علاج نقص صفائح الدم

كتابة:
علاج نقص صفائح الدم

نقص صفائح الدم

نقص صفائح الدم يعني عدم وجود ما يكفي من الصفائح الدموية في الدم، وهي الخلايا الموجودة في الدم والتي تلتصق معًا للمساعدة على تجلطه، وقد لا يسبب النقص في هذه الصفائح أي مشكلات صحية على الإطلاق، لكن ربما يسبب أعراضًا مثل النزيف أكثر من اللازم، ويمكن أن يساعد العلاج في حل المشكلة.[١]

يحدث النقص في صفائح الدم في بعض الأحيان نتيجةً لوجود اضطراب في الجسم، مثل: سرطان الدم، أو مشكلات في الجهاز المناعي، ويمكن أن يحدث كنتيجة لاستخدام بعض الأدوية، كما يمكن أن يصيب الأطفال والبالغين، وفي حالات نادرة قد يسبب الانخفاض الشديد في عدد الصفائح الدموية نزيفًا داخليًّا خطيرًا.[٢]


علاج نقص الصفائح الدموية

يعتمد علاج مشكلة نقص الصفائح على شدة الحالة التي يعانيها المصاب، وعلى سبب حدوثها؛ إذ لا يكون البدء بالعلاج خيارًا جيدًا في حالات نقص الصفائح الخفيف، فيوصي الطبيب باتِّباع عدد من النصائح والإجراءات التي قد تمنع تدهور الحالة؛ كالتوقف عن تناول المشروبات الكحولية، وتجنب ممارسة الأنشطة التي تترافق مع ارتفاع خطر الإصابة بالنزيف أو الكدمات، وتجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، والتوقف عن تناول الأدوية التي تُؤثر في كمية الصفائح الدموية في الجسم أو تغييرها، أمَّا في الحالات الشديدة من نقص الصفائح الدموية، التي تستدعي التدخل العلاجي الطبي،[٣] يوجد عدد من الخيارات العلاجية المطروحة في هذا المجال، منها ما يأتي:[٤]

  • نقل الدم أو الصفائح الدموية: تستخدم الإبرة لوضع الأنبوب الوريدي بهدف نقل الدم الصحي أو الصفائح الدموية إلى جسم المصاب، ويلجأ الطبيب لهذه الطريقة في حالات ارتفاع خطر حدوث النزيف، أو وجود نزيف نشِط في الجسم.
  • العلاج الدوائي: من الأدوية التي قد يصفها الطبيب في حالات نقص الصفائح:
    • الستيرويدات الفموية أو الوريديَّة؛ تستخدم لإبطاء تدمير الصفائح الدموية في بعض حالات نقص الصفائح الدموية؛ كدواء بريدنيزون.
    • الغلوبيولين المناعي، أو ريتوكسيماب؛ تعطى هذه الأدوية وريديًّا لتثبيط الجهاز المناعي في الجسم.
    • إلترومبوباغ؛ إذ يمنع حدوث النزيف في الجسم، ويتوافر بتراكيز مختلفة 25، 50، 75، 12.5 مليغرام، وفي حالات نقص الصفائح يعطى بجرعة أولية تعادل 25 مليلغرام مرة واحد يوميًّا عن طريق الفم، ويعدِّل الطبيب الجرعة اليومية كل أسبوعين إنْ اقتضت الحاجة لذلك، وذلك بالاعتماد على استجابة الصفائح الدموية للدواء، ومن أهم الأعراض الجانبية التي قد تترافق مع تناول إلترومبوباغ الإصابة إعتام عدسة العين.[٤][٥]
    • روميبلوستيم؛ يزيد هذا الدواء إنتاج الصفائح الدموية في الجسم؛ إذ يُعطى كحقنة تحت الجلد، في حالات نقص الصفائح التي لا تستجيب بما يكفي مع الستيرويدات، أو الجلوبين المناعي، وتعادل الجرعة الأولية المستخدمة لهذا الدواء 1 ميكروغرام/ كيلوغرام اعتمادًا على وزن الجسم، ويعدِّل الطبيب مقدار الجرعة الدوائية اعتمادًا على استجابة المصاب للعلاج، ومن أهم الأعراض الجانبية التي تترافق مع استخدام دواء روميبلوستيم آلام المفاصل، والدوخة، والغثيان، وآلام الأطراف، وألم البطن، وألم العضل.[٤][٦]
  • استئصال الطحال: يلجأ الطبيب لهذه الجراحة في الحالات التي لا يستجيب فيها المصاب بنقص الصفائح الدموية للعلاج الدوائي، وغالبًا في حالات قلّة الصُّفَيحات المَناعِيَّة،[٤] يعتمد الطبيب في اختياره الطريقة التي يستأصل فيها الطحال على حجمه، فيلجأ لطريقة الجراحة المفتوحة في الحالات التي يكون فيها حجم الطحال كبير، بفتح شق في منتصف البطن وإزالة الطحال، وإغلاقه بعد الانتهاء، وقد يستخدم الطبيب أيضًا المنظار لاستئصال الطحال، بفتح أربع شقوق صغيرة في البطن، واستخدام الأنبوب، والكاميرا الصغيرة، وأدوات جراحية متخصصة، لإزالة الطحال؛ إلّا أنّ هذه الطريقة لا تُناسب جميع الأفراد، ويُعدّ استئصال الطحال من الجراحات الآمنة، إلاَّ أنَّها قد تحمل بعض المخاطر كأيٍّ جراحة أخرى، كخطر الإصابة بالعدوى، أو النزيف، أو تعرُّض الأعضاء المجاورة للإصابات أثناء العملية.[٧]


العلاج المنزلي لنقص صفائح الدم

قد يوصي الطبيب باتباع بعض التدابير لمنع تدهور حالة المريض، ويمكن أن يشمل ذلك ما يأتي:[٢]

  • تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
  • تجنب الأنشطة التي تنطوي على مخاطر عالية من النزيف أو الكدمات.
  • تجنب استهلاك الكحول.
  • وقف أو تبديل الأدوية التي تؤثر في الصفائح الدموية، بما في ذلك الأسبرين والأيبوبروفين.


أعراض نقص صفائح الدم

إن الأشخاص الذين يعانون من نقص الصفائح الدموية قد يتعرضون لنزيف غير طبيعي في أي مكان تقريبًا في الجسم، ويكفي وجود عرضين أو ثلاثة أعراض لتشخيص المريض بهذه الحالة، إضافةً إلى مراجعة الطبيب لتأكيد ذلك، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٨]

  • ظهور البقع الحمراء أو الأرجوانية على الجلد، وتعرف بالحبرات، وغالبًا ما تتركز في أسفل الساقين.
  • كدمات مفرطة ومتعددة، وقد تنجم حتى عن الصدمة الطفيفة.
  • وجود الدم في البول أو البراز.
  • نزيف غير طبيعي أو مفرط من الفم أو الأنف.
  • النزيف داخل الجهاز الهضمي، بما في ذلك النزيف من المستقيم.
  • نزيف مفرط بعد الجراحة أو علاج الأسنان.
  • نزيف مهبلي غير طبيعي، خاصةً عند تدفق الطمث.
  • الصداع والأعراض العصبية الأخرى الناجمة عن النزيف داخل الدماغ، وهذا أمر نادر الحدوث، ويحدث فقط عندما تصبح أعداد الصفائح الدموية منخفضةً للغاية.


أسباب نقص صفائح الدم

تُصنع الصفائح الدموية في نخاع العظم، وهو الأنسجة الإسفنجية داخل العظام، ويمكن التعرض لنقص الصفائح في الدم إذا كان الجسم لا يصنع ما يكفي حاجته من هذه الصفائح، أو إذا تم تدميرها بصورة أسرع من عملية إنتاجها، وفي ما يأتي توضيح لأسباب نقص صفائح الدم:[١]

ضعف تصنيع صفائح الدم

قد لا يصنّع الجسم ما يكفي من الصفائح الدموية نتيجة لأحد الأسباب الآتية:

  • اضطراب الدم الذي يؤثر في نخاع العظام، ويسمى فقر الدم اللاتنسجي.
  • السرطان، مثل: سرطان الدم، أو سرطان الغدد الليمفاوية، الذي يضرّ نخاع العظم.
  • الفيروسات، مثل: جدري الماء، أو النكاف، أو الحصبة الألمانية، أو فيروس نقص المناعة البشرية، أو إبشتاين بار.
  • أمراض نقص الصفائح الدموية الوراثي، مثل: مرض ويسكوت ألدريتش، أو متلازمة ماي-هجلين.
  • العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان، والذي يدمّر الخلايا الجذعية التي تشكل الصفائح الدموية، بالإضافة إلى وجود التعرض للمواد الكيميائية، مثل المبيدات والزرنيخ، إذ إن الجسم قد يبطئ عملية صنع الصفائح الدموية.

تلف صفائح الدم

يمكن أن يتلف الجسم الصفائح الدموية نتيجةً للأسباب التالية:[١]

  • أمراض المناعة الذاتية، أو فرفرية نقص الصفيحات مجهولة السبب التي تسبب مهاجمة الجسم للخلايا السليمة.
  • الأدوية، مثل: المضادات الحيوية التي تحتوي على مركبات السلفا، والهيبارين المستخدم لمنع تجلط الدم، والأدوية المضادة للاختلاج مثل الفينيتوين والفانكومايسين.
  • الفيروسات، مثل: فيروس إبشتاين بار، وفيروس التهاب الكبد C وفيروس العوز المناعي البشري.
  • الأمراض النادرة التي تسبب تشكل الجلطات الدموية في الجسم، مثل الفرفرية قليلة الصفيحات الخثارية، والتخثر المنتشر داخل الأوعية.


في بعض الأحيان قد يعود سبب نقص الصفائح الدموية إلى احتباسها في الطحال، وقد تصاب النساء بهذه الحالة أثناء الحمل؛ لأن أجسامهن تتلف الصفائح الدموية بسرعة أكبر من المعتاد.[١]


تشخيص انخفاض صفائح الدم

عند الاشتباه بالإصابة بنقص الصفائح الدموية فإن التشخيص يبدأ عادةً بالفحص البدني للبحث عن وجود كدمات أو دليل على وجود الحبرات، وقد يفحص الطبيب البطن أيضًا ليتأكد من تضخم الطحال الناجم عن نقص الصفائح الدموية، وتشمل الفحوصات الأخرى اللازمة لتشخيص الحالة ما يأتي:[٩]

  • تحاليل الدم: يشتمل تحليل الدم على فحص تعداد الدم الكامل للتحقق من عدد الصفائح الدموية، والتي يتراوح عددها في الوضع الطبيعي بين 150.000 - 450.000 صفيحة/ مليلتر من الدم، وقد يلجأ الطبيب إلى فحص الأجسام المضادة للصفائح الدموية التي تتلفها نتيجةً لاستخدام بعض الأدوية مثل الهيبارين، أو لأسباب غير معروفة، بالإضافة إلى إجراء فحص تخثر الدم الذي قد يشمل فحص زمن الثيرموبلاستين الجزئي لتحديد المدة التي يحتاجها الدم ليتجلط.
  • خزعة نخاع العظم: تستخدم الخزعة لأخذ عينة من نخاع العظام، وغالبًا ما تؤخذ من عظم الفخذ.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: قد يلجأ الطبيب إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية لفحص الطحال والتأكد من حجمه.


مضاعفات نقص صفائح الدم

من أهم مضاعفات نقص الصفائح الدموية النزيف المفرط الذي يحدث بعد التعرض للجروح أو الإصابات التي قد تؤدي إلى نزيف وفقدان كبير للدم، مع ذلك فإن النزيف يعدّ تلقائيًا إذا كان تعداد الصفائح الدموية أقل من 10.000 صفيحة/ مليلتر.[١٠]

يمكن أن ترتبط المضاعفات الأخرى لنقص صفائح الدم بعوامل أو حالات أخرى، إذ إن نقص الصفائح المناعية الذاتية قد يرتبط بمرض الذئبة، وقد يترافق مع مضاعفات مرض الذئبة الأخرى، ويمكن أن تسبب الفرفرية قليلة الصفيحات الخثارية ومتلازمة انحلال الدم اليوريمي العديد من المضاعفات، بما في ذلك فقر الدم الشديد، أو الارتباك، أو التغيرات العصبية الأخرى، والفشل الكلوي، ويمكن أن يتسبب نقص الصفائح الناجم عن استخدام الهيبارين بمضاعفات خطيرة متعلقة بتكوّن جلطات الدم.[١٠]


الوقاية من نقص الصّفائح الدّموية

يجب على المريض الذي يعاني من نقص في الصّفائح الدّموية من أجل منع النزيف أو تفاديه اتباع ما يأتي:[١١]

  • تجنّب ممارسة بعض أنواع الرياضة، مثل: الملاكمة، وكرة القدم، لتجنّب حصول نزيف داخلي.
  • استخدام فرشاةٍ أسنان ناعمة لعدم حصول نزيف في اللثة.
  • عدم شرب الكحول لأنها تزيد من شدة النزيف.
  • وضع حزام الأمان أثناء القيادة.
  • لبس القفازات والنّظارات الواقية عند العمل باستخدام أدواتٍ كهربائية لمنع الإصابة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Thrombocytopenia", webmd, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Thrombocytopenia (low platelet count)", mayoclinic, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  3. Janelle Martel, "Low Platelet Count (Thrombocytopenia)"، healthline, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Thrombocytopenia", nhlbi, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  5. Cerner Multum, "Eltrombopag"، drugs, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  6. "NPLATE", rxlist, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  7. "Splenectomy", mayoclinic, Retrieved 2019-11-17. Edited.
  8. "Thrombocytopenia", drugs, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  9. Janelle Martel, "Low Platelet Count (Thrombocytopenia)"، healthline, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  10. ^ أ ب Charles Patrick Davis, "Thrombocytopenia (Low Platelet Count)"، medicinenet, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  11. Thrombocytopenia (16-08-2016), "Thrombocytopenia"، www.webmd.com, Retrieved 14-02-2019. Edited.
5207 مشاهدة
للأعلى للسفل
×