علاج مرض شلل الرعّاش

كتابة:
علاج مرض شلل الرعّاش

مرض شلل الرعاش

مرض شلل الرعاش أو المعروف بداء باركنسون نوعًا من اضطرابات الحركة، يحدث عندما لا تنتج الخلايا العصبية في الدماغ كمية كافية من مادة كيميائية في الدماغ تُسمى الدوبامين، وفي بعض الحالات قد يكون مرضًا وراثيًا، إلا أن أغلب الحالات لا تكون وراثية، فقد يُسهم التعرض للمواد الكيمائية في حدوث المرض، وتبدأ أعراض المرض تدريجيًا، وغالبًا ما يؤثر على جانب واحد من الجسم، ولكن في وقت لاحق سيؤثر على كلا الجانبين.

يُعدّ الذكور أكثر عرضة للإصابة بمرض شلل الرعاش، وعادةً ما يبدأ المرض بعد سن 60، وتتفاوت شدّته من شخص إلى آخر، ومن أهم أعراضه؛ ارتعاش في اليدين والذراعين والساقين والفك والوجه، وقد يُحدث بطئًا في الحركة وضعفًا في التنسيق بين مختلف أنحاء الجسم، لكن المعروف أنّه عند التقدم في المرض تظهر مضاعفات خطرة له، مما يُصعب على المصاب ممارسة حياته اليومية؛ إذ قد يعجز عن التحكم في حركاته والتنقل من مكان إلى آخر والسيطرة على تعابيره، ولا يوجد علاج يشفي مرض شلل الرعاش، وقد تساعد بعض الأدوية في السيطرة على الأعراض، كما يمكن للجراحة أن تساعد في الحالات الشديدة.[١]


علاج مرض شلل الرعاش 

يختلف علاج مرض شلل الرعاش اعتمادًا على شدة الحالة وكيفية استجابة المريض للعلاج، إذ يوجد أكثر من طريقة للتقليل من أعراض، إذ إنه لا يمكن علاجه تمامًا، إلا أن بعض الادوية تساعد في السيطرة على الاعراض، وفي حال لم يستجب لهذه الأدوية، وكانت حالة المرض شديدة، فقد يُنصح بالتدخل الجراحي، إذ يزرع الجرّاحون أجهزة كهربائية تقوم بتنظيم الإشارات العصبية، ويُعرف هذا الإجراء بالاستثارة العميقة للدماغ، وفيه يزرع الجراحون إلكترودات داخل جزء معين في الدماغ، وتتصل هذه إلكترودات بمولِّد مزروع في الصدر بالقرب من عظم الترقوة، يُرسِل نبضات كهربائية إلى الدماغ، تساعد في التقليل من أعراض مرض شلل الرعاش، وفي جميع الأحوال يُعدّ العلاج الطبيعي الفيزيائي مهمًّا وضروريًا للمصاب بشلل الرعاش، إذ يساعد على زيادة قوة العضلات ويحسن أدائها.[٢]

تساعد الأدوية المستخدمة لعلاج مرض شلل الرعاش المصاب على الحركة والمشي وتخفف من الرعاش، وتعمل من خلال زيادة الدوبامين أو من خلال القيام بعمله، إذ إن الأشخاص المصابين بشلل الرعاش لديهم مستويات منخفضة من الدوبامين في أدمغتهم، ولا يمكن إعطاء الدوبامين مباشرةً؛ إذ إنه لا يدخل إلى الدماغ، وقد تُحدث الأدوية تحسنًا كبيرًا في بداية استخدامها، إلّا أنّه مع مرور الوقت قد يتناقص تأثيرها، ومن الأدوية المستخدمة لعلاج مرض شلل الرعاش ما يأتي:[٢]

  • كاربيدوبا وليفودوبا، ليفودوبا؛ مادة كيمائية تدخل إلى الدماغ، وتتحول إلى دوبامين، ويُضاف كاربيدوبا إليها ليحميها من التحول المبكر قبل الوصول إلى الدماغ، كما يساعد في تخفيف الآثار الجانبية، ومن الآثار الجانبية المحتملة لهذا الدواء؛ الغثيان، وانخفاض ضغط الدم الانتصابي، كما في حال تناول جرعات عالية من ليفودوبا، فقد يعاني الشخص من حركات لا إرادية.
  • الأدوية المساعدة للدوبامين، على العكس من ليفودوبا، لا تتحول هذه الأدوية إلى الدوبامين؛ إلّا أنّها تُشابه تأثيراته في الدماغ، كما أن فعاليتها أقلّ من ليفودوبا، إلّا أن تأثيرها يستمر لفترة أطول، ويمكن أن تُستخدم مع ليفودوبا، ومن هذه الأدوية؛ البراميبيكسول، والروبيرينول، والروتيغوتين، والآبومورفين، وتتشابه آثارها الجانبية مع آثار ليفودوبا، كما أنها قد تسبب الهلوسات والنعاس والسلوكيات الإجبارية مثل؛ فرط الرغبة الجنسية وتناول الطعام.
  • مثبِّطات أكسيداز أحادي الأمين ب، وتتضمن هذه الأدوية؛ سيليجيلين، وراساجيلين، وسافيناميد، وتساعد على منع تعطل الدوبامين من بتثبيط أكسيداز أحادي الأمين ب، ومن آثارها الجانبية؛ الغثيان أو الأرق، وعند إضافة هذه الأدوية إلى كاربيدوبا وليفودوبا، فإنها تزيد من خطر حدوث هلوسات، ولا يجب أن تُستخدم هذه الأدوية مع أغلب مضادات الاكتئاب أو بعض المواد المخدِّرة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات خطيرة.
  • مثبِّطات ناقلة ميثيل الكاتيكول، ويشكل الإنتاكابون الدواء الرئيسي من هذه الفئة، ويساعد هذا الدواء في تمديد فترة تأثيرات دواء ليفودوبا من خلال سد الإنزيم الذي يعطل الدوبامين، ومن آثاره الجانبية حركات لاإرادية.
  • مضادات الكولين، كانت هذه الأدوية تُستخدم في السابق للتخفيف من الرعشات المترافقة مع مرض شلل الرعاش، ومن الأدوية التي تنتمي إلى هذه الفئة، البنـزتروبين أو التريهكسيفينيديل، إلا أن آثارها الإيجابية قليلة بالمقارنة بالآثار الجانبية التي قد تسببها، ومن هذه الآثار الجانبية ضَعف الذاكرة والهلوسات والإمساك وجفاف الفم ومشاكل في التبول.
  • الأمانتادين، قد يصف الطبيب هذا الدواء لوحده في المراحل المبكرة من مرض شلل الرعاش لسيطرة على الأعراض الخفيفة، كما قد يُعطى مع كاربيدوبا وليفودوبا في المراحل المتقدمة من المرض لسيطرة على الحركات اللاإرادية التي قد يسببها كاربيدوبا وليفودوبا، ومن آثاره الجانبية؛ ظهور بقَع بنفسجية اللون على الجلد، أو تورُّم الكاحل أو حدوث هلوسات.


أسباب مرض شلل الرعاش

لا يعرف العلماء السبب الدقيق لحدوث مرض شلل الرعاش، إلا أن مجموعة من العوامل البيئية والوراثية، قد تُسهم في حدوثه، كما يعتقد بعض العلماء أنّ الفيروسات يمكن تُؤدي كذلك إلى حدوث المرض، وقد رُبط المرض بانخفاض في الدوبامين والنورادرينالين، كما قد عُثر على بروتينات غير طبيعية، تُسمى أجسام ليوي في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض شلل الرعاش، ولا يُعرف الدور الذي تلعبه هذه الأجسام، وعلى الرغم من عدم وجود سبب واضح، إلا أنه يوجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض شلل الرعاش، ومنها ما يأتي:[٣]

  • الجنس، إنّ الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض شلل الرعاش مرة ونصف مقارنة بالنساء.
  • العرق، من المرجح أن يصاب الأشخاص أصحاب البشرة بمرض الرعاش أكثر من الأميركيين الأفارقة أو الآسيويين.
  • العمر، يظهر مرض شلل الرعاش عادة بين سن 50 و60 عامًا. يحدث فقط قبل سن 40 عامًا في 5-10% من الحالات.
  • التاريخ العائلي المرضي، قد يُصاب الأشخاص الذين يملكون أفرادًا مقربين من العائلة مصابين بمرض شلل الرعاش.
  • السموم، إن التعرض لبعض السموم، قد يزيد من خطر الإصابة بمرض شلل الرعاش.
  • إصابة الرأس، إنّ الأشخاص الذين يُعانون من إصابات في الرأس قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض شلل الرعاش.


أعراض مرض شلل الرعاش

تتضمن الأعراض المبكرة للإصابة بمرض شلل الرعاش ما يأتي:[٤]

  • قد يعاني الشخص من هزة في اليدين.
  • انخفاض الشعور بالتنسيق والتوازن، ممّا قد يُؤدي إلى سقوط الأشياء من يد الأشخاص، كما قد يكونون أكثر عرضة للسقوط.
  • قد يتغير وضع الشخص، إذ قد يميل إلى الأمام قليلًا.
  • يكمن أن تصبح تعابير الوجه ثابتة، بسبب التغيرات في الأعصاب التي تتحكم في عضلات الوجه.
  • قد تحدث هزة في الصوت، أو قد يتكلم بهدوء أكثر من قبل.
  • قد يصبح خط اليد صغيرًا.
  • كما يمكن أن يكون فقدان حاسة الشم علامة مبكرة على المرض.
  • مشاكل في النوم، وهي من سمات مرض شلل الرعاش وقد تكون علامة مبكرة على المرض.

قد تتضمن الأعراض الشائعة لمرض شلل الرعاش ما يأتي:[٤]

  • تغير المزاج؛ بما في ذلك الاكتئاب.
  • صعوبة المضغ والبلع.
  • مشكلات في التبول.
  • الإمساك
  • مشكلات في البشرة.


المراجع

  1. "Parkinson's Disease", medlineplus,19-6-2019، Retrieved 18-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (30-6-2018), "Parkinson's disease"، mayoclinic, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  3. Kimberly Holland (15-1-2019), "Everything You Want to Know About Parkinson’s Disease"، healthline, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Yvette Brazier (19-10-2018), "Parkinson's disease and its causes"، medicalnewstoday, Retrieved 18-11-2019. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×