علاقة اللغة بعلم النفس

كتابة:
علاقة اللغة بعلم النفس


علاقة اللغة بعلم النفس

يُعد علم النفس أنّه الدراسة العلمية لعقل وسلوك الإنسان، إذ يحاول فهم العمليات العقلية في الدماغ والسلوك المترتب على هذه العمليات، أمّا اللغة فهي الأصوات التي نعبر بها عن المعاني المختلفة والأشياء من حولنا، ويقوم علم اللغة بتحليل هذه الأصوات، وفهم هيكلتها ودلالاتها، وينظر إلى علم النفس على أنّه الأساس الذي تقوم عليه اللغة.[١]


فهو الذي يوفر القواعد والتلمحيات والمبادئ العامة التي يحتاجها علماء اللغة في فهم الطريقة التي تتشكل فيها هذه اللغة واستخداماتها، في الوقت الذي تدرس فيه علوم اللغة الطريقة التي نتحدث بها، وكفاءة اللغة ومعرفتها حولنا، يعتبر نعوم تشومسكي اللغة أحد فروع علم النفس المعرفي، كما وتُعتبر أهم الوظائف الهامة للغة هي التعبير عن الأفكار.[١]


يحدث ذلك عبر ترميز أفكارنا وإخراجها على شكل أصوات أو كتابة، وعلم النفس بذاته يقوم على توضيح هذه العملية داخل العقل، ويساعد في تشكيل هذه الرموز طبقًا للمعاني التي تعبر عنها. ومن هنا أنشأ العلماء مصطلح "علم النفسي اللغوي" على اعتباره علمًا يدرس العلاقة بين اللغة والفكر الإنساني.[١]


يرتبط علم النفس باللغة من حيث تأثير كلًا من العلمين أحدهما على الآخر، فعندما تفشل لغة المرء في التعبير عن حاجته، فإنّها تؤثر على الجانب السلوكي والمعرفي والعاطفي لدى الإنسان، وبهذا فإنّ القدرات اللغوية تؤثر على التواصل الاجتماعي والنظرة الشخصية للذات المتحدثة. ونجد أنّ الكثير من التخصصات تسعى للوصول إلى معرفة كافية باللغة وفهمها بعمق.[١]


كيف تساعدنا هذه العلاقة بين علم النفس واللغة؟

إنّ لهذين العلمين خصائص تجعلهما مترابطين على نحو يفيد البشر، ومن الفوائد المتحصلة من فهم هذين العلمين ما يأتي:[٢]

  • فهم الخطاب: يُنتج الإنسان الخطاب باستخدام اللغة، ويفهمه بتحليلها عبر العمليات العقلية، ويساعدنا فهمنا للغة الخطابات في حياتنا إلى زيادة القدرة على فهم المفردات ودلالاتها ومعرفة الكيفية التي من الممكن أن نعلّم فيها أطفالنا القراءة، وإنّ الخطابات بلغتها تشكل عنصرًا مفيدًا في مجال العلاج النفسي التحادثي، لذا فإنّ اختيار اللغة يساعد في تحليل ما يدور في عقل الشخص.
  • اكتساب الطفل للغة: إنّ عملية تحليل وفهم البنية اللغوية، ودراسة القدرات المعرفية والعقلية للأطفال في مختلف أعمارهم، يساعد في معرفة الطريقة التي نستطيع أن نعلمهم بها اللغة بمهاراتها، على نحو سليم وصحي.


مثال عملي على العلاقة بين اللغة وعلم النفس

مثال عملي على العلاقة بين اللغة وعلم النفس فيما يأتي:

  • الإسقاط: تُعرف اللغة الإسقاط بأنّه مأخوذ من سقط الشيء: أي وقع وهوى، أما في علم النفس فقد أسماه فرويد بالإسقاط النفسي: أي نقل وإنزال الشخص لمشاعره وأفكاره غير المرغوب بها على الآخرين أو على الأشياء من حوله، كوسيلة دفاعية يرى فيها الأفكار المنبوذة عنده على أنّها من الآخر فينفيها عن نفسه بإسقاطها على غيره.[٣]
  • التواصل: يحدث وبسبب عدم الإلمام الكافي باللغة، أو لأنّ اللغة لم تنجح في التعبير عن المعنى الذي يريد الشخص إيصاله، أو قد لا يجد الشخص في خزينته اللغوية مفردة يصف بها أفكاره، فيوصله عجز اللغة هذا إلى ما قد يتسبب في إحداث آثار نفسية سيئة له، تتضمن الاضطراب أو فقدان الثقة، أو التأثير على التواصل الاجتماعي.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "What is the relationship between linguistics and psychology?", cementanswers, Retrieved 23/2/2022. Edited.
  2. "Constructing a Philosophy of Science of Cognitive Science", on line library, Retrieved 23/2/2022. Edited.
  3. عبدالله المفلح، التفكير و اللغة و التفاعل النفسي، صفحة 130 . بتصرّف.
  4. "The Psychology of Language", exploring your mind, Retrieved 23/2/2022. Edited.
6624 مشاهدة
للأعلى للسفل
×