محتويات
جمهورية الصين الشعبية
تشغل جمهورية الصِّين الشَّعبية معظم منطقة شرقي آسيا ويحكمها الحزب الشِّيوعي الصينيِّ، تشتهِرُ بقمة إفرست وسور الصِّين العظيم، تحدُّها منغوليا من الشَّمال وكوريا الشَّمالية وروسيا إلى الشَّمال الشَّرقيِّ، أمَّا من الجنوب فيحدُّها فيتنام ولاوس وبورما والهند وبوتان ونيبال وفي الجنوب الغربي باكستان، ويحدُّها من الغرب قيرغيزستان وكازاخستان وأفغانستان بالإضافة إلى طاجيكستان ومن الشِّرق يحدُّها بحر الصِّين الشَّرقي والبحر الأصفر، عاصمتها بكين والتي تعدُّ مركزًا للبريد والاتِّصالات، تتَّصف الصين بتعداد سكانها الكبير والذي يقدَّرُ بخمس عدد سكان الأرض وقيل أنَّ اللغة المكتوبة هي الرَّابط الوحيد بينهم، ونتيجةً لهذه الأمور أصبحت الصِّين من أكثر الدُّول الحاضنة للتَّعدادات الدِّينيِّة كالكونفوشيوسية والطاوية وغالبية سكانها من الهان، تضُّم الصِّين العديد من المجموعات العرقيِّة المختلفة ورغم ذلك فهي تعيشُ بوحدةٍ متجانسة، وقد عملت الصِّين على تقسيم بلادها على أساس لغويٍّ وليس على أساس عرقيٍّ، وتكثر فيها الأعياد الوطنيِّة والدِّينيِّة كمهرجان منتصف الخريف، ودولةٌ بهذا التَّنوع يحقُّ لها دراسة خاصة عن علمها.[١]
تاريخ علم الصين
إنَّ التَّنوع الذي تحتضنه الصِّين سواءً بالدِّين أو الجنسيات والأعراق كل هذا دفع الصِّين للبحث عن تصميمٍ لعلمها يلاقي القبول بين طبقات شعبها المختلفة، وخاصةً أنَّ العلم سيمثل الصِّين بالمؤتمرات العالميَّة، وسيثبت وطنيَّة وهويَّةُ كل مواطن صينيِّ، ولهذا يُرى أنَّ العلم الصينيِّ قد مرَّ بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة حتى اعتُمد هذا العلم الحالي، وسيُذكَر فيما بعد شيئًا من هذا التَّاريخ:
علم الصين الأول عام 1862
لقد كان العلم المعتمد في الصِّين بعام 1862 عبارة عن رايةٍ مثلَّثةٍ يزيِّن وسطها صورةً للتِّنين والذي أُطلق عليه اسم علم التِّنين، وقد اعتمدته أسرة تشينغ طوال فترة حكمهم إلى أن تمَّ القضاء على الملكيَّة عن طريق ثورة شينهاي، إلَّا أنَّ سلالة تشينغ قد غيَّرت قليلًا في تصميم علم التِّنين ليصبح مستطيل الشَّكل وذلك سنة 1889.[٢]
علم جمهورية الصين
بعد الإطاحة بالحكم الملكي في الصِّين قرَّرت الجهات المعنيَّة هناك أن تغير العلم الذي اتَّخذته الأسرة الحاكمة كشعارٍ يمثِّل سيطرتها ونفوذها، وفي هذه المرحلة مرَّ العلم بالعديد من التَّطوُّرات التَّاريخيَّة وهي كالآتي:[٢]
- في تاريخ 1895 صمَّم لو هودنغ علمًا يناهض فيه عائلة تشينغ ويدعم أفكار الجيش الثَّوري آنذاك، وفكرة العلم كانت تقوم على رايةٍ تمثِّل السَّماءٌ الزَّرقاء وتتوسطها شمسٌ بيضاء، ثمَّ أضيف إلى خلفية هذا العلم فيما بعد اللون الأحمر.
- في عام 1911 وهو العام الذي تفجَّرت فيه الثَّورات أصبح كل جيشٍ يتَّخذُ علمًا خاصًا به ومنها ما يأتي:
- في مقاطعات وقوانغشي وويوننان وقوانغدونغ بالإضافة لوقويتشو استُخدم علم لو هودنغ.
- وفي مقاطعة ووهان رُفع علم يحتوي على ثماني عشر نجمة صفراء إشارةً إلى المقاطعات الإدارية في البلد.
- في شمال الصِّين وشنغهاي استخدموا علمًا يمثِّلُ الجنسيات الرئيسة في الصِّين، وكان عبارة عن خمسة ألوان أفقيَّة، وهي الأحمر للهان والأسودللتبت والأزرق للمغول والأبيض للهوي أمَّا الأصفر فهو للمانشو.
- في عام 1912 عندما تأسست حكومة جمهوريِّة الصِّين، اعتمدت الحكومة وقتها العلم المكوَّن من خمسة ألوان علمًا وطنيًّا، إلا أنَّه لاقى الرَّفض من البعض بسبب فكرة التَّسلسل الهرمي فيه والتي قد تزعج بعض الأقليَّات، ومرَّ العلم بعد ذلك بتخبُّطاتٍ كثيرةٍ ما بين اعتماد هذا العلم أو ذاك، حتَّى تمَّ اعتماد شكل العلم الحالي عام 1954.
علم جمهورية الصين الشعبية عام 1954
عمَّمت الحكومة الصِّينيَّة بتاريخ 4 يوليو 1949 عن طريق الصَّحافة أنَّها ترغب بإنشاء تصميمٍ مميَّز لعلمها، وقد أدرجت العديد من الشُّروط الواجب اتِّباعها عند اعتماد أيِّ شخصٍ بإرساله تصميمه، فيجب أن يراعى في العلم الاختلافات العرقيَّة في الصِّين وأن يكون مستطيلًا بأبعاد محددة وخلفيَّة حمراء، وفي هذه المرحلة جاءت الآلاف من التَّصاميم وتم اختصارها ليصل العدد نحو 38 تصميم، ومن ثَمَّ اعتمدوا على تصميمين اثنين وهما كالآتي:[٢]
- تصميم زينغ ليانسونغ: والذي استلهم تصميمه من السَّماء حينما راقب النُّجوم ليكون تصميمه عبارة عن خلفيَّة حمراء بآخرها نجم عملاق فيه رسم نقشٌ للمنجل والمطرقة، وحول هذا النَّجم أربعة نجوم صغيرة كل واحدٍ منها يشير إلى طبقةٍ اجتماعيَّة، إلَّا أنَّ هذا التَّصميم لاقى الرَّفض من قبل البعض بسبب تشابهه مع علم الاتِّحاد السوفيتي بالمطرقة والمنجل على الرُّغم من إعجاب ماو فيه.
- تصميم تشانغ زيزهونج: وهو التَّصميم الثَّاني الذي نُوقش في المؤتمر الخاص باعتماد العلم، وكان عبارةً عن أرضيَّة حمراء بنجمة عملاقة في الزَّاوية وشريطٍ ذهبيٍّ في نصف الغلم، إلَّا أنَّه لاقى الرَّفض أيضًا بسبب رمزية الخط الذَّهبي والذي يكان يرمز لانقسام الصِّين.
وبعد المباحثات والنِّقاشات اعتُمد العلم الذي صممه زينغ على أن يُزال منه رمز المنجل والمطرقة، وكان ذلك في عام 1949 عندما أعلنوا قيام جمهوريِّة الصِّين الشَّعبيَّة وقد تمت مكافئة زينغ بخمسة ملايين يوان وهيالعملة الصينية على تصميمه ذاك العلم.
علم الصين: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له
لقد كان من أهمِّ التَّوصيات أثناء اختيار أي تصميم لعلم جمهوريِّة الصِّين الشَّعبيَّة، أن يُراعى فيه الاختلافات العرقيِّة والجنسيِّة المتواجدة على الأراضي، بالإضافة إلى مراعاة طبقات المجتمع بأكملها، ومن هنا كان اعتماد ألوان العلم ورموزه على ما هي عليه وهي كالآتي:
ألوان العلم الصيني
اللون الأحمر في خلفيَّة العلم هو رمزٌ للثَّورة الشِّيوعية وللدِّماء التي أُريقت بها، أمَّا اللون الأصفر في العلم هو رمزُ للمانشو الصِّينيَّة، بالإضافة إلى أنَّ اللون الأصفر أو الذَّهبي هو رمزٌ إمبراطوري صينيٍّ، وقيل أنَّ ألوان العلم هي إشارة لعناصر الحياة الأرض والنَّار.[٢]
رموز العلم الصيني
إنَّ النجوم المتواجدة في العلم الصِّيني هي مراعاةٌ لطبقات الشَّعب الصِّينيَّة، فالنُّجوم الأربعة حول النَّجمة العملاقة تمثِّل طبقات المجتمع كافَّة وهي البرجوازيَّة الحضريَّة والبرجوازيَّة الوطنيَّة والعاملون والفلَّاحون، أمَّا النَّجمة الكبيرة فهي رمزُ للحزب الشِّيوعي، وقيل في الطَّريقة التي تلتف بها النُّجوم الصَّغيرة حول النَّجمة الكبيرة أنَّها رمزٌ لوحدة طبقات المجتمع تلك.[٢]
سبب اختيار شكل العلم الصيني
لقد كان السبب في اختيار هذا الشَّكل المحدد للعلم الصِّيني بهذه الألوان والنجوم، هو الإشارة لوحدة الشَّعب الصِّينيِّ على اختلاف طوائفه وأصوله العرقيَّة، وأنَّهم سيكونون يدًا واحدةً في وجه كلِّ من يحاول العبث بوحدتها وانسجام طبقات شعبها، بالإضافة لتخليد الدِّماء التي أريقت في أثناء الثَّورة الشِّيوعيَّة من أجل إعلان جمهورية الصِّين الشَّعبيَّة.[٢]
تحية العلم الصيني واستخداماته
لقد صدرَ مرسومٌ من قبل حكومة الصِّين بأن يرفع علم جمهوريِّة الصِّين الشَّعبيَّة على أبواب المؤسسات الرَّسميَّة وغير الرَّسميَّة، وعلى الموانئ ووسائط النَّقل بالإضافة للمحاكم والمؤسسات التَّعليميَّة، وكان من ضمن قرارات هذا المرسوم أن يرفع العلم خلال يوم العمل بطوله وعدم خفضه، ومن أحد طرق تحيَّة العلم عند الصَّينين هي الانحناء أمامه كطريقةٍ لتقديسه، وألَّا يتقدَّمه شعارٌ أو علمٌ في حال تواجده بأي موكبٍ من المواكب.[٢]
حقائق مثيرة حول علم الصين
لقد عانت الصِّين الكثير من حركات الانقسام وويلات الحروب، ومن أجل ذلك عملت على جمع أبناء شعبها تحت رايةٍ توحدهم وتلمُّ شتاتهم، وهناك بعض النُّقاط التي اختصَّ بها علم الصِّين دون غيره وهي ما يأتي:[٢]
- إنَّ أبعاد العلم ولون خلفيته كانت مقترحة من خلال المسابقة التي قامت بإعلانها الحكومة حول اختيار أفضل تصميم.
- أنَّ العلم كان مستوحى من المثَّل الشَّعبيِّ الصِّيني وهو الذي يتحدَّث عن الشَّوق إلى القمر والنُّجوم.
- إنَّ علم الصِّين وعلم الفيتنام متشابهان من حيث تأكيد الأفكار عن طريق النُّجوم.