محتويات
جمهورية بيرو
كلمة البيرو مشتقّة من كلمة كيشوا الهنديّة، تقع في غرب أمريكا الجنوبيّة باستثناء حوض بحيرة تيتيكاكا في الجنوب الشرقي، يحدها من الشمال الإكوادور وكولومبيا ومن الشرق البرازيل ومن الجنوب الشرقي بوليفيا ومن الغرب المحيط الهادئ ومن الجنوب تشيلي، تعد دولة استوائيّة؛ حيث إنّ الطرف الشمالي منها يميل نحو خط الاستواء، وبالرغم من ذلك إلّا إنّها تمتاز بتنوع مناخها الناتج عن تعدد تضاريسها بسبب موقعها الجغرافيّ، حيث يتم وصفها تقليديًّا بتقسيمها إلى ثلاث مناطق طوليّة وهي: كوستا القاحلة غربًا ونظام سييرا -أو جبال الأنديز الوعرة في المركز- وغابات الأمازون وحوض الأمازون الاستوائي شرقًا، كانت شعوب البيرو معزولة إلى حدّ كبير عن بعضها البعض بسبب طبيعة التضاريس الوعرة للبلاد، ويشكل الهنود الكيشوا نصف سكانها، عاصمتها ليما وعملتها سول بيروفي جديد، أمّا ثقافتها فهي مستمدة من المهاجرين الأوروبيين الذين أدخلوا اللغة الإسبانية والدين الروماني الكاثوليكي إليها، وأصبحا اللغةَ والديانة الرسميّة للبيرو، والجدير بالذكر أنّ سكانها اشتهروا بالأعمال اليدوية والأشغال المعدنية.[١]
تاريخ علم البيرو، وسبب اختيار هذا الشكل له
يعود تاريخ العلم إلى العلم المقترح لعام 1820 من قبل الأدميرال ميللر خلال حكم الإسباني، والذي تضمّن رفع الجنرال وليام ميللر البريطاني أول علم يمثل الدولة الناشئة مختلفًا عن علم الدولة الناشئة بلون أزرق كحلي وشمس ذهبيّة، وبعد ذلك قام الجنرال خوسيه دي سان مارتين بإنشاء العلم الأوّل لجمهوريّة بيرو، وأصدر بيانًا رسميًّا في 21 أكتوبر عام 1820 يوضح شكل العلم القطري مع ألوانه البيضاء والحمراء وتاج بيضاوي الشكل في وسط العلم يحتوي على أوراق الغار ويحيط بشمس مشرقة،[٢] وبعد ذلك تتابعت الأحداث الآتية وصولًا لشكل العلم الحالي:
علم البيرو عام 1822م
في مارس عام 1822م، قام المندوب الأعلى للجمهوريّة توري تاجلي -الذي حلّ محلّ سان مارتين مؤقتًا- بإصدار تصميم جديد للعلم يتألّف من أشرطة أفقيّة ثلاثة مكونة من شريط أبيض يتوسّط شريطين من اللون الأحمر والشمس الذهبيّة في مركز العلم كعلم الأرجنتين، لكن سرعان ما تبدّل العلم في 31 مايو عام 1822، حيث قام Torre Tagle بتغيير تصميم العلم بإصدار رأسي بدلًا من الأفقي مع أشرطة خارجية حمراء وشريط أبيض وسطها مع شمس ذهبية في المركز.[٢]
علم البيرو عام 1825م
في 25 فبراير عام 1825م أثناء إدارة سيمون بوليفار قام الكونغرس التأسيسي بتغيير تصميم العلم من خلال إصدار قانون يتضمن رموزًا وطنيّة وشريطين عاموديين بالألوان نفسها وشعار النبالة في منتصف العلم من تصميم خوسيه جريجوريو باريديس وفرانسيسكو خافيير كورتيس.[٢]
علم البيرو في الفترة 1836 -1839م
في هذه الفترة تمّ حَلُّ جمهوريات جنوب بيرو وشمال بيرو التي انضمت إلى بوليفيا لتشكيل اتحاد بيرو بوليفيا، حيث تم تشكيل الجنوب بدايةً وبالتالي؛ اعتماد علم جديد مكون من شريط عمودي أحمر على اليسار وشمس ذهبيّة وأربعة نجوم صغيرة أعلى العلم ومن الجهة اليمنى شريطين أفقيين من اللون الأخضر في الأعلى والأبيض في الأسفل، أمّا شمال البيرو فأظهرت علم الاتحاد البيروفي البوليفي على خلفيّة حمراء ومزين بتاج من أوراق الغار، وبعد مرور فترة أعادت جمهوريّة بيرو القديمة وحدتها وكيانها عام 1836 ورموزها الوطنية كافة تحت رايتها الرسميّة.[٢]
علم البيرو عام 1950م
تمّ تعديل تصميم العلم من قبل الرئيس أودريا وأزال شعار النبالة من العلم المدني وأنشئ لافتة وطنيّة وجعل العلم السابق مقتصرًا على الاستخدامات الجربيّة والعسكريّة، ولكلٍّ منها شكلٌ مختلف من شعار النبالة، وتمّ إصدار قانون دستوري ينظم استخدامها وقواعدها، وتم اعتماد ذلك رسميًّا.[٢]
سبب اختيار العلم بهذا الشكل
لم يُعرف السبب الحقيقيّ لتصميم العلم وشكله، ولكن يشير المؤرخون إلى أن التصميم الحالي يعود لتصميم سان مارتين الذي اختاره نتيجةً لرؤيته قطيعًا من الطيور الحمراء والبيضاء عن وصوله إلى ساحل جنوب بيسكو عام 1820، وفي أقاويل أخرى تشير إلى أنّ الشكل والألوان مأخوذة من اللون الأحمر في علم تشيلي واللون الأبيض من علم الأرجنتين.[٣]
تحية علم البيرو
تم إنشاء مسيرة عسكريّة عام 1897 يتم غنائها أثناء رفع راية العلم، كما يتم الاحتفال بيوم العلم في بيرو في 7 يونيو من كل عام والتي تمثّل ذكرى معركة أريكا أيضًا، تقام الاحتفالات والمسيرات في ذلك ويتم رفع راية العلم على أنغام النشيد الوطني في مختلف أنحاء البلاد، أما النشيد الوطني؛ فقد تم اعتماده في عام 1821 وعنوانه نحن الأحرار وباللغة الإسبانيّة، تم أدائه أوّل مرّة في مسرح ليما وبحضور وسان مارتين ومؤيدين الاستقلال من كلمات الشاعر دون خوسيه دي لا توري أوغارتي وتلحين خوسيه برناردو ألسيدو.
وصف علم البيرو، ألوانه ومعانيها
في 25 فبراير عام 1825 تمّ إنشاء التصميم الأخير للعلم الذي عدّل عام 1950، ومنذ ذلك الوقت لا زال قيد الاستخدام حتى الآن دون إجراء أي تغيير، كما تم الاحتفاظ بالخطوط العمودية الثلاثة الحمراء والبيضاء الموجودة في العلم السابق، لكن تم استبدال الشمس بمجموعة من الرموز داخل شعار النبالة الجديد بحيث يحتوي على أذرع محاطة بإكليل من أغصان النخيل والغار،[٣] أمّا ألوان العلم ودلالات الرموز فهي كما يأتي.
يعد العلم الوطني بسيطًا في تصميمه فهو مصمّم بثلاثة خطوط عموديّة باللونين الأحمر والأبيض في المنتصف ويحتوي في مركزه على شعار النبالة، تبلغ نسبة عرض العلم إلى طوله حوالي 2 إلى 3، أمّا شعار النبالة فهو محاط بإكليل من أغصان النخيل وأوراق الغار وينقسم إلى 3 أجزاء تحتوي على أشكال رمزيّة تعبّر عن الفخر والثروة الوطنيّة للبيرو؛ تحتوي على جمل حر في الجهة اليسرى داخل الربع الأول، وشجرة سينشونا في الربع الثاني، أمّا الجزء الثالث السفلي يعرض مجموعة من العملات الذهبيّة والفضيّة،[٣] أمّا دلالات الرموز ومعاني ألوان العلم فهي كالآتي:[٣]
- اللون الأحمر: يُشير إلى لون الدم المسفوك في سبيل الحريّة والاستقلال.
- اللون الأبيض: يعبّر عن النقاء والصفاء والسلام.
- الجمل: يشير إلى الثروات الحيوانيّة البيروفية ويعبّر عن الحرية والاعتزاز الوطني وبطولة الشعب.
- العملات: ترمز إلى الثروة المعدنية للبلاد.
- شجرة سينشونا: هي الشجرة التي يتم استخدام لحائها لصنع الكينين، وتشير إلى الغابات والطبيعة في البيرو.