محتويات
هشاشة العظام
إنّ العظم نسيج حيّ يتكوّن في الغالب من الكولاجين، وهو بروتين يوفر النعومة الخارجية لهيكل العظمة، وفوسفات الكالسيوم الذي يضيف القوّة والصّلابة لها، وهذا المزيج من الكولاجين والكالسيوم يجعل العظام مرنةً وقويةً، ويساعدها على تحمّل الضّغط، وأكثر من 99% من الكالسيوم في الجسم موجود في العظام والأسنان، والمُتبقّي منه يوجد في الدم. وتعرف هشاشة العظام أوترقُّقها وزيادة الثقوب فيها بأنّها مرضٌ يتميّز بانخفاض كتلة العظم وتغيُّر بُنية نسيجه، ممّا يُؤدي إلى زيادة خطر حدوث كسور في عظام الورك والعمود الفقري والرُّسغ، ويتأثر الرجال وكذلك النّساء بهشاشة العظام، لكن يُمكن الوقاية منها وعلاجها[١].
علاج هشاشة العظام
يعتمد علاج هشاشة العظام على تقدير خطورة الإصابة بكسر خلال عشرة أعوام قادمة، وهذا يُحدَّد غالبًا باختبار كثافة العظام، وإن لم تكن تلكَ الخطورة عاليةً فمن الممكن ألَّا يتضمن العلاج أيّ أدوية، وإنّما يعتمد فقط على تعديل بعض السلوكات الحياتية، ومن علاجات هشاشة العظام ما يأتي[٢]:
- البيسفوسفونات: تعدّ أكثر الأدوية انتشارًا لعلاج هشاشة العظام لكلا الجنسين، وتحتاج إلى وصفة طبيّة، ومن أمثلتها:
- أليندرونات.
- ريسيدرونات.
- إيباندرونات.
- حمض زوليدرونيك.
تتضمن آثارها الجانبية الغثيان، وآلام البطن، وما يُشبه أعراض حرقة المعدة، لكن يُمكن تقليل هذه الآثار إذا التزم المصاب بالتناول الصحيح للدواء، أمّا إذا أُخذ بالوريد فلن يسبب أعراضًا تتعلق بالمعدة، إنّما قد يسبّب الحرارة، والصداع، وآلام العضلات مدةً قد تصل إلى ثلاثة أيام.
- الأجسام المضادّة وحيدة النّسيلة: أشهرها دواء دينوسوماب، وعند مقارنته بالبيسفوسفونات فإنّ نتائج العلاج به مماثلة وقد تكون أفضل، بزيادته كثافة العظام وتقليل فرص الإصابة بجميع أنواع الكسور، ويُؤخذ الدينوسوماب بحقنة تحت الجلد كل ستة أشهر مدى الحياة، وقد توجد احتمالية الإصابة بكسور العمود الفقري بعد إيقاف هذا الدواء، كما أن حدوث كسر أو شرخ في منتصف عظم الفخذ يُعدّ أحد مضاعفات هذا الدواء، لكنّه نادر الحدوث، كما قد يسبّب تأخر شفاء عظام الفك بعد اقتلاع سن أو إجراء عمليّة، لذلك ينبغي إخبار طبيب الأسنان باستخدام هذا الدواء مُسبقًا.
- العلاج المتعلق بالهرمونات: يُمكن أن يُساهم الإستروجين -خاصةً عندما تبدأ المرأة بتناوُله بعد انقطاع الطَّمْث بفترة قصيرة- في الحفاظ على كثافة العظم، لكنّه يزيد خطر تجلُّط الدم، وسرطان الرّحم، وسرطان الثدي، لذلك جرى تطوير بعض الأدوية، مثل رالوكسيفين، الذي يُعطي التأثيرات المفيدة للإستروجين على كثافة العظام دون أن يُشكّل خطرًا للإصابة بالسرطانات، إذ إنّه قد يُقلّل من خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الثدي، لكن من أهم آثاره الجانبية الهبّات الساخنة.
- أدوية بناء العظام: يلجأ الطبيب إلى وصف هذه الأدوية عادةً في حال عدم تحمّل المُصاب للآثار الجانبية للأدوية السابقة، أو في حال عدم قدرة تلك الأدوية على تحسين الحالة بما يكفي، ومن أمثلة أدوية بناء العظام ما يأتي:
- تيريباراتايد، يُشبه الهرمونات جارات الدّرقية ويحفِّز نمو العظام، ويُحقن تحت الجلد بجرعة يوميّة، وبعد مرور عامين من العلاج به يؤخذ دواءٌ آخر للحفاظ على نمو العظام الجديدة.
- أبالوباراتايد، يُشبه هرمون الغدة الدرقية كسابقه، ويُؤخذ لمدّة عامين فقط، ثمّ يُتبَع بدواء آخر لهشاشة العظام.
- روموسوزوماب، يُعدّ الأحدث بين أدوية بناء العظام، ويُحقَن كل شهر لمدّة عام واحد، ثم يليه أخذ أدوية هشاشة العظام الأخرى.
- نمط الحياة والعلاجات المنزليّة: قد تساعد بعض الإجراءات على تقليل خطر الإصابة بكسور العظام، منها ما يأتي:
- الامتناع عن التدخين؛ إذ يزيد من فرص تعرُّض العظام للكسر.
- تَجَنُّب السقوط.
- العلاج بالطب البديل: يمكن لبعض المكمّلات الغذائية مثل فيتامين ك2 وفول الصويا أن تساعد على تقليل خطر الإصابة بالكسور.
أعراض هشاشة العظام
غالباً لا يُدرك الشخص أنه مصاب بهشاشة العظام حتى يحدث الكسر، لكن بعض الأعراض قد تكون واضحةً، ويُمكن أن تتضمّن ما يأتي[٣]:
- آلام الظهر.
- نقص الطول التدريجي.
- كسور في العمود الفقري أو الرسغ أو الورك.
- فقدان عظام الفك، الذي يمكن أن يسبّب أمراض اللثة.
- ضعف الأظافر[٤].
- ضعف قبضة اليد[٤].
تشخيص هشاشة العظام
تُشخّص الإصابة بهشاشة العظام بإجراء اختبار كثافتها، الذي يُجرى بالأشعة السينية لقياس نسبة الكالسيوم والمعادن الأخرى الموجودة في جزء من العظم، وتتضمن العظام التي تخضع للاختبار عظام العمود الفقري، والورك، وأحيانًا السّاعد، وتظهر النتائج على شكل علامتين T و Z، والعلامة Z تُقارن كتلة عظم المصاب مع كتلة العظم عند أشخاص من العُمر نفسه والبنية الجسديّة نفسها، أمّا العلامة T فتُحسب بالمقارنة بين كتلة عظم المصاب وكتلة العظم لدى أحد الأشخاص الأصحاء صغار السن، وتكون النتائج كالآتي[٥]:
النتيجة T | دلالة النتيجة |
---|---|
أكبر من -1 أو تساويه. | كثافة العظام طبيعيّة. |
بين -2.5 و-1. | كثافة العظام أقل من الطبيعي، وقد تحدث الإصابة بالهشاشة. |
أقل من -2.5 أو تساويه. | على الأرجح توجد إصابة بهشاشة العظام. |
أسباب هشاشة العظام
تحدث هشاشة العظام عند اختلال التوازن بين تكوين العظام الجديدة وارتشاف العظام القديمة، وقد يفشل الجسم في تكوين عظام جديدة كافية، أو يرتشف الكثير من العظام القديمة، أو كلتا الحالتين، وتتضمن أهم المعادن الأساسية لتكوين العظام الكالسيوم والفوسفات، وعادةً يحدث فقدان العظام على مدى فترات طويلة، ومن الأسباب المؤدية إلى ذلك ما يأتي:[٦]
- انخفاض هرمونات معينة، خاصّةً هرمون الإستروجين لدى النساء والأندروجين لدى الرجال.
- العمر.
- عدم ممارسة تمارين رفع الأثقال.
- الإفراط في استخدام الكورتيزون.
- بعض الاضطرابات الوراثية.
- انخفاض الكالسيوم وفيتامين (د) في النظام الغذائي.
- اضطرابات الغدد الصمّاء.
- سرطان العظام.
- قلّة استخدام العضلات.
- الرقود على سرير الشّفاء من حالة صحية معيّنة لفترة طويلة.[٧].
- بعض الحالات الطبية التي تسبب زيادة الالتهابات في الجسم[٧].
- تناول بعض الأدوية، مثل: بعض أدوية الصّرع، والعلاجات الهرمونية المستخدمة لسرطانات البروستات والثدي[٧].
الوقاية من هشاشة العظام
توجد بعض الطُّرُق التي تحدّ من الإصابة بهشاشة العظام، منها ما يأتي[٨]:
- زيادة استهلاك الكالسيوم وفيتامين (د): إذا كانت كمية الكالسيوم التي يتناولها الشخص غير كافية يمكن تعويضها بتناول مكمّلاته، أما بالنسبة لفيتامين (د) فإنّه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، وتتضمن المصادر الغذائية له الأطعمة المدعّمة، وأسماك المياه المالحة، والكبد، ولا بُدّ كذلك من التعرُّض لأشعة الشمس، كما يعدّ الكالسيوم ضروريًا للعظام، ويمكن الحصول عليه من المصادر الغذائية الآتية:
- مُشتقّات الألبان، مثل: الحليب، والجبن، والزبادي.
- الخُضار الورقية الخضراء، مثل: اللّفت، والبروكلي.
- الأسماك ذات العظام الطريّة، مثل: سمك السالمون، والتونة.
- حبوب الإفطار المدعّمة.
- تغيير نمط الحياة: ذلك من خلال الآتي:
- تجنُّب التدخين؛ لأنّه قد يقلّل نمو العظام الجديدة، ويُقلل من مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء.
- تجنّب شرب الكحول لتعزيز صحّة العظام، ولمنع السقوط.
- ممارسة تمارين رفع الأثقال بانتظام؛ لأنّها تعزّز صحّة العظام.
- ممارسة تمارين المرونة والتوازن، مثل اليوغا، التي يمكن أن تقلل من خطر السقوط والكسور.
المراجع
- ↑ "Osteoporosis Overview", nih,2018-10، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Osteoporosis", mayoclinic,2019-6-19، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ David Zelman, MD (2019-1-30), "Understanding Osteoporosis -- Symptoms"، webmd, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ^ أ ب Debra Stang (2019-8-19), "What Do You Want to Know About Osteoporosis?"، healthline, Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Bone density test", mayoclinic,2017-9-7، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ "Osteoporosis", emedicinehealth.com, Retrieved 27-09-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Osteoporosis - overview", medlineplus,2019-11-6، Retrieved 2019-11-19. Edited.
- ↑ Markus MacGill (2019-7-22), "What to know about osteoporosis"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-19. Edited.