محتويات
مرض القلب الإقفاري
يُعدّ مرض القلب الإفقاري (Coronary ArteryDisease) والمعروف أيضًا باسم مرض الشريان التّاجي؛ أحد أكثر أمراض القلب شيوعًا، ويحدث عندما تتعرض الشرايين التي تغذي عضلة القلب إلى التّصلب؛ بمعنى أنّ يتراكم فيها الكوليسترول وغيره، ممّا يسبب تضييقها وقصورها في إمداد عضلة القلب بالأكسجين الكافي؛ ممّا قد يؤدي لاحقًا إلى زيادة احتمالية التّعرض للنوبات القلبية أو والذبحات الصدرية. [١]
علاج مرض القلب الإقفاري: هل الإسبرين هو الحل؟
بعد مراجعة الحالة الطبية الخاصة للمُصاب بمرض القلب الإفقاري، وتقييم مدى احتمالية تعرضه للنوبات القلبية، وما إنّ خضع المُصاب سابقًا لعملية قسطرة أو تركيب شبكات قلبية، وغيرها من العوامل الخاصة بالتشخيص الطّبي الدقيق؛ فقد يوصي الطّبيب بجرعة من الأسبرين تتراوح بين 75-162مليغرام، وبجرعة يومية ثابتة مقدراها 81 مليغرام؛ ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من أي عوامل خطر قد تزيد من خطر حدوث التجلطات غير موصى به، ففي هذه الحالة قد تفوق مخاطر استخدامه الفوائد المرجو منه، لذلك فهو يُستخدم فقط عند الأشخاص الذين عانوا من قبل من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، والأشخاص الذين يملكون عوامل تزيد من خطر إصابتهم بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.[٢]
يجدر التّنويه أنّه وبناءً على التّوصيات الطّبية المحدثة إلى هذه اللحظة؛ فيوصى بأن يتضمن علاج المصابين بمرض القلب الإفقاري على مُضادات لتجمع للصفائح الدموية سواء الأسبرين (Aspirin) أو كلوبيدوجريل (Clopidogrel)، كما أنّه وفي بعض الحالات يمكن أو يُوصف الأسبرين مع دواء آخر مضاد لتجمع الصفائح الدموية.[٢]
وعلى الرغم من أن الأسبرين لا يُعدّ الحل النهائي لحالات مرض القلب الإفقاري، إلا أن استخدامه في غاية الأهمية، فهو حجر الأساس في العلاجات المضادة للتخثير في مثل هذه الأمراض، إذ إنه يساعد على تقليل خطر حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية التي قد تترافق مع هذا المرض، وذلك من خلال منع تكون الجلطات الدموية في الشرايين، فهو يثبط إنزيمات تعمل على تثبيط قدرة الصفائح الدموية على إنتاج المواد التي تتسبب في تجلط الدم، وقد وجد أن استخدام الأسبرين يقلل من مخاطر الأحداث الوعائية الخطيرة بحوالي الربع عند المرضى المعرضين لخطر كبير لأنهم يعانون من مرض انسداد الأوعية الدموية، بما في ذلك مرض القلب الإفقاري، ولكن في الوقت ذاته يمكن للأسبرين أن يزيد من خطر حدوث النزيف، إلا أن فوائد استخدامه عند الأشخاص الذين يعانون من مرض القلب الإفقاري تفوق بكثير هذه المخاطر، كما أنّه سيستخدم ضمن خطة علاجية تحت إشراف طبي.[٣]
تعليمات مهمة عند استخدام الأسبرين
يجب خلال فترة العلاج التأكد من التعليمات الخاصة بكل دواء ومنها الأسبرين؛ وفيما يأتي بعض التعليمات الخاصة به:[٤]
- إذا تسبب الأسبرين بانزعاج في المعدة: أخذ جرعة الأسبرين مع الأكل؛ في حال تسبب الأسبرين بانزعاج في المعدة، وإذا استمر الانزعاج يجب إطلاع الطبيب على ذلك.
- إذا تزامن تناول الأسبرين مع مضادات الالتهابات اللاستيرودية (NSAIDs): مثل؛ الأيبوبروفين (Ibuprofen)؛ يجب أن تباعد بينها وبين جرعة الأسبرين بوازع 8 ساعات قبل موعد جرعة الأسبرين و30 دقيقة بعد تناولها.
- إذا تزامن تزامن تناول الأسبرين مع أدوية أخرى تحتوي على أسبرين: تجنب تناول التركيبات الدوائية التي تجمع الأسبرين مع كافيين أو صوديوم مثلًا، والتزم بجرعة الأسبرين الخاصة بك.
- إذا ظهرت أعراض تدل على وجود نزيف: مثل؛ لون البراز القطراني، أو ملاحظة وجود دم مع الإخراج، أو عدم التئام الجروح ونزيفها ؛ يجب مراجعة الطبيب فورًا.
ما الطرق الأخرى لعلاج مرض القلب الإفقاري؟
بالإضافة إلى الأسبرين، يوجد مجموعة أخرى من الأدوية والإجراءات الجراحية التي يمكن أن تُستخدم لعلاج مرض القلب الإفقاري، ويعتمد الاختيار في ما بينها على حالة المصاب وما يراه الطبيب مناسبًا، وتنقسم هذه العلاجات إلى ما يأتي:
علاجات دوائية لمرض القلب الإفقاري
يمكن أن تُستخدم العديد من الأدوية لعلاج مرض القلب الإفقاري، وتهدف هذه الأدوية أمّا لخفض ضغط الدم أو توسيع الأوعية الدموية، وقد يحتاج الأمر في بعض الحالات تجربة العديد من الأدوية للوصول إلى الدواء المناسب لكل مصاب على حدا، ومن الأدوية المستخدمة في علاج مرض القلب الإفقاري ما يأتي:[٥]
- مميعات الدم الأخرى: بالإضافة إلى الأسبرين يمكن استخدام بعض مميعات الدم الأخرى، التي تمنع تجلط الدم وتحمي من النوبات القلبية، ومن هذه الأدوية ما يأتي:
- كلوبيدوجرل (Clopidogrel).
- ريفاروكسابان (Rivaroxaban).
- تيكاجريلور (Ticagrelor).
- براسوغريل (Prasugrel).
- أدوية ستاتين (Statins): وتُستخدم هذه الأدوية في حال كان الشخص يعاني من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، إذ تعمل عن طريق منع تكوين الكوليسترول وزيادة عدد مستقبلات البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) في الكبد، وهذا يساعد في التخلص من الكوليسترول الضار في الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية ليست مناسبة للجميع، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- أتورفاستاتين (Atorvastatin).
- سيمفاستاتين (Aimvastatin).
- رسيوفاستاتين (Rosuvastatin).
- برافاستاتين (Pravastatin).
- النترات (Nitrates): وهو دواء يُستخدم لتوسيع الأوعية الدموية، ويتوافر بأشكال صيدلانية مختلفة بما في ذلك البخاخات واللاصقات والأقراص، ويعمل عن طريق إرخاء الأوعية الدموية، مما يسمح بتدفق الدم بسهولة فيها، وهذا يخفف من الضغط على القلب، ومن الأمثلة على هذه الأدوية غليسيريل ثلاثي نترات (Glyceryl trinitrate)، وإيزوسوربيد أحادي نيترات (Isosorbide mononitrate)، ويمكن لهذه الأدوية أن تسبب بعض الآثار الجانبية المزعجة التي تتضمن الصداع، الدوخة، واحمرار الجلد.
- حاصرات البيتا: وهي أدوية تبطء من ضربات القلب وتخفض ضغط الدم، مما يساعد في التخفيف من الحاجة إلى الأكسجين، لذلك، فهي تساعد في الوقاية من تكرار حدوث النوبات القلبية، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يأتي:
- أتينولول (Atenolol).
- بيسوبرولول (Bisoprolol).
- ميتوبرولول (Metoprolol).
- نيبيفولول (Nebivolol).
- حاصرات قنوات الكالسيوم: وتُستخدم هذه الأدوية في حال كانت حاصرات البيتا لوحدها غير فعالة أو كان المصاب لا يستطيع تناولها، ويمكن لهذه الأدوية أن تخفف منآلام الصدر، فهي تعمل على إرخاء العضلات التي تشكل جدران الشرايين، ويمكن لهذه الأدوية أن تسبب بعض الأعراض الجانبية الخفيفة التي تزول مع الوقت بما في ذلك الصداع واحمرار الوجه، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- أملوديبين (Amlodipine).
- فيراباميل (Verapamil).
- ديلتيازيم (Diltiazem).
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors): وهي أدوية تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وتعمل عن طريق منع نشاط هرمون يسمى أنجيوتنسين 2، والذي يتسبب في تضييق الأوعية الدموية، كما أنها تُسن تدفق الدم في جميع أجزاء الجسم، ومن أعراضها الجانبية السعال الجاف والدوخة.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين -2 (ARBs): تُستخدم هذه الأدوية لخفض ضغط الدم كبديل لمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، لأنها لا تسبب السعال، ولكن يمكن أن تسبب دوخة خفيفة.
إجراءات جراحية لمرض القلب الإفقاري
في بعض حالات مرض القلب الإفقاري قد يكون من الضروري القيام ببعض الإجرءات الجراحية وذلك اعتمادًا على حالة المصاب، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:[٦]
- القسطرة والدعامات: هو علاج يستخدم بالون خاص لتوسيع الشريان الضيق أو المسدود، للمساعدة في إعادة تدفق الدم إلى القلب، وأثناء الإجراء، يقوم الطبيب عادةً بوضع أنبوب شبكي صغير يسمى دعامة في الشريان للحفاظ عليه مفتوح.
- جراحة القلب المفتوح (CABG): وخلال هذا الإجراء يقوم الجراح بأخذ وعاء دموي من جزء آخر من الجسم، خاصةً من الساق أو الذراع، ويستخدمه لإيجاد طريقة جديدة لتدفق الدم حول الشريان المسدود.
نصائح للوقاية من الإصابة بمرض القلب الإفقاري
يمكن الوقاية من الإصابة بمرض القلب الإفقاري من خلال التحكم بعوامل الخطر المختلفة، ومن أهم النصائح التي تساعد في الوقاية من الإصابة بمرض القلب الإفقاري ما يأتي:[٧]
- التوقف عن التدخين، فالتدخين يُعدّ أحد عوامل الخطر الرئيسية للنوبات القلبية، كما يجب الابتعاد عن التدخين السلبي.
- التقليل من الأطعمة التي تزيد من خطر أمراض القلب، والتركيز على الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والدهون المتحولة ودهون أحادية غير مشبعة ومتعددة غير مشبعة موجودة في زيت الزيتون والأسماك، والأطعمة الغنية بالألياف، وقليلة الملح والسكر.
- زيادة النشاط البدني، إذ يكون الهدف ممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة كل أسبوع، أو 75 دقيقة من التمارين الهوائية القوية كل أسبوع.
- الحفاظ على وزن صحي، إذ إن فقدان 5 إلى 10 في المائة فقط من الوزن الحالي سيقلل من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
- محاولة تجنب والتقليل من التوتر قد الإمكان.
المراجع
- ↑ "Coronary Artery Disease", medlineplus, Retrieved 15/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Aspirin and heart disease", medlineplus, 30/7/2020, Retrieved 15/5/2021. Edited.
- ↑ Raffaele De Caterina 1, Giulia Renda, "Clinical use of aspirin in ischemic heart disease: past, present and future", pubmed, Retrieved 15/5/2021. Edited.
- ↑ "Aspirin to Prevent Heart Attack and Stroke", healthlinkbc, Retrieved 16/5/2021. Edited.
- ↑ "Coronary artery disease", mayoclinic, Retrieved 15/5/2021. Edited.
- ↑ "Coronary artery disease", .heartfoundation, Retrieved 15/5/2021. Edited.
- ↑ "Coronary Artery Disease: Prevention, Treatment and Research", hopkinsmedicine, Retrieved 15/5/2021. Edited.