علاج مرض التصلب اللويحي

كتابة:
علاج مرض التصلب اللويحي

 مرض التصلب اللويحي

التّصلب اللويحي أو ما يُعرَف باسم التّصلب المتعدد (Multiple sclerosis) اضطراب مرضي مزمن تصاعدي يصيب الجهاز العصبي المركزي، خاصّةً الدّماغ والحبل الشّوكي والأعصاب البصرية، ولا يُتَنبّؤ بكيفية تطوّر المرض لدى الأشخاص المُصابين به، كما أنّه من الصّعب معرفة عدد الأفراد المصابين، ووفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدّماغية فإنّ هذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية فقط يصيب ما يتراوح بين 250-350 ألف شخص.

يحدث مرض التصلب اللويحي عندما يهاجم جهاز المناعة غشاء المايلين، الذي يحمي الألياف العصبية ويحيط بها، مما يؤدي إلى التهاب يؤدي في ما بعد إلى اختفاء هذه الغدد، ويترك نُدوبًا أو تصلبًا في مناطق متعددة وبصورة رئيسة في جذع الدّماغ والمخيخ، الذي يُنسّق حركة الجسم ويتحكّم بالتّوازن، والأعصاب البصرية، والنخاع الشوكي، بالإضافة إلى المادة البيضاء في عدة مواقع في الدماغ.[١]

 

علاجات التصلب اللويحي

لا يوجد علاج فعلي يشفي من الإصابة بهذا المرض، لكنْ يُستخدم العلاج عادةً لتسريع تعافي المصاب من هجمات المرض، وإبطاء سرعة تطوره، والسيطرة على الأعراض التي يعاني منها.[٢] ويُبيّن ذلك على النحو الآتي:


علاج هجمات المرض

للسيطرة على هجمة مرض التصلب اللويحي يُلجَأ إلى عدد من الطرق العلاجية المختلفة، التي منها:[٢]

  • الكورتيكوستيرويدات، توصف الأدوية الستيرويدية لتخفيف التهاب الأعصاب؛ فمنها ما يؤخذ فمويًّا -كالبريدنيزون-، وبعضها يعطى عن طريق الحقن الوريدي -كميثيل بريدنيزولون-، ومن الأعراض الجانبية للأدوية الستيرويدية احتباس السوائل في الجسم، وارتفاع ضغط الدم، والأرق، وتقلبات المزاج.
  • تبادل البلازما، تُستخدم هذه الطريقة العلاجية في الحالات التي تصبح فيها أعراض المرض شديدة، ولا تستجيب للعلاج بالستيرويدات، وفيها يُفصَل السائل البلازمي عن خلايا الدم من دم المصاب، وتُمزَج خلايا الدم بعد ذلك بمحلول بروتيني من الألبيومين ليُعاد حقنه إلى الجسم مرة أخرى.


علاجات لتعديل تقدم المرض

في حالات التصلب اللويحي يُلجَأ إلى الأدوية التي تقلِّل من معدل سرعة حدوث الانتكاسة، وسرعة تكوُّن آفات أخرى، وإبطاء سرعة تطور المرض، وتُبيّن هذه الأدوية على النحو الآتي:[٢]

  • أدوية تعطى بالحقن: التي تتضمن الآتي:
  • أسيتات الغلاتيرامر، يُعطى بالحقن تحت الجلد، ويُستخدم في علاج حالات التصلب اللويحي بإيقاف هجوم جهاز المناعة على الميالين، ومن الأعراض الجانبية له: حدوث تهيّج في موقع الحقن.
  • انترفيرونات بيتا، تعطى حقن هذه الأدوية في العضل أو تحت الجلد، وتكمن أهميتها في أنّها تعالج المرض من حيث تقليل عدد مرات حدوث الانتكاسة وشدَّتها، ولعلّ تلف الكبد أحد الأعراض الجانبية المحتملة لاستخدام الانترفيرونات، وهذا يفسّر سبب حاجة المريض إلى إجراء فحوصات الدم، وتقييم إنزيمات الكبد باستمرار، ومن الأعراض الجانبية الأخرى الشعور بألم، وظهور طفح في موقع الحقن، بالإضافة إلى ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا.
  • العلاجات الفموية: تُعدّ خيارًا مناسبًا في الحالات التي لا يتأقلم فيها المصاب مع الحقن، أو الحالات التي لا يجدي فيها العلاج بالحقن نفعًا في حالات التصلب اللويحي، ومن هذه الأدوية:[٣]
  • دايميثيل فومارات؛ يُعطى قرص من هذا الدواء مرتين يوميًّا لعلاج المرضى، وتُعدّ آلية عمله بالتحديد غير واضحة، ويسبب تناوله ظهور عدد من الأعراض الجانبية؛ كالإسهال، وألم المعدة، والغثيان.
  • كلادريبين؛ يستخدم لأشكال التصلب اللويحي الناكسة النشطة، فهو يساعد في تقليل مستويات خلايا T وخلايا B في الجسم مؤقتًا، ومن غير الاستمرار في تثبيط جهاز المناعة، ومن الأعراض الجانبية التي قد يسببها هذا الدواء الطفح الجلدي، وتساقط الشعر، والإصابة بعدوى فيروس الهربس النّطاقي، ويجدر التّنويه لأنّه لا يُعطى في حالات الحمل، أو الرضاعة، أو الإصابة بأمراض الكلى.
  • فينجوليمود؛ الذي يلتقط أنواعًا معينة من الخلايا المناعية في الغدد اللمفاوية، بذلك يمنعها من إلحاق الضرر بالحبل الشوكي والدماغ، ويؤخذ هذا الدواء بمعدل قرص واحد يوميًّا.
  • تيريفلونوميد؛ يُثبّط هذا الدواء جهاز المناعة في الجسم؛ لذا فهو يجعل الفرد عرضة للإصابة بالعدوى، ويسبب حدوث عدد من الأعراض الجانبيَّة؛ كالإسهال، والغثيان، والصداع، واضطرابات في فحوصات الدم المخبرية لـوظائف الكبد، ويجب التنبيه إلى ضرورة تجنب إعطائه للمرأة الحامل.
  • العلاج بالتسريب الوريدي: إضافةً إلى العلاج بالحقن والعلاج الفموي يوجد عدد من الأدوية تُعطى بطريقة التسريب باستخدام الإبرة أو القسطرة، وتُستخدَم الأدوية التي تنتمي إلى هذه المجموعة في الحالات الشديدة من التصلب اللويحي، ومنها:[٣]
  • ميتوكسانترون، يُستخدَم في علاج التصلب اللويحي الناكس، والتصلب اللويحي التصاعدي الثانوي، ويعطى هذا العلاج الكيميائي كلّ ثلاثة أشهر لكن لعدد مرات محدودة؛ نظرًا لأنَّ استخدامه قد يسبب تلفًا في القلب.
  • أوكرليزوماب، هو من الأدوية المستخدمة في علاج التصلب الللويحي التصاعدي الأولي، والتصلب اللويحي الناكس، ويُعطى للمريض كلّ ستة أشهر، وتقوم آلية عمله على إيقاف نشاط خلايا B المناعية التي تلعب دورًا مهمًّا في تدمير الميالين.
  • أليمتوزوماب، يوجد العديد من التحذيرات لاستخدام هذا الدواء؛ لذا يوصف فقط بواسطة برنامج متخصص، وفي الحالات التي لا يستجيب فيها المصاب بما يكفي لاستخدام اثنين على الأقلّ من علاجات أخرى.


أدوية لعلاج أعراض المرض

توجد مجموعة من الأدوية التي تُستخدم في حالات توهّج الأعراض، ويُحصَر استخدامها فقط في الحالات التي تظهر فيها هذه الأعراض على المصاب، وتُوضّح بعض من الخيارات العلاجية المطروحة في ما يأتي:[١]

  • العلاج الفيزيائي، والأدوات التي تعين على المشي تُستخدَم في حالات وجود مشاكل في الحركة والتوازن عند المصاب.
  • مضادات الصرع أو مضادات التشنجات، إذ توصف لتخفيف ألم عصب ثلاثي التوائم، المعروف بأنَّه ألم شديد يصيب الوجه، وتُستخدَم مُسكّنات الألم -مثل غابابنتين- لتخفّف ألم الجسم.
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، تُستخدم هذه المجموعة من مضادات الاكتئاب في السيطرة على الاكتئاب الذي قد يصيب مرضى التصلب اللويحي.
  • دونيبيزيل، هو من أدوية ألزهايمر المستخدمة في حالات التغيّرات الإدراكية عند مرضى التصب اللويحي.
  • أمانتادين، قد يوصف في حالات التعب والإعياء الذي يرافق المرضى المصابين بهذا المرض، إضافةً إلى ذلك، يوجد عدد من النصائح العامة للسيطرة على التعب؛ مثل: الحرص على اتباع أنماط النوم الصحيَّة، وممارسة الرياضة، وتجنب تناول الأدوية التي تزيد من أعراض الإعياء والتعب، كما أنَّ اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي قد يساعد أيضًا في السيطرة على التعب.[٤]
  • الأدوية المُرخّية للعضلات -مثل الباكلوفين-، التي تُصرَف في الحالات الشديدة من تشنج العضلات، وتساعد تمارين الاستطالة أيضًا في حالات محدودية الحركة، وقد يساعد العلاج الطبيعي في حالات تيبّس العضلات وتشنّجها.[٤]
  • سيلدنافيل، يوصف في حالات ضعف الانتصاب بمنزلة علاج مؤقت؛ فهو يزيد تدفق الدم إلى العضو الذكري.[٤]
  • تغيير النظام الغذائي، أو تناول المُسهّلات في حالات الإصابة بالإمساك، أمَّا في حالات الإمساك الشديدة؛ فقد يستدعي الأمر استخدام التحاميل أو الحقن الشرجية.[٤]
  • أخذ الأدوية المضادة للإسهال، أو ممارسة تمارين أرضية الحوض لتقوية عضلات الشرج؛ ذلك في حالات الإصابة بسلس البراز.[٤]


أعراض التصلب اللويحي

يعاني المصابون بالتصلب اللويحي من العديد من الأعراض، والتي تختلف من مصاب لآخر، وتتغيّر في شدّتها من يوم لآخر، وفي المجمل فإنّ الأعراض تتضمّن ما يلي:[٥]

  • صعوبة المشي، إذ تحدث لدى المصابين بالتصلب اللويحي نتيجة خدر السّاق أو القدم، وصعوبة التوازن، وضعف العضلات، وصعوبة الرؤية، وغيرها.
  • التعب والإرهاق، يعاني 80% من المصابين بالتصلب المتعدد من التعب، الذي قد يحدّ من قدرة المصاب على ممارسة نشاطاته الحياتية بصورة طبيعية.
  • الرّعشة.
  • ألم حاد أو مزمن.
  • الاضطرابات المعرفية، بما فيها ضعف التركيز والذّاكرة، وعدم القدرة على حلّ المشكلات الحياتية، بالإضافة إلى اضطرابات الكلام.


عوامل خطورة التصلب اللويحي

يوجد عدد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بتصلب اللويحي، ومن أهمها:[٦]

  • العمر؛ فهذا المرض شائع في المرحلة العمرية بين 20-50.
  • الجنس؛ حيث النساء أكثر عرضة للإصابة بالتصلب اللويحي متكرر الانتكاس (RRMS)، بينما معدّل الإصابة بالتصلب اللويحي التصاعدي الأولي بين الذكور والإناث متساوٍ تقريبًا.
  • العِرق، حيث الأفراد الذين ينحدرون من مناطق أوروبا الشمالية أكثر عرضة للإصابة.
  • العيش في المناطق البعيدة عن خط الاستواء؛ إذ إنّ قِلَّة التعرُّض لأشعة الشمس المسبَِّبة لنقص فيتامين د في الجسم، وهو الفيتامين الذي له فوائد عِدَّة لوظائف جهاز المناعة.
  • العوامل الجينية؛ إنّ وجود أقارب -كالآباء والأشقاء- يعانون من هذا المرض يزيد احتمال إصابة الفرد به.
  • الإصابة بأنواع من العدوى الفيروسية والبكتيرية؛ مثل: فيروس إبشتاين-بار، وفيروس الحصبة، وفيروس هربسي بشري 6.


مضاعفات التصلب اللويحي

يسبب التصلب اللويحي العديد من المضاعفات، ويُوضّح بعض منها على النحو الآتي:[٧]

  • اضطرابات في الرؤية: يؤثّر التصلب اللويحي في العصب البصري؛ مما يؤدي إلى حدوث مشكلات في الرؤية، والتي غالبًا ما تحدث في أوقات مبكرة من الإصابة بالمرض، وتتضمّن هذه المشكلات التهاب العصب البصري، والرؤية المزدوجة، وغالبًا ما تخفّ اضطرابات الرؤية التي يسببها التصلب اللويحي أثناء الانتكاسات مع مرور الوقت.
  • إضعاف عضلات القدم: قد يُصاب المريض بصعوبة المشي والإصابة بهبوط القدم، وهي حالة مرض تحدث نتيجة تلف الأعصاب التي ترسل إشارات إلى القدم برفع الكاحل.
  • مشاكل المثانة: تُعدّ من أكثر مضاعفات التصلب اللويحي شيوعًا؛ بما فيها فرط نشاط المثانة، أو عدم القدرة على التحكم بالبول، وصعوبة بدء التبول، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة المتكررة بالتهابات المسالك التناسلية.
  • عسر البلع: هذه الحالة خطيرة ومُخيفة في بعض الأحيان.
  • مشاكل في التنفس: يقلل التصلب اللويحي من قدرة المصاب على الزفير الكامل أو السّعال بصورة طبيعية، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات الرئوية.
  • اضطرابات في القدرات المعرفية: ومنها المشكلات في الذّاكرة أو الانتباه أو الحساب؛ ذلك نتيجة تلف القشرة المخية في الدماغ.


المراجع

  1. ^ أ ب Yvette Brazier (2019-5-29), "Multiple sclerosis: What you need to know"، medicalnewstoday., Retrieved 2019-11-26. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Multiple sclerosis", mayoclinic, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  3. ^ أ ب Colleen Doherty, "How Multiple Sclerosis Is Treated"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Treatment -Multiple sclerosis", nhs, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  5. Ann Pietrangelo (2019-2-26), "Understanding Multiple Sclerosis (MS)"، healthline., Retrieved 2019-11-26. Edited.
  6. Laura A. Magnifico ,Cathie Ericson, "4 Possible Causes of Multiple Sclerosis (MS)"، healthline, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  7. Quinn Phillips (2018-4-9), "All About MS Complications"، everydayhealth, Retrieved 2019-11-26. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×