محتويات
نزول الجنين بالحوض
مع تقدم الحمل واقتراب الولادة، تبدأ المرأة بملاحظة كافة التغيرات التي تحدث لها وتُنبئها بأنَّ مرحلة المخاض والولادة أصبحت وشيكة، إذْ يهبط الجنين أحيانًا في منطقة الحوض تحضيرًا لولادته، وهي الحالة التي يُطلق عليها التّخفُّف (Lightening)، وقبل حدوثها، قد يستدير الطفل لتصبح مؤخِّرة عنقه بمواجهة مقدمة بطن الأم الحامل، ويكون رأسه متجهًا نحو الأسفل، ويصبح مستعدًّا للولادة بعدما يستقر في الحوض. فما هي العلامات الدالة على نزول الجنين إلى الحوض؟ ومتى يحدث ذلك؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات أهميّة حول هبوط الجنين في الحوض.[١][٢]
في أي أسبوع من الحمل يبدأ نزول الجنين نحو الحوض؟
لا يوجد أسبوع معين خلال الحمل يكون من المتوقَّع فيه نزول الجنين في الرحم، إذْ يختلف ذلك من امرأة لأخرى، فنزول الجنين نحو الحوض قد يسبق الولادة بأسابيع عِدة عند بعض النساء، وفي حالات أخرى يبقى الجنين على حاله حتى بدء الولادة أو قبلها ببضع ساعات، ليهبط إلى الحوض.[١][٢] وهنا يمكن الإشارة إلى أنَّه من المحتمل نزول الجنين إلى الرحم قبل بضعة أيام أو أسابيع من الولادة في حالة النساء اللّواتي يحملن للمرّة الأولى، إذْ تستغرق عضلات الحوض في هذه الحالة وقتًا أطول حتى تتهيأ لوضع الولادة، بينما يحدث هبوط الجنين في الحوض مع قرب الولادة في حالة النساء اللّواتي خضن تجربة الحمل والولادة مسبقًا، ويعود ذلك إلى كوْن منطقة الحوض بحاجة لوقتٍ أقل حتى تتهيأ للولادة.[١]
ما علامات نزول الجنين في الحوض؟
كما بينّا سابقًا، يصعب تحديد موعد معيّن لنزول الجنين في الحوض، أضف إلى ذلك أنَّ نزول الجنين في الحوض غالبًا ما يحدث بصورة تدريجيّة، لذا، لا تتمكّن المرأة دائمًا من ملاحظته، وربما أنَّه أيضًا قد يعتمد كثيرًا على طبيعة الحمل، فالحمل الذي يكون منخفضًا ويبرز فيه البطن في الجزء السفلي، يصعب فيه تمييز وقت نزول الجنين في الحوض، وهذا على خلاف الحمل المرتفع، الذي تلاحظ فيه المرأة بروز البطن في الأسفل عند هبوط الجنين إلى منطقة الحوض، إلى جانب ظهور العديد من الأعراض والعلامات الأخرى المُحتملة،[٢]التي يمكن من خلالها الاستدلال على نزول الجنين إلى الحوض، والحاجة للتواصل مع الطبيب والأخذ بتعليماته في هذا الخصوص. ونذكر في الآتي مجموعة من العلامات التي قد تُصاحب نزول الجنين إلى الحوض:[٣]
- الشعور بزيادة الضغط في منطقة الحوض، والذي قد يُصاحبه تغير في المشية وإصدار صوت التنهد للتأقلم مع الانزعاج الذي تشعر به المرأة في هذه المرحلة.
- تكرار الذهاب إلى المرحاض للتبول، خاصةً وأنَّ رأس الجنين يضغط على المثانة، عدا عن زيادة وزنه مع تقدم الحمل.
- القدرة على التنفس بسهولة، إذْ يقلّ الضغط المؤثر على الحجاب الحاجز مع نزول الجنين إلى الحوض، وتركه مجالًا للتنفس.
- ملاحظة زيادة الإفرازات الهبلية في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ويحدث هذا بسبب نزول الجنين إلى الحوض وضغطه على عنق الرحم، ممَّا يؤدي إلى حدوث مجموعة من التغيرات استعدادًا للولادة، إذْ يتوسَّع عنق الرحم، ويتخلص من تجمّع المُخاط الذي يسدّه.
- الشعور بألم في الحوض، ربما عند التحرك بطريقة مُعينة، والذي يُعزى سبب حدوثه إلى زيادة ضغط الجنين على الأربطة في منطقة الحوض، وهنا يجب التنبيه على ضرورة التمييز بين وخزات الألم البسيطة المُصاحبة لنزول الجنين إلى الحوض، والألم المستمرّ والمنتظم، أو ذلك الذي يكون مصحوبًا بأعراض أخرى؛ كالنزيف، والحمى، وفقدان سوائل الجسم، وغيرها، والتي تكون بحاجة إلى زيارة الطبيب في أقرب فرصة مُمكنه.
- ملاحظة بروز البطن في الجزء السفلي، ويترافق ذلك مع تواجد الجنين في منطقة الحوض.[١]
- المُعاناة من البواسير، إذْ يُصاحب نزول الجنين إلى منطقة الحوض أحيانًا الضغط على الأعصاب الموجودة في المستقيم والحوض، ممَّا يؤدي إلى الإصابة بالبواسير.[١]
- الشعور بآلام الظهر، ربما يكون ذلك بسبب زيادة ضغط الجنين على عضلات منطقة أسفل الظهر.[١]
- زيادة الرغبة بتناول الطعام والشعور بالجوع، خاصةً وأنَّ وزن الطفل المؤثر على المعدة قد يُصبح أقل، فتقل المُعاناة من حرقة المعدة.[١]
ماذا تفعل الأم إذا شعرت بنزول الجنين بالحوض؟
يتوجب عليها في هذه الحالة زيارة الطبيب، الذي يُمكنه توقع مكان الجنين في الحوض تحديدًا، والتعبير عن ذلك باستخدام مقياس معين، مثل مقياس الخمس نقاط المقسَّم من 5- إلى 5+، فكل خطوة تزداد على هذا المقياس يصبح الطفل أقرب بمقدار واحد سنتمتر من الولادة، إذْ يكون الجنين في الموقع 5- قبل نزوله إلى منطقة الحوض، وعندما ينزل إلى الحوض قد يصل للموقع 0، أمَّا تواجده في آخر موقع قبل الولادة يُعبَّر عنه بالموقع 5+، وهي المرحله التي يمكن فيها ملاحظة رأس الطفل عبر المهبل، ومن خلال معرفة موقع الجنين يتمكَّن الطبيب من التنبؤ باقتراب الولادة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الكثير من حالات التوسع الكامل عند النِّساء قد تحدث عند المستوى 0 أو أقل من ذلك.[١]
ماذا أفعل في حالة عدم نزول الجنين إلى الحوض؟
كما أوضحنا سابقًا، لا يحدث نزول الجنين عند جميع النساء في وقتٍ مُحدّد يسبق الولادة، ولكنْ ثمة مجموعة من الأشياء التي يمكن تجربتها للمساعدة على نزول الجنين للحوض، مع التنبيه على ضرورة استشارة الطبيب قبل اتخاذ أيْ خطوة في هذا الجانب، ونذكر في الآتي مجموعة من هذه الأمور التي يمكن محاولتها بموافقة الطبيب للمساعده على نزول الجنين نحو الحوض:[٤]
- القرفصاء: يُمكن القيام بها مع التأكد من الإمساك بكرسي ثابت للحفاظ على التوازن أثناء النزول بالجسم للأسفل، فقد تساعد القرفصاء على توسيع منطقة الحوض وتسهيل نزول الجنين إلى المنطقة.
- المشي: فالحركة والمشي باعتدال قد توفر حركة واهتزاز بسيط للجنين، وتحفيزه على النزول إلى الحوض، عدا عن تأثير الجاذبية الأرضيّة أثناء المشي في سحب الجنين للأسفل.
- تمارين فتح الحوض: يُمكن تطبيقها _بعد الأخذ بمشورة الطبيب_ عن طريق الجلوس وفتح الرجلين والمباعدة بينهما، مع الانحناء للأمام، وهذا من شأنه أنْ يساعد على دفع الجنين من البطن إلى الحوض، كما يجب التأكيد على ضرورة تجنب الانحناء لدرجة تتجاوز مدى الحركة الطبيعية، أو طوي الجذع فوق الرجلين.
- إمالة الحوض: وهي من الطرق التي قد تساعد على تحريك الطفل وهبوطه نحو الحوض.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د Lana Burgess (9/1/2020), "How can you tell if your baby is head down?", medicalnewstoday, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Heidi Murkoff, "When Does Baby Drop?", whattoexpect, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ↑ Chaunie Brusie (10/9/2017), "How to Predict When Your Baby Will Drop", healthline, Retrieved 17/12/2020. Edited.
- ↑ Robin Elise Weiss, "When a Baby 'Drops' During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 17/12/2020. Edited.