علاج مرض تصلب الجلد

كتابة:
علاج مرض تصلب الجلد

مرض تصلب الجلد

يشير مرض تصلب الجلد إلى مجموعة من الاضطرابات غير الشائعة، التي تُسبب شد الجلد والأنسجة الضامة في بعض أجزاء الجسم وتصلبها، وقد تُسبب مشكلات في الأعضاء الداخلية والأوعية الدموية، ويُعدّ هذا المرض من أمراض المناعة الذاتية المزمنة؛ إذ يحدث بمهاجمة الجهاز المناعي للنسيج الضام تحت الجلد وحول الأعضاء الداخلية والأوعية الدموية، مسببًا زيادة في إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الذي يشكّل أساس النسيج الضام، مما يُؤدي إلى تندب وسماكة الأنسجة في هذه المناطق.

يوجد عدة أنواع مختلفة من مرض تصلب الجلد، يمكن أن تختلف في شدّتها، فبعض هذه الأنواع معتدلة نسبيًا وقد تتحسن وحدها، بينما يمكن أن تؤدي أنواعًا أخرى إلى مشكلات خطيرة تهدد الحياة، وقد تبدأ أعراض هذا المرض خفيفة، ثمّ تزداد تدريجيًا مع الوقت، ولا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، إلّا أنّ معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة، يمكنهم أن يعيشوا حياة كاملة ومنتجة، بالسيطرة على أعراض المرض باتباع مجموعة من العلاجات المختلفة.[١]،[٢]


علاج مرض تصلب الجلد

قد تختفي مشكلات الجلد المرتبطة بمرض تصلب الجلد من تلقاء نفسها، خلال فترة تتراوح بين عامين إلى خمسة أعوام، وقد تتفاقم بعض الأنواع من هذا المرض بمرور الوقت، لا سيّما التي تصيب الأعضاء الداخلية، ولكن لا يوجد دواء أو علاج معين يمكنه شفاء أو إيقاف الإنتاج الزائد للكولاجين، بل تتوفر العديد من الطرق العلاجية التي تُقلل الأعراض، وتُبطئ تقدم المرض، والوقاية من المضاعفات، ومن ضمن هذه العلاجات ما يلي:[٣]،[٤]

  • أدوية الستيرويدات التي تخفف من الألم والتوّرم وباقي الأعراض.
  • الأدوية التي تمدُّد الأوعية الدموية، للمساعدة في تنظيم ضغط الدم، وبالتالي الوقاية من مشكلات الرئة والكلى.
  • الأدوية المثبطة للمناعة، لكبح الهجوم المناعي لمكوّنات جهاز المناعة على النسج الضام في الجلد، وبالتالي تخفيف الأعراض.
  • الأقراص التي تقلِّل من حمض المعدة، لتخفيف حرقة المعدة.
  • المضادات الحيوية والأدوية التي تساعد في تحريك الطعام عبر الأمعاء، لتقليل الانتفاخ، والإسهال والإمساك.
  • المراهم والكريمات، أهمها؛ الكريمات التي تحتوي على الستيرويدات، للمساعدة في تقليل التورم وألم المفاصل، تخفيف تيبُّس الجلد، وتقليل معدل تكوّن تغيرات جديدة في الجلد.
  • مراهم المضادات الحيوية، للوقاية من الإصابة بالعدوى والالتهابات.
  • الأدوية المسكنة للآلام، لتخفيف الألم الناجم عن تصلب الجلد.
  • العلاج الطبيعي، للتحكم في الألم، وتحسين القوة والحركة، والحفاظ على استمرار القدرة على القيام بالمهام اليومية، بمجموعة من التمارين الحركية.
  • العلاج بالضوء، مثل؛ العلاج بالضوء فوق البنفسجي.
  • اتباع نظام غذائي صحي، وتجنّب الأطعمة المهيجة للمعدة التي تسبب حرقة المعدة.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • العمليات الجراحية، لعلاج المضاعفات التي قد يُسببها المرض، التي تتضمن بتر الأصابع، في حال تطورت تقرحات الأصابع الناتجة عن ظاهرة رينود الشديدة، التي تسببت بموت نسيج أطراف الأصابع، أو زرعة الرئة، للأشخاص الذين يعانون من مشكلات حادة في الرئة.


أنواع مرض تصلب الجلد

يوجد نوعان رئيسيان لمرض تصلب الجلد، هما:[٥]،[٦]

  • تصلب الجلد الموضعي: يؤثر هذا النوع رئيسيًا على الجلد، وله نوعان؛ فإمّا أن يكون مورفيا، ويتضمن بقع صلبة بيضاوية تنتشر على الجلد، تبدأ هذه البقع باللون الأحمر أو الأرجواني، ثمّ تتحول إلى اللون الأبيض في الوسط، وقد تؤثّر في بعض الحالات النادرة على الأوعية الدموية أو الأعضاء الداخلية، وتُسمّى هذه الحالة بالمورفيا المعممة، أو أن يكون تصلبًا موضعيًا خطيًا، يُؤدي إلى ظهور خطوط أو شرائط من الجلد السميك على الذراعين أو الساقين أو الوجه.
  • تصلب الجلد الجهازي: قد يُؤثّر هذا النوع على العديد من أجزاء الجسم أو أنظمته، وله نوعان؛ تصلب الجلد المحدود، وتصلب الجلد المنتشر أو المتفشي؛ إذ يبدأ تصلب الجلد المحدود ببطء، ويُؤثر عادةً على بشرة الوجه واليدين والقدمين، وقد يُؤدي أيضًا إلى تلف الرئتين أو الأمعاء أو المريء، وعادةً ما تكون الأعراض المصاحبة لتصلب الجلد المحدود خفيفة، ولكنّها تزداد بمرور الوقت، ويمكن أن يُؤثّر هذا النوع على القلب ويرفع ضغط الدم في الرئتين، أمّا تصلب الجلد المنتشر، فعادةً ما يظهر سريعًا وفجأة، ويُؤثّر على مساحات واسعة من الجلد، إذ إنّه يُؤثر على جلد الجزء الأوسط من الجسم، والفخذين والذراعين العلويين واليدين والقدمين، ويُمكن أن يُؤثّر على الأعضاء الداخلية، مثل؛ القلب، والرئتين، والكلى، والجهاز الهضمي


أعراض مرض تصلب الجلد

يتسبّب مرض تصلب الجلد بظهور العديد من الأعراض التي قد تختلف في شدّتها تبعًا لنوع تصلب الجلد، وشدّته، وقد لا يُعاني جميع المصابين من نفس الأعراض، وإن كانوا مصابين بنفس النوع من المرض، ومن ضمن هذه الأعراض:[٧]،[٨]

  • التراكم غير الطبيعي لأملاح الكالسيوم في النسيج الضام وفي العديد من الأعضاء الأخرى.
  • ضمور وتقلّص وسماكة الجلد.
  • توّرم اليدين والقدمين والأصابع، وعادةً ما يكون الانتفاخ أسوأ في الصباح، ويقلّ خلال اليوم.
  • ظهور بقع حمراء على اليدين أو الوجه، ومواضع الجلد المتأثرة الأخرى.
  • ظاهرة رينود، وهي ضييق الأوعية الدموية في اليدين أو القدمين، وظهور الأطراف والأصابع بلون أبيض، لا سيّما عند التعرّض للبرد.
  • ظهور تقرّحات في أطراف الأصابع.
  • تورم وتندّب المريء.
  • آلام المفاصل.
  • فقدان الوزن غير المبرر.


مضاعفات مرض تصلب الجلد

قد يتسبب مرض تصلب الجلد بحدوث مجموعة من المضاعفات التي قد تكون خطيرة، ومهددة للحياة في بعض الأحيان، ومن ضمن هذه المضاعفات ما يلي:[٨]

  • مضاعفات الحركة: فقد تصبح الحركة مقيدة، نتيجةً لشد وتصلب وتورّم الجلد في اليدين والأصابع وحول الوجه والفم.
  • الغرغرينا: قد تحدث في حال تلف أنسجة أطراف الأصابع في اليدين والقدمين.
  • مضاعفات التنفس: إذ يُؤدي مرض تصلب الجلد إلى ارتفاع ضغط الدم في الشريان الذي ينقل الدم من القلب إلى الرئتين، ويسمّى ارتفاع ضغط الدم الرئوي، مما قد يتسبّب في تلف دائم في الرئة.
  • الفشل الكلوي: الذي يحدث نتيجةً لارتفاع ضغط الدم الناجم عن المرض.
  • اضطراب ضربات القلب وفشل القلب الاحتقاني: نتيجةً لتندب أنسجة القلب.
  • مشكلات الأسنان: التي تنتج بسبب تصلب بشرة الوجه حول الفم، الذي يجعل من العناية اليومية بالأسنان أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى جفاف الفم شائع، وتسوّس الأسنان، وقد يتسبّب في تغييرات في أنسجة اللثة التي قد تُسبب تساقط الأسنان.
  • الضعف الجنسي: نتيجةً لتأثر جلد الأعضاء التناسلية لدى الرجال والنساء.
  • مضاعفات الجهاز الهضمي: فقد يتسبب هذا المرض بحدوث خمول في الأمعاء، ممّا يُؤدي إلى الانتفاخ والإمساك وغيرها من المشكلات.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • السرطان: إذ يزيد مرض تصلب الجلد من خطر الإصابة بمرض السرطان، لا سيّما سرطان الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.
  • الوفاة: نتيجةً لفشل الرئة، والقلب، أو الفشل الكلوي.

 

المراجع

  1. Yvette Brazier (2017-11-20), "What you need to know about scleroderma"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  2. "scleroderma", nhs, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  3. "Scleroderma", mayoclinic, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  4. Jaime Herndon (2016-3-24), "Systemic Sclerosis (Scleroderma)"، healthline, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  5. "Types of Scleroderma", hopkinsscleroderma, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  6. "Scleroderma: Main Types & Top Questions Answered", webmd, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  7. "scleroderma", medlineplus, Retrieved 2019-11-15. Edited.
  8. ^ أ ب "Scleroderma Symptoms", sclerodermainfo, Retrieved 2019-11-15. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×