علم تونس ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

كتابة:
علم تونس ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

الجمهورية التونسية

تقع جمهورية تونس في قارة أفريقيا وتختصُّ بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها عرضةً للأطماع، عاصمتها مدينة تونس وأهم مدنها قرطاج والقيروان، حدودها مقتصرة على البحر الأبيض المتوسط من الشَّرق والشَّمال، وليبيا من الجنوب الشَّرقي والجزائر من الغرب والجنوب الغربي، إنَّ أعلى سلطة في تونس هي الرئيس ولكن لا يمكنه اتِّخاذ قرارات الحروب والمعاهدات إلَّا بعد الرجوع لمجلس النُّواب، عاشت على الأراضي التُّونسية العديد من الحضارات القديمة نتيجة لحملات الهجرة إلى أراضيها منذ القدم كالفينيقين والرُّومان والأفارقة وبقيت آثارها شاهدةً على تلك الحضارات كجامع الزَّيتونة ، لقد تأثَّرت ثقافة تونس بالثَّقافة الفرنسية وتطبَّعت بطابعها إلى حدٍّ كبيرٍ، وذلك بسبب الفترة قضتها تحت الحماية الفرنسية، تشتهر بيوت تونس القديمة بطريقة بنائها الفريدة والتَّقليديَّة القائمة على تجمعات عرقيَّة ودينيَّة، تعدُّ تونس وجهةً للسِّياح حيث ينعمون بكرم الضِّيافة والاستمتاع بالمهرجانات الموسيقيِّة والمتاحف الوطنية التي تقتني أفضل لوحات الفسيفساء في العالم، وتَعدُّ تونس علمها لوحةً فنيَّة وقد أُفرد هذا المقال للحديث عنه.[١]

تاريخ العلم التونسي

لقد رزخت جمهورية تونس تحت وطأة الحكم العثماني والاحتلال الفرنسي السنوات الطِّوال، وفي كل مرةٍ كان يتمُّ تجديد العلم ليتناسب وفكر الحاكم في تونس، ومن هنا يُلاحظ أنَّ علم تونس مرَّ بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة والتي سيتمُّ الحديث عنها فيما بعد.


أعلام مبكرة للعلم التونسي

لم يكن بمقدور علماء التَّاريخ تحديد رايات دولة تونس ما قبل القرن الثَّامن عشر، إلَّا أنَّهم استطاعوا الوقوف على بعض المصادر التي أكَّدت أن أعلام تونس كانت عبارة عن رايةٍ خفَّاقةٍ على صواري السُّفن مختلفة الألوان ما بين الأحمر والأخضر والأبيض متوشِّحةً نقشًا للهلال، وفي بدايات القرن التَّاسع عشر اتَّخذت تونس علمًا مكونًا من خطوطٍ عرضيِّةٍ ألوانها زرقاء وحمراء وخضراء، وفي تلك الأثناء أيضًا تمَّ إنشاء رايةً شخصيَّةً لباي تونس وهي عبارةٌ عن علم مستطيل الشَّكل فيه تسع خطوط تتناوب ألوانها ما بين البرتقالي والأصفر بالإضافة إلى عددٍ من الزَّخارف وهي نجوم سداسيَّة ودوائر، ويتوسط هذه الخطوط شريطٌ أخضرٌ يبلغ ضعفي أي خطٍّ من الخطوط الثَّمانية تلك ويتوسطه سيف الصَّحابي علي بن أبي طالب ذو الفقار -رضى الله عنه-.[٢]


علم تونس تحت الحكم الفرنسي

لقد كانت الرَّايات التي تطفو على الأسطول البحري التُّونسيِّ، عبارة عن راياتٍ حمراءٍ أسوةً بجميع الممالك والدُّول التي كانت تحت سيطرة الدَّولة العثمانيَّة، وبعد أن تحطَّم أسطول تونس في معركة نافارين قرَّر زعيم أسرة الحسينيَّة التي كانت تحكم تونس تغيير علم تونس، وقد اعتمد تصميم علمٍ قيل أنَّه كان المعتمد أثناء اختيار العلم الحالي وذلك في عام 1831، وقيل أنَّه بفترة الاستعمار الفرنسي لتونس لم تغيِّر فرنسا علم تونس وأبقته كما هو، إلَّا أنَّ الأقوال الصَّحيحة أكَّدت أنَّ فرنسا أضافت لزاوية علم تونس علمها الفرنسي، كدليلٍ على سيطرتها وسطوتها على أراضيها، وفي عام 1925 قُدم طلبٌ رسميٌ للحكومة ليكون هذا العلم هو العلم الوطني لتونس.[٢]


العلم التونسي الحالي

يعدُّ العلم التُّونسي من أقدم أعلام العالم والذي تمَّ اعتماده سنة 1959، ويتكوَّن من خلفية حمراء بقرصٍ أبيضٍ يتوسَّطه هلالٌ أحمر ونجمة خماسيَّة حمراء، قيل أنَّ اللون الأحمر هو امتدادٌ للرَّايات العثمانيَّة والنَّجمة كانت تستخدمها أيضًا السُّلطات العثمانيَّة، إلَّا أنَّ الدِّراسات التَّاريخيَّة أثبتت أن الحضارات القديمة كالفينيقين والمصريين كانوا يستخدمون رمز النَّجمة وقرون الثَّور على أعلامها، [٣]


علم تونس: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

إنَّ العلم التُّونسي الحالي يملك جذورًا قديمةً اعتُمد عليها أثناء اعتماد هذا التَّصميم سنة 1959، وتلك الجذور تعود لسلالة الأسرة الحسينية، وسيتِمُّ الحديث الآن عن السرِّ الذي كان وراء اختيار هذا التَّصميم بألوانه ورموز.


لون العلم التونسي

يقتصر العلم التُّونسيِّ على اللونين الأحمر والأبيض واللذان يشبهان بشدَّة الأعلام والرَّايات العثمانيَّة وورد عدة أقوال في تفسير هذه الألوان وهي كالآتي:[٢]

  • اللون الأحمر: يشغل اللون الأحمر خلفيَّة العلم التُّونسيِّ، والذي يمثل الدِّماء المسفوكة من أبناء الشَّعب التُّونسي أثناء فتح الدَّولة العثمانيَّة لبلادهم، وقيل بل هو رمزٌ للمقاومة ضد سياسة الأتراك، ومن أحد الأقوال في رمزيَّة اللون الأحمر أنَّه دلالةٌ لانتشار الضَّوء والنُّور في العالم الإسلاميِّ أجمع.
  • اللون الأبيض: وهو اللون الذي يشغل حيِّزَ القرص المدور على علم تونس، والذي يرمز إلى السَّلام الذي تدعو له دول العالم.


رموز العلم التونسي

لقد بدى في العلم التُّونسي العديد من الرُّموز كالنَّجمة والهلال والقرص الأبيض الذي يحتلُّ وسط العلم، ولكل رمزٍ من هذه الرُّموز تفسيرٌ معيَّن وهي كالآتي:[٢]

  • القرص الأبيض: فقد قيل فيه أنَّه يمثلُّ قرص الشَّمس وكأنَّ الأمَّة التُّونسيَّة شعاع ٌ مضيءٌ بالنِّسبة للعالم.
  • الهلال والنّجمتان: من الأقوال الواردة في تفسير رمز النَّجمة والهلال أنَّ الهلال هو رمزٌ لوحدة المسلمين، والنَّجمة الخماسيَّة هي رمزٌ لأركان الإسلام الخمسة فقد قيل فيهما أنَّهما رموزٌ دينيَّة تدلُّ على الإسلام منذ القدم، وأوَّل ما ظهرت هذه الرُّموز كان في العهد العثمانيِّ، إلَّا أنَّ العالم الأمريكي ويتني سميث قد أنكر هذه المقولة وقال: بأنَّ المباني القديمة في مدينة قرطاج قد شُوهد عليها رمز الهلال وعلى هذا فهي على حدِّ زعم ويتني سميث رموزًا ثقافيَّةً وليست رموزًا دينيَّة.


الشَّكل الهندسي للعلم التونسي

لقد أقرَّ مجلس النُّواب العلم التُّونسي الأحمر والذي اعتمد في تصميمه على شكل مستطيلٍ يكون عرض هذا المستطيل ثلثي طوله، ويجب أن يتوسَّط هذا المستطيل بالضَّبط القرص الأبيض بحيث يكون مركز هذا القرص هو نقطة تلاقي أقطار المستطيل، وعلى النَّجمة أن تحوي خمس رؤوس مدببة، ويختَّص رئيس الجمهورية بعلمٍ يزيد بتصميمه بكلمة للوطن تُكتب في أعلى العلم ومطرَّزة بالذّهب.[٢]


تحية العلم التونسي واستخدامه

من صور استخدام العلم التُّونسيِّ والتي تبعث الفخر في نفوس أبناء الشَّعب التُّونسيِّ، هو تمثيل السُّفراء التونسيين خارج أراضيهم و وانتشاره في مجالس النُّواب ورفعه على المباني العسكريَّة والمدنيَّة المتواجدة على أراضي الجمهوريَّة التُّونسيَّة، وقد أقرَّ الدستور التُّونسي على رفع لعلم أثناء الاحتفالات الوطنيَّة وأعياد الاستقلال، ومن أجل ذلك كان أحد الطُّرق التي يتَّبعها شعب تونس في تحيَّة علمهم وتقديسه، هي أداءُ التَّحيَّة له خلال الدَّوام المدرسي أو أثناء البطولات الرِّياضيَّة، وقد أقرَّ الدُّستور حكمًا بالسَّجن سنةً كاملة بحقِّ كل من جرَّ الإهانة للعلم الوطنيِّ التُّونسيِّ سواءً باللفظ أو الإشارة أو الكتابة.[٢]

المراجع

  1. "place Tunisia", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-16. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Flag of Tunisia", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-16. Edited.
  3. "flag of Tunisia", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-16. Edited.
3447 مشاهدة
للأعلى للسفل
×