محتويات
مرض التوحد عند الأطفال
مرض التوحد أو ما يُعرَف باسم اضطراب طيف التوحد، هو اضطراب عصبي ونمائي ينشأ في مرحلة الطفولة المبكرة ويرافق الشخص مدى الحياة، ويؤثر في سلوكيات وتصرفات وتعليم الأطفال وكيفية تفاعلهم وتواصلهم مع الأشخاص، ويتضمّن عددًا من الحالات، مثل متلازمة أسبرجر، والاضطرابات النمائية الشاملة، ويُطلَق عليه مصطلح اضطراب طيف التوحد؛ نظرًا لنشوء مجموعة واسعة من الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون منه.
قد يعاني المصابون من مشاكل في الحديث والتواصل والتفاعل مع الناس، أو يُبدُون اهتمامًا في موضوعات محدودة، أو يكرّرون بعض التصرفات والحركات والعبارات، ويعيش هؤلاء الأطفال في عالم خاص بهم، وقد يُخضَع الأطفال الذين تظهر لديهم علامات مرض التوحد لتقييم شامل واختبارات عدة من فريق من المتخصصين، ويُعدّ سبب الإصابة غير معروف، وقد تساهم العوامل الجينية والبيئية في زيادة خطر التعرض لها، ولا يتوفر علاج معياري أو موحّد لمختلف حالات المرض في الوقت الحاضر، وقد تساهم العديد من الاستراتيجيات والعلاجات؛ مثل: العلاج السلوكي، والتدريب على المهارات، والأدوية المستخدمة للسيطرة على الأعراض، في زيادة قدرة الطفل على النمو وتعلّم مهارات جديدة، ويُحرِز الأطفال نتائج أفضل كلّما بدأ علاج التوحد في مراحل مبكرة.[١]
علاج مرض التوحد عند الأطفال
ليس هناك علاج شافٍ أو موحد يتناسب مع حالات المرض جميعها الأطفال، إذ تتباين الحالات والأعراض الناشئة من طفل لآخر، وتهدف العلاجات المتوفرة إلى زيادة قدرة الطفل على مزاولة نشاطاته وحياته من خلال تقليل أعراض مرض التوحد، ودعم النمو والتطور والتعلم لدى الطفل، وقد يساعد التدخل المبكّر خلال سنوات ما قبل المدرسة في إكساب الطفل المهارات الاجتماعية والتواصلية والوظيفية والسلوكية الضرورية.
ويُنفّذ العلاج باستخدام مجموعة من العلاجات المنزلية والمدرسية والتدخلات الأخرى، وتُوضّح أبرز الطرق العلاجية لمرض التوحد لدى الأطفال وفق ما يلي:[٢]
- العلاجات السلوكية والاتصالية، إذ تتوفر عدة برامج لمعالجة الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة بمرض التوحد، وتهدف بعض البرامج إلى الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم الطفل وإكسابه مهارات جديدة في حين تركز برامج أخرى على تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية، أو تحسين مهارات التواصل، وقد تُمكّن برامج تحليل السلوك التطبيقي أطفال التوحد من اكتساب مهارات جديدة، وتعميمها على العديد من المواقف من خلال التحفيز بالمكافآت.
- العلاجات التربوية، يُظهِر الأطفال المصابون استجابة جيدة تجاه البرامج التربوية التي تتسم بدرجة عالية من التنظيم، ويتعاون فريق من الاختصاصيين فيها على تطبيق مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية وأساليب الاتصال والسلوك لدى الطفل، ويحرز المصابون بالتوحد والذين يتلقون تدخّلات سلوكية فردية مركّزة قبل سن المدرسة تقدمًا جيدًا في اكتساب المهارات اللازمة.
- العلاج الأسري، إذ يعمد الوالدان وبقية أفراد الأسرة إلى تعلّم كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المصابين بالتوحد بطرق تسيطر على المشكلات السلوكية، وتحفّز الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية والحياتية ومهارات التواصل.
- علاجات أخرى، قد يحتاج بعض الأطفال المصابين بالتوحد إلى تلقي عدد من العلاجات الأخرى؛ مثل: علاج النطق لتحسين وتعزيز مهارات التواصل، والعلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن، والعلاج النفسي للمشاكل السلوكية.
- الأدوية، لا تتوفر أيّ أدوية تساعد في تخفيف العلامات الرئيسة لمرض التوحد، إلّا أنّه قد تساهم بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية لأطفال التوحد الذين يعانون من حالة فرط النشاط، كما قد يوصي بإعطاء الأدوية المضادة للذهان لعلاج المشكلات السلوكية الحادة، وقد ينصح باستخدام مضادات الاكتئاب لعلاج القلق، وينبغي للأهل إعلام الطبيب بشأن أيّ أدوية أو مكمّلات غذائية يتناولها الطفل؛ لاحتمال حدوث تفاعلات بين هذه الأدوية، بالتالي نشوء آثار جانبية خطيرة.
وقد يعاني الأطفال المصابون من بعض المشاكل المرضية والنفسية؛ مثل: الصرع، واضطرابات في النوم، ومشاكل في المعدة، والقلق، والاكتئاب، وتنبغي للأهل استشارة الطبيب في كيفية السيطرة على هذه الحالات مجتمعة.
أعراض مرض التوحد عند الأطفال
تتباين الأعراض المتشكّلة لدى الأطفال المصابين وفقًا للعمر، ويُوضّح عدد من أبرز الأعراض وفق ما يلي:[٣]
- أعراض مرض التوحد عند الأطفال الصغار، ومنها ما يلي:
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه.
- تجنب النظر بالعين وضعف التواصل البصري.
- عدم ابتسام الطفل للأشخاص الذين يبتسمون له.
- الشعور بانزعاج ومضايقة شديدة عند عدم استحسان بعض الأطعمة أو الروائح أو الأصوات.
- تكرار عمل بعض الحركات؛ مثل: رفرفة اليدين، أو تحريك الأصابع، أو هزّ الجسم، أو التأرجح.
- عدم التكلم بقدر الأطفال الطبيعيين.
- تكرار العبارات والكلمات نفسها.
- أعراض مرض التوحد عند الأطفال الأكبر سنًا، يعاني أطفال التوحد الأكبر سنًا عددًا من الأعراض، ومنها ما يلي:
- تعذّر قدرة الطفل على فهم تفكير أو مشاعر الآخرين.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر الداخلية.
- اتباع روتين يومي صارم والشعور بالمضايقة الشديدة عندما يطرأ أيّ تغيير على ذلك.
- إبداء الحماس والاهتمام الشديد ببعض الموضوعات أو الأنشطة.
- الشعور بالمضايقة عند مطالبتهم بعمل شيء ما.
- صعوبة في تكوين الصداقات، أو تفضيل الطفل البقاء بمفرده.
- تعذّر فهم العبارات حرفيًا، إذ يتعذّر على الطفل المصاب فهم المقولات والكنايات والتشبيهات.
أسباب مرض التوحد عند الأطفال
يُعدّ السبب الدقيق الكامن وراء إصابة الأطفال بهذا المرض غير معروف، وقد تساهم مجموعة من العوامل في زيادة خطر الإصابة به، ومن هذه العوامل ما يلي:[٤]
- وجود إصابة حديثة بالتوحد لدى أحد أفراد الأسرة.
- حدوث الطفرات الجينية.
- متلازمة الكروموسوم إكس الهش، واضطرابات وراثية أخرى.
- كبر سن الوالدين عند الإنجاب.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- اضطرابات الأيض.
- التعرض للمعادن الثقيلة، والسموم البيئية.
- وجود تاريخ للإصابة بالعدوى الفيروسية.
- تعرّض الجنين لبعض الأدوية؛ مثل: حمض الفالبرويك، أو تاليدوميد.
يزيد اجتماع العوامل الوراثية والبيئية من فرصة إصابة الطفل بمرض التوحد، وتجدر الإشارة إلى عدم نشوء هذا الاضطراب نتيجة تلقي اللقاحات، إذ فَنَّدَ الباحثون الادعاء القديم بشأن ارتباط نشوء مرض التوحد بـلقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
المراجع
- ↑ "Autism Spectrum Disorder", medlineplus.gov,13-10-2016، Retrieved 23-11-2019. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (6-6-2018), "Autism spectrum disorder"، www.mayoclinic.org, Retrieved 23-11-2019. Edited.
- ↑ "Signs of autism in children", www.nhs.uk,18-4-2019، Retrieved 23-11-2019. Edited.
- ↑ Kristeen Cherney, Jill Seladi-Schulman (18-9-2019), "Everything You Need to Know About Autism"، www.healthline.com, Retrieved 23-11-2019. Edited.