محتويات
علامات إعراب الأسماء الخمسة
كيف يمكن للعوامل الداخلة أن تغيّر علامة الإعراب؟
يُعرّف الإعراب في اللغةِِ العربيّةِ بأنه: تغيُّر آخر الكلمة بتغيُّر العوامل الداخلة عليها، وللإعراب علاماتٌ أصليّة وعلامات فرعيّة، فعلامات الإعراب الأصليّة تتمثّل في: الضمّة للرّفع، والفتحة للنّصب، والكسرة للجرّ، والسّكون للجزم، أما العلامات الفرعيّة فتتمثّل في: الألف في رفع المثنى، والياء في جرّ جمع المُذكّر السّالم، والألف في نصب الأسماء الخمسة.[١]
الأسماء الخمسة هي: (أب، وأخ، وحم، وفو، وذو)، ولها شروط لا بُد أن تتوافر فيها؛ حتى تُعرب بالحروف دون الحركات، وهي: أن تكون مُفردة، وألا تكون مُصغّرة، وألا تكون معرّفة ب "ال"، وأن تكون مُضافة لغير ياء المُتكلّم، ويُشترط في "ذو" أن تكون بمعنى صاحب، و"فو" أن تُحذف منها الميم، فإن اختلّ شرطٌ من تلك الشّروط؛ أُعربت بالحركات، وإليك تفصيل بعلامات إعراب الأسماء الخمسة:[٢]
علامة رفع الأسماء الخمسة
الضمّة هي علامة الرّفع الأصليّة، ولكن الأسماء الخمسة تُعرب بعلامات فرعيّة؛ فلذا تُرفع الأسماء الخمسة بالواو نيابة عن الضمّة، وذلك نحو: "جاء أبوك" فـ"جاء": فعل ماضٍ مبنيُّ على الفتح الظّاهر، وأبوك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابةً عن الضمّة؛ لأنه اسمٌ من الأسماء الخمسة، والكاف: صمير مبنيٌّ على الفتح في محلّ جرّ مُضاف إليه، وقد وقع "أبوك" هنا فاعلٌ، وقد يكون مبتدأً، وذلك نحو: "أبوك رجلٌ كريمٌ" فـ "أبوك": مبتدأٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعه الواو نيابةً عن الضمّة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلّ جرّ مُضاف إليه، ورجلٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة، وكريمٌ: صفة مرفوعةٌ وعلامة رفعها الضمّة الظّاهرة.[٣]
علامة نصب الأسماء الخمسة
تُنصب الأسماء الخمسة بالألف "علامة فرعيّة" نيابةً عن الفتحة "علامة أصليّة"، وذلك نحو: " رأيتُ حماك" فـ "رأى": فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المُقدّرأو مبنيٌّ على السّكونِ؛ لاتّصال تاء الفاعل به، والتاء: ضميرمبني على الضمّ في محلّ رفع فاعل، و"حماك": مفعول به منصوب وعلامة نصبِه الألف نيابةً عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف: ضمير مبني على الفتح في محلّ جرّ، وأيضًا مثل: "شاهدتُ أخاك" فـ"شاهد" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المُقدّرأو مبنيٌّ على السّكون؛ لاتّصاله بتاء الفاعل، و"أخاك": مفعولٌ به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابةً عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلّ جرّ مضاف إليه.[٣]
علامة جر الأسماء الخمسة
تُجرّ الأسماء الخمسة بالياء "علامة فرعيّة" نيابةً عن الكسرة "علامةٌ أصليّة"، وذلك نحو:" مررتُ بأبيك" فـ "مرّ":فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المُقدّر أو السّكون؛ لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضميرٌ مبنيٌّ على الضمّ في محلّ رفع فاعل، والباء: حرف جرٍّ، وأبيك: اسمٌ مجرور بالباء وعلامةُ جرّه الياء نيابةً عن الكسرة؛ لأنها من الأسماء الخمسة، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلّ جرّ مُضاف إليه.[٣]
أيضًا مثل: "تفاهم مع حميك بلُطفٍ" فـ "تفاهمْ": فعل أمرٍ مبنيُّ على السّكون، والفاعل: ضمير مستتر وجُوبًا تقديره "أنت"، مع: حرف جرٍّ، وحميك: اسم مجرور وعلامة جرّه الياء نيابةً عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف: ضمير مبنيٌّ على الفتح في محلّ جرّ مُضاف إليه، والباء: حرف جرّ، ولُطفٍ: اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة.[٣]
إعراب الأسماء الخمسة بالحروف
إنّ الأسماء الخمسة من المسائل النحويّة التي تُعرب بالعلامات الفرعيّة وهي الحروف، وهذه الأسماء هي" أب، أخ، حم، فو، ذو" فمعنى حم: والد الزوج أو الزوجة، ومعنى فو: فم، ومعنى ذو: صاحب وقد تأتي بمعنى اسم الموصول " الذي"، وحتى يكون علامات إعراب الأسماء الخمسة بالحروف لا بدّ من مطابقتها الشّروط الآتية:[٤]
- الشروط العامّة: وهي الشروط التي تُطبق على الأسماء الخمسة كلها، وهي:
- أنْ يكون الاسم مفردًا، فإذا جاء على غير صيغة المفرد يُعرب بالحركات.
- أن يكون الاسم مضافًا لغير ياء المتكلّم.
- ألّا يكون مصغرًا.
- ألّا يكون معرّفًا بأل التعريف.
- الشروط الخاصة: وهي الشروط التي تطبق على اسميْن من الأسماء الخمسة، هما: "فو، ذو"، أمّا " ذو" فشرطها أن تكون بمعنى صاحب، كما في قوله تعالى: {وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[٥]، أمّا كلمة "فو" فشرطها حذف الميم منها، مثل: نظرتُ إلى فيك، ورأيتُ فاك، فإن لم تُحذف الميم تعرب الكلمة بالحركات، وفيما يأتي الحديث عن علامات إعراب الأسماء الخمسة.
نستنتج ممّا سبق أنّ الأسماء الخمسة هي: "أب، وأخ، وحم، وفو، وذو"، وتلك الأسماء تُعرب بعلاماتٍ إعراب فرعيّة وهي: الواو في حالة الرفع، والألف في حالة النّصب، والياء في حالة الجرّ، وحتّى تُعرب بالحروف لا بُدّ أن يتوفر فيها شُرُوط وهي: أن تكون مُفردة، وألا تكون مصغّرة، وأن تكون مضافة لغير ياء المُتكلّم، وألا تكون مُقترنة بـ "الـ"، ويُشترط في"ذو" أن تكون بمعنى صاحب، وفو ألا تقترن بالميم.
لغات العرب في الأسماء الخمسة
كان للعرب في إعراب الأسماء الخمسة ثلاث لغات، واختلاف هذه اللغات أدى إلى اختلاف علامات إعراب الأسماء الخمسة، وهذه اللغات هي: لغة التمام ولغة القصر ولغة النقص، وفيما يأتي تفصيل لهذه اللغات:[٦]
- لغة التمام: وهي اللغة التي تمّ ذكرها سابقًا، اللغة التي يكون فيها علامات إعراب الأسماء الخمسة الحروف نيابةُ عن الحركات، وهي اللغة الفصيحة الرّاجحة التي نزل بها القرآن الكريم.
- لغة القصر: وهي اللغة التي تلزم الأسماء الخمسة الألف دائمًا، فتكون علامات إعراب الأسماء الخمسة بالحركات المقدّرة على الألف، ومنها قول الشاعر: إنّ أباها وأبا أباها ** قد بلغا في المجد غايتاها.
- لغة النقص: وهي تقوم على حذف لام الكلمة في كل من" أب، أخ، حم"، ثم تُتخذ الحركات الضمة والفتحة والكسرة علامات إعراب الأسماء الخمسة، كقول رؤبة بن العجاج: بأبِه اقتدى عدي في الكرم ** ومن يشابه أبَه فما ظلم.
أمثلة على إعراب الأسماء الخمسة
لم ترد الأسماء الخمسة كلها في القرآن الكريم، بل ورد أربعة منها وهي" أب، أخ، فو، ذو"، وكما ذُكر سابقًا علامة إعراب الأسماء الخمسة الحروف، والشواهد القرآنية على استخدامها كثيرة، وفي ما يأتي ترتيبها حسب الموقع الإعرابي:
- الأسماء الخمسة في حالة الرّفع:
- قوله تعالى: "وَلَمّا فَصَلَتِ العيرُ قالَ أَبوهُم إِنّي لَأَجِدُ ريحَ يوسُفَ لَولا أَن تُفَنِّدونِ" [٧]: فكلمة "أبوهم" طابقت شروط إعراب الأسماء الخمسة بالحروف وإعرابها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
- قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ}[٨]: وقوله -عزّ وجلّ-: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}[٩]
- قوله تعالى: {وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}[١٠]: فقد جاءت" ذو" خبر لكنّ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.
- قوله تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}[١١]: جاءت كلمة "أبوك" في الآية اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.
- الأسماء الخمسة في حالة النصب:
- قوله تعالى :{وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ}[١٢]: فكلمة" أباهم" مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
- قوله تعالى: {قالوا يا أَبانا ما نَبغي هـذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّت إِلَينا وَنَميرُ أَهلَنا وَنَحفَظُ أَخانا وَنَزدادُ كَيلَ بَعيرٍ ذلِكَ كَيلٌ يَسيرٌ}[١٣]: فهذه الآية حوت اسمين من الأسماء الخمسة هما "أبانا" و "أخانا" أمّا" أبانا"، فهي منادى منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنّه من الأسماء الخمسة، وكلمة" أخانا" مفعول به.
- قوله تعالى: {وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ}[١٤]: جاءت كلمة "ذا" في الآية مفعولًا به أيضًا.
- قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}[١٥]: فكلمة" أبا" خبر كان منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.
- الأسماء الخمسة في حالة الجر:
- قوله تعالى: {فَلَمّا رَجَعوا إِلى أَبيهِم}[١٦]: فكلمة "أبيهم" مسبوقة بحرف جر، وهي اسم مجرور وعلامة جرّه الياء؛ لأنّه من الأسماء الخمسة.
- قوله تعالى: {وَلِذِي القُربى وَاليَتامى}[١٧] أمّا قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[١٨]: فكلمة "أبي" مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
- قوله تعالى: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَه}[١٩]: فكلمة "ذي" مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.
المراجع
- ↑ الإمام أبو البركات الأنباري (1415)، أسرار العربية، بيروت:دار الجيل، صفحة 41، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن آجُرُّوم محمد بن محمد بن داود الصنهاجي أبو عبد الله (1419)، متن الآجرومية، صفحة 6، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث أحمد بن محمد بن محمد البجائي (1412)، الحدود في علم النحو، صفحة 458، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبدالعزيز قاسم الطائي (2013)، مبادئ اللغة العربية( قواعد وأحكام علمي النحو والصرف) (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 105.
- ↑ عدنان العظمة (1998)، تهذيب وإغناء شرح قطر الندى وبل الصدى (الطبعة الأولى)، سوريا: دار العصماء، صفحة 51،52. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية: 94.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 106.
- ↑ سورة الطلاق، آية: 7.
- ↑ سورة البقرة، آية: 251.
- ↑ سورة مريم، آية: 28.
- ↑ سورة يوسف، آية: 16.
- ↑ سورة يوسف، آية: 65.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 26.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 40.
- ↑ سورة يوسف، آية: 63.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 41.
- ↑ سورة المسد، آية: 1.
- ↑ سورة هود، آية: 3.