علامات اقتراب الفرج بعد الشدة

كتابة:
علامات اقتراب الفرج بعد الشدة

بداية حدوث الشدّة

إنّ التغيير من سنّة الله -عزّ وجلّ- في هذه الأرض، ومن ذلك تغيُّر حال العبد من فرجٍ إلى شدةٍ والعكس، قال الله -تعالى-: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ)،[١] أي ستتبدّل أيها العبد من حالٍ إلى حال، ومن فقرٍ إلى غنى، ومن صحةٍ إلى سقم، ومن شدةٍ إلى فرج.[٢]

وبمجرّد أن يحدث البلاء أو الشدّة يبدأ عمرها بالنقصان، فقد جعل الله -عزّ وجلّ- لكلّ شيءٍ أجلًا ونهايةً معلومةً عنده، وما على المؤمن إلّا أن يستعين بالله -عزّ وجلّ- على قطع هذا الزّمن الذي سيعيشه أثناء هذه الشدّة.[٣]

الرّؤيا الصالحة يراها أو تُرى له

المؤمن وهو في قمّة الشدّة قد يبعث الله له ما يُبشّره باقتراب الفرج ومن ذلك الرؤيا الصالحة، قال النّبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: (لم يبقَ من النبوّة إلّا المبشرات، قالوا: وما المبشّرات يا رسول الله؟ قال: الرّؤيا الصّالحة)،[٤] والمبشرات جمع مُبَشّرة، وهي البشرى التي وعد الله -تعالى- عباده بها في الحياة الدنيا، وغالباً ما تكون البشرى خيراً.[٥]

اشتداد الشّدّة

قال -تعالى-: (حَتّى إِذَا استَيأَسَ الرُّسُلُ وَظَنّوا أَنَّهُم قَد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا فَنُجِّيَ مَن نَشاءُ)،[٦] فالله -تعالى- يُخبر أنّه ينزل الفرج على رسله عندما يضيق بهم الحال وهم في أشدّ الحاجة لنصره،[٧] وكم قصّ الله علينا من قصصٍ في رفع البلاء عن أنبيائه عندما اشتدّت عليهم الكروب؛ كإنجاء موسى ومن معه وإغراق فرعون ومن معه، وغيرها كثير.[٨]

زياد التعلّق بالله تعالى وقت الشدّة

إذا اشتدّت الكروب وتعاظمت على العبد، فاشتدّ معها تعلّقه بالله -عزّ وجلّ-، فوكّل أمره إلى ربّه بكشف البلاء عنه، فليعلم أنّ البلاء إلى زوال، فالله -عزّ وجلّ- قد كفّى من توكّل عليه، وهذه هي حقيقة التوكّل على الله -عزّ وجلّ-.[٩]

التوفيق للدّعاء

الله -عزّ وجلّ- إذا وفّق العبد للدّعاء فقد أجابه،[١٠] فالبلاء ينزل ليستخرج الدّعاءَ من العبد،[١١] والدّعاء هو من أشدّ أعداء الشّدّة والبلاء، فهو يمنع البلاء قبل أن ينزل، ويخففه إذا نزل، والدعاء القوي يزيل البلاء.[١٢]

اشتداد الصبر كلّما زادت الشدّة

هذه علامةٌ من علامات اقتراب الفرج، فالصبّر لا بدّ منه للمبتلى، ولن ينفع السّاخط على البلاء تذمّره وعدم صبره، وتقدير مدةٍ للبلاء ستضرّ المُبتلَى، فالصّبر يهوّن البلاء،[١٣] أو يكشفه كما كشف الشدّة والبلاء عن أيّوب -عليه السّلام-، بل أبدله مكان الشدّة فرجاً، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب.[١٤]

التّوبة عند حدوث الشّدّة

إنّ الذّنوب من أغلب أسباب البلاء والشّدّة التي تنزل بالعبد، فإذا قطع العبد الأسباب التي فتحت عليه أبواب الكروب فترك الذّنوب، فستنقطع عنه لا محالة،[١٥] وقد كان من السّلف من إذا نزلت به شدّة تذكّر ذنوبه، فهانت عليه الشّدّة التي حلّت به.[١٦]

المراجع

  1. سورة الانشقاق، آية:19
  2. شمس الدين القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، صفحة 279. بتصرّف.
  3. جمال الدين بن الجوزي، صيد الخاطر، صفحة 170. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6990، صحيح.
  5. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 375. بتصرّف.
  6. سورة يوسف، آية:110
  7. إسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 424. بتصرّف.
  8. ابن رجب الحنبلي، جامع العلوم والحكم، صفحة 491. بتصرّف.
  9. ابن رجب الحنبلي، جامع العلوم والحكم، صفحة 493. بتصرّف.
  10. ابن أبي العز، شرح الطحاوية، صفحة 214. بتصرّف.
  11. ابن أبي الدنيا، الشكر، صفحة 46. بتصرّف.
  12. ابن قيم الجوزي ، الداء والدواء، صفحة 10. بتصرّف.
  13. جمال الدين ابن الجوزي، صيد الخاطر، صفحة 170. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلّفين، التفسير الميسّر، صفحة 456. بتصرّف.
  15. جمال الدين بن الجوزي، صيد الخاطر، صفحة 170. بتصرّف.
  16. ابن أبي الدنيا، العقوبات، صفحة 64. بتصرّف.
3189 مشاهدة
للأعلى للسفل
×