محتويات
مملكة السويد
تعدُّ مملكة السُّويد من الدُّول الاسكندنافيَّة وعاصمتها ستوكهولم، تنقسم السُّويد إلى ثلاث مناطق جغرافيَّة ونورلاند هي الأكثر كثافةً للسكان، على الرُّغم من أنَّ اللغة الرَّسمية هي اللغة السُّويديَّة إلا أنَّه يُحكى فيها بأكثر من 200 لغة بسبب حركات الهجرة إليها، دُعي أكثرُ رجال الدَّولة السُّويديَّة لمناصب مرموقة في منظمة الأمم المتَّحدة، وذلك بسبب مواقف دولتهم الحياديَّة اتجاه الحروب ومناداتها بقضية السَّلام، إنَّ السُّويد تعدُّ في مقدمة الدُّول التي نادت بحماية البيئة الطَّبيعيَّة وإقامة المحميَّات، ولذا يُلاحظ تمتعها بطبيعة تحتضن أنواعًا عديدةً من الغابات والتي يتواجد فيها الأشجار النَّفطية كالبلوط وتنتشر فيها الحيوانات كالرَّنة، وتملك ثروةً مائيَّة إلَّا أنَّها تراجعت إثرَ التَّلوث البيئي، يُشكل المعدن الخام والأخشاب معظم صادرات السُّويد في حين تستورد الوقود الأحفوري، تتَّسم ثقافة السُّويد بالبساطة والتَّنوع بالإضافة للانفتاح، ويبرز فيها العديد من الاحتفالات القائمة على أساس دينيٍّ أو وثنيٍّ، كعيد الرَّبيع حيث يقومون بإشعال النِّيران والرَّقص حولها، وسيَتمُّ الحديث عن تاريخ علمهم وصلته بمعتقداتهم الدِّينيَّة.[١]
تاريخ العلم السويدي
يُقال أنَّ أصل علم السُّويد يعود إلى أسطورة الملك إيريك التاسع الذي شاهد في سماء فلندا عندما دخلها غازيًا صليبًا ذهبيًا فتبناه كرايةٍ له، وقد مرَّ علم مملكة السُّويد بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة وسيتمُّ ذكرها فيما يأتي:
علم المراحل المبكرة لدولة السويد
لم يكن بمقدور أحد الوقوف على التَّاريخ الصَّحيح لأوَّل رايةٍ زرقاء بصليب ذهبي في السُّويد، إلَّا أنَّهم عثروا على قطعة من قماش علمٍ سويديٍّ بهذه المواصفات ويعود تاريخها إلى أوائل القرن السَّادس عشر، وقد قال بعض المؤرِّخين أنَّ أوَّل رايةٍ زرقاء بصليبٍ أصفر كانت سنة 1521، وما قبل ذلك كان العلم عبارة عن رايةٍ زرقاء بصليبٍ أبيض، وفي عام 1663 صدَر قرارٌ ملكيٌ باعتماد العلم الذي يتمتع طرفه الحر بثلاثة رؤوس كعلمٍ للدَّولة السُّويديَّة ولم يُسمح حينها برفع هذا العلم على السُّفن، وفي عام 1761 تم تبديل راية السُّفن الحربيَّة في أسطول أرخبيل إلى رايةٍ زرقاء بطرفٍ ذو ثلاثة ذيول.[٢]
علم الاتحاد ما بين النرويج والسويد
لقد تمَّ الاتحاد مابين النَّرويج والسُّويد ليكون بعد ذلك لهم العلم ذاته الذي يرمز إلى وحدة أرضهما ومصير شعبهما الواحد، إلَّا أنَّ العلم بهذه الفترة مرَّ بعددٍ من المراحل وهي كما الآتي:[٢]
- ما بين عام 1815-1838: لقد تمَّ إنشاء علم عسكري مشترك بين دولتي السُّويد والنَّرويج وذلك في عام 1815، وتقوم فكرة هذه الشَّارة العسكرية المشتركة على إضافة رمز النرويج الأبيض والأحمر إلى زاوية العلم السويديِّ السَّابق، وفي عام 1818 تمَّ إنشاء علم مدني لسفن الدَّولتين، إلَّا أنَّه كان اختياريًا للسويد وإجباريًا للنَّرويج، وفي عام 1821 كان لكلٍ من الدَّولتين الأحقيَّة في رفع الرَّاية المدنيَّة أو راية الاتِّحاد فوق أراضيهما واستمرَّتا على هذه الحال إلى عام 1838.
- ما بين عام 1844-1906: بعد فترة التَّخبط في اختيار علمٍ موحَّد للدَّولتين تمَّ اتِّخاذ قرار ملكي سنة 1844 بتصميم علمٍ مشترك للدَّولتين والذي يقوم على نفس تصميم أعلامهما الوطنيَّة بالإضافة لإشارة نقابية يتمُّ تزيين زاوية العلم بها، وهذه الإشارة النَّقابية تجمع ألوان علم دولة السُّويد والنَّرويج معًا، واستمرَّ العلم السُّويدي ثلاثي الذَّيل يحمل علامة النَّقابة حتَّى ما بعد فك الاتِّحاد مع النرويج، إلى أن تمَّ التَّصويت لإزالة رمز النَّقابة عام 1905.
علم السويد عام 1906
كان علم السُّويد ما قبل تاريخ 1906 عبارة عن راية لها ثلاثة ذيول، وقد أصدرت الحكومة قرارًا في 22 نوفمبر عن 1906 على تحديد شكل العلم وألوانه، وذلك بأن يعودوا لشكل الرَّاية المربع مع اعتماد اللون الأزرق الفاتح، وابتعدوا عن الألوان الدَّاكنة للأزرق مع الصَّليب الأصفر الذَّهبي، ومنعت منعًا باتًا رفع العلم ذو الثَّلاث ذيول، إلَّا في حالة واحدة وهي غياب الملك القائم على حكم المملكة مع عدم تواجد من ينوب عنه من عائلته وفق قانون الوراثة، مع اختيار وصيِّ مؤقت للملكة، ورُفع العلم الأزرق ذو الثَّلاثة ذيول الذي يزينه الصَّليب الذهبي مرةً واحدة في عام 1988، وذلك عندما غادر ملك السُّويد بزيارة إلى ألمانيا وذهب عمه بزيارة إلى فرنسا، حيث ناب عنهما رئيس مجلس النُّواب بشكل مؤقت ريثما يعود أحدهما.[٢]
علم السويد: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له
لقد تمَّ تصميم العلم السُّويديِّ مشابهًا لأعلام الدُّول الاسكندنافيَّة التي تحتضن الصَّليب في تصاميمها، وقد قيل أنَّ علم السُّويد مستوحىً من علم الدِّنمارك وفي تفسير تلك الرُّموز والألوان العديد من التَّفاسير وهي كالآتي:
- لون العلم السويدي: في ألوان العلم قيل أنَّ اللون الأزرق والأصفر هي امتدادٌ للألوان التَّقليديَّة الموجودة في السُّويد، وقيل أنَّها استُمدت من شعار النَّبالة السُّويدي الذي ساد في عام 1442،[٢] وقيل أنَّ اللون الأزرق هو رمزٌ لولاء الشَّعب السُّويدي وليقظته وعلى العدالة السَّائدة بين أفراد الشَّعب، أمَّا اللون الأصفر فهو دلالةٌ على الكرم.
- رمز العلم السويدي: إنَّ الرمز الوحيد في علم السُّويد هو الصَّليب الذَّهبي، والذي يرمز إلى تقديس ديانتهم كمسيحيِّن.[٢]
- الشّكل الهندسي للعلم: علم دولة السُّويد هو علم مستطيل الشَّكل ويجب أن يكون ذراع الصَّليب الموازي لرافعة العلم أقرب إلى الرَّافعة منه إلى الطَّرف الخفَّاق، ويجب أن تكون أبعاد الصَّليب متساوية في العلم، أي يجب أن تكون نسبته 2 من نسبة عرض العلم أو طوله.[٢]
تحيَّة العلم السُّويدي واستخداماته
يبقى العلم هو الممثل الأوحد لوطنيَّة الإنسان والرَّمز المعبر عن هويته، والعلم السُّويدي يمثل دولة السُّويد في الاجتماعات والمؤتمرات العالميَّة، بالإضافة إلى أنَّه يمثل فريقهم الرِّياضي خلال المنتديات الرِّياضيِّة العالميِّة، وقد اختصَّت السُّويد بطريقة مميزة لاحترام علمها وتحيته، ففي حال رفعهم العلم يجب أن يرفع بسرعة وسط جوٍّ يسوده التَّقديس والتَّبجيل، وأثناء إنزاله يجب أن يتمَّ هذا الأمر ببطء شديد، وفي حال تم اهتراء العلم وكان من الواجب عليهم تبديله، فإنَّهم يقومون بمراسيم خاصَّة لإحراق هذا العلم بطريقة لائقة.