علاج مشاكل الجهاز العصبي بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج مشاكل الجهاز العصبي بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

التداوي بالأعشاب

تمتلك العديد من أنواع الأعشاب المختلفة خصائص علاجية، لذا يلجأ الكثير من الناس إلى التدواي بهذه الأعشاب، حيث يتم بيعها بصور وأشكال متعددة كأقراص، كبسولات، مساحيق شاي، ونباتات طازجة أو مجففة، ويتم استخدام الأدوية العشبية لمحاولة الحفاظ على الصحة أو تحسينها، ويعتقد العديد من الناس أن المنتجات الطبيعية آمنة ولا تسبب مضاعفات خطيرة ولكن لا يكون هذا الأمر صحيح دائمًا، حيث إنه من الممكن أن تتفاعل العلاجات العشبية مع بعض الأدوية، كما إنه لا يتم إجراء التجارب السريرية على الأعشاب كما هو الحال في صناعة الأدوية، وتستخدم هذه الأدوية العشبية في علاج العديد من الأمراض المختلفة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن إمكانية علاج مشاكل الجهاز العصبي بالأعشاب.[١]


مشاكل الجهاز العصبي

يعد الجهاز العصبي نظام معقد ومتطور يعمل على تنظيم أنشطة الجسم المختلفة، ويتكون هذا الجهاز من قسمين هما؛ الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي، وهناك العديد من المشاكل والاضطرابات التي قد تصيب هذا الجهاز، وتتسبب هذه الاضطرابات بالعديد من الأعراض المختلفة مثل؛ الصداع، ضعف العضلات، مشاكل في الرؤية، وغيرها، وتشمل مشاكل الجهاز العصبي اضطرابات الأوعية الدموية، الاضطرابات الهيكلية، الاضطرابات الوظيفية، الالتهابات وداء التنكس أو التدهور مثل مرض باركينسون، التصلب المتعدد، ومرض الزهايمر [٢]


لمعرفة المزيد من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: مشاكل الجهاز العصبي: أسبابها و علاجها.


علاج مشاكل الجهاز العصبي بالأعشاب: حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

مارست العديد من الشعوب في العالم الطب التقليدي الذي يعتمد على استخدام النباتات الطبية والمستخلصات النباتية لقرون عدة، لذا تتم إجراء العديد من الدراسات واستخدام الأدوية العشبية في علاج أمراض مختلفة بما في ذلك الأمراض العصبية، وقد أظهرت بعض هذه الدراسات تفاعل العديد من مستقبلات الجهاز العصبي المركزي مع العديد من الأدوية العشبية مما يساهم في علاج الاضطرابات العصبية والأمراض الأخرى المتعلقة بالجهاز العصبي المركزي، وعلى الرغم من ذلك فقد كشفت هذه الدراسات أيضًا عن تعقيد التفاعل بين بعض المستقبلات والأعشاب حيث يمكن للمستخلصات النباتية أن تثبط في الوقت نفسه وظيفة عدد من المستقبلات الأخرى، وقد تم عمل هذه التجارب في البداية داخل المختبر، ثم على الحيوانات وفي النهاية تم تطبيق هذه التجارب على البشر ومع ذلك فإن الدراسات التي تم إجرائها لمعرفة تأثير الأعشاب على الجهاز العصبي غير كافية وما زلنا بحاجة لأدلة ودراسات علمية إضافية ولإجراء العديد من التجارب السريرية حتى يتم اعتماد الأعشاب في علاج مشاكل الجهاز العصبي المركزي، ومن الجدير ذكره بأنه يجب استشارة الطبيب أو المختص قبل تناول أي أعشاب لضمان عدم حدوث مضاعفات أو آثار جانبية خطرة وحتى يتمكن الطبيب من اتخاذ الإجراء الطبي المناسب، [٣] ولكن هناك بعض الأعشاب التي قد تساعد في تخفيف الإجهاد على الجهاز العصبي مثل المليسة، البابونج والاشواجندا وفي الآتي تفصيّل معلوماتهم.[٤]


المليسة

هي عشبة من عائلة النعناع يتم استخدامها كتوابل في الطعام وللمساعدة في التخفيف بعض من أعراض مشاكل الجهاز العصبي والجهاز الهضمي ومشاكل الكبد، فقد استعملت في الطب التقليدي لعلاج عسر الهضم وللتخفيف من اضطرابات الجهاز العصبي وذلك بسبب احتوائها على حمض الروزمارينك الذي يعد المادة الفعالة فيها والمسؤول عن تقليل التوتر،القلق والإجهاد، ومن الجدير ذكره بأنه يمكن استخدام عشبة المليسة بعدة طرق حيث يمكن شربها كشاي أو تناولها كمكمل غذائي أو مستخلص يتم تطبيقه على الجلد كبلسم أو لوشن كما يمكن استخدام زيت المليسة العطري في العلاج بالروائح، ومن الجدير ذكره بأنه يجب مراجعة الطبيب لتحديد الجرعة ولضمان السلامة. [٥]


البابونج

البابونج هو عشب يأتي من زهور تشبه الأقحوان لعائلة نبات Asteraceae، حيث تم استخدامه لعدة قرون كعلاج طبيعي للعديد من الحالات الصحية وذلك من خلال تجفيف أزهاره ثم نقعها في الماء الساخن وشربها كشاي[٦] حيث يحتوي البابونج على مادة apigenin ، وهو مضاد للأكسدة ويعد المادة الفعالة المسؤولة عن فعالية البابونج في التخفيف من القلق والإجهاد والتوتر وذلك لأنه يرتبط ببعض المستقبلات في الدماغ والتي قد تعزز النعاس وتقلل الأرق، أو عدم القدرة على النوم المزمن وفي الآتي توضيح لبعض الدراسات التي تم إجرائها عليه ولكن من الجدير معرفته بأن هذه النتائج واعدة، ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتحديد مدى آثار شاي البابونج على الجهاز العصبي وفي الآتي بعض الدراسات:[٧]


  • في إحدى الدراسات، أبلغت النساء بعد الولادة اللاتي تناولن شاي البابونج لمدة أسبوعين عن جودة نوم أفضل مقارنة بالمجموعة التي لم تشرب شاي البابونج، حيث كان لديهم أيضًا أعراض أقل للاكتئاب والتوتر، والتي غالبًا ما ترتبط بمشاكل النوم.
  • وجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين تناولوا 270 ملجم من خلاصة البابونج مرتين يوميًا لمدة 28 يومًا كان لديهم مستوى القلق أقل بنسبة الثلث كما كان معدل سرعة البدء في النوم لديهم أسرع بخمس عشرة دقيقة من الأشخاص الذين لم يتناولوا البابونج.


الاشواجندا

الاشواجندا هي شجيرة صغيرة دائمة الخضرة تنمو في الهند والشرق الأوسط وأجزاء من إفريقيا، حيث يتم استخدام الجذور والتوت تستخدم لتقليل التوتر والعصبية [٨] وذلك بسبب وجود مركب تريثيلين جلايكول والذي يعد المادة الفعالة المسؤولة عن فعالية الاشواجندا في تقليل العصبية والتوتر، ومن الجدير ذكره بأنه يجب مراجعة الطبيب والمختص لتحديد الجرعة المناسبة ولضمان السلامة .[٩]



المحاذير والآثار الجانبية للأعشاب المستخدمة في علاج مشاكل الجهاز العصبي

يعتقد البعض بأن تناول المنتجات الطبيعة آمن ولا يسبب آثار جانبية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الاعتقاد صحيح فهناك العديد من الآثار الجانبية التي قد تحدث عند تناول هذه المنتجات بسبب تداخلهم مع بعض الأدوية والأعشاب الأخرى التي تكون قد تناولت، لذا يجب استشارة الطبيب والمختص قبل تناولهم لضمان السلامة، وفي الآتي تفصيل لبعض المحاذير والآثار الجانبية: [١٠]


المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام عشبة المليسة في علاج مشاكل الجهاز العصبي

يعد تناول عشبة المليسة بالكميات الطبيعية الموجودة في الطعام آمن، ولكن عند تناولها بكميات علاجية فإنه تجدر الإشارة لبعض المحاذير والآثار الجانبية التي قد تحدث:[١٠]

  • الحمل والرضاعة: لا يوجد معلومات كافية عن آثار استخدام عشبة المليسة أثناء الحمل والرضاعة لذا من الأفضل البقاء على الجانب الآمن وعدم تناولها أثناء الحمل والرضاعة.
  • مرضى السكري: إن تناول عشبة المليسة قد يسبب انخفاض في مستوى السكر في الدم، لذا من الأفضل مراقبة مستوى السكر عند تناولها واستشارة االطبيب
  • إجراء العمليات: إن تناول عشبة المليسة عند إجراء العمليات الجراحية قد يسبب الدوخة بسببب تداخلها مع الأدوية المستخدمة أثناء وبعد العملية لذا يجب التوقف عن تناولها قبل بأسبوعين من إجراء العملية.
  • أمراض الغدة الدرقية: إن تناول عشبة المليسة عند المرضى الذين يعانون من أمراض في الغدة الدرقية قد يزيد الأمر سوء، لذا من الأفضل عدم تناولها.

المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام عشبة البابونج في علاج مشاكل الجهاز العصبي

يعد تناول البابونج بالكميات الطبيعية الموجودة في الطعام آمن، ولكن عند تناوله بكميات علاجية فإنه تجدر الإشارة لبعض المحاذير والآثار الجانبية التي قد تحدث:[١١]

  • يجب تجنب تناول البابونج قبل إجراء العمليات الجراحية بأسبوعين، وذلك بسبب التداخلات الطبية التي قد تحدث مع أدوية التخدير.
  • يجب عدم تناول البابونج مع استخدام بعض الأدوية التي يتم تناولها باستمرار، بل يجب استشارة الطبيب قبل تناوله ومن هذه الأدوية الأسبرين، الإيبوبروفين، نابروكسن وبعض النباتات مثل الجنكة بيلوبا.


المحاذير والآثار الجانبية لاستخدام عشبة الاشواجندا في علاج مشاكل الجهاز العصبي

يعد تناول عشبة الاشواجندا بالكميات الطبيعية الموجودة في الطعام آمن، ولكن عند تناولها بكميات علاجية فإنه تجدر الإشارة لبعض المحاذير والآثار الجانبية التي قد تحدث ومنها:[٨]

  • الحمل والرضاعة: لا يوجد معلومات كافية عن آثار استخدام عشبة الاشوجندا أثناء الحمل والرضاعة لذا من الأفضل البقاء على الجانب الآمن وعدم تناولها أثناء الحمل والرضاعة.
  • مرضى السكري: إن تناول عشبة الاشواجندا قد يسبب انخفاض في مستوى السكر في الدم، لذا من الأفضل مراقبة مستوى السكر عند تناولها واستشارة االطبيب
  • مرضى الضغط: إن تناول عشبة الاشواجندا قد يتفاعل مع أدوية الضغط، كما قد يسبب هبوط في مستوى الضغط لذا من الأفضل تجنب استخدامها.
  • مرضى قرحة المعدة: إن تناول عشبة الاشواجندا قد يسبب تهيج للمعدة، لذا من االأفضل عدم تناولها لمرضى القرحة.
  • إجراء العمليات: إن تناول عشبة الاشواجندا عند إجراء العمليات الجراحية قد يسبب الدوخة بسببب تداخلها مع الأدوية المستخدمة أثناء وبعد العملية لذا يجب التوقف عن تناولها قبل بأسبوعين من إجراء العملية.
  • أمراض الغدة الدرقية: إن تناول عشبة الاشواجندا عند المرضى الذين يعانون من أمراض في الغدة الدرقية قد يزيد الأمر سوء، لذا من الأفضل عدم تناولها.

المراجع

  1. "Herbal Medicine", medlineplus.gov, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  2. "Overview of Nervous System Disorders", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  3. "Interaction of Plant Extracts with Central Nervous System Receptors", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-07-04. Edited.
  4. " NERVOUS SYSTEM, ANXIETY, AND STRESS RELIEF", www.cedarmountainherbs.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  5. "The Health Benefits of Lemon Balm", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  6. "5 Ways Chamomile Tea Benefits Your Health", www.healthline.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  7. "What are the benefits of chamomile tea?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  8. ^ أ ب "ASHWAGANDHA", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  9. "Triethylene glycol, an active component of Ashwagandha (Withania somnifera) leaves, is responsible for sleep induction", www.researchgate.net, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  10. ^ أ ب "LEMON BALM", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
  11. "What Is Chamomile?", www.webmd.com, Retrieved 2020-07-14. Edited.
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×