علم سنغافورة ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

جمهورية سنغافورة

تقع سنغافورة في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة ملايو وقريبة جدًّا من خط الاستواء، تتكون كم جزيرة سنغافورة الماسيّة و60 جزيرة صغيرة أخرى، تحتل سنغافورة الماسيّة معظم المساحة باستثناء أميالًا مربعةً قليلة وتنفصل عن شبه الجزيرة الماليزيّة بواسطة مضيق جوهر وعن الأراضي الأندوسيّة بمضيق سنغافورة، وتعد أكبر ميناء بحري في جنوب شرق آسيا وواحدةً من أهم الموانئ وأكثرها ازدحامًا في العالم، وذلك نظرًا لموقعها المركزي المهيمن على الأطراف البحريّة، تتمتّع بمناخٍ دافئٍ ودرجات حرارة عالية طوال العام، كما تتنوع في سكانها نظرًا للهجرة الكبيرة التي حدثت قديمًا، مما أدّى لعدم وجود تجانس بين السكان وتعددًا كبيرًا في الانتماءات الدينيّة واللهجات لا يمكن حصره، تعد النسبة الأكبر من السكان للصينين والتي تشكل حوالي ثلاثة أرباع مجموع السكان، ثم تليها الماليزيّة ثم العراقيّة ثم الهنود، لذلك تعد اللغة الإنجليزية هي الرئيسة للإدارة والتجارة والصناعة والتعليم، كما تعد الأنشطة الثقافيّة والحياة الاجتماعيّة مشتقّة من الجنسيات التي تسكنها وهذا ما يعطيها جاذبيّة خاصّة.^[١]

تاريخ علم سنغافورة

شهد علم سنغافورة الكثير من الأحداث والتحديات وصولًا لشكله الحالي، بدأت أحداث وتكورات تاريخ العلم منذ القرن التاسع عشر أثناء سيطرة بريطانيا على سنغافورة ودمجها كمستوطنة من مستوطنات المضيق مع بينانغ وملقا ورفعهم جميعًا الراية الزرقاء البريطانيّة في أراضيهم لتمثيل الحكم البريطاني وكانت تحتوي الراية على 3 تيجان ذهبيّة اللون تتناسب مع عدد المستوطنات الثلاث، ولكنها مفصولة عن بعضها البعض بظلال حمراء تشبه حرف Y ولكن مقلوبًا، ثم توالت وتتابعت الأحداث التي شهدها علم سنغافورة وسيتم توضيحها في النقاط الآتية:^[٢]

علم سنغافورة خلال عام 1911

لم يكن لمستوطنة سنغافورة في ذلك الوقت شعارًا أو رايةً منفصلةً كما تم التوضيح سابقًا، وذلك بالرّغم من منحها شعار النبالة أي الختم الرسمي الذي احتوى على رمز الأسد عام 1911 لكن خلال احتلال سنغافورة من قبل اليابانيين في الحرب العالميّة الثانية التي وقعت خلال عام 1939 واستمرت لغاية عام 1945 تم استخدام العلم الوطني الياباني على أرضها من قبل الجيش وخلال المناسبات الوطنيّة والعامّة.^[٢]

علم سنغافورة بعد الحرب العالميّة الثانيّة

بعد مرور فترة قصيرة من الحرب العالميّة الثانية أصبحت سنغافورة مستعمرة منفصلة وتستخدم شارة شبيهة بشارات مستوطنات المضيق الأخرى ولكنها تبنّت رايتها الخاصة والتي كانت تحتوي على تاج واحد فقط وذلك للإشارة إلى تقليل عدد مستوطنات المضيق الثلاثة، وأن سنغافورة أصبحت مستقلة لكن تحت ظل الحكم البريطاني.^[٢]

علم سنغافورة خلال عام 1959

أصبحت سنغافورة في 3 يونيو عام 1959 تتمتّع بالحكم الذاتي لكن داخل الامبراطوريّة البريطانيّة، وبعد مرور 6 أشهر تم تنصيب يانغ دي بيرتوان نيغارا رئيسًا لسنغافورة وفي هذه الأثناء تم اعتماد العلم الوطني لسنغافورة رسميًّا إلى جانب شعار الدولة والنشيد الوطني، ونظرًا لذلك تم إصدار قانون الأسلحة والعلم الوطني والنشيد الوطني لتنظيم الاستخدام وعرض أسلحة الدولة وعلم الدولة وأداء النشيد الوطني تحيّةً للعلم واعتزازًا به.^[٢]

علم سنغافورة خلال عام 1962

في شهر سبتمبر من عام 1962 تم تصويت الشعب لانضمام سينغافورة إلى الاتحاد الماليزي وتمت الموافقة على الانضمام في 16 سبتمبر عام 1963، وأدّى ذلك إلى استبدال العلم الرسمي الذي اعتمد عام 1959 ورفع علم ماليزيا في مختلف أنحاء سنغافورة اعتمادًا على قرار رئيس مجلس الوزراء لي كوان يو، لكن لم يدوم ذلك طويلًا وتمت إعادة تأكيد علم سنغافورة كعلم وطني المعتمد عام 1959 ورفعه في السماء مرة أخرى عند انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي وأصبحت مستقلة تمامًا عن ماليزيا في 9 أغسطس عام 1965، ومنذ ذلك الوقت لم يتم إجراء أي تعديل على العلم السنغافوري الذي تم اعتماده.^[٢]

مراحل تطور تصميم علم سنغافورة

بعد الحرب العالميّة الثانيّة شهدت سنغافورة فترة من استيقاظ المشاعر التي تعادي الاستعمار البريطاني والقوميّة المفروضة، وبمجرد فسح بريطانيا المجال وتخفيف بعض القيود عن الشعب السنغافوري باتخاذ علم وطني يمثلها تم إجراء انتخابات من قبل الشعب في عام 1955 لتشكيل برلمان يحكم ذاتيًا المنطقة، وفي عام 1959 عرض نائب رئيس الوزراء على البرلمان ضرورة إيجاد علم وطني يمثل ويعبر عن سنغافورة، وبناءً على ذلك تم تكليف لي كوان يو من قبل رئيس الوزراء بإنشاء علم للدولة بسيط التصميم ويرمز للتعددية العرقيّة والثقافيّة في سنغافورة، وقام بدراسة الأعلام الوطنيّة للدول الأخرى والاشتراك مع عدّة جهات، وذلك لأنّ الوصول لتصميم الذي يحقق مطلب رئيس الوزراء والتعبير عن دولة بأكملها بقطعة من القماش مهمّةً صعبةً جدًّا وخصوصًا إذا كان الشعب متنوعًا ولا يمتلك سمات وإيديولوجيات موحدة، فلذلك تطلّب الشكل الحالي للعلم السنغافوري المرور 5 مراحل تطورت فيها تصاميم العلم وهي كالآتي:

العلم ذو النجمة الذهبيّة

يعد هذا التصميم مشابها لعلم فيتنام الحالي؛ فهو عبارة عن علم احمر يعبّر عن الحب ويحتوي على نجمة ذهبيّة تشير للصدق والنزاهة وزاويا النجمة الخمسة تشير إلى الديمفراطيّة والسلام والمساواة والعدالة والتقدم، لكن نظرًا لضرورة إنشاء على غير حزبي ورفض حزب المعارضة لهذا الشكل تم استبعاد هذا التصميم واعتباره مشابهًا للعلم الشيوعي.

العلم ذو النجوم الثلاثة

تم إلغاء هذا التصميم لنفس أسباب رفض تصميم النجمة الذهبية بل وبشدة أكبر لأنّ هذا التصميم يشبه علم الجيش المناهض لليابان وتحديدًا شعب الملايو؛ وهو عبارة عن عصابات قويّة قتلت اليابانيين أثناء الاحتلال، كان للجيش علاقات جيّدة مع الحزب الشيوعي الماليزي ومعظم قادته الشيوعين، ولذلك تم استبعاد هذا التصميم الذي تمثًل براية حمراء تحمل بداخلها 3 نجوم ذهبيّة.

العلم ذو النجم الأخضر

تم في هذا التصميم تغيير ألوان خلفيّة العلم واختيار خلفيّة خضراء ونجمة بيضاء بدلًا من الخلفية الحمراء والنجمة الذهبيّة، إلّا إنّه نال الرفض أيضًا، وذلك لارتباط اللون الأخضر بالإسلام وأنّه من الضروري أن تمثل راية العلم التنوع والتعددية الثقافية والدينيّة لسكان سنغافورة تم استبعاد هذا التصميم أيضًا.

العلم ذو أحمر كاملًا

تمثّل هذا التصميم بخلفية حمراء تتوسطها دائرة تحمل في داخلها 5 نجوم وهلال؛ النجوم تعبيرًا عن الدلالات الشيوعية الخمسة الموضحة سابقًا والهلال للتعبير عن الأمّه الشابة واللون الأحمر دلالة على الازدهار والسعادة، ولكن اللجنة ترددت في اعتماد هذا التصميم وواصلت الاستمرار في محاولة إيجاد تصميم أفضل.

العلم ذو أزرق كاملًا

لا تجد معلومات دقيقة حول اختيار اللون الأزرق كاملًا للعلم في هذا التصميم، ولكن أشار الكثيرون هو مخاوف لجنة الوزراء من التكرار أو لأنّ اللون الأزرق يشير إلى لون البحار والمحيطات تعبيرًا على أن سنغافورة دولة بحريّة، ولكن يرعان ما تم رفض هذا التصميم نظرًا لعدم وجود اي دولة آسيويّة تحمل هذا اللون، ولأنّه اللون الوحيد سيؤدّي إلى جعل سنغافورة تبدو غريبة ومختلفة عن باقي الدول الآسيويّة.

العلم ذو الأحمر والأبيض

تم إجراء تعديلات على العلم الأحمر كاملًا مع إضافة اللون الأبيض للتعبير عن النقاء والفضيلة، كما تم وضع الشعار أيضًا في الزاوية اليسرى من العلم، وأدّت هذه الإضافات للتقليل من تشابه الرمزية الشيوعية وبذلك حاز هذا التصميم على موافقة وقبول المجلس واعتماد هذا التصميم العلم الوطني والرسمي لسنغافورة.

علم سنغافورة: ألوانه ومعانيها، وسبب اختيار هذا الشكل له

تجدر الإشارة إلى أن القواعد والأحكام المحددة من قبل القانون السنغافوري هي من يحدد قانون الاسلحة العام والنشيد الوطني وقانون العلم وتم تخفيف هذه الاحكام والسماح للمواطنين وبعض الجهات برفع شعارات خاصة لكن محددة الشروط ومنها السفن البحرية التي تستخدم لافته حمراء ممشحة باللون الأبيض يتوسطها هلال ونجوم بدلًا من رفع علم سنغافورة الرسمي، والسفن الحربيّة والحكوميّة غير العسكريّة كسفن خفر السواحل ترفع جميعها شعارات خاصة بها، لكن هذا لا يلغي أهميّة العلم الرسمي وافتخار السكان واعتزازهم به.^[٢]

سبب اختيار علم سنغافورة بهذا الشكل

لا يوجد سبب رئيس أو تصور واضح لاختيار العلم بهذا الشكل، لكن وفقًا لما تم إجراؤه عام 1959 وطلب رئيس الوزراء بإنشاء تصميم للعلم يكون بعيدًا عن الأحزاب والانتماءات ويعبّر عن التنوع الذي تشهده سنغافورة تم الوصول إلى هذا الشكل بعد إجراء تصاميم متعددة تم رفضها وكان هو التصميم المناسب الذي يحقق ما جاء بتوصيات رئيس الوزراء.

ألوان علم سنغافورة

أمّا عن وصف العلم السنغافوري؛ فهو علم يمتاز بخطين أفقيين الأول لونه أحمر والثاني أبيض وعلى زاويته العلويّة اليسرى هلال و5 نجوم، نسبة العلم بين طوله وعرضه هي 2 إلى 3 وتم اعتماد هذه الشكل بقياساته عام 1959 ولم يطرأ أي تعديل عليها حتى اليوم،^[٣] أمّا معاني ألوان العلم ودلالات الأشكال الهندسيّة الموجودة عليه فهي موضحة في السطور الآتية:^[٢]

• اللون الأحمر: هو اللون الذي يعبر عن تاريخ سنغافورة ويرمز إلى الأخوّة والتعددية في الشعب السنغافوري.
• اللون الأبيض: يعبر اللون الأبيض عن النقاء والفضيلة والصفاء ويشير إلى سنغافورة.
• الهلال: يشير إلى الأمّة والجيل الشاب الصاعد.
• النجمة: تشير إلى المثل العليا للديمقراطية والسلام والتقدم والعدالة والمساواة.

تحية علم سنغافورة

يعبّر عن تحيّة العلم باليوم الوطني لسنغافورة والذي يتمثّل بعرض السكان العلم الوطني خارج المنازل وإقامة الاحتفالات عن طريق لجان تنظّم الحفل، ويتم رفع العلم الوطني لسنغافورة في جميع المباني التي تضم الإدارات الحكومية وذات الصلة بالحكومة كمنشآت القوات المسلحة والمحاكم والمؤسسات التعليمية ثم يتم غناء النشيد الوطني وأخذ التعهد الوطني تقديرًا وافتخارًا للعلم.^[٢]

المسموح والممنوع عند استخدام علم سنغافورة

نظرًا لتخفيف المبادئ والأحكام التوجيهيّة لاستخدام العلم للمواطنين في سنغافورة في السنوات الأخيرة بهدف تشجيع استخدام العلم بأكبر قدر ممكن، وسماح القانون لبعض الجهات برفع الشعارات الخاصة بها في ظل أسس وقواعد تحدد ما المسموح وما الممنوع أثناء استخدام العلم ويذكر منها ما يأتي:^[٤]

المسموح به عند استخدام علم سنغافورة

تم السماح للجهات غير الحكوميّة برفع العلم وتشجيعهم على رفع العلم خلال المناسبات والاحتفالات الوطنيّة والرسميّة، ولكن ضمن قواعد معيّنة تحدد الاستخدام وتتلخّص بما يأتي:^[٤]

• عند عرض العلم خارج المبنى يتم عرضه أعلى المبنى أو أمامه.
• خارج فترة الاحتفالات يجب أن يتم نقل العلم من السارية وإذا تم عرضه أو نقله ليلًا يجب إضاءته بشكل صحيح.
• عن وضع العلم إلى جانب أعلام أخرى داخل سنغافورة يجب وضع العلم فوق الأعلام الأخرى أو على الجانب الأيسر منها.
• يمكن إعادة إنتاج العلم في أحجام متعددة وعرضه في جميع الأوقات، لكن يجب أن يكون بشكله وبألوانه الأصليّة.

الممنوع عند استخدام علم سنغافورة

تم منع استخدام العلم في حالات كثيرة محددة بالقواعد والشروط، وذلك تقديرًا للعلم وتعبيرًا عن أهميّته لسنغافورة ومن أهم القواعد أو الحالات التي منع فيها استخدام العلم أو عرضه ما يأتي:^[٤]

• يمنع استخدام العلم أو عرضه في أي علامة تجاريّة أو للأغراض التجاريّة كوسيلة للإعلان أو كالرسم على الأثاث أو غلاف أو على وعاء.
• يمنع دمج العلم وارتدائه كجزء من لباس أو زي.
• يمنع وضعه على أي مركبة خاصّة.
• يمنع إنتاج أو عرض أي علم يحمل أي رسومات أو كلمات متراكبة على تصميم العلم.
• يجب تنظيف العلم فور اتساخه واستبداله في حالة التلف.
• بعد الغسل يمنع تعليقه في الهواء الطلق مع غسيل آخر.
• يجب التخلص من أي علم تالف أو مهترء بشكل محدد.
• يجب تعبئة الأعلام الممزقة والتالفة في أكياس قمامة سوداء اللون مختومة قبل رميها.

حقائق مثيرة حول علم سنغافورة

بعد الحديث المطول عن تاريخ نشأة علم سنغافوره وألوانه ومعاني الدلالات والرموز التي يحتوي عليها ومعرفة مراحل تطور التصميم التي مر بها العلم وماهو المسموح والممنوع عند استخدام علم سنغافورة لا بدّ من معرفة بعض الحقائق المدهشة والمثيرة حول العلم ومن أبرزها:

• لا يوجد أي قاعدة تحدد عدد المرات التي يمكن أن يتم فيها إجراء احتفال رفع العلم السنوي.
• لا يوجد شخص مفوّض برفع أو خفض العلم طالما أن الجهة التي تقوم بذلك تعامل العلم باحترام.
• ليس إلزاميًا النظر أو الانتباه أثناء رفع العلم أو تخفيضه ولكن يفضّل ذلك.
• ليس إلزاميًا عزف النشيد الوطني خلال حفل رفع العلم السنوي ولكن تسعى سنغافورة لتشجيع ذلك لتعزيز أهميّة الحدث.
• يسمح بشراء أو إنتاج علم بأحجام مختلفة وفقًا للاحتياجات طالما يتم الاحتفاظ بالنسبة الرسمية 2 إلى 3.

المراجع

1. ↑ "Singapore", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-18. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ د} "Flag of Singapore", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-18. Edited.
3. ↑ "Flag of Singapore", www.countryflags.com, Retrieved 2020-06-18. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت} "Flag of Singapore facts for kids", kids.kiddle.co, Retrieved 2020-06-18. Edited.