علاج مرض السيلياك

كتابة:
علاج مرض السيلياك


علاج مرض السيلياك

هل فقدان الوزن من أعراض مرض السيلياك؟ يعرف مرض السيلياك باعتلال الأمعاء التحسّسي gluten-sensitive enteropathy أو الذرب البطني celiac sprue، ويحدث هذا المرض نتيجة حساسية الجسم للغلوتين، حيث يُحفّز الجسم استجابةً مناعية في الأمعاء الدقيقة عند تناول الغلوتين وهو البروتين المتواجد في كلٍّ من القمح والشعير، مما يسبب إتلاف بطانة الأمعاء الدقيقة مع مرور الوقت، فيؤدي إلى حدوث سوء الامتصاص للعناصر المغذية في الأمعاء، وقد يؤدي هذا التلف بالأمعاء إلى حدوث بعض الأعراض الآتية:[١]


  • الإسهال.
  • فقدان الوزن.
  • الانتفاخ.
  • التعب وفقر الدم.


وتقول الدكتورة ريتو فيرما مديرة مركز الاضطرابات الهضمية للأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية: " في حال كنت تعتقد أنك مصاب بمرض السيلياك، فأهم شيء هو عدم تعديل نظامك الغذائي على الفور، ففي حال بدأت نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين فلن تكون نتيجة اختبار مرض السيلياك دقيقة "،[٢]، ولا يوجد دواء يعالج هذا المرض بشكل قطعي،[٣] ولكن هناك علاجات يمكنك القيام بها لتخفيف أو تجنب أعراضه ومنها ما يأتي:


اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين

هل يجب تجنب البرغل؟ من المهم أن تعرف الأطعمة الآمنة لك في حال كنت تعاني من مرض السيلياك، فليس من السهل الحفاظ على نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، وسنتحدث هنا عن سلسلة من الإرشادات الغذائية التي قد تساعدك في تحديد ما يجب تجنبه وما يجب أن تأكله كما يأتي:[٤]


  • تجنب الأطعمة الآتية وأية منتجات أخرى تحتوي على هذه المكونات، لأنها تحتوي على الغلوتين الذي يشكل ضررًا كبيرًا على صحة المريض، وهي على النحو الآتي:[٤]
    • قمح.
    • شعير.
    • البرغل.
    • سميد.
    • الحنطة.
    • تجنب أي منتج لم يذكر عليه أنه خالٍ من الغلوتين كالشوفان والخبز وغيرها.


  • تناول اللحوم والدواجن والأسماك الطازجة التي لم يتم تغطيتها أو نقعها.
  • الحرص على تناول الفاكهة والخضار خاصةً النشوية مثل البازلاء والبطاطا والفاصوليا والعدس.
  • تناول معظم منتجات الألبان.
  • تناول الحبوب والنشويات الخالية من الغلوتين كالحنطة السوداء، الأرز والكينوا.


يجب على الأشخاص المصابين بمرض السيلياك اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لتجنب المضاعفات والمشاكل الصحية التي يسببها.


تناول الفيتامينات والمعادن

ما دور الفيتامينات والمعادن في مرضى السيلياك؟ قد تحدث مشكلة في امتصاص العديد من العناصر الغذائية كالحديد، فيتامين ب 12، فيتامين د وحمض الفوليك وغيرها مع مرضى السيلياك بسبب تأثير الغلوتين الذي يدمر بطانة الأمعاء الدقيقة،[٥] وقد يوصي الطبيب أو اختصاصي التغذية بتناول مكملات الفيتامينات والمعادن لـ 6 أشهر بعد التشخيص، وذلك بعد استبعاد الغلوتين من نظامك الغذائي، بينما يقوم الجهاز الهضمي بإصلاح نفسه، ستمد المكملات جسدك بجميع العناصر الغذائية التي تحتاجها، وقد تساعد أيضًا في تصحيح أي نقص بالجسم مثل فقر الدم،[٦] ومن هذه المكملات ما يأتي:


النحاس

تكمن فائدة النحاس في أن نقصه يؤدي إلى مظاهر عصبية متعددة منها اعتلال العصب النخاعي، الاعتلال العصبي البصري، مرض العصبون الحركي وإزالة الميالين من الجهاز العصبي المركزي، إضافةً لتشوهات دموية كفقر الدم ونقص العدلات وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، وقد يساعد تناول حوالي 2 ملجم من النحاس يوميًا في تصحيح النقص الحاصل عند مرضى السيلياك.[٧]


حمض الفوليك

يعد حمض الفوليك مهمًا لتصنيع وإصلاح الحمض النووي، وللتقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بشكل كبير من خلال تقليل مستوى الهوموسيستين، وينصح بإعطاء 0.8 ملغم يوميًا من حمض الفوليك لرفع النقص في حمض الفوليك مع مرضى السيلياك وتقليل مستوى الهوموسيستين.[٨]


الحديد

يعد الحديد عنصرًا أساسيًا لكونه جزء من هيكل الهيم، وهو مكوّن غير بروتيني للكثير من بروتينات الحديد مثل الهيموجلوبين، فعند نقصه مع مرضى السيلياك يسبب ذلك فقر الدم، ويوصى مرضى السيلياك بتناول مكملات الحديد عن طريق الفم 200 ملغم مرتين يوميًا وذلك لعلاج فقر الدم وتجديد مخزون الجسم.[٨]


فيتامين ب12

مهم في تقليل قيم الهوموسيستين بالجسم كحمض الفوليك كما ذكرنا سابقًا، فعند زيادة مستوى الهوموسيستين يكون لديك مخاطر متزايدة لحدوث اضطرابات الأوعية الدموية والجلطات الوريدية، وهو مهم لمنع حدوث فقر الدم ضخم الأرومات، ويوصى المرضى بتناول 1000 ميكروغرام من فيتامين ب12 عن طريق حتى يصل لمستواه الطبيعي.[٨]


فيتامين د

من أهم الفيتامينات لكثافة العظم، وقد لوحظ نقصه لدى مرضى السيلياك، لذلك يوصى المرضى بتناول مكملات فيتامين د بتركيز 50.000 وحدة دولية أسبوعيًا ولمدة 8 أسابيع ومن ثم تخفف الجرعة للوصول لمستواه الطبيعي.[٨]


فيتامين ك

يعد فيتامين ك ضروريًا لعوامل تخثر الدم فيمنع حدوث النزيف، وعند نقصانه لدى مرضى السيلياك يؤدي إلى حدوث كدمات وزيادة خطر النزيف المصحوب بنقص بروثرومبين الدم،[٩] ويوصى بتناول 75-120 ميكروغرام يوميًا من مكملات فيتامين ك للرجال و 75-90 ميكروغرام يوميًا للنساء حتى وصوله للمستوى الطبيعي.[١٠]


الزنك

يدعم الزنك الجهاز المناعي ويلعب دورًا في نشاط 100 إنزيم تقريبًا، كما يساعد في التئام الجروح، تصنيع الحمض النووي وإنتاج الهيموغلوبين أيضًا، وقد يتسبب نقصه في تأخر النمو وضعف النضج الجنسي،[١١] ويوصى مرضى السيلياك بأخذ 25-40 ملغم يوميًا من مكملات الزنك.[٨]


يعد تناول مكملات الفيتامينات والمعاد مهمًا جدًا لمرضى السيلياك، لمد الجسم بالعناصر الغذائية خاصةً أول 6 أشهر من التشخيص.


الأدوية للسيطرة على التهاب الأمعاء

هل دواء الآزوثيوبرين جيد للسيطرة على التهاب الأمعاء؟ قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية في حال كنت مصابًا بمرض السيلياك المقاوم للعلاج أو إذا تعرضت أمعاؤك الدقيقة لأضرار جسيمة وذلك للتحكم في الالتهاب، فيمكن أن تخفف من الأعراض الشديدة وعلامات مرض الاضطرابات الهضمية أثناء شفاء الأمعاء، ومن هذه الأدوية ما يأتي:[١]

  • الستيرويد.
  • الآزوثيوبرين.
  • بوديزونيد.


هناك بعض الأدوية قد يصرفها لك الطبيب في حال كان هناك مقاومة للعلاج ومنها الستيرويدات.


علاج التهاب الجلد الحلئي الشكل

ما دور عقار دابسون في العلاج؟ في حال كنت تعاني من هذا المرض الذي يسبب طفحًا جلديًا مع حكة بسبب عدم تحمل الجسم للغلوتين، فيجب تناول نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، ولكن شفاء الطفح قد يحتاج وقتًا طويلًا فيصف الطبيب لك دواء دابسون، والذي يتم تناوله مرتين يوميًا عن طريق الفم للتسريع من وقت شفاء الطفح، أما للسيطرة على التهاب الجلد الحلئي الشكل فقد تحتاج إلى تناول الدواء لمدة تصل إلى عامين، وبعدها يجب متابعة النظام الغذائي لفترة كافية للسيطرة على الطفح الجلدي، ويتم عادةً وصف أقل جرعة فعالة من الدابسون لإمكانية حدوث بعض الآثار الجانبية ومنها:[٦]


  • الاكتئاب.
  • الصداع.


يحدث مرض التهاب الجلد الحلئي الشكل بسبب عدم تحمل الجسم للغلوتين فيسبب الحكة والطفح الجلدي، ويعالج بتجنب الغلوتين وعقار دابسون.


تجنب الأدوية والمنتجات غير الغذائية التي قد تحتوي على الغلوتين

هل تؤثر منتجات أحمر الشفاه على مرضى السيلياك؟ سيساعد إزالة الغلوتين من النظام الغذائي على الشعور بالتحسن عن طريق تقليل الالتهاب في الأمعاء الدقيقة، فحتى الكميات البسيطة يمكن أن تسبب ضررًا للمريض حتى وإن لم يلاحظ أية أعراض، ومن الأدوية والمنتجات غير الغذائية التي تحتوي على الغلوتين:[١]


  • الأدوية الموصوفة والأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية.
  • معجون الأسنان وغسول الفم.
  • المكملات الغذائية والعشبية.
  • لعبة العجين.
  • غراء الطوابع والأظرف.
  • منتجات أحمر الشفاه.


هناك بعض المنتجات الغذائية والأدوية قد تحتوي على الغلوتين ينصح بتجنبها من قبل مرضى السيلياك ومنها المكملات العشبية.


هل مرض السيلياك خطير؟

قام مجموعة من الأطباء بإجراء دراسة عام 2020 م في كل من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية وجامعة أوريبرو في السويد، حيث هدفت الدراسة إلى تقييم العلاقة بين مرض السيلياك ومخاطر الوفيات لدى مجموعة سكانية في السويد وكانت حيثياتها كالآتي:[١٢]


  • تم التعرف على جميع الأشخاص في السويد المدرجين من خلال علم الأوبئة بتقارير علم أمراض الأنسجة الذين تم تشخيصهم بمرض السيلياك بين عامي 1969-2017 م، حيث كان عدد المشاركين في الدراسة 49829 شخصًا.
  • تمت مطابقة كل شخص مع 5 مشاركين من مجموعة الضبط من عامة السكان على حسب:
    • العمر.
    • الجنس.
    • المدينة.
    • فترة التقويم.


  • كان هناك 49829 مريضًا يعانون من مرض السيلياك ومن ضمنهم 24% من الذين تم تشخيصهم بين عامي 2010 -2017 م.
  • كان متوسط ​​العمر عند التشخيص 32.2 سنة و 62.4% كانوا من النساء، وأثناء فترة متابعة متوسطة تبلغ 12.5 سنة، توفي 13.2% أي 6596 شخصًا بالمقارنة مع عناصر التحكم، وارتفع إجمالي الوفيات لدى المصابين بمرض السيلياك 9.7 مقابل 8.6 حالة وفاة لكل 1000 شخص خلال السنة.
  • لوحظ زيادة نسبية في خطر الوفاة في جميع الفئات العمرية، ولكنها كانت أكثر وضوحًا في أولئك الذين تم تشخيصهم بين سن 18 و39 سنة.
  • لوحظ أن الأفراد المصابون بمرض السيلياك لديهم مخاطر أكبر للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي عند المقارنة بالضوابط.


خلصت الدراسة إلى أن " هناك زيادة في خطر الوفاة لدى مرضى السيلياك مقارنةً بعامة السكان وهي ذات دلالة إحصائية".


وفي حال عدم العلاج أو التأخر في ذلك فمن الممكن أن تحصل مضاعفات عديدة أخرى مما يشكل خطرًا على صحة المريض، ومن أهم هذه المضاعفات ما يأتي:[١٣]
  • تلف مينا الأسنان.
  • سوء التغذية.
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • العقم والإجهاض.
  • مشاكل الجهاز العصبي مثل الألم أو النوبات والخدر في اليدين والقدمين.
  • ضعف العظام.
  • مرض البنكرياس.
  • الإصابة بسرطان الأمعاء الدقيقة وسرطان الغدد الليمفاوية المعوية.


قد يزيد مرض السيلياك من خطر الوفيات حسب الدراسات، كما يصبح أخطر في حال عدم علاجه، حيث يؤدي إلى حدوث مضاعفات.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Celiac disease", mayoclinic., Retrieved 7/3/2021. Edited.
  2. "Celiac Disease: Getting to Know the Gastroenterologist", everydayhealth, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  3. "What Are the Treatments for Celiac Disease?", webmd., Retrieved 7/3/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Celiac Disease: More Than Gluten Intolerance", healthline., Retrieved 7/3/2021. Edited.
  5. "Celiac Disease", pcrm, Retrieved 11/3/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Treatment -Coeliac disease", .nhs, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  7. "Proximal Limb Weakness in a Patient with Celiac Disease: Copper Deficiency, Gluten Sensitivity, or Both as the Underlying Cause?", hindawi., Retrieved 11/3/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "Micronutrients Dietary Supplementation Advices for Celiac Patients on Long-Term Gluten-Free Diet with Good Compliance: A Review", ncbi, Retrieved 11/3/2021. Edited.
  9. "Celiac disease with diffuse cutaneous vitamin K-deficiency bleeding", ncbi, Retrieved 11/3/2021. Edited.
  10. "Vitamin K", webmd., Retrieved 7/3/2021. Edited.
  11. "The concentration of serum zinc in celiac patients compared to healthy subjects in Tehran", ncbi., Retrieved 11/3/2021. Edited.
  12. "Association Between Celiac Disease and Mortality Risk in a Swedish Population", ncbi, Retrieved 7/3/2021. Edited.
  13. "Celiac Disease", webmd, Retrieved 7/3/2021. Edited.
9283 مشاهدة
للأعلى للسفل
×