علاج مرض الوهم والوسواس

كتابة:
علاج مرض الوهم والوسواس


علاج نفسي لمرض الوهم والوسواس

يُعدّ العلاج النفسي علاجًا فعالًا في التقليل من شدة وتكرار أعراض مرض الوهم والوسواس، ويرتكز هذا العلاج على إحداث تغير في الأفكار والسلوكيات عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الوهم والوسواس، وعمومًا، يُعد العلاج السلوكي المعرفي، الذي هو أحد أنواع العلاج النفسي، أكثر فعالية في علاج حالات مرض الوهم والوسواس عند الأطفال والبالغين، كما يمكن الجمع بييه وبين الأدوية لتحقيق نتائج أفضل، وتتضمن أنواع العلاج النفسي الذي يمكن استخدامه لعلاج مرض الوهم والوسواس ما يأتي:[١]


العلاج السلوكي (Behavioral Therapy)

وهو العلاج الذي ترتكز معظم أنواعه على تعريض الشخص لمخاوفه، مثل علاج التعرض ومنع الاستجابة، إذ يُعرض المصاب لمصادرالقلق، ويمنع من القيام بالأمور التي يعتقد أنها تقلل من القلق، وعادةً ما يُكرر هذا العلاج حتى تختفي الأعراض، وقد يحتاج المصاب من 15 إلى 20 جلسة تعرض تستغرق الواحدة حوالي 90 دقيقة، وتُجرى في مكتب المعالج، وفي بعض الحالات، قد يُطلب من المصاب إجرائها في المنزل.

إلا أنه يوجد بعض السلبيات المتعلقة بهذا النوع من العلاج، فهو يعرض المصاب لمخاوفه، مما قد يدفعه إلى عدم إكمال العلاج، كما أنه يحتاج إلى العمل الجاد والقيام بواجبات في المنزل، بالإضافة إلى أنه مكلف ماديًا.[١]

العلاج المعرفي (Cognitive Therapy)

ويرتكز هذا العلاج على تغير طريقة تفكير المصاب، مما يساعده على السيطرة على أعراض الوهم والوسواس، فيهدف هذا العلاج إلى التوضيح للمصاب إلى أنه على الرغم من أن تطبيق الأفكار التي قد تسبب وسواسًا للمصاب قد يكون مريحًا على المدى القصير، إلا أنه قد يسبب المزيد من القلق مع الوقت، وعادةً ما يتم الدمج بين العلاج المعرفي والتفسي معًا، وعادةً ما يُجرى العلاج المعرفي على مدار 15 إلى 20 جلسة، تستمر مدة الجلسة الواحدة من 50 إلى 60 دقيقة.[١]


علاج دوائي لمرض الوهم والوسواس

عادةً ما يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي في الحالات التي لا يجدِ فيها العلاج النفسي نفعًا في السيطرة على أعراض مرض الوهم والوسواس، أو في حال كانت الأعراض شديدة، ومن أهم الأدوية المستخدمة مضادات الاكتئاب من النوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ( SSRI)، بما في ذلكسيتالوبرام (citalopram)، اسسيتالوبرام (Escitalopram)، فلوكستين (fluoxetine)، وسترالين (sertraline[٢] فهي تساعد في السيطرة على الأعراض عن طريق زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، إلا أن هذه الأدوية تحتاج إلى مدة تصل إلى 12 أسبوع حتى تظهر أثارها الإيجابية، وتحتاج معظم الحالات إلى مدة علاج تبلغ سنة على الأقل.[٣]

ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنب التوقف عن تناول هذه الأدوية فجأةً، فقد يسبب ذلك حدوث آثار جانبية غير مرغوبة، لذلك، تُوقف هذه الأدوية تدريجيًا وتحت إشراف الطبيب، كما يمكن أن تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية خلال فترة استخدامها، ومنها ما يأتي:[٣]

  • التهيج والقلق والارتجاف.
  • الشعور بالمرض.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • الدوار.
  • مشاكل في النوم.
  • الصداع.
  • مشاكل جنسية.


علاج طبي للحالات الشديدة من مرض الوهم والوسواس

في بعض الحالات الشديدة، قد لا تجدِ العلاجات الدوائية ولا النفسية نفعًا في السيطرة على أعراض مرض الوهم والوسواس، مما يدفع الطبيب إلى اللجوء لعلاجات أخرى تتضمن ما يأتي:[٤]

  • برنامج العلاج المكثف للمرضى الخارجين والمقيمين في المستشفى، وهو برنامج شامل يستمر لعدة أسابيع ويرتكز على العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة، ويُستخدم عند المرضى الذين يجدون صعوبة في متابعة الحياة نظرًا لشدة الأعراض.
  • التنبيه العميق للدماغ، وهو علاج معتمد من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الأشخاص المصابين بمرض الوهم والوسواس، الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة، ممن لا يستجيبون للعلاجات الأخرى، ويتضمن هذا العلاج وضع مسارات كهربائية في الدماغ، تطلق هذه المسارات نبضات تنظم النبضات غير طبيعية في الدماغ.
  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، ويُجرى من خلال جهاز وافقت عليه منظمة الغذاء والدواء لعلاج الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٢٢ و٦٨ سنة، عندما تكون الطرق التقليدية للعلاج غير فعالة، ويستخدم هذا العلاج مجال مغناطيسي لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ، للتخفيف من أعراض مرض الوهم والوسواس.


نصائح منزلية للتعايش مع مرض الوهم والوسواس

للأسف، يمكن لمرض الوهم والوسواس القهري أن يؤثر على حياة المصاب بدرجة كبيرة، فهو قد يجعله قلقه باستمرار، وبالإضافة إلى العلاج الطبي، قد تساعد النصائح الآتية على التعايش مع هذا المرض والتقليل من تأثيره على حياة المصاب:[٥]

  • الالتزام بتعليمات الطبيب، فيجب على المصاب الالتزام بالعلاج النفسي أو الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، بالإضافة إلى التعليمات الأخرى.
  • تجنب الانخراط في سلوكيات خاطئة لتخفيف الأعراض، بما في ذلك شرب الكحول وتعاطي المخدرات، فهي قد تزيد من حالة القلق التي يشعر بها المصاب.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم، فعلى الرغم من أن مرض الوهم والوسواس قد يؤثر على القدرة على النوم، إلا أن الكسول على قدر كافٍ من النوم أمر مهم للحفاظ على الصحة النفسية، ويمكن القيام ببعض الإجراءات التي قد تساعد على النوم مثل أخذ حمام دافئ، وتعديل إضاءة وحرارة غرفة النوم لجعلها مناسبة.
  • ممارسة التمارين الرياضية، فقد تساعد التمارين في التقليل من هرمون الكورتيزول، الذي يُفرز في حالات القلق، مما قد يساهم في التخفيف من الأعراض.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء، بما في ذلك اليوغا، تمارين التأمل، والمشي في الطبيعة.
  • الاهتمام بالنظام الغذائي، فيجب على المصاب أن ينتبه لما يتناوله ويشربه، وبالإضافة إلى ضرورة تناول أطعمة صحية، يجب أيضًا الحرص على تناول الطعام بانتظام، فالشعور بالجوع قد يتسبب في هبوط مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق، لذلك، يُفضل تناول وجبة الإفطار في الصباح، ثم تناول وجبات صغيرة بتكرار أكثر، بدلًا من تناول وجبات كبيرة على الغداء والعشاء، ويُفضل أيضًا تجنب منتجات الكافيين بما في ذلك القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Owen Kelly, PhD (24/4/2020), "Psychological Therapy for OCD", verywellmind., Retrieved 7/2/2021. Edited.
  2. "Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)", webmd, 4/9/20020, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Obsessive compulsive disorder (OCD", nhs, 18/11/2019, Retrieved 8/2/2021. Edited.
  4. "obsessive-compulsive-disorder", mayoclinic, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  5. "Tips for Living With OCD", webmd, Retrieved 8/2/2021.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×