علاج مغص الاطفال الرضع

كتابة:
علاج مغص الاطفال الرضع

مغص الأطفال الرُّضّع

يُعرف مغص الرُّضّع بكونه مشكلة تظهر لدى الرُّضّع بعد بضعة أسابيع من الولادة عادةً، وتستمرّ حتى يبلغوا من العمر ثلاثة إلى أربعة أشهر، وعلى الرغم من أنّها تسبب في بكاء الطفل بشدة، غير أنّها لا تنجم عن أسباب خطيرة أو ضارّة.[١]

تنتج الإصابة بالمغص من الغازات أو عُسر الهضم، لكن في معظم الأحيان لا يُعرَف السبب الرئيس، وتوجد بعض النظريات التي تشير إلى أنّها قد تنجم عن عدم اكتمال نمو أمعاء الرضيع وحساسيتها تجاه بعض المواد الموجودة في حليب الأم أو الحليب الاصطناعي، إذ إنّ حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز يسببان المغص، لكن لا توجد أدلة تدعم هذه النظريات.[١]

يصاب العديد من الرُضّع بالمغص مرتين فأكثر إذا كانت الأم تدخن خلال فترة الحمل، كما أنّ الذين يتغذّون من خلال الرضاعة الطبيعية أو الحليب الاصطناعي يصابون به بشكل متساوٍ.[١]


استراتجية علاج مغص الأطفال الرُضع

يتمثل الهدف الأساسي من العلاج في تهدئة الطفل قدر الإمكان، وتشمل استراتيجياته ما يأتي:[٢]

  • استخدام اللهاية.
  • حمل الطفل، والمشي وهزّه برفق.
  • تقميط الطفل ببطانية.
  • وضع الطفل في حمام ماء دافئ.
  • فرك بطن الطفل أو ظهره.
  • تعتيم الإضاءة، والحدّ من التحفيز البصري.

إذا لم تقلّل استراتيجيات التهدئة من بكاء الطفل أو تهيّجه؛ فقد يوصي الطبيب بإجراء التغييرات قصيرة الأمد في النظام الغذائي، التي قد تشمل ما يأتي:[٢]

  • تغيير الحليب الاصطناعي، إذا كان الطفل يتغذّى عليه؛ فقد يقترح الطبيب تغييره لمدة أسبوع إلى أنواع أخرى تحتوي على بروتينات سهلة الهضم.
  • تغيير نظام الأم الغذائي، في حال تغذية الرضيع بحليب الأم، تُجرّب الأم اتباع نظام غذائي خالي من مسببات الحساسية الشائعة؛ مثل: منتجات الألبان، والبيض، والمكسّرات، والقمح، والملفوف، والبصل، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.


علاج مغص الرُّضّع بالأدوية

قد تستدعي بعض الحالات تهدئة الرضيع باستخدام بعض الأدوية، ومن الأمثلة عليها ما يلي:[١]

  • قطرات السيمثكون، الذي يمثّل عاملًا مضادًا للفقاعات أي أنّه يقلّل من كمية الغازات المحصورة في البطن من خلال تجميع الفقاعات الصغيرة بين محتويات المعدة الناجمة عن ابتلاع الطفل للهواء، وعندما تتجمّع هذه الفقاعات مع بعضها البعض فتصبح أكبر حجمًا ويسهل طردها خارج الجسم من خلال التجشؤ أوإطلاق الريح.
  • قطرات اللاكتاز، هو إنزيم يحطّم اللاكتوز -السكر الموجود في الحليب- ليحوّله إلى جلوكوز وجلاكتوز، إذ يسبب نقصه تشنّجات البطن والإسهال بعد تناول منتجات الحليب، ولا يعني تحسّن الطفل عند استخدام هذه القطرات أنّ الطفل سيحتاج إلى هذا الإنزيم دائمًا، حيث عدم تحمّل اللاكتاز حالةً مؤقتة.

يُستخدَم دواء ديسيكلومين في علاج مرضى تشنّجات المعدة، وعلاج المغص لدى الرُضع، لكن وُجِدَ أنّه يسبب صعوبات التنفس، والنوبات، وضعف العضلات، وفقد الوعي، والغيبوبة لدى الرُّضّع.[١]


علاج مغص الأطفال الرضع بالطب البديل

أشارت نتائج العديد من الدّراسات الصّغيرة إلى وجود بعض الفوائد في العلاج بالطب البديل، لكنّ النتائج متضاربة، ولا توجد أدلّة كافية لمعرفة فوائد ومخاطر العلاج، وتتضمّن الطرق ما يأتي:[٢]

  • شاي الاعشاب.
  • زيت الشمر.
  • الماء والسكر.
  • ماء الغريب، الذي يحتوي على الماء ومزيج من الأعشاب.
  • العلاج بالتدليك.
  • تقويم العمود الفقري بالعلاج اليدوي.
  • علاج الوخز بالإبر.

تتضمّن مخاطر العلاج ما يأتي:[٢]

  • يؤدي تناول الطفل شاي الاعشاب والسوائل الأخرى إلى قلّة تناوله الحليب، أو قد يقلل من مستويات الصوديوم في دم الرضيع.
  • تسبب العلاجات البديلة التسمم للطفل، أو قد تحتوي على مكونات غير مُدرَجة على الملصق الخاص بالعلاج، أو قد تصبح جرعات العلاج غير صحيحة.
  • تحتوي بعض العلاجات على كميات قليلة من المواد التي قد تصبح سامة.


علاجات يجب تجبها لمغص الرُّضّع

على الرغم من شيوع استخدام بعض العلاجات المنزلية في علاج مغص الرضع، إلّا أنّه لم تثبت فائدة أيّ منها، كما قد تتسبب في الضرر للطفل، وتجب استشارة طبيب أطفال قبل تجربة أيّ علاج منزلي جديد؛ مثل:[٣]

  • تقديم حبوب الأرز في زجاجة للرضيع، والتي تزيد من خطر اختناقه، بالإضافة إلى عدم ثبات نجاحها.
  • العلاج بالأعشاب؛ مثل: البابونج، ويُفضّل عدم استخدامها مع الرضع؛ لأنّ إدارة الأغذية والعقاقير لا تُصنّفها ضمن العلاجات التي لا تحتاج وصفة طبية، ومن الصعب الكشف عن مكوّناتها وتصنيفها، وقد يحتوي بعضها على مكوّنات خطيرة للطفل؛ كالكحول، والمواد الأفيونية.


أعراض مغص الأطفال الرضع

يعد البكاء أمرًا طبيعيًّا بالنسبة للأطفال الرُضع، خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من أعمارهم، وعمومًا يعرف البكاء الناجم عن المغص بأنه البكاء الذي يستمر ثلاث ساعات أو أكثر في اليوم، أو ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع، أو ثلاثة أسابيع أو أكثر، وتتضمن أعراض المغص الأخرى ما يأتي [٢]:

  • بكاء الطفل الشديد المشابه للصراخ أو البكاء الذي يعبر عن الألم.
  • البكاء دون وجود سبب واضح، مثل: الجوع، أو الحاجة إلى تغيير الحفاض.
  • حدوث نوبات البكاء في كثير من الأحيان في وقت المساء.
  • تغير لون الوجه، مثل: احمراره، أو شحوب البشرة حول فم الطفل.
  • ظهور أعراض التوتر الجسدي، مثل: رفع الأرجل وتصلبها، أو تصلب الذراعين، أو تقوس الظهر، أو شد البطن.

في بعض الأحيان يمكن أن تقل هذه الأعراض بعد تمرير الطفل للغازات أو التبرز، ومن المحتمل أن تكون الغازات ناجمةً عن ابتلاع الرضيع للهواء أثناء البكاء مدةً طويلةً.


أسباب مغص الأطفال الرُضع

لا يوجد سبب معروف للإصابة بالمغص، لكن يشير الخبراء إلى أنّه لا ينجم عن حالة وراثية، أو شيء حدث أثناء الحمل أو الولادةد، ومع ذلك، تشير بعض النظريات إلى أنّ الأسباب الآتية تودي إلى حدوث الإصابة:[٤]

  • عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي، تُعدّ عملية هضم الطعام مهمة كبيرة بالنسبة لهذا الجهاز لدى الطفل؛ لذلك قد يمرّ الطعام بسرعة فيه ولا يُهضَم كله، مما يسبب الألم والغازات في الأمعاء.
  • ارتجاع الأحماض المعدي المريئي، وجدت بعض الأبحاث أنّ هذه الحالة هي السبب في إصابة الرضيع بالمغص، وغالبًا ما ينجم عن ضعف العضلة العاصرة في أسفل المريء، التي تمنع أحماض المعدة من الارتفاع إلى الحلق والفم، مما يسبب تهيج المريء، وتشمل أعراض ارتداد الحمض لدى الرضع كثرة البصق، وسوء التّغذية، وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب الرُّضّع يتخلّصون من هذه المشكلة في عمر السّنة، ويختفي المغص النّاجم عنه قبل عمر السّنة بمدة أطول.
  • الحساسية الغذائية، يعتقد بعض الخبراء أنّ مغص الرضع قد ينجم عن الحساسية تجاه بروتين الحليب (عدم تحمّل اللاكتوز) لدى الأطفال الذين يتغذّون بالحليب الاصطناعي، وفي حالات نادرة قد ينجم عن ردّ فعل الجسم على بعض الأطعمة التي تتناولها الأم إذا كان الطفل يتغذّى بـالرضاعة الطبيعية، وفي كلتا الحالتين تسبب هذه الحساسية المغص للطفل.
  • التدخين، تشير العديد من الدّراسات إلى أنّ الأطفال المولودين لأمهات مدخنات أثناء الحمل أو بعده يزداد خطر الإصابة بالمغص لديهم، وقد يوجد للتدخين السلبي دور في الإصابة، وعلى الرغم من وجود رابط بين التدخين ومغص الرُضع، غير أنّه ما تزال طريقة تسببه في الإصابة غير واضحة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Adam Felman, "Everything you need to know about colic"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Colic", www.mayoclinic.org, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  3. "Understanding Colic: Treatment", www.webmd.com, Retrieved 29-9-2019. Edited.
  4. "Colic in Babies: Signs, Causes and Tips for Parents", www.whattoexpect.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
4572 مشاهدة
للأعلى للسفل
×