علاقة الرضاعة بالدورة الشهرية

كتابة:
علاقة الرضاعة بالدورة الشهرية

الدورة الشهرية

الدورة الشهرية هي سلسلة من التغييرات التي تحدث لجسد المرأة خلال الشهر تجهيزًا لاحتمالية حدوث الحمل، كل شهر أحد المبيضين يُفرز بويضة بما يسمى بالتبويض، وتحدث تغيرات هرمونية مثل زيادة إفراز هرمون الإستروجين لتجهيز الرحم استعدادًا للحمل، فيزيد سمك بطانة الرحم استعدادًا لغرز البويضة المخصبة بالحيوان المنوي بهذه البطانة، وإذا حدث التبويض ولم يحدث الإخصاب تبدأ بطانة الرحم بالانفصال والنزول عبر المهبل في صورة دم الدورة، وتتكرر نفس المراحل كل شهر بالتناوب بين المبيضين في إفراز البويضة، كما تبدأ الدورة الشهرية للإناث عند عمر 8-15 عامًا وتنتهي الفترة التي تستطيع المرأة الإنجاب بها ويبدأ سن اليأس بعد سن الأربعين ويختلف سن اليأس من امرأة لأخرى.[١]

تُحسب الدورة الشهرية من أول يوم في الدورة إلى أول يوم في الدورة التالية، وهي تختلف من امرأة لأخرى، وتتكرر كل 21-35 يوم وتستمر لمدة يومين إلى سبعة أيام، كما تختلف الدورة الشهرية من امرأة لأخرى في مدى انتظامها وفي كمية الدم، وفي حدوث ألم مصاحب لها.[١]


علاقة الرضاعة بالدورة الشهرية

تعتمد العديد من الأمهات على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل، وهي طريقة مضمونة بنسبة كبيرة في حال اتباعها بطريقة صحيحة، إذ تعود الدورة الشهرية بعد مرور شهر على الولادة أو قد تستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتكون المرأة في حالة الخصوبة بعد ثلاثة أسابيع فقط، [٢] كما أن استمرار الأم بالرضاعة الطبيعية يُساهم في انقطاع الدّورة الشهريّة إلى حين فطام الطّفل، لكن قد لا تتأثّر بعض النّساء بالرّضاعة وتستمر دورتهنّ خلالها.[٣]

قد لا يُلاحظ أي اختلاف في الرّضاعة الطّبيعيّة أثناء الدّورة الشهريّة، إذ يُمارس الطّفل رضاعته طبيعيًّا بالإضافة إلى إدرار الحليب بكميّة ونوعيّة طبيعيّة، لكن من الممكن أن تُسبّب هذه الفترة عدّة مشكلات عند حدوثها في فترة الرّضاعة الطّبيعيّة، مثل: الشعور بالألم في الحلمة، وقلّة إنتاج الحليب في الثّديين، ومُلاحظة تغيّر طعم الحليب الذي يُفرزه الثّدي. وقبل بداية الدورة مباشرةً تتغير مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون، مما قد يؤثر على طبيعة الحليب، إذ يمكن أن تتداخل مستويات هرمون الإستروجين العالية مع إنتاج الحليب، فتنخفض مستويات الكالسيوم في الدم بعد الإباضة، وقد يسهم انخفاض مستوى الكالسيوم أيضًا في حدوث التهاب في الحلمات وانخفاض نسبة إدرار الحليب.[٢]


أسباب تأخّر الدّورة الشهريّة أثناء الرّضاعة

قد تتدخل عوامل كثيرة في تأخير الدورة الشهرية أثناء فترة الرضاعة الطبيعيّة، مثل: كثافة عمليّة الرّضاعة؛ بمعنى أن الحيض قد يتأخر إذا كانت الأم ترضع طفلها باستمرار خلال اليوم وبصورة مكثّفة، أما إذا قلّ عدد مرات الرضاعة بسبب نوم الطفل ليلًا أو البدء بعملية الفطام مثلًا فإنه من المتوقع عودة الدورة الشهرية بسرعة، لكن في بعض الحالات الاستثنائية لا يعود الحيض إلا بعد أشهر من توقف الرضاعة تمامًا، وإذا عاد أثناء الرضاعة فهذا يعني أنه سيستمر بنزوله الطبيعي كل شهر وأن الرضاعة الطبيعية لن تستطيع توقيفه أو تأجيله مرةً أخرى.[٤]

يُسمّى الهرمون المسؤول عن الرّضاعة وإفراز الحليب بهرمون الحليب، إذ يُسبّب انقطاعًا في الحيض، كما أن الرّضاعة الطّبيعيّة تُبقي نسبة هذا الهرمون عاليةً نسبيًّا، ومع نموّ الطّفل تبدأ حاجته إلى الرّضاعة بالانخفاض؛ إذ يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة، حينها تشعر الغدة النخامية بهذا التغيير في التغذية وتنتج نسبًا أقلّ من هرمون الحليب، لذلك يُفسّر انقطاع الدّورة الشهريّة بالتأثّر بالرّضاعة.[٣]


أهمّ الأعراض خلال فترة الدّورة الشهريّة

يُمكن القول إنّ الأعراض المُزعجة التي تتميّز بها فترة الدّورة الشهريّة هي الأعراض التي تظهر في المرحلة السّابقة لها، وهي مرحلة ما قبل الحيض، وتُسمّى مجموعة الأعراض التي تظهر في هذه الفترة بمُتلازمة ما قبل الحيض ومن الممكن أن تستمر خلاله، وفي ما يأتي توضيح لهذه الأعراض:[٥]

  • تشنّجات البطن، يمكن أن تبدأ تشنجات البطن في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية وتستمر عدة أيام أو لفترة أطول بعد أن تبدأ الدورة، وقد تتراوح في شدتها من الأوجاع البسيطة والخفيفة إلى الألم الشديد الذي يؤثّر على قدرة الأنثى على أداء أنشطتها اليوميّة، كما تساعد هذه التشنجات على طرد البطانة الداخلية للرحم عند عدم حدوث الحمل، فتحدث نتيجةً لارتفاع مستويات هرمون البروستاغلاندين، وهي تعد من الأعراض الشائعة خلال فترة الدورة الشهرية أو ما قبلها. كما يمكن أن ينتشر الألم المصاحب لهذه الفترة إلى أعلى الفخذين وأسفل الظهر، وقد تسبب بعض الحالات زيادة حدة التشنجات، مثل: الأورام الرحمية الليفية، والتهاب الحوض، وبطانة الرحم المهاجرة.
  • زيادة ظهور حبّ الشّباب على البشرة، وغالبًا تكون على الذقن والفك، لكن يمكن أن تظهر في أي مكان على الوجه أو الظهر أو أي مناطق أخرى من الجسم، وهي من الأعراض الشائعة؛ حيث تحدث عند أكثر من نصف النساء قبل أسبوع من موعد الدورة الشهرية.
  • تورم الثديين، ألم وتورّم ملحوظ في الثديين خلال فترة الدّورة الشهريّة وقبلها.
  • التّعب والإعياء؛ وذلك نتيجةً لانخفاض مُستويات بعض الهرمونات في الجسم.
  • انتفاخ البطن والشّعور بالثّقل فيه، مما يُسبّب الشّعور بأنّ البنطال أصبح ضيّقًا، وذلك يكون خلال فترة الدّورة الشهريّة فقط وليس له علاقة بزيادة الوزن.
  • تقلّبات في طبيعة التّبرز، فمن الممكن أن تُصاب بعض النّساء بالإسهال، وبعضهنّ الآخر يصبن بالإمساك، بالإضافة إلى الشعور الغثيان.
  • الصّداع، خاصّةً الصّداع النّصفي.
  • تقلّبات المزاج، مثل: الاكتئاب، والشعور بالقلق، والتّهيّج، والعصبيّة في الكثير من الأحيان.
  • الشّعور بآلام في أسفل الظّهر؛ وذلك نتيجةً لتقلصات الرحم والبطن الناتجة عن إطلاق البروستاجلاندين، مما يُسبّب تقلصات العضلات في أسفل الظهر.
  • اضطرابات النّوم، إذ يمكن أن تؤثر أعراض الدورة الشهرية مثل التشنجات والصداع وتقلب المزاج على النوم، مما يصعّب القدرة على النّوم بسرعة وسهولة. ومن الجدير بالذّكر أنّ درجة حرارة الجسم الأساسيّة ترتفع حوالي نصف درجة بعد الإباضة، وتبقى مرتفعةً حتى يبدأ الحيض أو بعد فترة وجيزة من الإباضة، مما يُسبّب الشعور بعدم الارتياح، بالإضافة إلى ذلك فإنّ النّوم يتطلّب درجة حرارة جسم باردة نوعًا ما.


أهمية الرضاعة الطبيعية

تُعدّ الرضاعة الطبيعية من أهم الاحتياجات التي توفّرها الأم لرضيعها؛ لما يحتوي عليه حليبها من فيتامينات وبروتينات ودهون بنسبٍ متوازنة توفر للرضيع النمو الصحي المثالي، ويحتوي على أجسام مضادة للفيروسات والبكتيريا توفر الحماية للرضيع، خاصةً في الستة أشهر الأولى، إذ تقلل من خطر الإصابة بالربو، والحساسية، والتهاب الأذن، وأمراض الجهاز التنفسي، والإسهال. [٦].

من أهم ما توفره الرضاعة الطبيعية للرضيع التواصل المباشر مع الأم عن طريق لمسه، والتواصل البصري الذي يمنحه شعور الأمان، وتشير بعض الدراسات إلى ارتباطه بارتفاع معدل الذكاء في مرحلة الطفولة، ويشار إلى أنّه قد توجد لهذه الرضاعة دور في الوقاية من الإصابة بالسكري والسمنة، لكنها ما زالت قيد البحث، كما أنّ لها فوائد للأم، إذ تسهم في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي نتيجة إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وتقلل من خطر نزيف الرحم بعد الولادة، وتساعد في تسريع إنقاص الوزن بعد الحمل والولادة؛ لأنّها تحرق المزيد من السعرات الحرارية، وتقي من سرطانَي الثدي والمبيض، ومرض هشاشة العظام.[٦].


المراجع

  1. ^ أ ب mayoclinic stuff (2016-5-11), "Menstrual cycle: What's normal, what's not"، mayoclinic, Retrieved 2018-11-11. Edited.
  2. ^ أ ب "Breastfeeding and Menstruation ", verywellfamily, Retrieved 3-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Why Women Get Irregular Periods While Breast-Feeding", healthline, Retrieved 3-10-2019. Edited.
  4. "beginning of content Breastfeeding and periods", healthdirect, Retrieved 3-10-2019. Edited.
  5. "10 Signs Your Period Is About to Start", healthline, Retrieved 13-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Dan Brennan (2017-12-05), "Breastfeeding Overview"، www.webmd.com, Retrieved 2019-09-17. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×