علاقة الفلسفة بالعلم

كتابة:
علاقة الفلسفة بالعلم

أصل ومعنى الفلسفة

معرفة معنى الفلسفة حتميّة لمعرفة علاقة الفلسفة بالعلم، قال سقراط: "الحكمة لله وحده، وإنما للإنسان أن يجدَّ ليعرف، وفي استطاعته أن يكون محبًا للحكمة، تواقًا إلى المعرفة، باحثًا عن الحقيقة"، وهذا ما يدل على اشتقاق كلمتي فلسفة وفيلسوف، فهاتان الكلمتان مأخوذتان من فيلوس ومعنا مُحب، وسوفيا ومعناها الحكمة، فمعنى فيلسوف مُحب الحكمة، وقد شاع أن الفلسفة موضوع لا تتناوله إلا عقول خاصة، ولم يرفع الإنسان عن الحيوان إلا فكره وقوته العاقلة، فالحيوان يرى ويسمع بل ويتذكر، لكنه لا يستخدم هذه القوى إلا في حاجاته الوقتية، أمّا الإنسان فيرى ظواهر الكون على اختلاف أنواعها فيتصورها ويكون له فيها رأيًا، وخلال المقال سيتم التعرف على علاقة الفلسفة بالعلم.[١]

الفلسفة الغربية والشرقية

قامت العديد من المجتمعات بطرح أسئلة فلسفية، كما بَنَت ثقافاتٍ فلسفيّةً مستنِدة على أعمالها وأعمال شعوب سابقة، والتعرف على هذه الثقافات من الضروريات للتعرف على علاقة الفلسفة بالعلم، حيث أثرت الثقافات الفلسفية الشرقية والشرق أوسطية بشكلٍ كبير على الفلاسفة الغربيين، كما أن الثقافات الإسلامية واليهودية والروسية والأمريكية اللاتينية كانت لها تأثير واضح على مجمل تاريخ الفلسفة.[٢]

الفلسفة الغربية

من رواد الفلسفة الغربيين سقراط وأرسطو وأفلاطون وجين بول سارت، ومن رواد الفلسفة الغربيين المعاصرين دونالد ديفيدسن وجيري فودور، وقد بدأت ثقافة الفلسفة في الغرب عند اليونانيين واستمرت إلى الوقت الحاضر، وتستند الفلسفة الغربية على نوع من الأسئلة المخاطبة، ومن أصناف الفلسفة الغربية الأكثر شيوعًا الميتافيزيقيا " ما وراء الطبيعة" ونظرية المعرفة والأخلاق وعلم الجمال، ومن المجالات الأخرى في الفلسفة الغربية فلسفة العقل وفلسفة اللغة والمنطق والفلسفة السياسية.

الفلسفة الشرقية

من أبرز الفلاسفة الشرقيين ابن خلدون وابن سينا وابن رشد والفارابي، وهناك ثقافات واسعة تندرج تحت الفلسفة الشرقية نشأت أو كانت منتشرة في شمال إفريقيا والصين والهند القديمة، وعلى الأرجح أن الفلسفة الهندية كانت الأكثر قربًا إلى الفلسفة الغربية، والفلسفة الشرقية وبالأخص الصين والهند واليابان فلسفات ذات طبيعة دينية وروحانية أكثر منها عقلانية، أما إنتاجات الفلاسفة المسلمين فغالبًا ما تعدّ من وجهة النظر الغربية ناقلة للفلسفة الإغريقية وليست إنتاج فعلى أي أنها منقولة، وقد استمرت هذه النظرة حتى شهد العالم العربي مؤخرًا نهضة فلسفية مهمتا إعادة البناء على أساس التراث العربي.

علاقة الفلسفة بالعلم

علاقة الفلسفة بالعلم علاقة تحتاج إلى فَهم عميق، حيث إنّ هناك صَدْعًا بين العلم والفلسفة وحلقة مفقودة بين العلوم والإنسانيّات، وكما أنّ هناك خُطّة أرسطو للعلوم الطبيعية والعلم التأملي والميتافيزيقيا، فهناك العديد من الكتب التي تتحدث عن علاقة الفلسفة بالعلم، فعند الحديث عن العلم فإنّ الحديث يجري دائمًا عن مستويين في الخطاب أو التجريد، فالمستوى الأول هو مستوى التجارب اليومية المستساغة "خبرة الفطرة السليمة"، حيث تتم ملاحظة نقطة قاتمة تتحرك بالنسبة لنقط أخرى قاتمة، وهذا مستوى الرؤية المباشر، وتتعامل التقارير المعملية مع مثل هذه الحقائق البسيطة في الخبرات الإنسانية.[٣]

ويمكن للمرءِ أن يحلّلَ هذه الخبرات البسيطة من وجهة النظر السيكولوجية، وهذا يعني أن الخبرات لا يمكن أن تناقش بمزيد من التعمق، إلا أن هذه المناقشة لا تمُت إلى الفلسفة، أما المستوى الثاني الذي يجب الإشارة إليه هو مستوى المبادئ العامة في العلم، وهذه يختلف تمامًا عن مستوى الخبرة المستساغة، فالمستوى الثاني يمكن للجميع المشاركة فيه، أما المستوى الأول فيستخدم لغة بعيدة كل البعد عن الخبرة اليومية، ويتألف العلم أساسًا من هذه المبادئ العامة، والمشكلة الرئيسة في فلسفة العلوم تتمثل في كيفية الانتقال من النصوص المستساغة إلى المبادئ العلمية العامة.[٣]

المراجع

  1. أ.س.رابوبرت (2017)، مبادئ الفلسفة، جمهورية مصر العربية: وكالة الصحافة العربية (ناشرون)، صفحة 13,16. بتصرّف.
  2. "فلسفة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-08-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فيليب فرانك (1983)، فلسفة العلم "الصلة بين العلم والفلسفة" (الطبعة الأولى)، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صفحة 20,21. بتصرّف.
5094 مشاهدة
للأعلى للسفل
×