علاج مرض الرمد

كتابة:
علاج مرض الرمد

مرض الرمد

يُعدّ مرض الرَّمد من أهم الأسباب الرئيسية للعمى في العالم؛ ولذلك فإن علاج مرض الرمد قد يكون سببًا في إنقاذ عيون الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وتتطلب الوقاية من العمى المرتبط بمرض الرَّمد عددًا من التدخلات الطبيّة المختلفة، وتنصح منظمة الصحة العالمية WHO باتباع استراتيجية قويّة لعلاج مرض الرمد والقضاء عليه، وتشمل هذه الاستراتيجية العلاج الجراحي والعلاج بالمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين نظافة البيئة المحيطة لمكافحة انتشار مرض الرَّمد.

أسباب انتشار مرض الرمد

الرمد مرض مُعدي يمكن أن ينتشر من شخص لآخر، خاصةً من طفل لآخر أو من طفل لأمه، ويمكن أن ينتشر مرض الرَّمد عن طريق التلامس المباشر مع عيون الشخص المصاب أو أنفه، أو عن طريق التلامس غير المباشر مثل لمس الجلد، وهو ينتشر بكثرة في المناطق التي ليس بها نظام نظيف للصرف الصحي، والمناطق المزدحمة التي ليس بها مياه نظيفة، كما أن هناك بعض أنواع الذباب تُساهم بشكل كبير في نقل البكتيريا المُسبّبة للرمد من مكان لآخر. [١]

علاقة الرمد بالعمى

تتسبّب نوبات الإصابة المتكررة للعين في حدوث التهاب حُبيبي مزمن في ملتحمة العين، مما يؤدي إلى تندّب الملتحمة والذي يؤدي بدوره إلى تشوه الغضروف الجفني العلوي وفي بعض الأشخاص قد يؤدي إلى حدوث شَتَر دَاخِلِيّ نَدْبِي -انتروبيا-، وتشمل النتيجة النهائية حدوث سحجات القرنية وتندب القرنية والتعتيم وفي النهاية العمى؛ حيث أن عتامة القرنية أو الندوب الموجودة على القرنية والتي تغطي أي جزء من إنسان العين تمنع من دخول الضوء إلى العين وبالتالي تمنع الرؤية. [١]

الوقاية من الرمد

أرشدت منظمة الصحة العالمية WHO إلى اتّباع استراتيجية قويّة لعلاج مرض الرمد، وقد وافقت معظم البلدان الموبوءة على الإسراع في تنفيذ هذه الاستراتيجية للتخلص من مرض الرمد بحلول عام 2020.[٢] تتكون استراتيجية منظمة الصحة العالمية من أربع مُكوّنات رئيسية وهي:

  • الجراحة لعلاج المراحل المُسببة للعمى من المرض مثل مرحلة داء المشعرات التراخومي.
  • المضادات الحيوية، وذلك لعلاج العدوى على نطاق واسع لجميع الأفراد في المنطقة الموبوءة.
  • نظافة الوجه.
  • تحسين نظافة البيئة، كتحسين الصرف الصحي لمنع انتشار العدوى.[٢]

هذا وتُظهر البيانات التي أبلغت بها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية لعام 2013 أنّ حوالي 234000 شخص قد خضعوا لجراحة تصحيحية في ذلك العام، وأن 55 مليون شخص في المجتمعات المستوطنة عولجوا بالمضادات الحيوية المضادة للكلاميديا للقضاء على مرض الرَّمد.[١]

علاج مرض الرمد

تعتمد خيارات علاج مرض الرَّمد على المرحلة التي تمّ بها اكتشاف المرض وتشخيصه، وقد ينصح الطبيب باتّباع أحد الخيارات المتاحة أو أكثر اعتمادًا على مرحلة المرض، وتشمل خيارات العلاج المتاحة ما يلي:

الأدوية

في المراحل المبكرة من مرض الرَّمد، قد يكون العلاج بالمضادات الحيوية وحدها كافيًا للقضاء على العدوى، وقد يصف الطبيب مرهم العين يحتوي على مضاد حيوي من نوع التتراسايكلين، وقد يصف الطبيب أيضًا مضاد حيوي أزيثروميسين عن طريق الفم -زيثروماكس-، مع العلم أنّ الأزيثروميسين أكثر فعالية من التتراسيكلين في علاج مرض الرمد، ولكنّه أغلى ثمنًا وله بعض الآثار الجانبية الضارة التي عادة ما تكون خفيفة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والطفح الجلدي، ولتأكيد علاج مرض الرمد ومنع انتشاره في المجتمعات توصّي منظمة الصحة العالمية بإعطاء المضادات الحيوية للمجتمع بأكمله عند إصابة أكثر من 10% من الأطفال في هذ المجتمع بمرض الرَّمد.[٣]

العلاج الجراحي

قد يتطلب علاج المراحل المتقدمة من مرض الرَّمد مثل مرحلة تشوهات الجفن المؤلمة إجراء عملية جراحية، حيث توصي إرشادات منظمة الصحة العالمية بإجراء عملية جراحية للأشخاص الذين تمّ تشخيصهم في مرحلة متقدمة من مرض الرَّمد، وتشمل العمليات الجراحية المتاحة لعلاج مرض الرمد ما يلي:[٣]

  • تناوب الجفن:في جراحة تناوب الجفن، يقوم الطبيب بإجراء شقّ في الجفن المتندب ويدير الرموش بعيدًا عن القرنية، تُساهم هذه العملية الجراحية في الحدّ من ندبات القرنية، كما يمكن أن تساعد في منع المزيد من فقدان الرؤية.
  • زراعة القرنية: إذا أصبحت القرنية غائمة على الرؤية، فقد تكون زراعة القرنية خيارًا يُحسن الرؤية، ولكن للأسف، مع تقدم مرض الرَّمد فقد لا يكون لزراعة القرنية نتائج جيدة.
  • إزالة الرموش: في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بإجراء عملية لإزالة الرموش، وقد يلزم القيام بها بشكل متكرر لحماية القرنية من الخدوش، إذا لم تكن الجراحة متوفرة فهناك خيار آخر مؤقت وهو وضع ضمادة لاصقة على الرموش لمنعها من ملامسة القرنية.

نظافة الوجه

أظهرت الدراسات الوبائية والتجارب العشوائية التي تم اجراؤها في المجتمعات المصابة بالرمد أن نظافة الوجه عند الأطفال تقلل من خطر وشدة مرض الرَّمد.[١]

تحسين البيئة

ترتبط التحسينات العامة في النظافة الشخصية والنظافة المجتمعية بشكل عام بتخفيض انتشار مرض الرَّمد واختفائه تقريبًا في نهاية المطاف، وتشمل طرق تحسين البيئة تحسين إمدادات المياه والصرف الصحي، والقضاء على الذباب الذي ينقل مرض الرَّمد.[١]

توقعات سير مرض الرمد

إذا تم تشخيص الرمد في وقت مبكر قبل تندب القرنية وتم علاجه بشكل مناسب، فإن التوقعات غالبًا ما تكون ممتازة، وإذا نجحت المبادرة الدولية المخصصة للقضاء على مرض الرمد عن طريق اتباع استراتيجية منظمة الصحة العالمية، فقد يصبح مرض الرمد في خبر كان، وذلك في المستقبل القريب ان شاء الله.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Trachoma", medscape, Retrieved 11-06-2019.
  2. ^ أ ب "trachoma", who, Retrieved 11-06-2019.
  3. ^ أ ب "trachoma", mayoclinic Retrieved 11-06-2019.
  4. "Trachoma"، www.medicinenet.com،Retrieved 11-06-2019
3437 مشاهدة
للأعلى للسفل
×