الكثير من الأهل يشعرون (بحق) أن سعادة الطفل وقدرته على التكيف في المجتمع هي أكثر أهمية من علامته في الحساب مثلا. ومع ذلك، عندما يتم تشخيص ADHD- اضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال فهناك ميل للتركيز على الناحيةالتعلميه واهمال المجال الاجتماعي والعاطفي.
كيف يؤثر نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال ADHD على المجال العاطفي؟
ADHD اضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال هو خلل عصبي خلقي يؤدي إلى تضرر قدرات الإدارة والتحكم التي يعبر عنها بصعوبة في التركيز، الانتباه، صعوبات في تنظيم وإدارة الوقت والأنشطة، وغير ذلك.
من السهل أن نتصور كيف تؤثر هذه الصعوبات في القدرة على التعلم والأداء في المدرسة، ولكن كيف تؤثر على المجال العاطفي؟
واحدة من الطرق الهامة التي يكون فيها علاقة للـ ADHD بالمجال العاطفي هي التجربة المدرسية. الأطفال الذين يعانون من الـ ADHD، وخصوصا عندما لا يعالجون ولا يتلقون المساعدة التي يحتاجون إليها، يواجهون تجارب صعبة، فشل وللأسف أيضا التأنيب، الازدراء وعدم فهم المعلمين لهم، وذلك بسبب ميلهم للتشويش في الصف.
هذه التجارب تؤدي لتكوين صورة ذاتية سلبية: الكثير من الأطفال الذين يعانون من ADHD يعرفون أنفسهم بأنهم كسالى، سيئون، عاجزون وأشرار.
الـADHD والمجال الاجتماعي
وثمة جانب آخر هو المجال الاجتماعي. تكوين العلاقات الاجتماعية هي واحدة من المهام الرئيسية التي تواجه الطفل، وهي التي تسمح له باكتساب مهارات التعامل مع الآخرين التي من شأنها أن تفيدة عندما يصبح بالغا، أن يشعر انه محبوب ومحترم والتمتع بالعديد من تجارب الطفولة.
الأطفال الذين يعانون من ADHD، ولا سيما المصابون بفرط الحركة عند الأطفال، غالبا ما يعانون من صعوبات في المجال الاجتماعي والشخصي بسبب صعوبة فهمهم لاستيعاب القواعد الاجتماعية، ميلهم إلى التورط في الصراعات وميلهم الى عدم احترام الرموز الأساسية للتعامل بين الناس. وبالتالي، فإن هؤلاء الأطفال غالبا ما يعانون من الشعور بالوحدة، الصراعات، وحتى النبذ الاجتماعي، وهذه بطبيعة الحال تؤثر أيضا على الصورة الذاتية وعلى حالتهم المزاجية الأساسية.
التجارب الاجتماعية والمدرسية التي يواجهها الأطفال الذين يعانون من ADHD وفرط الحركة تؤدي في كثير من الأحيان الى صعوبات في العلاقات الأسرية: أن تكون والدا\ة لطفل مصاب بال- ADHD يمكن أن يكون تحديا يرافقه عدد غير قليل من الصراعات والإحباطات، وكذلك أيضا العلاقات مع الأشقاء التي ترافق في كثير من الأحيان بالغيرة والغضب.
نصائح للتعامل العاطفي مع المصابين بالـ ADHD
مراقبة التجربة العاطفية للأطفال الذين يعانون من ADHD تفسر لماذا يعاني هؤلاء الأطفال غالبا من تدني احترام الذات، القلق، أعراض الاكتئاب والمشكلات السلوكية.
لذلك عندما يتم تشخيص ADHD ينبغي التركيز ليس فقط على العلاج الذي سوف يساعد في المعالجة التعلمية وانما أيضا تكريس الانتباه للمجال العاطفي والشخصي. يمكن المساعدة في المجال العاطفي من خلال عدة طرق:
• الشرح المباشر: الأطفال المصابون بالـ ADHD يعرفون مشكلتهم ولكن عموما فانهم يميلون الى لوم أنفسهم ("أنا كسول، ولد شرير"). ولذلك، من المهم أن نشرح لهم ما هو الـ ADHD وكيف يؤثر على أدائهم، من أجل الحد من الشعور بالذنب والاضرار باحترام الذات.
• منح الدعم: من الصعب رؤية معاناة الطفل، والكثير من الأهل يحاولون تعويض الطفل عن الصعوبات من خلال تنازلات بشأن الواجبات وتدليلهم. ولكن في كثير من الأحيان فإنه يمنع من التعامل مع التحديات ويدرك الطفل أيضا أن الأهل لا يتوقعون منه الكثير. وفقا لذلك، من المهم تحقيق التوازن بين التعاطف وتفهم صعوبات الطفل وبين متطلبات الأداء والسلوك المناسب.
• الثناء، وليس فقط التوبيخ: سلوك الأطفال الذين يعانون من ADHD قد يكون مزعجا ومحبطا، وغالبا ما يصبح التعامل معهم يعتمد على التوبيخ وليس على الثناء، التشجيع الإيجابي والتقدير. هذا النمط يضر بالثقة الذاتية ويمنع فهم السلوكيات الإيجابية لذلك من المهم الثناء على السلوكيات الإيجابية ("كم أحب قضاء الوقت معك"، "جيد أنك تنازلت له") والطلب أيضا من الطاقم التعليمي في روضة الأطفال أو المدرسة الاهتمام بهذه السلوكيات.
• تكوين تجارب ناجحة: بما أن العديد من الأطفال الذين يعانون من ADHD لا يتمتعون بتجارب النجاح في المدرسة، فمن المهم تمييز المجالات التي يكون فيها الطفل موهوب وتطويرها: ركوب الخيل، العزف، فنون الدفاع عن النفس، الرسم، الرياضة وهلم جرا.
• توفير الوساطة الاجتماعية: غالبا ما يحتاج الأطفال الذين يعانون من ADHD لوساطة ومساعدة في المجال الاجتماعي. يجب الانتباه الى أنماط السلوك الإشكالية للطفل المصاب بفرط الحركة (الهيمنة، تفسير أي لمسه لطفل بالضربة، عدم تفهم الآخرين)، مساعدته على التعرف عليها وإرشاده بشكل مباشر في كيفية التصرف. يمكن في الأعمار الصغيرة دعوة أطفال اخرين لأنشطة ترفيهية التي يشارك فيها الأهل لمساعدة الطفل على توسيع الدائرة الاجتماعية وتعليمه المهارات الاجتماعية التي لم يتعلمها بعد.
• التوجه الى العلاج: العلاج الدوائي لاضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال هو علاج شائع، لكنه غير كاف لأنه لا يساعد في التعامل مع العوامل المتضررة مثل الصورة الذاتية ونقص المهارات الاجتماعية.
لذلك، إذا اتضح أن الطفل يعاني من صعوبات اجتماعية أو يواجه أعراض عاطفية مثل الاكتئاب، القلق، تدني احترام الذات والمشاكل السلوكية - من المهم التوجه والتشاور مع مختص في هذا المجال وبناء برنامج علاجي مناسب، الذي من شأنه السماح للطفل بالاستمتاع، التواصل وتقدير الذات.