمن ما يأتي:
  • سوء التغذية.
  • نقص هرمون النمو.
  • إصابة الجنين بالعدوى أثناء الحمل.
  • اضطراب النمو داخل الرحم.


تشخيص قصر القامة

من المهم إجراء الطبيب الاختصاصي للفحوصات الجسدية اللازمة لمعرفة السبب وراء الإصابة بقصر القامة، -فكما ذُكرَ سابقًا- قد يُعدّ مشكلةً مرضيةً أو حالة طبيعية تبعًا لعوامل أخرى لا تؤثر في الصحة الإنسان، وتُنفّذ هذه الفحوصات الجسدية عن طريق قياس طول جسم الشخص ووزنه، بالإضافة إلى أطوال كلٍّ من الذراعين والساقين، مع أهمية سؤال الطبيب لعائلة الشخص عن التاريخ المرضي للتأكد أكثر من سلامة التشخيص، وقد يحتاج الشخص إلى إجراء فحوصات مخبرية وطبية في حال ظهور سبب مرضي وراء قصر القامة، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:[٣][٤]

  • التصوير بالأشعة السينية لصفيحة النمو التي تُسمّى أيضًا الصفيحة المشاشية في اليد اليسرى؛ للتأكد أنّ نمو الطفل يتناسب مع عمره، والنظر للتأكد أنّ النمو العظمي للطفل سليم أو لا.
  • فحص مستوى هرمون النمو.
  • فحص تعداد الدم الكامل للتأكد من وجود أي أمراض في الدم.
  • فحص الحمض النووي للكشف عن متلازمة تيرنر عند الإناث، وأمراض جينية أخرى.
  • فحوصات الدم للتأكد من عدم وجود مشكلة في الغدة الدرقية، أو الكلى، أو الكبد، أو غيرها من القراءات المهمة لاستثناء وجود أمراض أخرى.
  • الفحوصات التصويرية للكشف عن وجود الأورام.

ومن الضروري الإبقاء على القراءات السابقة عند الزيارة الأولى للطبيب لمقارنتها بالقراءات الأخرى مع الفحص المستمر.[٤]


المراجع

  1. Alan D Rogol (29-6-2018), "Causes of short stature"، www.uptodate.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  2. Yvette Brazier (16-5-2017), "What is short stature, and is it treatable?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Annette Ha (5-11-2019), "Everything You Need to Know About Short Stature"، www.healthline.com, Retrieved 22-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Neil K. Kaneshiro (9-5-2017), "Short stature"، medlineplus.gov, Retrieved 22-11-2019. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×