علاج مرض الهستيريا

كتابة:
علاج مرض الهستيريا

مرض الهستيريا

يُعدّ الهستيريا مصطلحًا يُستخدم لوصف التعبير عن العواطف بإفراط، كما أنه تشخيص طبي شائع، وينتشر بين الناس مصطلح الهستيريا بأنه؛ مصطلح يصف الشخص الذي يفرط في التعبيرات العاطفية في مواقف غير مناسبة لذلك، وكان المصطلح في الماضي يستخدم غالبًا للإشارة إلى مجموعة من الأعراض التي لوحظت عمومًا فقط عند النساء، وبالرغم من أنها تُعدّ حالة يمكن تشخيصها، إلا أنه تمت إزالة مرض الهستيريا من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) في عام 1980، وفي الوقت الحاضر تُشخص الأعراض التي كانت تدل على الهستيريا بظروف أخرى مثل؛ اضطراب الشخصية التمثيلية أو اضطراب التحويل أو الاضطراب العصبي الوظيفي، وعمومًا يُمكن تعريف الهستيريا؛ بأنّها سمة لبعض المشكلات التي تنطوي على أعراض جسدية تظهر على المصاب، لها سبب نفسي، وفي عام 1980، غيرت الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية، تشخيص مرض الهستيريا إلى اضطراب التحويل.[١]


علاج مرض الهستيريا

أزيل مرض الهستيريا من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وليُشخص بأنه اضطراب التحويل، ويعتمد علاجه على نوع اضطراب التحويل الذي يعاني منه الشخص، ويمكن أن يساعد فهم طبيعية اضطرابات التحويل والأعراض الحقيقية التي يسببها والتحسن المحتمل في اتخاذ القرار العلاجي والتعافي، وفي بعض الحالات، قد تتحسن الأعراض بعد شرح الحالة للمصاب والاطمئنان من الطبيب أن الأعراض التي يعاني منها تحدث نتيجة لمشكلة طبية أو عصبية كامنة، وبالنسبة لبعض الأشخاص قد يكون ذلك العلاج الأكثر فعالية، كما قد يُساعد علاج الأمراض الطبية أو العصبية التي قد يعاني منها الشخص، وقد تكون سبب في تحفيز الأعراض، وتختلف العلاجات المستخدمة اعتمادًا على حاجة المصاب، ومنها ما يأتي:[٢]

  • العلاج الطبيعي أو المهني، يساعد هذا العلاج في تحسين أعراض الحركة ويخفف من المضاعفات؛ فالحركة المنتظمة للذراعين أو الساقين، قد تمنع حدوث شد وضعف في العضلات، إذا كان الشخص مصابًا بشلل أو غير قادرة على الحركة، وإنّ الزيادة التدريجية في التمارين تزيد من القدرة على العمل.
  • العلاج بالتخاطب، في حال كانت الأعراض التي يعاني منها الشخص تتضمن مشكلات في الكلام أو البلع، فقد يساعد الأشخاص المختصين في العلاج بالتخاطب في علاج هذه المشكلة.
  • أساليب التخلص من الضغط النفسي، وتتضمن هذه الأساليب؛ الاسترخاء العضلي التدريجي، وتمارين التنفس، والنشاط البدني، وممارسة التمارين الرياضية، كما يمكن أن تساعد أساليب الإلهاء مثل؛ الموسيقى والتحدث مع أشخاص آخرين.

بالرغم من أنّ أعراض الهستيريا، لا ترتبط جميعها بعواطف وتفكير المصاب، إلّا أنّ خيارات العلاج الذهني، قد تكون مفيدة، وتتضمن هذه الخيارات ما يأتي:[٢]

  • العلاج السلوكي المعرفي، العلاج المعرفي السلوكي؛ وهو نوع من أنواع العلاج النفسي، يُساعد في إدراك التفكير السلبي أو غير الصحيح حتى يتمكن الشخص من فهم المواقف بطريقة صحيحة وأكثر وضوحًا، ويمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تعلم كيفية التعامل مع الأعراض والمواقف الحياتية التي تُسبب ضغط نفسي بطريقة أفضل، ويكون هذا العلاج مفيد خاصةً إذا كان الشخص يُعاني من أعراض غير تشنجية، ويمكن استخدام طرق العلاج النفسي الأخرى في حال كان الشخص يعاني من اضطرابات الشخصية الأخرى.
  • علاج المشكلات النفسية الأخرى، يُمكن لكل من الاكتئاب والقلق، أن يُؤدي إلى تفاقم الحالة، ويُمكن أن يساعد علاج حالات الصحة النفسية المترافقة مع اضطراب التحويل في التعافي.
  • التنويم المغناطيسي، ويجرى هذا العلاج من قبل أشخاص مختصين، وقد يُعالج بالتنويم المغناطيسي مفيدًا للأشخاص المصابين باضطراب التحويل، الذين يعانون من مشكلات في الإحساس أو الكلام.

لا تكون الأدوية فعالة في علاج اضطراب التحويل، ولا تعتمد منظمة الغذاء والدواء أيّ نوع من الأدوية بوصفه علاجًا محددًا لهذا الاضطراب، ومع ذلك، قد تساعد بعض الأدوية مثل؛ مضادات الاكتئاب في علاج الاكتئاب أو الاضطرابات المزاجية الأخرى أو الإصابة بالألم أو الأرق المترافق مع الحالة.[٢]


مرض الهستيريا حديثًا

يُعرف مرض الهستيريا في الوقت الحاضر باضطراب التحويل، المعروف باضطراب الأعراض العصبية الوظيفية، وهو مشكلة طبية تتضمن مشكلات في وظائف الجهاز العصبي، وخاصةً عندما تصبح أعصاب الدماغ والجسم غير قادرة على إرسال واستقبال الإشارات بطريقة صحيحة، كما قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب التحويل، صعوبة في تحريك أطرافهم أو قد يكون لديهم مشكلات مع واحدة أو أكثر من حواسهم.[٣]

وقد تختلف أعراض اضطراب التحويل في شدتها، كما قد تأتي وتذهب أو قد تستمر طوال الوقت، ولا يستطيع الشخص المصاب السيطرة على الأعراض، ولا يُعرف سبب حدوث مرض الهستيريا، فقد تتحفز الحالة بسبب الاضطرابات العصبية أو رد فعل الجسم للتوتر أو الصدمات النفسية أو الجسدية، إلّا أنّ ذلك لا يحدث دائمًا، ويرتبط اضطراب التحويل بطريقة أداء الدماغ لوظائفه، كما قد يرتبط بتلف في الدماغ، مثل؛ التلف الناتج عن السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد أو العدوى أو الجرح، وقد يُساعد التشخيص المبكر، والعلاج المناسب، وتوعية المصاب على الشفاء.[٢]


أعراض الهستيريا

تُشبه الهستيريا أو ما يُعرف باضطراب التحويل؛ العديد من الاضطرابات أو الأمراض الأخرى التي لها أسباب عدة، ومجموعة واسعة من الأعراض، كما تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، وتتضمن أعراض اضطراب التحويل ما يأتي:[٣]

  • فقدان الرؤية، أو الرؤية المزدوجة، أو الحساسية للضوء.
  • ضعف الأطراف أو الشلل.
  • فقدان الصوت، والكلام المشوش أو المتلعثم.
  • مشكلة تنسيق الحركات.
  • مشكلات الذاكرة، ومشكلات التفكير.
  • الصداع والصداع النصفي.
  • فقدان حاسة الشم.
  • ألم مزمن.
  • فقدان الشعور باللمس.
  • فقدان السمع.
  • الخدر، ووخز في الأطراف، والجسم أو الوجه.
  • النوبات التشنجية والإغماء.
  • الهزات، تشنجات.
  • مشكلات النوم.
  • إفراط في نشاط المثانة.
  • الهلوسة.

وقد يعاني بعض الأشخاص المصابين من أعراض قليلة فقط؛ والبعض الآخر قد يعاني من العديد من الأعراض، وتختلف الأعراض في شدتها وتكرارها، وفي بعض المصابين قد تظهر الأعراض دائمًا، وعند البعض الآخر قد تظهر الأعراض وتختفي من وقت لآخر.


أسباب مرض الهستيريا

يحدث اضطراب التحويل عادةً بسبب التعرض للتوتر الشديد أو صدمة عاطفية أو الاكتئاب، فهو استجابة الجسم لشيء ما يعتقده تهديدًا، فقد تظهر الأعراض الجسدية وسيلةً لمحاولة حل أو تخفيف كل ما يُسبب التوتر النفسي الشديد؛ إذ قد يُصاب الشرطي أو الجندي المصاب الذي يعتقد أنه أطلق النار على شخص، وتسبب في موته بشلل في اليد، إذ تحدث الأعراض الجسدية، لتجنب كل ما يُسبب التوتر والضغط النفسي.[٤]ويوجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الهستيريا أو ما يُعرف حاليًا باضطراب التحويل، ومنها ما يأتي:[٢]

  • الإصابة بمرض أو اضطراب عصبي، مثل؛ الصرع أو الصداع النصفي أو مشكلات الحركة.
  • ضغوط كبيرة حديثة أو صدمة عاطفية أو جسدية.
  • وجود حالة صحية عقلية، مثل؛ اضطراب المزاج أو القلق أو مرض الانفصام أو اضطرابات شخصية معينة.
  • وجود أحد أفراد الأسرة يُعاني من مرض الهستيريا.
  • وجود تاريخ متعلق بالاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الإهمال في مرحلة الطفولة.
  • قد تكون النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الهستيريا.


المراجع

  1. Kendra Cherry (28-8-2019), "What Is Hysteria? The Past and Present"، verywellmind, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Mayo Clinic Staff (5-10-2019), "Functional neurologic disorders/conversion disorder"، mayoclinic, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Conversion Disorder in Adults", my.clevelandclinic,4-10-2018، Retrieved 8-12-2019. Edited.
  4. Diana K. Wells (3-7-2017), "Conversion Disorder"، healthline, Retrieved 9-12-2019. Edited.
6096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×