محتويات
مرض طنين الأذن
يُعرَف طنين الأذن بأنَّه الرنين أو الصفير أو الدقدقة التي يسمعها المصاب في إحدى أذنيه أو كلتيهما معًا، ولا يأتي من مصدر خارجي، وتختلف هذه الأصوات في شدتها من حالة لأخرى، كما أنَّها قد تمثّل مشكلة مؤقتة تزول خلال وقت قصير، أو مشكلة مزمنة تستمر لوقت طويل، وفي أغلب الحالات لا يُعدّ طنين الأذن مرضًا بل من أعراض الأمراض، وبالرغم من أنَّ طنين الأذن غالبًا ما يصيب كبار السن بعد عمر الخمسين، فهو قد يصيب الأطفال واليافعين أيضًا.[١][٢]
يُعدّ طنين الأذن أحد الأعراض الشائعة التي تؤثر في 15% إلى 20% من الأشخاص التي تترافق مع الإصابة بمشاكل مرضيَّة أخرى، فهي ليست مُشكلة مرضيَّة منفصلة بذاتها، وبالرغم من أنّها ليست خطيرة في معظم الأحيان، فإنّها قد تصبح مصدرًّا لانزعاج المُصاب، فمن المضاعفات التي قد يسببها طنين الأذن: الأرق، وسوء الأداء في العمل أو الدراسة، والاكتئاب، والقلق، والهياج، فارتفاع صوت الطنين في الأذن أحيانًا يعيق القدرة على سماع الأصوات الخارجية أو التركيز.[١][٢]
علاج مرض طنين الاذن
لا يوجد علاج من طنين الأذن، وإنَّما هناك عدد من الطّرق التي تساعد المصاب في التحكم بكيفية التعامل مع الأصوات داخل الرأس، وتخفيف شدّتها، فبالرغم من أنَّها لا توقف صوت الطنين، فهي قد تحسّن نوعيَّة الحياة لدى المُصاب، ومن أمثلتها ما يأتي ذكره:[٣]
- أجهزة إخفاء الصوت، يقوم مبدأ عمل هذه الأجهزة على إصدار أصوات خارجية مقبولة للمصاب قد تُغطّي أصوات الطنين في الأذن، ويُفضّل المصابون أنْ يصبح مستوى الأصوات الخارجية الصادرة من هذه الأجهزة مرتفعًا قليلًا على صوت الطنين، لكنّ آخرين قد يفضّلونه مرتفعًا جدًّا فيُغطّي طنين الأذن كليًّا.
- أدوات السمع، هي أدوات إلكترونيَّة صغيرة الحجم تزيد مستوى الأصوات الخارجيَّة ليتمكّن المصاب من سماعها؛ فقد يخفف ذلك من التغيّرات العصبية التي تحدث في كيفيَّة معالجة الدماغ للأصوات، إذ يترافق ضعف السمع مع الإصابة بطنين الأذن نتيجة تغيُّر الطريقة التي يعالِج فيها الدماغ الترددات الصوتية المسموعة.
- العلاج المعرفي السلوكي، يساعد المصابين بطنين الأذن في تعلّم مهارات تحويل الانتباه، والاسترخاء إلى جانب عدد من الاستراتيجيَّات التي تساعد المصاب في التفكير والتعامل مع طنين الأذن بطريقة مختلفة.[٤]
- العلاج التكميلي، ومنه استخدام نبات الجنكة أو استخدام العلاج بالإبر في حالات طنين الأذن، لكنْ لا توجد أدلة علمية كافية تدعم استخدام هذه العلاجات التكميليَّة في حالات طنين الأذن.[٤]
- العلاج الدوائي، حيث العديد من مضادات الاكتئاب المتنوعة تُستخدَم أحيانًا في تخفيف أعراض طنين الأذن، وبالرغم من ذلك، لا يوجد دليل علمي قطعي يُثبِت فاعليتها في حالات طنين الأذن،[٤] وقد تُستخدَم مضادات القلق أيضًا في علاج الأرق عند مرضى طنين الأذن،[٣] ففي دراسة نُشرت على موقع ببمد عام 2009 تبحث تأثير استخدام دواء ألبرازولام في مرضى طنين الأذن، أظهرت الدراسة بعض النتائج المُرضِية على بعض المصابين، لكنْ تتطلب هذه الدراسة المزيد من الأبحاث لإثباتها.[٥]
- تحديد سبب المشكلة وعلاجها، يتعرّف الطبيب إلى المشكلة المرضيّة التي قد تمثّل سببًا في ظهور أعراض طنين الأذن، ويبحث عن طرق علاجها بهدف تخفيف الأعراض؛ ومن أمثلة ذلك:[٦]
- علاج مشكلات الأوعية الدموية؛ فقد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي، أو الأدوية، أو غيرهما من الطُّرق العلاجية للسيطرة على المشاكل الوعائية.
- إزالة شمع الأذن المتراكم في الأذن.
- تغيير الدواء في الحالات التي يصبح فيها تناول بعض أنواع الأدوية سببًا في ظهور الأعراض، وفي هذه الحالة قد يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول الدواء، أو تقليل جرعته، أو استبدال دواء آخر به.
- تغيير نمط الحياة، يوجد عدد من النصائح المتّبعة لتخفيف الأعراض، ومنها ما يأتي:[٦]
- تغطية صوت الطنين، يُحقّق ذلك بتشغيل المروحة، أو الراديو، أو الموسيقا، فهذه الأصوات قد تساعد في إخفاء صوت الطنين في الأذن.
- السيطرة على التوتر؛ ذلك بممارسة التمارين الرياضية أو الاسترخاء.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحوليَّة.
- تجنب التعرض لمثيرات الطنين في الأذن، التي تزيد من شِدة الأعراض؛ كسماع الأصوات المرتفعة جدًّا، أو استخدام الكافيين والنيكوتين.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، هي من الطرق التي لا تسبب الشعور بألم للمصاب، وقد تخفف أعراض طنين الأذن عند بعضهم، وتُعدّ شائعة الاستخدام في دول أوروبا وأمريكا.[٦]
- علاج الأسنان، قد يحدث طنين الأذن بسبب وجود مشكلة في المفصل الصدغي الفكي، الذي يربط عظم الفك بالرأس في المنطقة الواقعة أمام الأذن، ونظرًا لارتباط الأعصاب والعضلات في الفك بتلك الموجودة في الأذن؛ قد يساعد علاج المشكلة في هذا المفصل في تخفيف أعراض الطنين.[٧]
- زراعة القوقعة في الأذن، تُجرى غالبًا في حالات فقد السمع الشديد، فهي قد تخفف أعراض طنين الأذن الذي يترافق مع فقد السمع عند بعض الأشخاص.[٧]
أسباب طنين الأذن
تؤدّي الإصابة بعدد من الحالات المرضيّة إلى ظهور الطنين أو تفاقمه، وقد لا يبدو سببه واضحًا في كثير من الحالات، ويُعدّ تلف خلايا الأذن الداخلية سببًا شائعًا لطنين الأذن، إذ يتحرّك الشعر الرقيق الناعم في الأذن الداخلية بفعل ضغط الموجات الصوتية، فتطلق خلايا الأذن إشارةً كهربائية من خلال عصب الأذن (العصب السمعي) إلى الدماغ، ويُفسّر الدماغ هذه الإشارات بمنزلة صوت، وإذا كانت الشعيرات الموجودة داخل الأذن الداخلية منحنيةً أو متقطّعةً، فتسري نبضات كهربائية عشوائية في الدماغ، ممّا يسبب طنين الأذن، وتشمل الأسباب الأخرى للطنين: مشكلات الأذن الأخرى، والحالات المرضية المزمنة، والإصابات أو الحالات التي تؤثر في الأعصاب في الأذن أو مركز السمع في الدماغ.[٨]
- الأسباب الشائعة لطنين الأذن: يحدث طنين الأذن لعديد من الناس بسبب إحدى الحالات الآتية:[٨]
- فقدان السمع المرتبط بالعمر: يضعف السمع بالنسبة لكثير من الناس مع تقدّم العمر، ويبدأ في سن الستين، إذ يسبّب فقدان السمع الطنين، ويُطلَق على هذه الحالة من فقدان السمع اسم الصمم الشيوخي.
- التعرض لضوضاء عالية: فالضوضاء العالية مثل تلك الصادرة عن المعدات الثقيلة، والمناشير الكهربائية، والأسلحة النارية، وهي مصادر شائعة لفقدان السمع المرتبط بالضوضاء، وأجهزة الموسيقى المحمولة؛ مثل: مشغّلات MP3 أو أجهزة iPod، تسبّب فقدان السمع المرتبط بالضوضاء إذا استُخدمت لمدة طويلة وكان صوتها مرتفعًا، ويختفي الطنين الناتج من التعرّض قصير المدى بعد زوال السبب؛ مثل: حضور حفلة موسيقية صاخبة، وقد يسبّب التعرض طويل المدى للصوت المرتفع ضررًا دائمًا.
- انسداد الأذن بالشمع: إذ يحمي شمع الأذن قناة الأذن عن طريق التقاط الأوساخ، وإبطاء نمو البكتيريا، فعندما يتراكم كثير من شمع في الأذن يصبح من الصعب جدًّا تنظيفها بشكل طبيعي، ممّا يسبّب فقدان السمع أو تهيّج طبلة الأذن، ويؤدّي ذلك إلى الشعور بطنين الأذن.
- تغييرات عظم الأذن: قد يؤثر تشنّج العظام في الأذن الوسطى (تصلّب الأذن) في السمع مسبّبًا الطنين، إذ تنتج هذه الحالة من نموّ غير طبيعي للعظام وتكون عادةً متوارثة في الأسر.
- أسباب طنين الأذن الأقل شيوعًا: توجد أسباب أخرى أقلّ شيوعًا للطنين، ومنها ما يأتي:
- مرض مينيير: إذ يبدو الطنين مؤشّرًا مبكّرًا إلى مرض مينيير، وهو اضطراب في الأذن الداخلية قد يحدث بسبب ضغط السائل الداخلي للأذن الداخلية.
- اضطرابات المفصل الفكي الصدغي: قد تسبّب مشكلات المفصل الصدغي الفكي طنينًا في الأذن، إذ توجد هذه المفاصل على جانبي الرأس أمام الأذنين، إذ يلتقي عظم الفك السفلي بالجمجمة.
- إصابات الرأس أو إصابات الرقبة: تؤثّر صدمة الرأس أو الرقبة في الأذن الداخلية أو السمع أو وظيفة الدماغ المرتبطة بالسمع، وتسبب هذه الإصابات الطنين في أذن واحدة فقط.
- ورم العصب السمعي: يتطور هذا الورم غير السرطاني (الحميد) على العصب القحفي، الذي يمتدّ من الدماغ إلى الأذن الداخلية، ويتحكّم بالتوازن والسمع، وتُسمّى هذه الحالة أيضًا الورم الشوفاني الدهليزي، وتسبب طنين الأذن في أذن واحدة فقط.
مراجعة الطبيب لطنين الأذن
يُنصح بمراجعة الطبيب في حالات معيّنة، ومنها ما يأتي:[٩]
- ترافق صوت طنين الأذن مع الإصابة بالدوخة، التي قد تشير إلى وجود مشكلة عصبية أو الإصابة بمرض منيير.
- ترافق الطنين مع خروج إفرازات من الأذن أو وجود الألم، الذي قد يمثّل أحد علامات حدوث عدوى في الأذن.
- ظهور أيّ من أعراض طنين الأذن يستدعي مراجعة الطبيب؛ فهذا الطنين قد ينجم عن ارتفاع ضغط الدم، أو ضعف نشاط الغدة الدرقية.
المراجع
- ^ أ ب medicalnewstoday, "What you need to know about tinnitus"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب "Tinnitus", mayoclinic, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب Corinne O’Keefe Osborn, "Tinnitus Remedies"، healthline, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب ت Jamie Berke, "An Overview of Tinnitus"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ Jalali MM1, Kousha A, Naghavi SE, and others. (2009-11-1), "The effects of alprazolam on tinnitus: a cross-over randomized clinical trial."، ncbi, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب ت "Tinnitus", mayoclinic, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Tinnitus -- Diagnosis and Treatment", webmd, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب "Causes", www.mayoclinic.org, Retrieved 22-1-2019. Edited.
- ↑ "Understanding Tinnitus -- Symptoms", webmd, Retrieved 2019-11-20. Edited.