محتويات
مرض السارس
يعرف مرض السارس أو متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد بأنَّه؛ أحد أمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن الإصابة بعدوى فيروسيَّة تهدد حياة المصاب، و ينتمي إلى مجموعة فيروسات تُعرف بفيروسات كورونا؛ وهي الفيروسات المسؤولة عن الإصابة بالرشح، لذا ترافق الإصابة به أعراض شبيهه بأعراض الإنفلونزا، لكنَّها عادةً ما تزداد سوءًا خلال بضعة أيام، وينتقل هذا الفيروس بين الأشخاص عبر الرذاذ الناتج عن سعال أو عطاس المصابين بالعدوى؛ إذ يعيش عِدّة ساعات على الأسطح والأنسجة قبل التقاطها بملامسة هذه الأشياء الملوثة بالفيروس، ونقلها إلى الأنف، أو العين، أو الفم باليد.[١][٢]
بدأ انتشار المرض في جنوب شرق الصين بالقرب من هونج كونج، وانتقل إلى باقي بلدان آسيا وأوروبا وكندا مع المسافرين؛ إذ انتشرت عدوى مرض السارس سريعًا في جميع أنحاء العالم في عام 2003، وذلك عندما أصيب أكثر من 8000 شخص بالعدوى، وما يقارب 800 شخص لقي حتفه بسبب المرض، ولكن سارع مسؤولوا الصحة في جميع أنحاء العالم إلى احتواء تفشي المرض، فلم يُبلّغ عن أي حالة لمرض السارس منذ عام 2004.[١][٢]
علاج مرض السارس
لم يتوصل الباحثون إلى وجود علاج نهائي وفعَّال لجميع حالات مرض السارس، إنَّما قد يتضمن خيارات علاجية، قد تكون فعَّالة في حالات دون أخرى، كمضادات الفيروس، والأكسجين أو جهاز التنفس إنْ اقتضت الحاجة لذلك، أو نقل بلازما الدم إلى المصاب من شخص متعافي من مرض السارس، أو استخدام المضادات الحيوية لعلاج البكتيريا المسببة لالتهاب الرئوي في حال كان يعاني المصاب من الالتهاب الرئوي إلى جانب إصابته بالسارس، أو حتى استخدام جرعات عالية من الستيرويدات، لتقليل التورم في الرئتين،[٣][٤] ففي دراسة نُشرت على موقع ببمد في شهر مايو من عام 2004، وعبر إجراء دراسة سريرية لتفشي مرض السارس، توصل الباحث إلى أنَّ استخدام جرعات عالية من دواء ميثيل بريدنيزولون يترافق مع ظهور تحسن سريري ملحوظ للمصاب، إلّا أنّ هذه الدراسة تتطلب إجراء تجارب أخرى لتأكيد هذه النتيجة.[٥]
أعراض مرض السارس
غالبًا تبدأ أعراض الإصابة بمرض السارس بعد 2-7 أيام من الإصابة بالعدوى، وفي بعض الحالات، قد تستمر فترة حضانة الفيروس عشرة أيام من لحظة التلامس معه وبدء ظهور أعراض المرض على المصاب، ومن أعراض مرض السارس ما يلي:[٦]
- الإصابة بالصداع.
- المُعاناه من الألم العضلي.
- الإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالتعب الشديد.
- فقدان الشهية للطعام.
- الإصابة بالإسهال.
- المُعاناة من النفضان.
وعندما ينتقل تأثير العدوى إلى الرئتين والممرات الهوائية تظهر عدد من الأعراض الأخرى:[٦]
- الإصابة بصعوبة التنفس.
- الإصابة بالسعال الجاف.
- نقص الأكسجين في الدم، وقد تؤدي إلى الوفاة في معظم الحالات الشديدة.
عوامل الإصابة بمرض السارس
تحدث العدوى نتيجة التعامل مع شخص مصاب بفيروس السارس، أو نتيجة السَّفر إلى المناطق التي تنتشر فيها عدوى المرض، ويُعدّ كبار السن والمصابون بمشكلات صحية تُقلل من مناعة الجسم؛ كالسكري والتهاب الكبد الوبائي بي، أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى الشديدة، وفي فترة تفشي المرض عام 2003، كان العاملون في مجال الرعاية الصحية أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى، لاحتكاكهم وتعاملهم المباشر مع المرضى.[١]
تشخيص مرض السارس
يعدّ مرض السارس من الأمراض النادرة جدًّا، إلى جانب أنَّ أعراضه مشابهه للأعراض التي ترافِق حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي والإنفلونزا، ولكنَّه يصبح متوقَّعًا في حالة تواجد الشخص في المناطق التي يتفشى فيها المرض، وذلك عند الإصابة بالحمّى؛ إذ تتجاوز درجة حرارة المصاب 38 درجة مئوية، مع ظهور واحدة أو أكثر من أعراض المشكلات التي تصيب الجهاز التنفسي السُّفلي؛ كضيق التنفس، والسعال، وصعوبة التنفس، إلى جانب وجود أدلة من صور إشعاعية تشير إلى تشخيص الإصابة بالالتهاب الرئوي، وعدم وجود تشخيص بديل يفسر مرض المصاب، فيشخَّص الفرد حينئذٍ بإصابته بمرض السارس، ومن الاختبارات التي يُمكن إجراءها للكشف عن الإصابة بفيروس السارس التاجي، والتي قد تكون غير فعالة في المراحل الأولى من العدوى:[٧]
- اختبار سيرولوجيّ: يكشف هذا الاختبار عن وجود أجسام مضادة لفيروس السارس التاجي في الدم، وهو ما يشير إلى الإصابة بعدوى مرض السارس.
- اختبار النسخ العكسي: تفاعل البوليميراز المتسلسل أو RT-PCR، ويمكن لهذا الاختبار أن يكشف عن وجود الفيروس في البراز والدم، والإفرازات الأنفية.
- الزرع الفيروسي: وضع عينة صغيرة من السَّائل أو نسيج الجسم في وعاء مع بعض الخلايا، ويمكن الكشف عن وجود الفيروس ونموِّه في حالة تغيُّر الخلايا في الوعاء.
- اختبارات أخرى: إذ يوجد عدد من الاختبارات الأخرى المُستخدمة لتشخيص مرض السارس، ومنها؛ اختبارات كيمياء الدم، والعد الدموي الشامل، واختبارات تخثر الدم، والتصوير المقطعي المحوسب، أو اختبار التصوير بأشعة إكس، واختبارات الدم الشرياني.[٣]
الوقاية من مرض السارس
يدرس الباحثون أنواعًا متنوعة من اللّقاحات التي تُعطَى للوقاية من مرض السارس، غير أنّ هذه الدراسات لم تُجرى على الإنسان، وعمومًا، في حالة ظهور مرض السارس، يوجد عدد من إجراءات السلامة التي ينصح باتباعها للوقاية من العدوى، ومنها ما يلي:[٨]
- ارتداء القفازات عند التلامس مع سوائل أو براز شخص ما، والتخلص منها فورًا بعد استخدامها، مع ضرورة غسل اليدين جيدًا.
- الحرص على غسل الأدوات الشخصية للشخص المصاب بالسارس بالماء الساخن والصابون؛ كأدوات الطعام الخاصة به، والمناشف، والملابس.
- استخدام المطهرات المنزلية لتعقيم الأسطح التي قد تكون ملوثة باللّعاب، أو المخاط، أوالقيء، أو البول، أو البراز، مع الحرص على ارتداء القفازات أثناء التنظيف، والتخلص منها مباشرة بعد الانتهاء.
- ارتداء القناع الجراحي الذي يغطي الأنف والفم أثناء التواجد مع شخص مصاب بالسارس في غرفة واحدة، كما أنَّ ارتداء النظارات يزيد من مقدار الوقاية.
- الحرص على غسل اليدين جيدًا وباستمرار، بالماء الساخن والصابون، أو استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على ما لا يقل عن 60% من الكحول.
- إبقاء الأطفال في المنزل ومنعهم من الذهاب إلى المدرسة في حالة ظهور أعراض الحمى، أو العدوى التنفسيَّة خلال عشرة أيام من تعرضهم لفيروس مرض السارس.
- تجنب السفر إلى المناطق التي يتفشى فيها مرض السارس.[٦]
- تجنب الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابين بعدوى السارس.[٦]
- تجنب لمس الفم أو الأنف، أو العينين واليدين متسخة.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت "Lung Health & Diseases", lung, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is SARS?", webmd, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ^ أ ب "Severe acute respiratory syndrome (SARS)", medlineplus, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Shannon Johnson, "SARS (Severe Acute Respiratory Syndrome)"، healthline, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ J Sung, A Wu, G Joynt, and others (1-5-2004), "Severe acute respiratory syndrome: report of treatment and outcome after a major outbreak"، ncbi, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ^ أ ب ت ث "SARS (severe acute respiratory syndrome)", nhs, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ James McIntosh, "Everything you need to know about SARS"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ "Severe acute respiratory syndrome (SARS)", mayoclinic, Retrieved 2019-11-18. Edited.