علاج هرمون الحليب بالأعشاب الطبيعية

هل يمكن للأعشاب أن تؤثر على مستويات هرمون الحليب؟

في الحقيقة لا يمكن الجزم باحتمالية أن يكون هناك تأثير لبعض الأعشاب على مستويات هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين؛ نظرًا لعدم وجود دراسات كافية وأبحاث حول تأثير الأعشاب على هرمون الحليب، ولكن قد يعتقد البعض أنّ لبعض الأعشاب أو المواد الطبيعية مثل؛ الحلبة، وشجر الماعز أو اليرجمان، وشوك الحليب (Silybum marianum)، والشوفان، والهندباء، والدخن ، وبعض الأعشاب البحرية، واليانسون، والريحان، والشوك المبارك، وبذور الشمر، والخطمي، وغيرها الكثير، والشعير؛ تأثيرًا على مستويات هرمون الحليب يتمثل بتحفيز ارتفاع مستوياته ولهذا قد يُشاع استخدام مثل هذه الأعشاب لغايات تعزيز إنتاج الحليب عند المرضعات، فمن المعروف أنّ هرمون الحليب من الهرمونات الضرورية بعد الولادة والتي لها دور في عملية إنتاج الحليب.^[١]

حقيقة أم خرافة: يمكن علاج مشكلات هرمون الحليب بالأعشاب الطبيعية؟

بدايةً تتمثل مشكلات هرمون الحليب بحالتين رئيستين وهما؛ ارتفاع مستوياته (Hyperprolactinemia) أو انخفاض مستوياته (Hypoprolactinaemia)، ومن الجدير بالذكر أنّ حالة انخفاض مستوياته هي حالة نادرة جدًا وتتزامن مع حالات صحية تتعلق بقصور في وظائف الغدة النخامية التي لها دور في إفراز هرمون الحليب، وعادةً ما تحدث بعد الولادة عند وجود مشكلات في قدرة الجسم على إنتاج الحليبللرضاعة الطبيعية، أمّا الحالة الأكثر شيوعًا والتي تخضع عادةً لخطة علاجية خاصة هي أن يكون هرمون الحليب مرتفعًا، وتشير لهذه الحالة مجموعة من الأعراض التي عادةً ما تكون السبب في مراجعة الطبيب؛ مثل؛ أن تعاني المرأة المُصابة من تغيرات في الدورة الشهرية، أو خروج حليب من الثديين دون وجود حمل أو رضاعة، كما يشكة الرجل المُاصب من تضخم في الثديينـ وملاحظة تقلص كتلة العضلات لديه وكذلك كمية الشعر على الجسم، بالإضافة لمشكلات في الانتصاب. وعليه ستكون أغلب الأعشاب المتدولة شعبيًا ذات تأثير مزعوم على المستويات المرتفعة لهرمون الحليب.^[٢][٣]

يجدر التّنويه أنّ تناول أية أعشاب أو مكملات أو غيره يجب أن يكون تحت إشراف طبي وأن يكون الطّبيب مطلعًا على ذلك فبعض الأعشاب قد يكون لها أثارًا جانبية خطرة، كما قد تتعارض مع الخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب، ونذكر من الأعشاب التي لها تأثير مزعوم ولا يتجاوز كونها متدولة شعبيًا لعلاج حالات ارتفاع سمتويات هرمون الحليب ما يأتي:

شجرة العفة (Vitex – Chaste Tree Berry): وفي دراسة ألمانية نُشِرَت في مجلة للطب البديل شملت 34 امرأة يعانين من فرط برولاكتين الدم، لوحِظَ انخفاض ملموس في مستويات هرمون الحليب المرتفعة في 80٪ من المشاركات، وقامت الدراسة على تناول ما بين 30 و 40 ملغ من شجرة العفّة يوميًا لمدة شهر واحد، وانتهت بنتيجة انخفاض مستويات هرمون الحليب، بالإضافة إلى انخفاض أعراض اضطرابات الدورة الشهرية المختلفة.^[٤]

وهناك أيضًا بعض الأعشاب المُغذّية لجهاز الغدد الصمّاء والغدة النخاميّة؛ مثل:^[٤]

• العبعب المنوِّم (Ashwagandha )
• التوت ذو النكهات الخمس.
• العَقداء عديدة الأزهار.
• عرق السوس.
• الجينسنغ الأمريكي (American ginseng).
• الأقنثة اللاسعة.
• سرّة الأرض.
• الماكا أو جُذور الجِنسنج البيروي.

كما تُستخدَم النباتات الطبيّة الدّاعمة لصحّة الغدة الدرقية، وأهمها الجذر الذهبي؛ إذ ينتج من قصور الغدة الدرقية ارتفاع في مستويات الهرمون المطلِق لمنشّط الدرقية؛ الذي بدوره يُحفّز إفراز الهرمون المنبّه للدرقية وهرمون الحليب بزيادة، وحدوث هذا في نسبة إفراز هرمون الحليب قد يسبِّب فرط برولاكتين الدم. ومن الأعشاب التي قد تخفّض ارتفاع هرمون الحليب؛ إذ تستخدمها السيدات في فطام الأطفال الرُضّع، كلّ مما يلي:^[٥][٦]

• النعناع.
• الميرمية.
• الياسمين.
• البقدونس.
• عُشبة مريم.

كما تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الوصفات الشعبية المتداولة لخفض هرمون الحليب المرتفع خاطئة، بل ربّما ساهمت في ارتفاع مستوى الهرمون أكثر؛ مثل:

• وصفة خلط الحلبة مع حبة البركة وتحليتها بالعسل، وشربها في اليوم الخامس من الدورة الشهرية، أو خلط حبّة البركة مع الرشاد وإضافة العسل للتحلية. والحقيقة أنّ كلًّا من الحلبة وحبة البركة ترفعان مستويات هرمون البرولاكتين.^[٧][٨]

• وصفة الشعير الخالي من الكحول، التي تُستخدَم بتناول شراب الشعير الخالي من الكحول في صباح كلّ يوم بمنزلة علاج جيد لارتفاع إفراز هذا الهرمون، غير أنّ الحقيقة خلاف ذلك.^[٩]

• وصفة عروق الصباغين بالبكورية الطبية مع الميرمية واليانسون والورد الجوري، التي تقوم على مبدأ خلط عروق الصباغين بالبكورية الطبية مع الميرمية واليانسون والورد الجوري، ثم إضافة الماء المغلي إلى هذه المكونات وتركها لتنتقع، وشرب الخليط مرتين في اليوم. وربما تتسبّب في رفع هرمون الحليب على عكس ما هو شائع؛ إذ إنّ إحدى الدراسات أثبتت أنّ عروق الصباغين ترفع مستويات هذا الهرمون لدى فئران التجارب.^[١٠][١١]

• خلطة البردقوش مع الميرمية، يتم فيها خلط المردقوش مع القليل من الميرميّة وغليها وشربها في صورة شّاي يوميًّا على الريق أو في المساء، فإنّ فاعليتها غير مثبتة، وما وصل إليه الباحثون كله خلال دراسة أُجريت في الجامعة الأردنية عام 2016 هو أنّ المردقوش يخفّض الأندروجينات المفرزة من الغدة الكظرية.^[١٢]

أسئلة شائعة عن علاج هرمون الحليب

ما علاج ارتفاع هرمون الحليب طبيًا؟

الهدف من العلاج هو إعادة البرولاكتين إلى مستوياته الطبيعية، وهناك عدد من الخيارات لتحقيق ذلك، ويُذكَر منها ما يلي:^[١٣]

• أدوية البروموكريبتين والكابيرغولين، إذ تخفض مستويات هرمون الحليب، وتُقلّص أورام الغدة النخامية.
• الجراحة، لإزالة أورام الغدة النخامية إذا كانت الأدوية لا تعطي نتائج جيدة.
• العلاج بالإشعاع، يُلجأ إليه في حال فشل الأدوية والجراحة.
• علاج قصور الغدة الدرقية، ذلك بإعطاء هرمون الغدة الدرقية المُصنّع، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الحليب.
• تغيير الأدوية، إذا كانت مستويات هرمون الحليب العالية ناتجة من الأدوية الموصوفة لعلاج أمراض أخرى يعاني منها المريض، فتوصف الأدوية البديلة لها عبر الطبيب.

ما أهمية هرمون الحليب في الجسم؟

يؤدي هرمون الحليب وظائف مهمّة في الجسم، وهي تتلخّص في ما يلي:^[١٤]

• مسؤول عن مستوى القدرة الجنسية عند الإنسان، والرغبة، والصحة الإنجابية لديه.
• مسؤول عن تطوير الأعضاء التناسلية عند المرأة، خاصّةً الثدي، وتنظيم هرمون الإستروجين.
• له وظيفة أخرى وضرورية؛ هي الحفاظ على سلامة رئتَي الطفل بعد الولادة.^[١٥]

ما أسباب ارتفاع هرمون الحليب؟

توجد عدة أمور تُسبِّب ارتفاع هرمون الحليب منها ما هو طبيعي، ومنها ما هو مرَضي ويوضّح ذلك من خلال ذكر ما يلي:^[١٤]

• التعرّض للضغوط النّفسية المختلفة، وزيادة التوتر والقلق؛ ذلكما لأنّ الغدة النخامية هي المسؤولة عن التحكم بهرمون الحليب ومستواياتهِ في الجسم.
• يرتفع هرمون الحليب عند حدوث الحمل، وفي مرحلة ما بعد الولادة من أجل الرضاعة.
• يرتفع أثناء الدورة الشّهرية، وهو من الأسباب الطبيعيّة التي تؤدّي إلى ارتفاع هرمون الحليب.
• يحدث نتيجة تناول بعض الأدوية؛ مثل: أدوية الغثيان، وبعض الأدوية المضادة للكآبة، وأدوية الصرع.
• إصابة الغدة النخامية بتورّم صغير وحميد لا يُصنّف سرطانًا.
• قصور الغدة الدرقية.
• أمراض الكلية.
• أورام الغدة النخامية الأخرى.
• تناول بعض الأعشاب؛ مثل: البرسيم الأحمر، والحلبة، والشومر.

هل يسبب ارتفاع هرمون الحليب مضاعفات؟

أعراض فرط برولاكتين الدم تختلف عند الرجال عنها لدى النساء، وهي مذكورة وفق ما يلي:^[١٦]

• بالنسبة للرجال:
• نمو غير طبيعي بشكل ملحوظ للثدي، أو ما يُعرَف بالتثدّي.
• إفراز الحليب من الثدي.
• العقم.
• تدنّي مستوى القدرة الجنسية لديه من خلال ضعف الانتصاب.
• فقد الرغبة الجنسية.
• الصداع.
• تغيّر في الرؤية.
• بالنسبة للنساء:
• ألم في الثديين.
• الإصابة بالعقم.
• اضطرابات في الدّورة الشهرية أو تأخيرها عن موعدها.
• تدفق الحليب من الثديين لغير المرأة المرضع.
• ضعف الرغبة الجنسية أو فقدها .
• جفاف المهبل.

المراجع

1. ↑ "Galactogogues ", lincolnpedsgroup, Retrieved 17/3/2021. Edited.
2. ↑ "Hyperprolactinemia", hormone, Retrieved 17/3/2021. Edited.
3. ↑ "What does Prolactin Do?", hormone, Retrieved 17/3/2021. Edited.
4. ^ ^{أ ب} "Natural Treatment Options for Hyperprolactinemia", natural-fertility-info, Retrieved 17/3/2021. Edited.
5. ↑ "7 Methods to Dry Up Breast Milk (and 3 Methods to Avoid)", healthline, Retrieved 16/3/2021. Edited.
6. ↑ "Natural Treatment Options for Hyperprolactinemia", natural-fertility-info., Retrieved 16/3/2021. Edited.
7. ↑ "10 Herbs to Increase Breast Milk Supply", verywellfamily, Retrieved 17/3/2021. Edited.
8. ↑ "The Effects of Hydroalcoholic Extract of Nigella sativa Seeds on Serum Estradiol and Prolactin Levels and obstetric Criteria due to Hypothyroidism in Rat", ncbi.nlm.nih, Retrieved 17/3/2021. Edited.
9. ↑ "Barley use while Breastfeeding", drugs., Retrieved 16/3/2021. Edited.
10. ↑ "The Effect of Chelidonium majus Extract on the Lipid Profile and Activity of Pituitary-Gonadal Axis in Hypercholesterolemic Rats", semanticscholar, Retrieved 17/3/2021. Edited.
11. ↑ "The Effect of Chelidonium majus Extract on the Lipid Profile and Activity of Pituitary-Gonadal Axis in Hypercholesterolemic Rats", semanticschola, Retrieved 16/3/2021. Edited.
12. ↑ "The effect of marjoram (Origanum majorana) tea on the hormonal profile of women with polycystic ovary syndrome: a randomised controlled pilot study", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 17/3/2021. Edited.
13. ↑ "Hyperprolactinemia Overview", verywellhealth, Retrieved 16/3/2021. Edited.
14. ^ ^{أ ب} "Prolactin Level Test", healthline, Retrieved 16/3/2021. Edited.
15. ↑ "Serum prolactin and respiratory distress syndrome in the newborn", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 17/3/2021. Edited.
16. ↑ "What Is Hyperprolactinemia?", healthline, Retrieved 16/3/2021. Edited.