علاقة الأمن بالمواطن في بعدها الاجتماعي

كتابة:
علاقة الأمن بالمواطن في بعدها الاجتماعي

علاقة الأمن بالمواطن في بعدها الاجتماعي

شهدت المُجتمعات الإنسانيّة تحوّلات خلال العقدين الماضيين، نتيجة تغير مستوى الثقافة السياسيّة والاجتماعيّة، الأمر الذي انعكس على العلاقة بين الأمن والمواطنين على مُختلف الأصعدة،[١]إذ تنطوي العلاقة بين الأمن الاجتماعيّ والمواطن في الأبعاد الآتية:

دور الأمن في التنميّة السياسية للمواطن

يتمثل في الحفاظ على الكيان السياسيّ للدولة، واحترام الرموز الوطنيّة المتفق عليها من أغلب المواطنين، وحماية المصالح الُعليا، وعدم اللجوء لطلب الرعاية من جهات أجنبيّة، وهذا بدوره يُوفر الاستقرار، والأمن، والسلم للمواطن في وطنه.[٢]

دور الأمن في التنميّة الاقتصاديّة للمواطن

يهدف إلى توفير سُبل العيش الكريم، وتوفير الاحتياجات الأساسيّة، ورفع مستوى الخدمات، وخلق فرص عمل للمواطنين تؤهل مهاراتهم وتطوّر قدراتهم، ونتيجة لذلك يسود الأمن والاستقرار في حياتهم.[٢]

دور الأمن في التنميّة الاجتماعية للمواطن

يرمي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يُعزز شعور الولاء والانتماء لديهم، إضافة لتوجيه المؤسسات والجهات المسؤولة لدعمهم وتنمية القدرات والمواهب، ودعم طاقاتهم، وبالتالي تستقر الدولة، ويتنامى الأمن فيها.[٢]

تعكس نشاطات الشرطة المُجتمعيّة كونها أذرع قوى الأمن في عديدٍ من الدول، الجهود الرامية لإحداث التنمية الثقافيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة في المُجتمعات عبر عديد من المُبادرات التي يشترك فيها المواطنون، إذ تساهم في صقل مواطنتهم الصالحة، وتجعل منهم ذوي حسٍ أمنيّ، يساهمون في جهود مكافحة الجريمة والانحراف بالمجتمع.[٢]

ومن الجدير بالذكر أنّ التجربة الأردنيّة في مجال الشرطة المُجتمعيّة تمثل نموذجًا يحتذى من خلال جهود الشرطة الاجتماعيّة سواءً عبر المبادرات التطوعيّة، أو الدورات التدريبيّة التي تتمثل بالمجالس الأمنيّة التي يكون للشّباب مشاركة فيها ضمن المراكز الأمنيّة في مختلف المحافظات، الأمر الذي يسهم في تعزيز التنشئة الوطنيّة الإيجابيّة لهم.[٢]

دور الأمن في التنميّة المعنوية للمواطن

ينطوي على احترام العقائد المختلفة، وتحقيق حرية الأديان، واحترام العادات والتقاليد الخاصة بكلّ مجتمع، وبالتالي يعمّ الأمن والسلام بالدولة.[٢]

دور الأمن في التنميّة البيئية للمواطن

يهدف لحماية البيئة من المخاطر والتلوث، وبث قوانين صارمة لذلك، مما يخلق مكانًا مناسبًا للعيش يعمّه الأمن، والسلام، والاستقرار.[٢]

أبعاد العلاقة بيّن رجال الأمن والمواطنين

تُظهر الدراسات العلميّة الحديثة طبيعة العلاقة بين رجال الأمن والمواطنين في مختلف أشكال السلوك الأمنيّ، ورد الفعل من قبل المواطنين، حيثُ تشير دراسة أبو شامة، والتي تناولت دور الشرطة المجتمعيّة في تكوين العلاقة بين الأمن والمواطنين في الدول المُطبقة لمبدأ الشرطة المُجتمعيّة كالولايات المتحدة، وبريطانيا العُظمى إلى ما يأتي:[٣]

  • ساهمت الشرطة المُجتمعيّة في تحسين العلاقة بين أجهزة الشرطة التقليديّة والبعد الاجتماعيّ، ونزع علاقة التوتر بين رجال الشرطة والمواطنين.
  • تنمية شعور المواطن بالمسؤولية اتجاه مواجهة الجريمة والانحراف الأمر الذي ساعد الشرطة التقليديّة في أداء مهامها.
  • توسع رغبة المواطنين في التطوع بالعمل مع الشرطة.

أظهرت الدراسة في المُقابل الحاجة لتطوير المناهج الدراسيّة في معاهد الشرطة في عدد من الدول التي شملتها الدراسة، بما يعزز المشاركة الاجتماعيّة الفاعلة في مكافحة الجريمة، وتعزيز الشعور بالأمن.[٣]

المراجع

  1. سارة البلتاجي، الأمن الاجتماعي الاقتصادي والمواطنة الناشطة في المجتمع المصري، صفحة 1. اطلع عليه بتاريخ 25/3/2022.بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ علي الجازي، الشرطة المجتمعية ودورها في تحقيق الأمن الإجتماعي، اطلع عليه بتاريخ 25/3/2022. صفحة 82-88. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مركز البحوث والاستشارات الاجتماعية، موضوعات العلوم الاجتماعية والانسانية في العالم الاسلامي، اطلع عليه بتاريخ 25/3/2022.صفحة 1227. بتصرّف.
5092 مشاهدة
للأعلى للسفل
×